القرية والمناطق المجردة من السلاح - مَنْصُورة الخَيّط/ مَنْصُورة الحُولَة/ قرى المناطق المجردة من السلاح - قضاء صفد

نظراً لتعرض القرية لهجمات ومجزرة في الشهر الأول من عام 1948، غادر بعض أهالي القرية كما هو حال سكان قريتي كراد الغنامة والبقارة المجاورتين باتجاه الأراضي السورية، ومكثوا هناك إلى أن تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة بين سورية وحكومة الاحتلال، حيث تم توقيع الاتفاقية في تموز/ يوليو 1949 وبموجب تلك الاتفاقية وقعت مجموعة أراضٍ وقرى فلسطينية ضمن منطقة مجردة من السلاح، وفق ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين ومن هذه القرى: يردا، النقيب، خان الدوير، الصَيّادة، السمرا، خربة أبو زينة، كراد الغنامة، كراد البقارة، ومنصورة الخيط.

كان الاتفاق ينص أن يعود سكان هذه القرى إلى قراهم على أن تكون خالية من أي وجود عسكري سوري أو "إسرائيلي"، وأن تكون هذه المنطقة تحت إشراف لجنة من منظمة الأمم المتحدة.

عاد أهالي تلك القرى إليها، ولكن سلطات الاحتلال لم تكن ترغب باستمرار هذه الاتفاقية، وبدأت تمارس المضايقات بحق سكان هذه المنطقة لدفعهم لتركها والرحيل عنها.

بالإضافة لترحيل بعضهم قسراً إلى قرية شعب قضاء مدينة عكا في الداخل الفلسطيني المحتل، وهناك فرضت عليهم منع تجوال استمر ثلاثة أشهر وكان ذلك في الأشهر الأولى من عام 1951، في تلك الأثناء تقدمت سورية إلى مجلس الأمن حول ترحيل سكان المناطق المجردة من السلاح قسراً من أراضيهم، الأمر الذي دفع مجلس الأمن أن يصدر قراراً يوم 18-5-1951 ، والمتضمن وجوب إعادة المواطنين العرب سكان المناطق المجردة من السلاح الذين أجبرتهم حكومة "إسرائيل" على مغادرتها، وتشرف على إعادتهم لجنة الهدنة المشتركة بطريقة تقررها اللجنة.

وعن احتلال القرية وطرد أهلها منها، يذكر الباحث "خالد بدير" في بحثه "فلسطينيو المناطق المجردة- قريتا البقارة والغنامة نموذجاً":

" عندما بدأ العدوان الثلاثي على مصر، استغلت سلطات الاحتلال انشغال العالم بهذه الحرب، وأنزلت الوحدة 101 بقيادة "إرئيل شارون" في المنطقة المجردة من السلاح، وكان ذلك يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، ومن بينها قريتي كراد الغنامة والبقارة حيث أجبر الجنود أهالي القريتين على مغادرتها بقوة السلاح، وبعد ساعات من المقاومة من أهالي القريتين، استطاع جنود الاحتلال إجبارهم على ترك القرية، وحملوهم في شاحنات، ثم ألقوا بهم على الحدود السورية، وبعد أن انقطع أملهم بالعودة إلى قريتهم عبروا الحدود السورية، واستقروا في مناطق الجولان السوري حتى عام 1967".

وعقب احتلال الجولان في حرب 5 حزيران 1967 لجأ أهالي كراد البقارة والغنامة ومنصورة الخيط المقيميين هناك، إلى مدينة دمشق أقاموا في مخيمات الشتات الفلسطيني هناك.

تنويه:

ما جرى لقريتي كراد الغنامة وكراد البقارة وسكانهما جرى أيضاً لقرية منصورة الخيط وسكانها، لم نستطيع الوصول لرواية خاصة بحال قرية منصورة الخيط، إلا أن الروايات الشفهية التي وثقنا منها لقريتي كراد الغنامة والبقارة كانت تذكر كثيراً منصورة الخيط، هذا بالإضافة لموقعها القرية جداً منهما وبالتالي حكماً تعرضت لذات الأحداث، ولكن نرحو ممن يعرف أحداً من أبناء القرية أو لديه معلومات عنها التواصل معنا لتزويدنا بها.