احتلال القرية - السَوَافِيّرْ الشَرْقيَّة - قضاء غزة


احتلت وحدات من لواء غفعاتي القرية, خلال المرحلة الثانية من عملية براك (أنظر البطاني الغربي, قضاء غزة) وذلك استنادا إلى مصدرين إسرائيليين منفصلين فالمؤرخ الإسرائيلي بني موريس يذكر أن العملية شنت في 9 أيار \ مايو 1948 وأن القرية احتلت في 18 من الشهر نفسه, وعندها كان السكان فروا في معظمهم منها, إلا إن بعضهم طرد منها على الأرجح وثمة رواية مصرية تختلف اختلافا بينا عن رواية موريس, إذا جاء فيها أن القرية احتلت (بعد حوالي أسبوعين من بداية الهدنة الأولى), أي في 25 حزيران\ يونيو تقريبا. وهذه المعلومات ترد في مذكرات الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر, وفيها انتقاد للقيادة المصرية لأنها أتاحت للقوات الإسرائيلية احتلال هذا الموقع خلال الهدنة. وقد صدرت الأوامر إلى الكتيبة السادسة وهي كتيبة عبد الناصر, باستعادة القرية عند نهاية الهدنة (9 تموز\ يوليو), غير أن أفراد الكتيبة لم يتمكنوا قط من تنفيذ الأوامر بسبب اخفاق الوحدة السودانية في احتلال قرية بيت دراس. وفي تلك الأثناء قرر عبد الناصر الذي كان آنئذ ضابط أركان الكتيبة, أن يستكشف موقعي السوافير الشرقية وشقيقتها السوافير الغربية, وأمضى عبد الناصر يرافقه ضابطان ورقيبان, ونصف نهار وراء خطوط العدو بغية الحصول على صورة واضحة للقريتين. وكما توقع, فإن وجود العدو في القريتين لم يكن كثيفا, غير أن المعلومات التي جاءت بها الوحدة الاستكشافية لم تستخدم لأن التقدم المصري كان توقف عند بيت دراس.
أما رواية الجيش الإسرائيلي لسير المعارك على هذه الجبهة فتذهب إلى أن الخطة المصرية- السودانية كانت تقضي باحتلال بيت دراس, على أن تتبع ذلك تقدم في تجاه السوافير الشرقية والى إن القوات العربية حاولت السيطرة على القرية في أوائل تموز\ يوليو, لكنها أخفقت. وقد أحبطت خطة عربية أخرى تهدف إلى استعادة القرية في نهاية المطاف وذلك في المراحل الأولى من تنفيذها وطوال اليومين اللاحقين.

المرجع

كتاب كي لا ننسى للأستاذ وليد الخالدي