احتلال القرية - كرتيّا - قضاء غزة

ورد في كتاب "كي لاننسى قرى فلسطين" للمؤرخ الراحل وليط الخالدي حول احتلال قرية كرتيا التالي:

"نفذ لواء غفعاتي عمليتين على الجبهة الجنوبية في المنطقة المحيطة بالقرية خلال الأيام العشرة بين هدنتي الحرب. وفي العملية الثانية حاول هذا اللواء ربط سيطرته بتلك التي تسيطر القوات الصهيونية عليها في النقب. وعلى الرغم من عجزه عن تحقيق هذا الهدف، فقد نجح في احتلال المزيد من الأراضي في منطقة غزة، وتسبب بتشريد سكان الكثير من القرى الفلسطينية". 

"كانت كرتيا بين هذه القرى فقد تم احتلالها ليل 17-18 تموز/يوليو 1948, قبل أن تدخل الهدنة الثانية حيز النتفيذ مباشرةً، وذلك استناداً إلى (تاريخ حرب الاستقلال). وكانت الوحدات المشاركة تابعة للكتيبة الثالثة في لواء غفعاتي ولكتيبة المغاوير التاسعة في اللواء المدرع وهذه الوحدات الأخيرة هي التي (اقتحمت) القرية واحتلتها. وقد نشب فيما بعد قتال ضار مع القوات المصرية التي وصلت إلى مشارف القرية، وبينما كانت دبابتان مصريتان على وشك اختراق دفاعات جيش الاحتلال من الجنوب جابهتها وحدة مزودة بأسلحة مضادة للدبابات (وغيرت سير المعركة كما جاء في رواية الهاغاناه). وكانت هذه الوحدة احتمت وراء سياج من الصبار وأصابت إحدى الدبابتين إصابة مباشرة، فأوقفت بذلك التقدم المصري، وفي الساعة السابعة من مساء اليوم ذاته، دخلت الهدنة الثانية حيز التنفيذ.

كتب مراسل صحيفة (نيورك تايمز) يقول إن سقوط كرتيا (زاد في عزلة المصريين الذين أصبحوا في موقع مكشوف حين تم وقف إطلاق النار) غير أن هذا النجاح جنود الاحتلال لم يؤد إلى تحقيق رغبتهم في الاتصال بالنقب، لأن القوات المصرية احتلت مواقع أخرى خارج القرية مباشرة لسد الطريق نحو الجنوب. وقامت وحدات من لواء عوديد، كانت أسلت إلى الجنوب للاستيلاء على هذه المواقع في النصف الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر. وهذه المواقع هي التي أصبحت تعرف ب(جيب الفالوجة) الذي استولت سلطات الاحتلال عليه فيما بعد بمقتضى اتفاقية الهدنة.