البنية المعمارية - الظاهرية - قضاء الخليل


 
وتبقى البلدة القديمة الأهم انها تتكون من 950 مبنىً، وتشكل نحو 3% من إجمالي التراث الحضاري في فلسطين. ولأنها تشكل نمطا معماريا متكاملا، بدأت تستهوي المؤسسات الممولة لأعمال الترميم، وهو ما حدث فيما يتعلق بأحد معالم البلدة القديمة
 
ويتكون المبنى من 10 غرف متفاوتة في المساحة، منها قاعة سفلية كان يطلق عليها «جامع الخوخة» وهي تسمية تعني انه كان مكانا لتجمع أهالي البلدة لتدارس شؤونهم، بينما الطوابق العليا للمبنى الذي يبدو كأنه قلعة صغيرة، فقد استخدمت كمركز للقوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، بقيادة فوزي باشا، قائد الجيش العثماني السابع، الذي هزم أمام الجيش البريطاني المتقدم، وخرج من المدينة في شهر تشرين الثاني 1917.

 
وبجانب الحصن، مكان يطلق عليه «مقبرة الشهداء» يضم مجموعة مقابر قديمة يرجح البعض أنها تعود لفترة الفتح الإسلامي الأول لفلسطين.

 
ومن معالم البلدة القديمة مبنى يطلق عليه اسم القيسرية، وهو متعدد الطوابق، يشبه القلعة الصغيرة، يتميز بأقواسه، وزخارفه المبالغ فيها، والنقوش والكتابات المختلفة وبعضها باليونانية. وتنتمي عمارته إلى فترات مختلفة. ومن المرجح أن زخارفه تعود للعصر العثماني، وهي زخارف منتشرة داخل المبنى وخارجه. وتمتد أمامه أحواش سكنية، تتميز بأعمدتها وأقواسها وأدراجها وآبارها.

 
وليس بعيدا عنها يقع المسجد العمري، وهو أحد المساجد التي انتشرت في فلسطين مع الفتح الإسلامي، وأخذ اسمه من اسم الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب.

 
وفي هذه المنطقة، يوجد حوش يطلق هو مثال على الاستخدامات الحياتية للسكان، فطوابقه السفلى خصصت للحيوانات، بينما العليا للسكن، ويلاحظ في جميع المباني، اهتمام بما يمكن تسميته الأمن المائي والمتمثل بالوفرة في الآبار أمام المنازل، ووجود فتحات في جدران الغرف المطلة على الباحات، كان يوضع بها الماء، ليشرب منه السكان، وهي كانت تقوم بمهمة الثلاجة الحديثة المستخدمة الآن.

 
ويخترق البلدة السوق القديم، وهو أحد معالم البلدة المثيرة فعلا، وما زالت بعض دكاكينه في حالة جيدة. ويمثل هذا المعلم ما كان عليه السوق التقليدي في بلدة شرقية. وكان يستخدم حتى قبل عقود قليلة، ولا تحتاج بعض محلاته إلا إلى ترميم مناسب حتى تعود تدب فيها الحياة من جديد.

 
أما منازل البلدة القديمة، فكثير منها ما هو مهدم بشكل جزئي أو كلي، وفيها آبار رومانية أو كنعانية، ويتضح ذلك من طريقة حفرها في الصخور، وهناك سراديب تحت الأرض يبدو أنها حفرت لأغراض أمنية، وتشكل ما يمكن اعتباره شبكة طرق أخرى تحت البلدة، رغم أنها غير مكتشفة تماما.
 
وما زالت أغراض عديدة موجودة في المنازل المهجورة، مثل صوامع الغلال المصنوعة من القش والطين
 
ويلاحظ تداخل أنماط معمارية مختلفة في بعض المباني، ووجود أنواع من الحجارة تعود لعصور مختلفة في نفس جدران المباني، مما يشير إلى انه تم استخدام الحجارة في اكثر من فترة حضارية.

 
وأهم ما يلفت في هذه البلدة القديمة، ويحتاج إلى دراسة معمقة، الرموز والكلمات والأحرف العربية واليونانية، وأشكال الحيوانات والزخارف المنتشرة على معظم المنازل والأبواب والشبابيك منقوش عليها اكثر من رمز.
 
وقد تم اكتشاف كتابات تعود للعصر البرونزي
 
ويمكن ملاحظة أن بعض هذه الرموز بيزنطية ورومانية وإسلامية وصليبية. وهناك أشكال مستوحاة من الفن الفرعوني. ولا يستبعد التأثيرات الفرعونية والسومرية، مشيرا إلى ترجيحات لبعض الأثريين، حول هذه التأثيرات، والتي تظهر في قبور تشبه تلك التي تعود للسومرين في بلاد ما بين النهرين.