احتلال القرية - أبو شُوْشَة/ قرى الروحة - قضاء حيفا

      في أوائل نيسان/أبريل 1948، أغارت وحدات تابعة للكتيبة الثّانية في لواء غفعاتي على قرية أبو شوشة. وجاء في ((تاريخ الهاغاناه)) أنّ حارساً في مستعمرة يهوديّة قريبة قُتل على أراض تابعة للقرية، فصدرت الأوامر بالقيام ((بعمليّة انتقاميّة)). وبعد منتصف ليل 1 نيسان/ أبريل، دمّرت الوحدة المهاجمة منزلاً، كما دمّرت بئر القرية. وبعد انتهاء العمليّة، جرى تبادل إطلاق نار منع المدافعين الفلسطينييّن المحلييّن، أُصيب خلاله جندي بجروح قاتلة. ولا يأتي ((تاريخ الهاغاناه)) إلى ذكر الإصابات بين العرب.

       فيما بعد، كانت أبو شوشة من أوائل قرى الجليل الأسفل الّتي سقطت عقب معركة مشمار هعيمك. فقد بدأت المعركة في 4 نيسان /أبريل 1948، حين شنّ جيش الإنقاذ العربي هجوماً بغية احتلال كيبوتس مشمار هعيمك اليهودي. ومن المرجح أن يكون هذا الهجوم جاء بمثابة رد على الدور الّذي قام به هذا الكيبوتس في الهجوم على الغُبيّة التحتا. ووصفت صحيفة ((نيويورك تايمز)) هذا الهجوم بأنّه ((أعنف معركة دارت حتّى الآن بعد أربعة أشهر ونصف شهر من القتال في فلسطين)). وقد أخفق الهجوم في تحقيق غايته. وبعد أن توقف هجوم جيش الإنقاذ العربي، جاء عرض للهدنة مع وساطة بريطانيّة، غير أنّ الهاغاناه رفضت ذلك العرض، وعوضاً عن ذلك، قرّر قادتها القيام بهجوم مضاد شامل لاحتلال القرى المجاورة وتدميرها. وذكرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) أنّ قوات الهاغاناه، الّتي كانت محاصَرة في مشمار هعيمك، تمكّنت ليل 8-9 نيسان/أبريل من اختراق الحصار، واحتلت ثلاث قرى هي أبو شوشة وأبو زريق والنغنغية. وكانت هذه الوحدات تابعة للكتيبة الأولى في البلماخ، وللوائي كرملي وألكسندروني.

     كتب مسؤول رفيع المستوى في الصندوق القومي اليهودي عن القرى الّتي احتُلت في معركة مشمار هعيمك ما يلى: ((إنّ جيشنا يقتحم القرى العربيّة بثبات، وإنّ سكّانها خائفون ويهربون منها كالفئران)). ومع حلول 12 نيسان/أبريل، كانت قوّات البلماح قد احتلّت خمس قرى حول مشمار هعيمك، وبلغ عدد القرى المحتلّة عشراً مع حلول 14 نيسان/أبريل.

     يقول المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس إنّ سكّان هذه القرى الّذين لم يفروا طُردوا منها، وإنّ كل قرية من هذه القرى دُمّرت تدميراً منتظماً ليلة احتلالها. غير أنّ صحيفة ((نيويورك تايمز)) أشارت إلى أنّ قرية أبو شوشة أُخليت ليل 11-12 نيسان/أبريل، ثم احتلّت من جديد في 12 نيسان/أبريل. وفي أبو شوشة، نسفت الهاغاناة منازل عدّة ((انتقاماً))، كما جاء في تقرير لمراسل صحيفة ((نيويورك تايمز)). وبعد احتلال القرية، سيطرت القوّات الصهيونيّة على طريق جنين-حيفا العام.