الاستيطان في القرية - العوجا - قضاء أريحا

السبق بالضم

ويؤكد رئيس بلدية العوجا في أريحا، صالح فريحات أبوستة، أن البلدة تدخل ضمن مخطط الضم الاستيطاني، فالاحتلال سبق هذه الخطة، وضم أراضي عدة تحت هيمنته، إذ نهب المستوطنون خلال الفترة الحالية 2000 دونم في منطقة رأس العين، لإقامة مستوطنات زراعية، ومهبط للطيران، وذلك لقربها من المستوطنات المقامة حالياً.

ويقول رئيس بلدية العوجا في حديث خاص لـ«الإمارات اليوم»: إن «العوجا تواجه خطراً حقيقياً، جراء خطة الضم، فالمناطق المهددة بالاستيلاء، ويطمع الاحتلال في نهبها هي، منطقة رأس العين، حيث يستولي الاحتلال على 20 ألف دونم من مساحتها، بذريعة وقوعها في المنطقة المصنفة (ج)، التي يسيطر عليها الاحتلال من الجانبين الأمني والإداري حسب تصنيف اتفاقية أوسلو؛ إلى جانب المنطقة السهلية الزراعية الشرقية، وذلك بفعل مجاورتها لحدود الأردن، ولقربها من مشروعات البنى التحتية والشوارع الرئيسة للمستوطنات الجاثمة على أراضي العوجا».

ويمضي فريحات بالقول إن «مطامع الاحتلال تزداد لسلب هذه الأراضي، باعتبارها حزاماً أمنياً له، من أجل تذويب حدود البلدة مع الأردن، وبالتالي القضاء على مساعي إقامة دولة فلسطين، بعد أن تنزع إسرائيل منها السيادة الفلسطينية، وتسيطر عليها إدارياً وأمنياً، وتقضي على حدودها».

وينوّه بأن ما يزيد الأمر خطورة في العوجا، مصادرة الاحتلال جميع مساحات وأراضي العوجا، فور تطبيق خطة الضم، فيما سيفرض على الفلسطينيين سكان البلدة الحكم الذاتي الإسرائيلي، مضيفاً «سيفرض الاحتلال إدارته الأمنية والمدنية والإدارية علينا، لنواجه بفعل ذلك التشرد والمطاردة، والمنع من البناء، إلى جانب سحب بطاقات الهوية الفلسطينية».

مياه مغتصبة

الاحتلال الذي يستولي على الأغلبية العظمى من مساحات وأراضي بلدة العوجا، بذريعة وقوعها في مناطق (ج)، يتيح للفلسطينيين السكن داخل 3700 دونم، ضمن المخطط الهيكلي لبلدية العوجا، أما المساحة المخصصة للزراعة 35 ألف دونم، ولكن الاحتلال يسلب أيضاً 67% منها، لأغراض الاستيطان، ويمنع أصحابها الأصليين من دخولها أو الاقتراب منها، وذلك بحسب فريحات.

أمّا المساحات المتبقية للفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، فيمنع الاحتلال وصولهم إليها، ويحول دون وصول الطواقم الفلسطينية إلى منطقة رأس عين العوجا، للاهتمام بها وتطويرها، إلى جانب منع العائلات الفلسطينية من إقامة أي منشأة سكنية فيها، بدعوى أنها تقع في منطقة (ج).

ويقول رئيس بلدية العوجا إن «ينابيع عين العوجا البالغة 27.5 كيلومتراً، والتي تعد المصدر الأساسي للثروة الزراعية والحيوانية لقرية العوجا، مغتصبة من قبل قطعان المستوطنين، الذين نقلوها إلى المستوطنات الخمس الجاثمة على أراضي العوجا، وهي تومر، ونتيف، ونعران، وإيطاف، ومستعمرة المستوطنة عومر».

ويضيف «إن تدفق المياه في (نبعة العوجا) انخفض بشكل كبير اليوم، وتحوّل ما حولها إلى صحراء قاحلة، بعد أن حفرت شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت الإسرائيلية) آباراً ارتوازية عدة على الحوض الذي يغذي النبع، لتمد مستوطناتها بالمياه، والتي تزرع عشرات آلاف الدونمات في تلك المنطقة بالنخيل، والأعشاب الطبية، والزيتون، والورد، والعنب،

فيما يجبر أهالي العوجا على شراء المياه المسلوبة منهم، لتوفير احتياجاتهم الضرورية، من (ميكروت) التي وضعت يدها بطرق ملتوية على مصادر المياه في رأس العين».