احتلال القرية - عَكْبَرَة - قضاء صفد

فيما يتعلق باحتلال القرية ووضعها خلال حرب عام 1948، استندنا لما دونه المؤرخ الراحل وليد الخالدي في كتابه "كي لا ننسى"، بالإضافة لما قرأناه من بعض المراجع الأخرى وفيما يلي ما ورد في الكتاب:

"في ربيع سنة 1948 مهدت القوات الصهيونية للهجوم على مدينتي صفد و طبريا بشن هجمات إضعاف للمعنويات على القرى المحيطة بهما و لما كانت قريتي عين الزيتون وعكبرة تقع تقعان على مسافة لاتزيد عن 5 كم عن صفد شمالاً وجنوباً، فقد اختيرت عكبرة وقبلها بأيام قرية عين الزيتون، كعبرة لسكان المدينة في9 أيار/ مايو هاجمت وحدات من كتيبة البلماح الأولى القرية من أجل (بث الشعور بين سكان وأهالي مدينة صفد بأنهم على وشك أن يطوقوا ولن يكون في وسعهم الفرار).

وكان الهجوم شُن على عكبرة في نطاق عملية "يفتاح" ويدون المؤرخ "الإسرائيلي" بني موريس مستنداً إلى مصادر عسكرية "إسرائيلية" إن سكان القرية كانوا غادرا في معظمهم عند وقوع الهجوم (متأثرين بما حل بسكان عين الزيتون الواقعة على بعد 3كم شمالي صفد، من قتل و طرد قبل بضعة أيام )و إن من تخلف منهم في القرية قاوم مقاومة معتدلة)، ولا يُعٔرف هل وقعت إصابات أم لا وإن كان موريس يذكر أن الوحدات الغازية نسفت عدداً من منازل القرية ولاذ بعض السكان إلى قريتي الفراضية و السموعي الى الغرب من عكبرة و قد أدت حوادث عكبرة ومن قبلها عين الزيتون، إجمالا الى إضعاف معنويات السكان في صفد التي هوجمت في اليوم التالي.

روى سكان القرية الذين قابلهم المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال بعد خمسة و عشرين عاماً إن سقوط عين الزيتون و مجزرة دير ياسين (قضاء القدس)، أديا الى مغادرة السكان و عند وقوع الهجوم قاوم المدافعون عن القرية وهم جماعة من 15 إلى 20 رجلاً لكنهم غلبوا على أمرهم فانسحبوا إلى مشارف القرية أما الوحدات "الإسرائيلية" المهاجمة فلم تمكث طويلاً في القرية لكنها دمرت بعض المنازل وجزءاً من المسجد و ذهبت بالمواشي و أقام معظم سكان القرية في الفرضية و السموعي إلى أن سقطت هاتان القريتان الجليلتان أيضاً و قد عاد نفر منهم لأحذ بعض المؤن و بعض الأمتعة الشخصية في تلك الفترة، وكان معظمهم يتوقع أن يعود.

ظلت عكبرة لمدة من الزمن بعد الحرب معتقلاً كانت السلطات "الإسرائيلية" تحتجز فيه الناس الذين طردتهم من قراهم في مناطق أخرى من الجليل ففي أوائل حزيران يونيو 1949 (أُكِره) السكان الذين مكثوا في ثلاث قرى في قضاء صفد (الجاعونة و الخصاص و قيطية )على ركوب الشاحنات، ثم افرغوا على سفح تل أجرد ساطته الشمس قرب قرية عكبرة، بحسب ما ذكر موريس ولا يعرف على وجه الدقة ماذا حل بهؤلاء الناس و لا بالقرية نفسها، ولكن موريس يكتب ببساطة إن (الأوضاع المعيشية )في عكبرة حيث جمع المتلفون من قرى كثيرة ((قديتا و الخصائص و الجاعونة معاً ظلت سيئة أعواماً عدة)".