تاريخ القرية - نحف / من قرى الجليل الأعلى - قضاء عكا

قرية نحف بقايا من العصور الوسطى وقطع معمارية وآثار حجرية، وفيها ناووس ومغر ومدافن نحتت في الصخور وفسيفساء، وهذه الأثارات منتشرة هنا وهناك وعلى مساحة أرض تساوي مساحة أرض مدينة صغيرة، وهذه الأثارات تدل على أنها بقايا مبانٍ من العصور الوسطى.
 
وقد ضاع اسم القرية الأول الكنعاني الذي ترك هناك آثاراته العديدة من توابيت الفخار وتوابيت رصاص وأكواز فخارية وزجاجية وقناني زجاجية صغيرة، مما عرف بإسم "البكيات". وكم عُثر بطريق الصدف وفي أوقات متتابعة وعلى مسافات عميقة في الأرض على أسس بناء ومغر بعضها كان للماء وبعضها مدافن ومساكن وأعمدة حجرية، وكثير مثل هذا لا يزال في بطن الأرض مما يدل على أن البلدة هدمها طاغية ثم عادت وبنيت على أنقاضها، أما بقايا المباني التي أقيمت في العصور الوسطى لا يزال لها أساسات، وفي بعض المحلات قائمة على علو أكثر من متر بحجارتها الضخمة وقد وقفت على أنقاضها أكثر من مرة، وهي تقوم من الناحية الشمالية الغربية من البلدة الحالية، ومعروف أن العصور الوسطى يشمل بعضها أيام الحروب الصليبية، ذلك يجعلنا نرجح إلى أن هذه المباني أقامها الصليبيون لأسباب نجهلها.
 
لقد ذكرت أن الإسم الأول لنحف قد ضاع فلما نزلها أجداد سكانها في القرن الخامس عشر الميلادي وأقاموا على أنقاضها بلدة يجهلون إسمها، بلدة ذهبت ضحية الحروب الصليبية، بلدة لم يعد إليها سكانها الأوائل، عندما أقام اولئك السكان الجدد في البلدة التي ضاع إسمها الأول وبجانب جبل شامخ شديد الإنحدار، يقال له باللغة العامية لحف الجبل "أي أن الجبل يلتحفه" فدعوا بلدتهم الجديدة بإسم "لحف" ثم تحرفت إلى ما عليه اليوم أي "نحف".

ويذكر أيضًا إنه كان مصنع لصناعة الفخار  والتحف تحت الأرض منذ زمن الكنعانيين والصليبيين عندها سميت القرية "تحف" وتحرف مع مرور الزمن إلى أن أصبحت "نحف" هذه التفسيرات كلها إدعاءات وتكهنات ليست مستندة إلى أية وثيقة رسمية صحيحة يمكن الاعتماد عليها، ولا نعرف من أين جاء اسم القرية بالضبط وليس هناك أي مصدر موثوق صحيح.

يعود تاريخ القرية الى أكثر من 3000 سنة، وقد عُثر على آثار كنعانية  تشهد بذلك منها المغاور المنحوتة نحتًا ومقسمة إلى غرف وأيضًا النواويس (توابيت) التي وجدت , والأواني الزجاجية والفخارية .
 
كُل هذا يعود إلى زمن الكنعانيين، ويعود تاريخ الكنعانيين إلى العرب الذين ارتحلوا من جزيرة العرب وهم من الشعب السامي، ويعود تاريخهم إلى سام بن نوح عليه السلام.
 
وبعد الكنعانيين جاء العبرانيون ثم الكلدانيون والرومان وبعدهم جاء  المسلمون وكان أيضًا الصليبيون وبعدهم جاء المماليك والأتراك ثم البريطانيون حتى الإسرائيليين، بعد الحروب الصليبية وقبلها كان يسكن العرب وبعدها  لكن كانوا ينتقلون حيث مصدر رزقهم . ( مخول,   (1979) :ص 68-72 ) .

أوضاع القرية قديمًا:
 
لقد كانت أوضاع نحف اقتصاديًا على حاجتها وقدرها , فقد كان المحصول، يكفي للبيت وحين يزيد محصول القرية بأكملها فإنه يكفي لعشر سنين للفقير والغني وهذا بفضل الله وإرادته، فقد زرعت النباتات والأشجار بأنواعها.
 
ولقد كانت أحوال القرية السياسية سيئة فقد كانت القرية على خلاف مع الحكومة الإسرائيلية وذلك بسبب مصادرة أراضي البلدة لتطوير وبناء مدينة جديدة يهودية تدعى "كرمئيل"، والتي سببت عدة مشاكل أمنية وأتلفت زراعيًا، فقد انتشرت الإضرابات والمظاهرات وأقيمت احتجاجات بأنواعها فقد قيل مدينة كرمئيل إبنة قرية نحف.

 نَحْف عبر التاريخ

البلدة القديمة التاريخية، هُدمت وبنيت مجددا وذلك عدة مرات ابتداء من عصر برونزي الفترة البرونزية ومرورا كنعانيون بالعهد الكنعاني و الصليبيون الفترة الصليبية .

بناءً على الحفريات التي أجريت يعود تاريخ البلدة إلى العصر البرونزي      

في عهد المماليك 1259 كانت نحف ضمن منطقة نيابة صفد التي كانت مقسمه إلى أحد عشر عملا احدهم كان شاغور الشاغور ، وكانت نحف جزء منه.

في عهد العثمانيين عندما طردوا المماليك عام 1516 لم يحدثوا اي تغيير على المنطقة ولكن عند بداية حدوث الاضطرابات تغيرت التقسيمات وأصبحت المنطقة في اخر المطاف تابعه عكا لعكا .

أقام عثمانيون العثمانيون مدرسة في نحف عام 1307 هـ وكان أعلى صف فيها في عام  1942   المدرسي الخامس الابتدائي.

البريطانيون قسموا البلاد إلى ستة ألوية. ونحف كانت ضمن لواء الجليل (منطقة) الجليل ومركزه الناصرة مدينة الناصرة ولواء الجليل يتكون من خمسة اقضيه (جمع قضاء ) وضُمت حينها القرية إلى قضاء عكا .