معلومات عامة عن بيت عَفّا - قضاء غزة
معلومات عامة عن قرية بيت عَفّا
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة على رابية صغيرة في منطقة قليلة الارتفاع إلى جوار السهل الساحلي، وتربطها طرق فرعية بطريقين عامين: أحدهما يتجه شمالاً والآخر يتجه جنوباً ويفضي إلى مدينة المجدل عسقلان على الطريق العام الساحلي، شمال شرقي مدينة غزة وعلى مسافة 29 كم عنها، بارتفاع لايزيد عن 100 م عن مستوى سطح البحر.
قدرت مساحة أراضي قرية بيت عفا بـ 5808 دونم، كانت أبنية ومنازل القرية تشغل منها ما مساحته 26 دونم.
تختلف الروايات حول تاريخ احتلال قرية بيت عفا حيث أنها تعرضت منذ مطلع عام 1948 لمجموعة من العجمات من قبل العصابات الصهيونية، ولكن يرجح المؤرخ وليد الخالدي أن ذلك حدث في وقت متأخر من حرب عام 1948، وأنها على الأرجح احتلت تزامناً مع احتلال قرية بربرة في سياق عملية "يوآف" والتي نفذتها وحدة صهيونية مكونة من جنود ألوية "جفعاتي" و "يفتاح" و "نجيف" وذلك بتاريخ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1948 حسب ما ذكره الخالدي نقلاً عن الأرشيف العبري.
الحدود
كانت قرية بيت عفا تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية عبدس شمالاً.
- قرية جسير من الشمال الشرقي.
- قرية حتّا شرقاً.
- قرية كرتيا من الجنوب الشرقي.
- قرية عراق سويدان جنوباً وإلى الجنوب الغربي.
- وقرية جولس غرباً وإلى الشمال الغربي.
الآثار
كانت بيت عفا مبنية في موقع سكني قديم. وقد أشار علماء وادي الرانة. وكان ثمة خربة تقع في أراضيها وتضم بقايا مبنية بحجارة غير مقطعة وبئرا وأعمدة.
السكان
- قدر عدد سكان قرية بيت عفا عام 1922 بـ 422 نسمة.
- ارتفع عددهم في إحصائيات عام 1931 إلى 462 نسمة، كانوا جميعهم من العرب المسلمين ولهم حتى تاريخه 105 منزلاً.
- في عام 1945 بلغ عدد سكان القرية 700 نسمة.
- في عام 1948 وصل عددهم إلى 812 نسمة وكان لهم حتى ذلك العام 184 منزلاً.
- وفي عام 1998 قدر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 4987 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
من أسماء عائلات قرية بيت عفا الذين استطعنا مغرفتهم من خلال المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، هي:
- عائلة أبو كف.
- عائلة وشاح.
- عائلة النجار.
(نرجو ممن تتوفر لديه أسماء عائلات القرية وليست مذكورة التواصل معنا وتزويدنا بها مشكوراً)
الاستيطان في القرية
أقيمت مستعمرة "ياد ناتان" بالقرب من موقع القرية في سنة 1953 على أراضي قرية عراق سويدان إلى الشمال الغربي من بيت عفا.
الطرق والمواصلات
كانت القرية ترتبط بطرق فرعية تصلها إلى الطريق العام:
أحدهما يتجه شمالاً والآخر يتجه جنوباً ويفضي إلى المجدل على الطريق العام الساحلي.
المساجد والمقامات
كان سكان القرية من المسلمين وفيها مقام لرجل يعتقد سكانها أنه النبي صالح. وجاء في القرآن الكريم (سور الأعراف الآية 75 والشعراء الآيتان 142-143 والنمل الآية 45 ) أن صالحا بعث نذيرا لأقوام في الشمال الغربي من الجزيرة في غابر الأيام. وكان ثمة مقام أخر مشهور للنبي صالح في مدينة الرملة. وكانت القرية تعتمد على الفالوجة وهي قرية كبيرة إلى الجنوب الشرقي منها للحصول على الخدمات التجارية والتربوية.
احتلال القرية
استناداً إلى تقرير صحافي نشر في صحيفة (فلسطين) فإن وحدة من الميليشيات الصهيونية دخلت القرية في منتصف ليل 27 كانون الثاني/ يناير 1948 وحاولت زرع الألغام في بعض المنازل النائية غير أن حرس القرية انتبهوا لوجود المتسللين فجرى اشتباك دام ساعتين، الأمر الذي أجبر المهاجمين على الانسحاب إلى مستعمرة نيغبا.
ثمة روايات متضاربة في شأن احتلال قرية بيت عفا ويبدو أن القرية تنقلت بين أيدي المتحاربين مرتين على الأقل في أثناء الحرب. ويقول المؤرخ "الإسرائيلي" بيني موريس إنها احتلت في 14-15 تموز/ يوليو 1948، خلال الفترة المعروفة بـ (الأيام العشرة) ما بين هدنتي الحرب. واستناداً إلى موريس فإن وحدات تابعة للواء "غفعاتي" استولت على القرية في أثناء المرحلة الثانية من عملية هجومية، وسع اللواء بعدها رقعة انتشاره إلى الجنوب حتى مشارف النقب وهذا يطابق ما جاء في تقرير لصحيفة (نيورك تايمز) وفحواه أن القرية احتلت في 15 تموز/ يوليو.
غير أن كتاب (تاريخ حرب الاستقلال) يورد أن القرية كانت قد احتلت في 9 تموز/ يوليو أي بينما كانت الهدنة الأولى تشارف على الانتهاء. وكانت تحتلها فصيلة من الكتيبة الثانية في لواء غفعاتي. لكن الجيش المصري استردها في ذلك التاريخ، بعد أن مارس (ضغوطاً استمرت حتى الصباح) وجاء في رواية الهاغاناه أن الكتيبة الرابعة في اللواء المذكور حاولت احتلال القرية من جديد بعد ذلك بأسبوع أي في 17- 18 تموز/ يوليو لكنها أخفقت على الرغم من أنها كانت معززة بإنزال بحري. وتضيف الرواية (أن المصريين كانوا يعلمون تمام العلم أهمية هذه القرية حيوية ولذلك حصنوها تحصيناً جيداً) غير أن الكاتب المصري محمد عبد المنعم يقول إن احتلال العصابات الصهيونية للقرية تم بعد ذلك بيومين أي خلال ليل 10-11 تموز/ يوليو، عندما انتزعت القرية من أيدي المجاهدين الفلسطينيين المؤكل إليهم الدفاع عنها. ويضيف عبد المنعم أن القوات المصرية النظامية استعادت القرية صباح اليوم التالي 11 تموز، ويؤكد ذلك تقرير نشرته صحيفة (نيورك تايمز) وجاء فيه أن بيت عفا سقطت أولاً في يد العصابات الصهيونية في 9 تموز، ومعها قريتي عراق سويدان وعبدس، وأن القوات العربية استعادتها في اليوم التالي، وبُعيد هذه المعركة زعم الصهاينة أنهم قتلوا 300 من الجنود المصريين والسودانيين وأنهم أسروا 200 آخرين.
على الرغم من الفوارق الطفيفة في هذه التواريخ فإن الرواية الأخيرة التي جاء فيها أن الصهاينة احتلوا القرية ثم فقدوها خلال (الأيام العشرة) الفاصلة بين الهدنتين، تبدو أولى بالتصديق. ومن المرجح أن تكون بيت عفا سقطت في يد الصهاينة خلال عملية "يوآف" مابين منتصف شهري تشرين الأول وتشرين الثاني، لكن من المرجح أن يكون سكانها طردوا منها في زمن الاحتلال الأول.
القرية اليوم
لم يبق من منازلها ولا يميز الموقع سوى أشجار الجميز والخروب ونبات الصبار وتزرع الفاكهة وخصوصا الحمضيات في الأراضي المجاورة التي ترويها مياه مستمدة من نهر الأردن بواسطة قناة.
الباحث والمراجع
إعداد: أميرة الشاذلي، استناداً للمراجع التالية:
- كتاب فى بلادنا فلسطين لدكتور مصطفي مراد الدباغ.
- موقع فلسطين فى الذاكرة.