الآثار - البقيعة / من قرى الجليل الأعلى - قضاء عكا

معصرة الزيتون ومطحنة القمح القديمتان في البقيعة

تقع المعصرة على أطراف نواة القرية القديمة من الجهة الغربية يقع بالقرب منها كنيس لليهود وكنيستان أورثودوكسيه وأخرى كاثوليكيه والخلوة الغربية

بني البناء بالحجارة المحلية على قناطر الذي تضم معصرة الزيتون ومطحنة القمح وداخون للطبخ والتدفئة وذلك كبيت للسكان قبل اكثر من 300 عام وذلك بفحص على يد خبراء على ما يبدو من دائرة الاثار الى ان قام المرحوم ابو سلمان يوسف بكرية بتحويله الى معصرة ومطحنة للحبوب لتخدم سكان البلد والقرى المجاورة كبيت جن وكفر سميع وكسرى ويانوح وجث وترشيحا ومعليا وفسوطة وحرفيش 

كانت المعصرة في البداية تدار بقوة الخيل زمن الاتراك العثمانيين وبقيت تعمل حتى نهاية الحرب العالمية الاولى حيث قام المرحوم يوسف بكرية بالسفر الى حيفا وشراء محرك ديزل وتم احضاره بمساعدة همم الرجال في القرى المجاورة اذ احضر عن طريق ميناء عكا وتم نقله وجره بمساعدة الدواب وسواعد الرجال الى قرية يركا ومن ثم جث ويانوح وكسرى وكفر سميع حتى تم ايصاله الى البقيعة حيث حل محل الدواب وبقي المحرك يعمل لمدة زادات عن 70 عام الا ان هجرت لصالح معصرة حديثة كهربائية بنيت قبل سنوات عدة !

وجدير بالذكر أن مصفاة الزيت الحديثه تم شرائها بثمن باهض من وكيل معتمد يدعى ميلير اذ كانت اول مصفاة من نوعها تاتي الى المنطقة الواقعة شمال وشرق مدينة حيفا وقد سهل ميلير لهم معاملة الشراء املا ان يراها اصحاب المعاصر في المنطقة وتعجبهم فيقومون بشراء مثيلتها

وبالفعل بعد ان ركبت المصفاة وعملت بنجاح قام اصحاب المعاصر في المنطقة بشراء مثيلتها ولا زالت المصفاة صالحة لللاستعمال رغم توقفها منذ سنين عده،

كما يوجد بالقرب من المعصرة طاحونة للقمح كانت تخدم فلاحي القريه والقرى المجاورة لتوفر لهم الطحين والمجروش من مونتهم السنويه،

وكان للمعصرة دور هام جدا في حياة الفلاحين كيف لا والمثل يقول:(( قمح وزيت عامود البيت )) او : (( مونة البيت قمح وزيت)) عاداك عن الفوائد الجمة للقمح وزيت الزيتون خاصة في حضير الماكولات الشعبية والمكابيس وصناعة الصابون والتجميل واستهلاكه كمعالج طبي لعدة امراض كآلام الظهر وتصلب العضلات والام الاذن والبطن وغيرها ،

هناك في زوايا البيت خوابي فخارية كبيرة كانت تستعمل لحفظ الزيت وهي نوعان كانا يصنعان في راشيا الفخار في لبنان وفي عكا في بلادنا ( اولى تدعى راشوية والثانية عكاوية) اما الاصغر فكان خوابي لحفظ الماء للشرب او اباريق فخارية لشرب الماء

كما هنالك خوابي اصغر مع يدين اثنيتين كانت تستعمل لصناعة الزبدة والمخيض والشنينة اما الوعاء الفخاري الاصغر فكان لحفظ الزبدة وكان يدعى بالزبدية.

الراديو

في جانب غرفة المعصرة يحتفظ الاخ صالح يوسف بكرية براديو من سنة 1920 يعتقد انها من اولى الراديوهات التي صنعت انذاك اما الثانية فهي من سنوات الخمسين وكانت تعمل بالكهرباء ببطارية السيارة ولا زالت صالحة للاستعمال.

الداخون: عبارة عن وسيلة التدفئة والمطبخ في البيت مبني في الزاوية على شكل مخروط واسع في الاسفال وضيق في الاعلى مرفوع عن المسطبة حوالي 70-80 سم

يبنى عادة من الّتبن( عبارة عن قش من سيقان القمح والشعير مجبول بالماء مع تراب حثان اصفر)

اسفله يوجد موقد يتم اشعال الحطب فيه للتدفئة ووضع حمالة من حديد لوضع اواني الطبخ كالقدور وغيرها حيث تقوم المراة باستغلاله لتحضير الماكولات نهارا اما في الليل فكان ال البيت واحيانا الضيوف يجلسون حول الموقد للتدفئة والسهر خاصة في ايام البرد