احتلال القرية - الخَالِصَة - قضاء صفد

في 11 أيار/ مايو 1948، رفضت الهاغاناه طلب الخالصة عقد ((اتفاق)). ويروي المؤرخ "الإسرائيلي" بِني موريس أن سكان القرية شعروا بأنهم عرضة للخطر فقرروا الرحيل. يضاف إلى ذلك أنه تناهى إلى أسماعهم نبأ سقوط مركز القضاء، صفد في اليوم عينه. ولما كان قائد عملية يفتاح، يغال ألون، عزم على طرد أكبر عدد ممكن من سكان المنطقة في أثناء العملية، فمن غير المستهجن أن تكون الهاغاناه رفضت عرض الهدنة. والمرجح أن تكون القوات الصهيونية دخلت القرية بُعَيْد ذلك، في سياق حملتها العامة في الجليل الشرقي؛ تلك الحملة التي دُعيت عملية يفتاح. وكانت خطة دالت قضت، أصلاً، باحتلال مركز الشرطة البريطانية الموجود في القرية، لكن لا يعرف على وجه الدقة متى نُفذ الأمر.
 
أعطى سكان القرية الذين أجرى المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال معهم مقابلات في الأعوام اللاحقة، صورة أدق تفصيلاً من لعملية الاحتلال؛ إذ قالوا أنهم هربوا من منازلهم بعد أن سمعوا نبأ سقوط صفد، ولاذوا بقرية هونين في الشمال الغربي. لكن مجاهدي القرية مكثوا بضعة أيام أخرى إلى أن قصفت القرية قصفاً شديداً من مستعمرة مناره اليهودية، وشاهدوا وحدة مدرعة تقترب من القرية. وقد انسحب المجاهدون عبر التلال-لأن القوات الصهيونية كانت تسيطر على الطرق- والتمسوا سبيلهم إلى هونين. ثم إن سكان القرية هُجّروا من هناك إلى لبنان. وفي الأسابيع اللاحقة، قرر نفر منهم العودة لينبشوا حُفَراً في أراضيهم كانوا أودعوها أموالاً، أو لجني شيء من تبغهم وحبوبهم. وقالوا إن القوات "الإسرائيلية" أحرقت ودمرت كثيراً من المنازل. ((القرية خراب)) بحسب ما قال، بإيجاز، أحد الذين عادوا منها
.