احتلال القرية - زِرْعِيّن - قضاء جنين

في آذار مارس 1948، ذكرت مصادر جيش الإنقاذ العربي أن ((اليهود ما زالوا يحاولون، منذ السابع عشر من هذا الشهر، إزالة هاتين القريتين [زرعين ونورس])). لكن سيل الهجمات هذا توقف، فيما يبدو، نحو عشرة أيام في 19 آذار/مارس، بعد أن مُنِيَتْ "الهاغاناه" بخسائر فادحة. وفي 19 نيسان/ أبريل، أصدرت قيادة البلماح العامة أمراً نص، على أنه ((عند احتلال زرعين يجب تدمير معظم منازلها وترك بعضها سالماً من أجل المنامة والدفاع)). وهذه الأوامر هي مما يذكره المؤرخ الإسرائيلي بني موريس، الذي يشير إلى أن القرية احتُلّت في أثناء هجوم عسكري شُنّ في الشهر اللاحق.

واستناداً إلى ((تاريخ حرب الاستقلال)) فإن الكتيبة الرابعة من لواء "غولاني"، وهي الكتيبة نفسها التي استولت على قرية نورس المجاورة، استولت على زرعين في 28 أيار/مايو 1948. وقد حدث ذلك في أعقاب احتلال وادي بيسان إلى الشمال الشرقي، وفي سياق التمهيد للهجوم على جنين. وتؤكد صحيفة ((نيويورك تايمز)) ذلك، مستشهدة ببلاغ رسمي صدر عن جيش الاحتلال في 28 أيار/مايو وأعلن الاستيلاء على القرية، مضيفاً أنها تقع ((على أحد الحدود الفاصلة التي وضعتها الأمم المتحدة في إطار مشروع التقسيم)). ولم يصادف المهاجمون ((مقاومة تذكر)) في زرعين، استناداً إلى البرقية التي استقت معلوماتها من مصادر صهيونية في حيفا. وذكر تقرير آخر من تقارير ((نيويورك تايمز)) أن القوات العربية قامت بعد يومين (30 أيار/ مايو) بهجوم مضاد على الصهاينة، لكنها أخفقت في ذلك كما يبدو. وثمة أيضاً بعض الدلائل على محاولتين أٌخريين فشلتا في استعادة السيطرة على القرية في تموز/يوليو. فقد ذكر ((تاريخ حرب الاستقلال)) أن القوات العراقية حاولت استرداد زرعين في 10 تموز/يوليو، لكنها عجزت عن اختراق خطوط الدفاع "الإسرائلية". وأوردت ((نيويورك تايمز)) نبأ هجوم عراقي ثالث في 19 تموز/ يوليو، في اليوم الذي عقب بداية الهدنة الثانية. وفيما بعد، مرّ خط الهدنة جنوبي زرعين.

المصدر:

"نبذة تاريخية عن قرية زرعين قضاء جنين من كتاب كي لاننسى"، موقع فلسطين في الذاكرة، الرابط: https://www.palestineremembered.com/Jinin/Zir%27in/Story26670.html