معلومات عامة عن إدمث/ مغارة الفختة / شقيف الطاقة - قضاء عكا
معلومات عامة عن قرية إدمث/ مغارة الفختة / شقيف الطاقة
تقعُ شمالَ غربِ عشيرةِ عربِ العرامشة، قربَ الحدودِ اللبنانية -الفلسطينية، وإلى الجنوبِ الشرقيِّ من قريةِ علما الشَّعبِ اللبنانية، وتقعُ شرقيَّ عينِ حور.
لقدِ اختفتِ الحياةُ من ادمث بعدَ طردِ أهلِها الأصليينَ منها أواخرَ السبعيناتِ وبدايةَ الثمانينات، والشَّاهدُ على وجودِها بيوتٌ حجريَّةٌ مهدَّمةٌ، وقبورُ موتاهم، وآثارٌ من عصورٍ قديمةٍ، منَ العصرِ البرونزيّ، والحديديّ، والرومانيّ، والبيزنطيّ .
وعلى مقربةٍ منَ الخربةِ توجدُ مغارةُ الفختة (القوس)، وتُدعى بهذا الاسمِ لبقاءِ قسمٍ من سقفِها على شكلِ قوسٍ، وكانَت تُستخدمُ كحضيرةٍ للماعزِ.
ادمثُ اليومَ أصبحَتْ محميَّةً طبيعيَّةً ومنتجعًا سيّاحيًّا ومتنزهاتٍ واسعةً.
سبب التسمية
أما العرب فأطلقوا عليها عدة أسماء، منها (مغارة الفختة) و(شقيف الطاقة). المنظر رهيب حقا، ومن هنا أيضا مطلّ على الجليل الغربي بأصابعه الجبلية، وعلى ساحل الزيب وجبال الكرمل وخليج حيفا."
أراضي القرية
كتب المرشد والباحث الأستاذ فوزي ناصر في كتابه "جلال الجليل" الصادر عام 2020: "في البداية نلاحظ سياج المقبرة على يميننا وقربه موقف للسيارات، نترجل مع الإشارة الخضراء، وبعد لحظات نرى بيوتا مهجورة، هي بيوت قرية إدمث التي سكنها عرب العرامشة حتى ستينات القرن الماضي، حيث قررت الحكومة تجميع البدو في مجمعات معدودة، ومنهم عرب العرامشة، وهنا كانت أربعة تجمعات هي إدمث والنواقير وجردية والمزرعة (حيث قرية العرامشة اليوم)، وفي الموقف الثاني حيث طاولات مظللة وحمامات وحنفيات للشرب، يوجد مسار جميل نحو الجنوب إلى حافة الجبل، حيث توجد مغارة عظيمة وهي التي يسميها اليهود (معرات كيشت) أي القنطرة، نسبة للقنطرة الحجرية الباقية من سقفها المهدوم، وتشكل مدخلها من جهة وادي كركرة،
الآثار
في الموقع، بالإضافة إلى بقايا البيوت العربية ومقبرة القرية وبساتينها، آثار من عصور قديمة، من العصر البرونزي والحديدي والروماني والبيزنطي.
وعلى مقربة من الخربة توجد مغارة كارستية بدون سقف ( سقط القسم الأكبر من سقفها) تسمى مغارة الفختة أو الطاقة. تدعى بهذا الإسم لبقاء قسم من سقفها على شكل قوس.
السكان
سكن قسم من عرب العرامشة ادمث منذ الفترة العثمانية إلى أن قام الاحتلال بنقلهم إلى المزرعة المجاورة وهي قسم من قرية العرامشة.
الاستيطان في القرية
كيبوتس ادميت أقيم بالمقربة من المكان على أراضي ادمث سنة 1958.
تهجير أهل القرية
بدأ تهجير أهلها منذ السبعينات من القرن الماضي، واستمر قرابة ثلاثين عاماً حتى تم التهجير نهائياً في القرن الواحد والعشرين، وغدت إدمث قرية مهجرة
روايات أهل القرية
-معك كرتونَة؟
-شو بدك بالكرتونة خالتي؟
-ما أدري.. يچولون منتشرة بكل البلاد
-آآه كورونا، ما تخافي ما عندي كورونا.. شو اسمك خالتي؟
-ما آدري..
-قديش عمرك؟
-ما أدري، أنا خلقانة من زمن فلسطين، من وقت ما كانت البصة والزيب..
-عايشة هون لحالك؟
-أنا وأخوي.. بستنى فيه راح يرعى الغنم بالوادي..
صادفت هذه السيدة الجالسة في هامش الصورة وهامش الحياة يوم أمس الماطر في خربة إدمث المهجرة، الواقعة في أعالي جبال الجليل بمحاذاة الحدود مع لبنان، والتي أقيم على أنقاضها متنزه "أدميت". تركتها ومضيت أتجول بين أنقاض البيوت المطلة على البحر بعد أن انزعجت من أسئلتي الفضولية التي بقيت بلا أجوبة. سكن ادمث المئات من أبناء قبيلة عرب العرامشة حتى سنوات السبعين والثمانين، لغاية تهجيرهم الصامت إلى بلدة عرب العرامشة. وفي حربها الهادئة ضد هوية المكان وأهله، لا تستخدم إسرائيل الطائرات والرصاص لتهجير من تبقى من فلسطينيين، فالهدنة مع العرب قد أعلنت قبل 72 عامًا، لكن بالإمكان اختراقها بأسلحة أقل ضجيجًا كي لا يلتفت أحد. "النقل" و "التنظيم" هما الأداة التي استخدمتها إسرائيل لتهجير الفلسطينيين البدو في عدة بلدات فلسطينية في النقب والجليل، والمبرر جاهز: "البدو قوم رُحّل وأسلوب حياتهم لا يواكب تقدم دولة إسرائيل المتحضرة، لذا يجب نقلهم الى أماكن أكثر تطورًا لتتوفر لهم الخدمات". إذا، يتم "النقل" بالإكراه بعد قطع كل سبل الحياة في وجه السكان الأصلانيين، فتقطع المياه عن ادمث ويمنع أهلها من بناء بيوت جديدة من خلال هدمها فور بنائها. هكذا تم تهجير العديد من قرى النقب في مطلع الخمسينيات، عبر قطع سبل الحياة وتركهم يموتون عطشًا في الصحراء، وإجبارهم على الانتقال الى مكان آخر. لم تحارب إسرائيل أهل ادمث فقط، بل حتى قطعان الماعز، هذا الحيوان الأليف الذي هو جزء من طبيعة فلسطين وأحد مصادر الرزق لسكانها. تحت ادعاء زائف أن هذا الحيوان يضر بالبيئة وهو ما أثبتت الأبحاث العلمية عكسه، سنت إسرائيل قانون "العنزة السوداء" والذي منع أصحابها من رعايتها. وعودة للمرأة مجهولة الإسم والميلاد، تأبى الحكاية إلا أن تروي نفسها كي تبقى في الذاكرة. في طريق العودة صادفت امرأة هجرت في الثمانينيات من ادمث. فروت لي أن تلك المرأة رفضت ترك ادمث، وأنها تجلس كل يوم طوال النهار تنتظر أخاها الذي ذهب مرة إلى رعي الماعز فوقعت عليه صخرة ومات. لا تعرف تلك المرأة مصطلحات الاستعمار والأبارتهايد والترانسفير التي نتقاذفها يوميًا، لا تعرف ما هي الكورونا وفي أي عام نحن، لكنها تجلس على هامش الحياة، في غرفة الصفيح، بينما يحيط بها المتنزهون المفتونون بمتنزهات "دائرة أراضي إسرائيل" المقامة فوق أنقاضنا، وتمارس فعل مقاومة يومي: تنتظر أن يعود أخاها مع قطيع الماعز المطارد من إسرائيل، وترفض أن ترحل من إدمث..
رواية ا. رنا العويسي، صفحة خرة إدمث على الفيس بوك