معلومات عامة عن خربة الكساير - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية خربة الكساير
الموقع والمساحة
تقع شرقي حيفا على بعد 13 كم منها وترتفع 100م عن سطح البحر
الآثار
حتوي الخربة على أساسات وحجارة مبعثرة وصهاريج منقورة في الصخر ، ومدافن ونحت في الصخور.
السكان
كان عدد سكان قرية خربة الكساير عام 1948 م(290) نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
أسماء العائلات:
-المغربي-خضر-حمدان-الحنفي-الناطور
-الأكحل: عائلة جزائرية
تفاصيل أخرى
معركة وادي هوشة:
من اكبر واهم الاحداث العسكرية في حرب النكبة عام 1948 كانت معركة وادي هوشا والتي جرت احداثها في نيسان 1948 وكانت قرية الكساير وهوشا مسرحا لتلك الاحداث، حيث كانت خطة فوزي القاوقجي في حصاره على مشمار هعيمك ان يفرض حصارا على القرى اليهودية في منطقة حيفا حتى لا تشارك في المعركة، وقد استعان القاوقجي بكتيبة سورية من دروز الجبل، كان قائدها شكيب وهاب، وقد قام الفصيل الدرزي بفرض حصار محكم على قرى رمات يوحنان والمجدل وتم قصف هذه القرى بغزارة ودارت معارك عنيفة بين الكتيبة الدرزية وبين المنظمات اليهودية وخسر كل طرف عددا كبيرا من الجنود والمعدات، حتى تم عقد اتفاق بين الطرفين وتم انسحاب الكتيبة الدرزية وعودتها الى الشام.
تقع الكساير مقابل هوشا وهي شقيقتها كما يقال فلا يذكر اسم واحدة منهما الا ويذكر اسم الاخرى،
تاريخ القرية
- سكنها قسم من المغاربة الذين وصلوا مع الامير عبد القادر الجزائري كما سكنها المواطنون العرب الذين هجروا من جدرو (بياليك) وكفرتا في سنوات العشرينات من القرن الماضي.
- وحسب خطة تقسيم فلسطين 29/11/1947 فان الحدود بين الدولة اليهودية والعربية يمر قرب القرية..
احتلال القرية
كانت القرية إحدى قريتين شهدتا معارك ضارية في منتصف نيسان/أبريل 1948. وورد في ((تاريخ الهاغاناه)) أن جيش الإنقاذ العربي أمر أحد أفواجه بأن يأخذ مواقع له في قريتي خربة الكساير وهوشة المجاورة لها، في 12 نيسان/أبريل 1948، في ذروة المعركة التي دارت بشأن مشمار هعيمك في منطقة مرج ابن عامر الواقعة إلى الجنوب منها. وكانت خطة جيش الإنقاذ القبض على المستعمرات اليهودية المجاورة (ربما رمات يوحنان) كي يصبح في الإمكان إرسال التعزيزات إلى المنطقة، وبالتالي تخفيف الضغط عن وحدات الجيش الموجودة حول مشمار هعيمك. وقد هاجمت وحدة من لواء كرملي التابع للهاغاناه مواقع جيش الإنقاذ العربي في القريتين، في 14 نيسان/أبريل، لكنها أُجبرت على الانسحاب.
في 16 نيسان/أبريل، شُنّ هجوم آخر. وهذه المرة احتُلت القريتان بسهولة لأن الحراسة فيهما كانت ضعيفة. لكن في اليوم نفسه، حاولت قوة من جيش الانقاذ العربي مؤلفة –بحسب ما ذكرت الهاغاناه- من جنود فلسطينيين وسوريين ينتمون إلى الطائفة الدرزية، أن تسترجع القريتين تسع مرات. وتميّزت المعارك المتتالية بضرواتها، وبشجاعة المقاتلين الدروز من جيش الإنقاذ العربي؛ وذلك بحسب شهادة الجنود اليهود. وورد في صحيفة ((نيويورك تايمز)) أن الكثيرين من العرب قُتلوا في المعارك، وضمنهم ((نفر من رجال القبائل الدروز)). وأُمرت وحدات لواء كرملي، عند الهجوم التاسع، بالانسحاب من هوشة والخندقة في خربة الكساير. لكن المقاتلين العرب ((انهاروا)) بعد وصول رشاش ثقيل للهاغاناه، و((لم يحاولوا حتى العودة إلى خربة الكساير))، بحسب تعبير ((تاريخ الهاغاناه)).
ليس من الواضح متى رجع الصهيونيون إلى القرية، مع أن سكانها غادروها على الأرجح منذ ذلك الوقت، جرّاء المعارك الضارية. وربما يكون الهجوم على القريتين سهّل تطويق حيفا واحتلالها في الأسبوع التالي.
أشعار قيلت في القرية
تهاويمُ على جدران الكسِاير* - القصيدة كاملة .. نشرت عام 1992 في عدد من الصحف العربية
........................................................ ط. العبد
هَذِهِ أنثى الرِّمَالِ
وهَذَا جِسْمِيَ مُوْغِلٌ في التّيْهِ والمَلَكُوتْ
قَابِعٌ في التَّفَاصِيْلِ التِي تَمْشِي إلى الجُدْرَانْ،
مُتَوَحِّدٌ في الأرْضِ يَسْرِي كَيْفَمَا تَسْرِي ..
فَلْتَأخُذِ الأرْضُ مِنِّي مَا تَشَاءُ، رَمْلَهَا أو صَخْرَهَا
ولتُعدنِي نَحْوَ بَادِئَةِ التَّجَلِّي،
أعَابِرَةً فَوْقَ أَضْلاعِي تَخَلّي عَنْ غُمُوضِكِ،، واتْبَعِينِي
أَحِبِّينِي كَمَا أَحْبَبْتِ أَشْجَانَ الكَنَارِي ..
امْضَغِي لَحْمِي ـ إذَا شِئْتِ ـ ودَارِي
ولكِنْ حَاذِرِي أنْ تَقْطُفِي وَطَنِي ،،
إنَّنِي أَمْتَدُّ مِنْ قَبْرِي إليْه ..
صَاعِدًا، مُتْرَعًا بِالحُزْنِ،
شَرِيدًا فِي حُطَامِ الذِّكْرِيَاتْ، فَاذْكُرِيْنِي بِالتَّعَبْ .
غَرِيبًا مِثْلَمَا جِئْتُ، مُهَيَّأً لِلمَوتِ مِثْلَ الأنْبِيَاءِ
عَلَى السُّفُوحِ وفِي الشّعَبَ،،
أَحْبُو فِي طَرِيقِي ..
ما زِلْتُ طِفْلاً فِي تَضَارِيسِ القَصَائِدِ والكِتَابَة ..
يا أُنْثَى الرِّمَالِ،، تَقَدَّمِي،
نَمْشِ فِي تَجَاعِيدِ الغُيُومِ ونَنْحَنِ،
لا شَيْءَ يُنْقِذُنَا مِنَ التَّرَدِّي فِي القَصِيدَة، ومِنَ التَّمَلُّقِ والرَّتَابَة ..
**
يَغْفُو الكَلاَمُ ،، تَنْحَنِي مُدُنٌ فَوْقَ أَضْلُعِهَا
يَمْتَدُّ رَأسِي مِنْ مَجَرَّتِهِ البَعِيْدَةِ نَحْوَ طَوْقِ المِشْنَقَة
لأَكُونَ فَاتِحَةَ الكِتَابْ وخَارِطَةَ البِلادِ وأَحْتَفِي،
كيْ أَخْتَفِي فِي تَهَاوِيمِ الضَّبَابْ .
أَحِبِّيْنِي، وَكُونِي الِمْيَتةَ الأُخرى
وَكُونِي الشِّعْرَ يَرْكُضُ فِي رِكَابِ الّلحْظَةِ الأُوْلى..
لِطَقْسِ القَابِعِيْنَ عَلى الرَّصِيفْ ،،
أو رُكْمَةِ المُدُنِ الكَسُولَة
أَعِدِّي مَا يَشَاءُ الحُبُّ مِنْ سَهَرٍ طَوِيلٍ ،،
وابْتِسَامَاتٍ خَجُولَة
أَحِبِّيْنِي،، وكُونِي المِيْتَةَ الأُخْرَى،،
لِنَفْتَعِلَ التَّجَلِّيَ للسَّرَابِ،
فِي خَيْمَةٍ تَرْثِي الطّلُولا
**
الآنَ ذَاكِرَتِي تَجِيءُ بَطِيْئَةً، لِتَبْتَكِرَ الحَمَامْ .
جُزُرٌ مِنَ البِلَّوْرِ تَمْشِي غَابَةً فَوْقَ جُدْرَانِ الكَسَايِرْ
لِتَلُمَّ رَائِحَةَ التُّرَابِ،، وتَقْتَفِي أَثَرَ المُهَاجِر
لا شَيْءَ يَمْنَعُنَا .. فالتَّجَلِّي لِلْقَصِيدَةِ مُمْكِنٌ ..
وَجِسْمِيَ مُوْغِلٌ فِي التّيْه .. في التَّفَاصِيلِ الفَوَاصِلْ
أُنْثَى الرِّمَالِ صَدِيْقَتِي .. هَذا هُو الوَقْتُ المُغَايِرْ .
**
أَنْتِ دَالِيَةُ الكُرُومِ وَخيمَتِي،
آوي إِلَيكِ مُهَدَّدًا بالانْقِرَاضِ مِنَ القَصِيدَة
والجُوعُ والإعْياءُ مِلْكُ صَبَابَتِي ..
رَجُلٌ مِنَ الثَّلجِ ،، جِسْمِيَ بَارِدٌ
والبَرْقُ يَلْمَعُ مِنْ جَحِيْمِ كِتَابَتِي
نَهْرٌ مِنَ الكَلِمَاتِ يَجْرِي مُسْرِعًا،،
مَطَرٌ غَزِيْرٌ مِنْ ثُقُوبِ سَحَابَتِي ..
إنَّ التَّجَلِّيَ للقَصِيْدَةِ مُمْكِنٌ،
الآنَ وَقْتِيَ كَيْ أُعِيْدَ بِدَايَتِي .
**
تَمْشِي القَصِيْدَةُ سَاعَةً،، تَمْشِي القَصِيْدَةُ سَاعَتَيْن..
وَجِسْمِيَ مُوغِلٌ فِي التّيهِ والمَلَكُوتْ
خاَرِجٌ مِنْ حُطَامِ الذِّكْرَيَاتْ
يَقْتَفِي أَثَرِي، يَرْتَدِينِي خِنْجَرًا ،، ورَصَاصَةً لِقَافِلَةِ الظَّلامْ ..
جُزُرٌ مِنَ البِلَّوْرِ تَمْشِي لِتَلُمَّ الدَّمَ المُنْسَابْ فِي سَاعَةِ التَّكْوِينْ،،
وتُعِيدَ حَيْفَا لذَاكِرَةِ المُهَاجِرْ..
لِسُعَالِ كَرملِهَا،، لأَكْوَامِ البَيَادِرْ،،
للتَّهَاوِيْمِ الّتِي رُسِمَتْ فَوْقَ جُدْرَانِ الكَسَايِرْ
أُنْثَى الرِّمَالِ حَبِيْبَتِي ...
هَذا هُوَ الوَقْتُ ا ل مُ غَ ا ا ا يِ رْ
القرية اليوم
تتبعثر بقايا المنازل المهدمة وحيطان الاسمنت المنهارة، المغطاة بالتراب، حول موقع القرية. وثمة الركن الغربي من الموقع بئر، وبقايا منزل ما زالت عوارضه مرثية. وهناك بئر أُخرى في الركن الشرقي من الموقع أيضاً. وينمو نبات الصبّار وأشجار النخيل والتوت والزيتون والتين في أنحاء المنطقة كافة. والمنطقة مسيجة بأكملها، وتستعمل مرعى للبقر.
الباحث والمراجع
إبراهيم منصور ابن حيفا
قائمة المراجع:
-كي لاننسى للدكتور وليد الخالدي.
-بلادنا فلسطين (الناصرة وعكا وحيفا) لمصطفى مراد الدباغ.