احتلال القرية - عَرَبْ صُقْريِر- سكرير/ عرب أبو سُوَيْرِح - قضاء غزة

كانت عرب صقرير هدفاً لأول اقتراح عملاني من الهاغاناه يدعو إلى تدمير قرية تدميراً كاملاً، وكان ذلك في 11 كانون الثاني/ يناير 1948، وقد جاء في تقرير للاستخبارات  الصهيونية ويحمل هذا التاريخ، الاقتراح التالي: (يجب تدمير القرية كلياً وقتل بعض الذكور من تلك القرية نفسها)، وينقل المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي عن المؤرخ "الإسرائيلي" بيني موريس إن التقرير جاء نتيجة (مقتل 11 فرداً من كشافة الهاغاناه في 9 كانون الثاني/ يناير 1948) غير أن التقارير الصحافية في تلك الآونة أوردت رواية مختلفة، فقد استشهدت صحفية (نيويرك تايمز) بمصادر من الشرطة تقول إن جماعة من اليهود من مستعمرة يفنه القريبة، هاجمت (وادي صقرير) بالأسلحة النارية في 9 كانون الثاني/ يناير، مضيفةً أن الشرطة البريطانية وصلت إلى المكان وردت على الهجوم، وجاء في التقارير أن ثمانية من العرب وأثني عشر يهودياً قتلوا، وكانت هذه (الأكثر الاشتباكات قتلاً) في ذلك اليوم.

أما صحيفة (فلسطين) الصادرة في يافا، فقد ذكرت أيضاً هجوماً على القرية في 9 كانون الثاني/ يناير، ولا يذكر موريس هل تم تنفيذ ذلك الهجوم (الانتقامي) أم لا غير أن أعضاء في الهاغاناه نسفوا 15 أو 20 منزلاً في قرية عربية بالقرب من يبنة. ولا يورد التقرير أية أرقام عن الإصابات لكنه يستشهد ببعض من يقول إن التفجيرات التي حدثت فجرا كانت تهدف إلى الثأر للهجمات على القوافل اليهودية.

ومن المرجح أن يكون القطاع الساحلي الذي تقع القرية فيه، وقع تحت سيطرة الهاغاناه يوم سقطت قرية بشيت المجاورة أي في 10 أيار/ مايو 1948 تقريباً. وقد احتل لواء "غفعاتي" المنطقة بكاملها بينما كان يوسع رقعة انتشاره إلى الجنوب والغرب، في أثناء عملية "براك"،  لكن موريس كتب يقول إن القرية لم تدمر إلا في 24-28 آب أغسطس، خلال عملية نيكايون(التطهير) التي قام لواء غفعاتي بها أيضاً، وقد استغل هذا اللواء الهدنة الثانية في الحرب( لطرد جميع الأشخاص غير المسلحين من المنطقة)، وذلك بموجب أوامر، لذا فإن الوحدات نسفت المنازل الحجرية وأشعلت النار في الأكواخ (وقتل عشرة من العرب في أثناء محاولتهم الفرار).