التاريخ النضالي والفدائيون - سخنين : إحدى قرى يوم الأرض الثلاثة ، وهي مدينة الآن - قضاء عكا

ثورة فلسطين الكبرى 

كانت بداية ثورة فلسطين الكبرى منذ العقد الأول للقرن العشرين مرورا بثورات 1921-1929 وحتى 1936 والتي استمرت حتى عام 1939 عند اندلاع الحرب العالمية الثانية قامت قيادة الثورة بتقسيم البلاد إلى مناطق وعلى كل منطقة وضعت قائدا مسؤولا، وفي كل بلد أو مدينة كان هناك مسؤولا عن فصيل البلد، اما البلد أو القرية نفسها فقد حوت عدة فصائل حسب الحارات والحمائل أو حتى وفق لاتفاق أي مجموعة من المحاربين على تكوين فصيل قائد. كانت سخنين مركزاً هامًا من مراكز الثورة وبعكس غيرها من القرى كان هنالك اتفاقاً سواء مباشر أو غير مباشر بين المجاهدين الثوار وبين المخاتير، وكان في تلك الفترة المختار إبراهيم العبد الله خلايلة الذي كان على اتفاق مع الثوار. وقد تعرضت سخنين لحصار عدة مرات من قبل القوات البريطانية، وكان هذا الحصار يسمى (الطوق) وكانت اقسى هذه الأطواق في عام 1938. 


خلال الحرب العربية "الإسرائيلية "عام 1948 تجند المئات من سكان سخنين في جيش الإنقاذ وتحولت سخنين إلى قلعة تحمي كل القرى والمنطقة. وقد برز دور سخنين العسكري بعد سقوط عكا والقرى المجاورة لها في مايو عام 1948، وقام سكان سخنين بحماية القرى الواقعة إلى الغرب مثل ميعار وكوكب وشعب والبروة وحاولوا بإمكانياتهم البسطية الدفاع عن هذه القرى وكانت دوريات الحرس تخرج من سخنين لمنع تقدم القوات اليهودية. 

وكان مخاتير البلد وعلى رأسهم إبراهيم العبد الله خلايلة وخالد غزال أبو ريّا وقد احسوا بالحاجة الماسة للسلاح والاستعداد للقتال فقاموا بجمع 200 ليرة من أهل البلد لشراء مدفع رشاش وقد كلف كل من إبراهيم جابر بدارنة ذيب سلامة بشير بالسفر إلى دمشق لشراء قطعتي سلاح من نوع (برن) وأثناء وجودهم في قرية الجش عرض عليهم أحد سكان حيفا المهاجرين شراء مدفع رشاش فرنسي الصنع من طراز «هوشكز». في يونيو من عام 1948 سقطت قرية البروة وهُجّر أهلها إلى الجديدّة، وعلى إثر التهجير خرج العشرات من سخنين لاسترجاع البروة وتحريرها مما أدى إلى قتل كل من دوخي طه القسوم وناجي محمود أبو ريّا. 

استسلم سخنين للقوات "الإسرائيلية" في 18 يوليو من عام 1948، أثناء عملية ديكل، لكن القوات العربية أعادت السيطلاة عليها بعد ذلك بوقت قصير. وسقطت أخيرًا بدون معركة خلال عملية حيرام، بين 29 إلى 31 أكتوبر من عام 1948. وفرّ الكثير من السكان شمالًا ولكن بعضهم ظل في سخنين حيث لم يطردهم الجنود الإسرائيليون.وبعد توقيع اتفاقيات الهدنة في عام 1949 ضمت مع باقي منطقة الجليل إلى إسرائيل وحاز سكانها على الجنسية الإسرائيلية. 

ظلت المدينة بموجب الأحكام العرفية حتى عام 1966، وفي عقد  قررت الحكومة الإسرائيلية إقامة مدينة كرميئيل اليهودية قرب سخنين وصادرت لهذه الغاية 5,000 دونم من الأراضي الزراعية التابعة لأهالي سخينن. في 30 مارس 1976 تظاهر سكان سخنين ضد هذه الخطة مع مواطنين عرب من قرى أخرى مما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية، وقتل خلالها ثلاثة من أبناء سخنين على يد الشرطة وهم (رجا أبو ريا، وخضر خلايلة، وخديجة شواهنة). لا يزال هذا الحدث يعد ذكرى سنوية في إطار يوم الأرض. 

في سخنين حركات سياسيّة عديدة فاعلة، تقود المدينة في نضالاتها أمام السلطات الإسرائيلية لنيل الحقوق، وذلك عن طريق المجلس البلديّ. ومن أهمّ هذه الحركات: الجبهة الديمقراطيّة للسلام والمساواة، وحزب التجمّع الوطنيّ الديمقراطي.