احتلال القرية - جولس / من قرى الجليل الأعلى - قضاء عكا


ليل 27- 28 أيار/ مايو 1948، احتلت الكتيبة الأولى في لواء غفعاتي الثكنة العسكرية في القرية، خلال ما يعرف بعملية باراك غير أنها أخفقت في السيطرة سيطرة كاملة على جولس. وجاء في 'تاريخ حرب الاستقلال' أن القوات المصرية حاولت استعادتها على الفور تقريباً، 'وصدّ المدافعون عن المكان [أي قوات غفعاتي] وحدات معادية حاولت... التسلل إلى المعسكر من ناحية قريبة جولس.' أمّا رواية الهاغاناه، فجاء فيها أن القرية ذاتها سقطت بعد ذلك بأسبوعين تقريباً، أي في 10-11 حزيران/ يونيو، في الوقت الذي كانت الكتيبة الثالثة في لواء غفعاتي تشن عدداً من العمليات لاحتلال قرى معيّنة، قبل أن يسري مفعول الهدنة الأولى مباشرة. غير أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أشار في مذكراته إلى أن هذه المناورات حدثت بعد سريان الهدنة مباشرة.

عند نهاية الهدنة في أوائل تموز/ يوليو، كانت جولس من أهم المواقع التي حاول المصريون بلا جدوى أن يستعيدوها. وقد صدرت الأوامر إلى الكتيبة السادسة في الجيش المصري، وهي الكتيبة التي كان جمال عبد الناصر ضابط الأركان فيها، بأن تستعيد هذا الموقع. وفي الأعوام اللاحقة، كان عبد الناصر شديد اللهجة في انتقاده التخطيط لهذه العملية. فقد كتب في مذكراته عن حرب فلسطين: 'ومرة أُخرى وجدنا أنفسنا في مواجهة معركة لم نكن قد أعددنا لها العدة، إذ لم نكن نملك أية معلومات عن العدو في جولس.' وفي الساعات القليلة الباقية قبل أن تتوجه وحدته إلى جولس، نظّم عبد الناصر استكشافاً سريعاً للموقع. وخلال المعركة، أمره قائده بالاشتراك في معمعة القتال، وترك الوحدة المقاتلة بلا توجيه أو تنسيق. وبعد أن حصل عبد الناصر لاحقاً على بعض الصور الجوية، نجح في إقناع قائده والأركان العامة بأنه 'حتى ولو كنا نجحنا في الدخول إلى جولس، كنا سنصبح تحت رحمة الأعداء الذين كانوا سيجعلون من جولس مقبرة لقواتنا.' وكانت حجة عبد الناصر أن جولس لا يمكن الدفاع عنها لأنها كانت تحت سيطرة الثكنات المشرفة عليها. وقد أُلغي الهجوم على جولس بعد خسارة جسيمة في الأرواح. ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فإن وحدات لواء غفعاتي صدت هجوماً مصرياً في 10 تموز/ يوليو، 'ولم يُصَب في موقع جولس ذي التحصين الجيد أي من المدافعين.' وقد استشهد في المعركة هذه إسماعيل محيي الدين، أحد الزملاء المقربين من جمال عبد الناصر