معلومات عامة عن عتيل - قضاء طولكرم
معلومات عامة عن قرية عتيل
معلومات هذه القرية تحت البحث والإعداد... للمساهمة في محتوى هذه القرية يرجى التواصل مع فريق البحث من خلال أيقونة تواصل معنا في أعلى الموقع وشكرا لزيارتكم
الموقع والمساحة
تقع بلدة عتيـل في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة طولكرم، وتبعد عنها حوالى 12 كيلومتراً، وهي تتوسط قرى الشعراوية. وتعتبر حركة الوصل بين القرى ومدينة طولكرم ويحدها من الشرق بلدة علار ومن الشمال باقة الشرقية، ومن الغرب الخط الاخضر، من الجنوب بلدة دير الغصون. من اشهر الجبال المحيطة بها مثل جبل نبهان، جبل العابورة ،جبل الأسد وجبل شحادة. ترتفع عتيل 100 متر عن سطح البحر ويبلغ مساحة أراضيها (7337) دونما.ً وهذه الصورة لمدينة طولكرم النقطة الحمراء توضح موقع عتيل فيها.
مصادر المياه
تزود البلدة بالمياه من الآبار الارتوازية وبعض آبار الجمع في المنازل. وتوجد في البلدة خزان مياه وشبكة تزود المواطنين بالمياه. تعتمد البلدة على الانارة على شبكة متصلة مع الكهرباء القطرية "الإسرائيلية". لا توجد حالياً في البلدة شبكة مجاري والاعتماد الكلي على حفر امتصاصية. وهناك توجه من البلدية لعمل شبكة مجاري ولكن لا يوجد تمويل كافي لهذا المشروع حالياً/عام 2004.
الآثار
الآثار:
كما تحتوي عتيل على ( بناء فوقه قبة وأعمدة وقطعة أرض مرصوفة بالفسيفساء وبئر وقبور وصهاريج منقورة في الصخر ). وفي الجهة الشمالية لهذه القرية موقع يعرف باسم ( خربة المطالب ) يقول الناس أنها كانت قرية عامرة ثم إندثرت. كما يوجد في عتيل عدة بيوت قديمة وبنايات أثرية تعود زمنها لأيم الرومان وهناك العديد من الزوايا والمقامات القديمة.
السكان
يبلغ عدد سكان عتيل حوالي ال 12,000 نسمة حالياً عدا عن المغتربين. كثير من أهالي عتيل المغتربين موزعون في الاردن حيث تعيش الاغلبية العظمى، وفي دول الخليج وامريكا والدول الاوروبية. تعتبر عتيل البلد الثاني بعد مدينة طولكرم من حيث عدد السكان والمؤسسات. ينقسم السكان الى فئات منهم من يعمل في الدوائر الحكومية وقسم منهم يعمل بالزراعة وآخرون يعملون في اسرائيل وبعضهم اصحاب محلات تجارية. تعتمد نسبة عالية من الأهالي على الزراعة المحمية- بيوت البلاستيك وتعتبر مصدراً لانتاج الحمضيات في المنطقة.
يبلغ عدد الأسر في بلدة عتيل 1720 أسرة وذلك حسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت للعام 2007 الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. في حين يبلغ حجم الأسرة 5.3 فرداً وعدد المباني 1672 مبنى وعدد الوحدات السكنية 2008 وحدة سكنية.
التعداد االسكاني في عتيل (1922-2007) حسب بيانات موقع فلسطين في الذاكرة:
السنة نسمة
1922 1,656
1931 2,207
1945 2,650
1961 4,087
1997 7,763
2005 10,100
وبالنسبة لتقديرات عدد السكان فهي كالتالي:
2007: 8,957
2008: 9,130
2009: 9,306
2010: 9,484
2011: 9,666
2012: 9,852
2013: 10,039
2014: 10,227
2015: 10,415
2016: 10,601
الثروة الزراعية
يزرع في أراضي عتيل الحبوب و البقول والأشجار و بلغ مجموع زيتونها المغروس 4800 دونم . وبعد النكبة نشط سكانها فغرسوا الحمضيات وزرعوا الخيار و البطيخ في الدونمات القليلة التي بقيت في حوزتهم
التعليم
يوجد في عتيل اليوم خمس مدارس ، مدرستان ابتدائيتان واحدة للبنين وواحدة للبنات ومدرسة أساسية عليا للذكور، ومدرستان ثانويتان للبنين والبنات، وعدد الطلاب فيها يتجاوز 3000 طالب وطالبة، وفيها روضتا أطفال.
نسبة التعليم في القرية من أعلى النسب، حيث يوجد فيها عدد من الأطباء العــامين والأطباء المتخصصين، والأطفال، والأنف والأذن والحنجرة، والولادة، وطب الأسنان ، ويوجد اربع صيدليات.
وهناك مهندسون فــي جميــع التخصصــات، ومعلمــون فــي جميــــع التخصصــات ومعلمات، ومن هذه الأعداد الكبيرة التي لا تستوعبها القريــة مــن يعمــل فــي المدينة، وقسم يعمــل فــي الخارج، وهنالك مركز حكومي(عيادة)، ويوجد مركز صحي في الجمعية الخيرية يشمل المختبر والأشعة وطب الأسنان والطب العام.
لقد تأسست أول غرفة في مدرسة قرية عتيل سنة 1934م ، ثم تتابع بناء غرفها حتى بلغ عددها خمس غرف، مساحة كل منها 7*7 من الأمتار المربعة، وهناك غرفتان إضافيتان خارجيتان عن بناء المدرسة، تستأجران كل سنة للتدريس بهما، وتبعدان عن بناء المدرسة (70 ) مترا، مساحة كل منها 5*6 من الأمتار المربعة. وتبلغ مساحة ملعب المدرسة، بما في ذلك حديقتها التي حولت حديثا إلى الملعب، أربعة دونمات، ولا يوال العمل في تسوية هذه الحديقة مع الملعب جاريا إلى لان ( حوالي 1950 ).
كانت المدرسة تتألف من ثلاث غرف حتى عام 1939م ، وقد أتى الأستاذ حسن عبد الحمن محمد سلامة، الملقب بحسن أفندي، في ذلك العام معلما مسئولا، وكان يعمل معه معلم واحد إضافي، وكان عدد طلابها في ذلك الوقت نحو تسعين طالبا . وما أن جاء عام 1941-1942 ذلك العام الذي جاء فيه الأستاذ القدير مصطفى بك الدباغ، مفتشا للمعارف في الديار النابلسية، حتى أخذت المدارس في هذه الناحية تزدهر، والعلم فيها بنتشر، وطلابها في ازدياد مستمر، ذلك لما بذله الأستاذ الكبير من جهد ونشاط في توسيع المدارس، وإنشاء مدارس أخرى جديدة في كل بلدة لم يكن بها مدرسة، ما وسعه ذلك، فازداد تبعا عدد المتعلمين والمعلمين، فكان نصيب هذه المدرسة كغيرها من المدارس، أن نالت وافرا من هذه الإصلاحات الشاملة، فلقد زيد في بنائها غرفتان جديدتان، واستؤجر لها غرفتان اخريان، فبلغت غرفها بذلك سبع غرف، ومعلموها سبعة معلمين، وطلابها مائتان وثمانون طالبا، أصبحت بذلك ابتدائية كاملة، وكان ذلك في دود عام 1946م .
وبقيت المدارس من يومئذ تتقدم في عدد طلابها حتى عام 1948، حلت النكبة الكبرى بفلسطين العزيزة، أغلقت المدرسة ابوابها، وما لبثت أن عادت لاستئناف عملها في أول كانون الثاني 1949 في عهد الحكومة الأردنية الهاشمية، فبدأت عملها في ظروف قاسية جدا، ترجع إلى حالة الأهالي المعنوية والاقتصاد، ولكن لم يعق تقدمها ونموها، فقد بلغ عدد طلابها في هذا العهد ( 320 ) طالبا، و أضيف إلى معلميها معلم جديد، فاصبح عددهم ثمانية، إلا أن غرفها بقيت على ما كانت عليه، لم يزد عليها أي بناء، نظرا لظروف الأهالي القاسية، وحبذا لو يعمل القائمون على تعليم النشء وإنهاض أبناء الجيل الجديد، فيجعلون هذه المدرسة ثانوية، وتحقق ذلك، لما لها من الموقع الجغرافي الممتاز، وسط ثلاث قرى كبيرة، ذات مدارس ابتدائية كاملة، وهي بالإضافة ألي مدرسة عتيل مدارس قرى : زيتا، وعلار، ودير الغصون وبذلك يوفر على الأهالي نفقات تعليم أبنائهم في مدارس المدن، في مثل هذه الظروف الصعبة كما أن الطلاب المتقدمين للصف الأول الثانوي يزداد كثيرا، إذ لا يقل في مدرسة طولكرم الثانوية من أبناء هذه القرى اكثر مما معدله 20 طالبا في العام.
المساجد والمقامات
فهناك المسجد القديم (مسجد أبي بكر الصديق) في وسط البلدة، ثم جامع الحارة القبلية (المسجد الجديد)، ثم بنى ورثة المرحوم الحاج محمد أحمد أبوزيد من آل ناصر مسجد علي بن أبي طالب في الحارة الشمالية فيما يعرف بكرم الجراب، وبنى آل القصص مسجدًا في الحارة الغربية على طريق الشعراوية الرئيس (مسجد القصص)، وبنى آل أبو حسنة من آل أبو خليل مسجد خالد بن الوليد في الحارة الشرقية في منطقة القـُف، وبنى آل أبو صبحة من آل ناصر مسجدًا في منطقة المغاريق على مفرق زيتا - علار (مسجد فاطمة الصبحة) وهناك مسجداً في جبل المصرية (مسجد عمر بن الخطاب)، أما الزاويتان فإحداهما كانت صوفية رفاعية وهي وقف لآل العتيلي وهي الآن عبارة عن مصلى على منهج أهل السنة والجماعة وأما الزاوية الثانية فهي لأتباع الشيخ القواسمي الخليلي (الطريقة الخلوتية). وفي البلدة كذلك مقام لقاضي قضاة صفد السيد أحمد أبو زُريق العتيلي الرفاعي الحسيني سليل الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عهنم وأرضاهم أجمعين، وكان الشريف أبو زريق نقيبًا للأشراف في شمال فلسطين، وقد توفى في عتيل عام 844هـ ودفن بها
المؤسسات والخدمات
يوجد في عتيل مركز صحي حكومي ومستشفى للهلال الاحمر الفلسطيني – فرع الشعراوية، وتم الشروع ببنائهما في بداية عام 2005. ولا توجد في البلدة أي صناعات الا الخفيفة. توجد عيادة صحية ومركز أمومة بالاضافة الى عيادات خاصة بالاطباء كلٌ في مجاله مثل النسائية والباطنية والعامة والأطفال.
يوجد في عتيل 7 مساجد.
أصبحت عتيل تدار من قبل بلدية من سنة 1996 توفر جميع الخدمات للمواطنين من مياه وكهرباء وشوارع وأعمال تنظيفات، ويوجد طاقم من 15 موظفاً في البلدية، وتمتلك شبكة كهرباء تعمل ليلا نهاراً وهذه الشبكة تاسست سنة 1963، حتى ربطت سنة 1994 بشبكة الكهرباء القطرية.
يوجد في البلدة شبكة مياه للشرب وخزان مياه يخدم 95% من سكان البلدة.
يوجد جمعية خيرية تقدم خدمات كثيرة .. وفيها روضة اطفال .. ومركز طبي وتنظم دورات مهنية وفيها ناد رياضي، وناد ثقافي رياضي أيضاً يعرف باسم “نادي الجامعيين الثقافي”.
كما يوجد مكتب بريد عتيل منذ سنة 1965، ومركز صحي ومكتب زراعة ومكتب للعمل.
يوجد في عتيل مكتب للداخلية الفلسطينية افتتح عام 2005 يضم مكاتب للداخلية في منطقة شمال طولكرم والشعراوية ويوجد أيضاً محكمة شرعية وهي محكمة لمنطقة شمال طولكرم ومركزها عتيل. ويوجد محطة عتيل للمحروقات ومركز تبريد المنتوجات الغذائية وتعبئتها ومركز لتعبئة الغاز في شمال فلسطين. كما يوجد في عتيل معاصر حديثة وقديمة للزيتون وفيها الشركة العربية للتفريخ. وفيها محلات لتجارة الجملة من اسمنت وحديد ومواد بناء ولوازم حدادين ومحلات لوازم سيارات وميكانيك ويوجد حسبة للخضار والفواكه وعدة مشاتل منتشرة في البلدة. وفيها مصنع لماكينات البلوك واستوديوهات تصوير ومكتبات ومراكز كمبيوتر وانترنت.
نسرد لكم بشكل مختصر أهم مؤسسات ومرافق عتيل:
بلدية عتيل:
في شهر كانون الأول من سنة 1996 صدر قرار من وزير الحكم المحلي -السلطة الوطنية الفلسطينية ، بترفيع مجلس قروي عتيل الى بلدية وأصبحت تسمى بلدية عتيل وتم تشكيل المجلس البلدي الاول. مقر البلدية الحالي جانب البريد في الشارع الرئيسي جنوبي البلدة بالاضافي الى مركز خدمات الجمهور الذي تم تشييد بنائه على الشارع الرئيسي في اليلدة. توفر البلدية جميع الخدمات للمواطنين من مياه وكهرباء وشوارع وأعمال تنظيفات وتقوم بتنفيذ عدة مشاريع بالتعاون مع المؤسسات والدول المانحة.
جمعية عتيل لحماية البيئة
من أهداف هذه الجمعية المحافظة على البيئة، التوعية المجتمعية بما يخص البيئة، إقامة مشاريع لتطوير البيئة والقضاء على مسببات تشويه البيئة.
أصبحت الجمعية قانونية ورسمية بحصولها على الترخيص من وزارة الداخلية بتاريخ 23/3/2004م.
جمعية الهلال الأحمر- شعبة الشـعراويـة عتيل/ مشروع المشفى
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني هي جمعية وطنية إنسانية تعنى بالإنسان الفلسطيني في جميع أماكن وجوده، وقد تأسست الجمعية في عام 1968 ومنذ ذلك التاريخ حملت ولا زالت الهم الإنساني والصحي للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.
وفي عام 1994 عادت إدارة الجمعية إلى الوطن وتوسعت أعمالها في الداخل وواجهت العديد من التحديات والصعوبات وتغلبت عليها، وربما كانت إنتفاضة الأقصى عام 2000 أحد المعالم الرئيسية في تاريخ الجمعية والتي تحملت فيه عبئا ضخما.
يعتبر هذا المشروع أضخم المشاريع التي قامت في منطقة الشعراوية على الإطلاق، حيث لم يكن هناك حتى اليوم أية خدمات صحية ثانوية(مستشفيات) في المنطقة، وهذا هو المشروع الأول على هذا الصعيد إضافة إلى كونه الأكثر كلفة في تاريخ المنطقة.
مجموعة مدارس عتيل
جمعية نادي الجامعيين الثقافي:
تأسست جمعية نادي الجامعيين الثقافي في عتيل في آذار 1993م. تمارس الجمعية جميع نشاطاتها في مقرها الرئيسي في عتيل في مبنى وسط البلد
يحق لكل طالب خريج أو منتسب لجامعة فلسطينية أن ينتسب للنادي ويحق له الترشح لعضويتها او رئاستها.
محكمة عتيل الشرعية:
تعتبر محكمة عتيل الشرعية أول محكمة شرعية والوحيدة لقرى الشعراوية شمال طولكرم. يتم فيها كافة معاملات الزواج والطلاق وما يتعلق بها لكافة اهالي شمال طولكرم.
مركز الشرطة الفلسطينية (مركز شرطة عتيل)
مكتب الداخلية – فرع الشعراوية / عتيل
منتزه وحدائق النخيل
المواصلات والبريد
الصيدليات والمشاتل والمخابز والمحال والمشاريع التجارية العديدة
نادي عتيل الرياضي
جمعية عتيل لرعاية المسنين
اتحاد المزارعين
جمعية اتحاد المرأة
جمعية عتيل الخيرية
بنك القدس
جمعية عتيل للمرأة والطفل
مركز عتيل الصحي
الوضع الصحي في القرية
يوجد في عتيل مستشفيان حكومي وللهلال الاحمر وتم الشروع ببنائهما في بداية عام 2005. ولا توجد في البلدة أي صناعات الا الخفيفة. توجد عيادة صحية ومركز أمومة بالاضافة الى عيادات خاصة بالاطباء كلٌ في مجاله مثل النسائية والباطنية والعامة والأطفال. لا يوجد في البلدة أي مكاتب أمنية.
المجازر في القرية
في الذكرى الـ77 لمجزرة عتيل..
إن حادث عتيل أمر لا يستهان به، فهو عدا عن كونه سابقة خطرة، فإن فيه مساسًا لحرمة الدين وتحقيرًا للمصحف الشريف وانتهاكًا للعرض. وإن الإقدام على واحد من هذه الأمور يكفي لأن يسيل الدم أنهارًا، فكيف بإقدام الأنذال أعداء الأمة العربية على ثلاثتها
قرية عتيل من قضاء طولكرم، على مسافة 12 كيلومترا إلى الشمال الشرقي منها. تحدها من الشرق قرية علار، ومن الغرب إبثان ويما، ومن الشمال باقة الشرقية وباقة الغربية، ومن الجنوب قرية دير الغصون.
كانت قرية عتيل بين الأعوام 1936-1939 مركزًا للثورة ضد الإنكليز. من أبنائها كان عبد الله الأسعد الذي وقف على رأس فصيل كبير مكون من أبناء القرية والقرى المحيطة بها. كان عبد الله الأسعد تابعًا لقيادة القائد عبد الرحيم الحاج محمد من ذنابة، وله صلة وثيقة بالقائد يوسف سعيد أبو درة في قضاء جنين والروحاء والكرمل. أنيطت بعبد الله الأسعد مهمة تنفيذ أحكام الإعدام التي كانت تصدرها محكمة الثورة ضد الجواسيس، وقد نفذها بدون تردد أو رحمة. شارك فصيل عتيل في الأعمال العسكرية ضد الإنكليز، لذا كانت القرية معرضة للأطواق والاجتياح، ففي يوم الجمعة 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1938 هاجم الثوار سيارة عسكرية مملوءة بالجنود فجرحوا سائقها بجروج مميتة، وأصابوا جنديًا آخر بذراعه من كتيبة 'رويال سكوتش'، فردّ الجيش على النار بالمثل وقتل اثنين من المهاجمين. بناء على معلومات تفيد بأن المهاجمين جاؤوا من عتيل ضرب الجيش طوقًا محكمًا على هذه القرية1، ثم قام لاحقًا بنسف عشرة بيوت فيها.2 يبدو أن السائق المذكور قد لقي حتفه، لذا فإن جنود كتيبة رويال سكوتش لم ينسوا ما فعله ثوار عتيل!
في الأول من ديسمبر/كانون الأول 1938 قُتل مختار قرية عارة، وابن عم مختار قرية قنير. الروايات الشفوية التي جمعناها من كبار السن في عاره تؤكد على أن الاغتيال تم على يد عبد الله الأسعد وهو من عتيل.3 في عصر يوم الثلاثاء 6/12/1938 أطلقت النار على رجال شرطة يهود بالقرب من بيارة عطا بالخضيرة.4 في مساء ذلك اليوم اشتبكت قوات بريطانية من كتيبة رويال سكوتش مع فصيل كامل في قرية عتيل. وقد أسفر هذا الاشتباك عن استشهاد عربيين وجرح اثنين آخرين، وجرح جندي بريطاني من الكتيبة المذكورة، وضبط ثلاث بنادق5. يشير عزرا دانين إلى أن الثوار نجحوا في قتل ضابط بريطاني ما أدى إلى قيام الجنود بإجراءات صارمة ضد سكان عتيل.6 لم يكن الأمر مجرد اشتباك عابر، وإنما خططت السلطات للأمر من قبل، فقد أشارت صحيفة 'دافار' العبرية إلى أن القوات البريطانية خلال التفتيش ألقت القبض في عتيل يوم الأربعاء على اثنين من أعضاء محكمة الثورة، واثنين من معاونيهم وعلى 34 شخصًا بعضًا منهم كان قد حضر من القرى المجاورة للمحاكمة.7 يؤخذ من الرسالة التي أرسلها عبد الله أبو ليمون، ابن قرية عتيل، إلى القائد أبي كمال عبد الرحيم الحاج محمد أن عبد الله الأسعد وعبد القادر الصادق نجحا في يوم الأربعاء صباحًا في الانسحاب بسلام والإفلات من الطوق الذي ضربه الجيش على عتيل. لأهمية هذه الرسالة نورد ترجمة لها عن الإنكليزية8:
عزيزي أبا كمال
أكتب إليك وأنا أشعر بالحزن الشديد بسبب الفاجعة التي وقعت في بلدنا عتيل في يوم الأربعاء الماضي. أبو ناصر عبد الحصور بخير وهو بصحة جيدة. عبد الله الأسعد موجود الآن في منطقة أبي ناصر ولم يصب بأذى. الحادثة التي وقعت في القرية كالتالي: عندما قدمت من عندك أنا وعبد القادر الصادق وصلنا إلى القرية الساعة الثامنة. عبد القادر وحارسه كانوا بالقرب من القرية في الساعة العاشرة. الحراس علموا بقدوم الجنود وقاموا بإطلاق النار عليهم وقتلوا خمسة منهم. بعض أعضاء الفصيل المحاصرين حاولوا فك الحصار. عبد الهادي بن راجح القطيش قُتِلَ، بينما شخص آخر اسمه مخلوف محمد جرح بجروح بالغة، وثالث اسمه محمود من باقة الغربية جرح بجروح خفيفة في رجله. بعض المجاهدين نجحوا في الهروب، وقسم آخر اختبأوا في البلدة وبدّلوا ملابسهم واختلطوا بسكان القرية. نجح الجيش في الاستيلاء على خمسة بنادق من أولئك الذين تم أسرهم. الفظائع التي ارتكبها الجنود كانت كثيرة. كالعادة قتلوا رجالنا وأهانوا مساجدنا ومزقوا القرآن واغتصبوا النساء وسرقوا الأموال الخاصة إلى جانب حرق بيوتنا. من بين الذين قتلوا كان رجلا اسمه محمد الحسين الناصر الذي أُخذ من الجامع وتم إطلاق النار عليه خارج القرية. شخص واحد أخذ من بيته وأطلقت النار عليه. دخل الجنود إلى بيت صفية زوجة محمد خليل شكري، كي يغتصبوها، فلما قاومت أطلقوا النار عليها. بعض الجنود دخلوا إلى بيت عبد الرحيم الفالح، وقد وجدوه برفقة ذيب عمر ورشيد محمد الرشيد. سيق ثلاثتهم إلى كومة الحطب واشعلت فيهم النار. معظم الرجال لا يزالون في الفراش نتيجة للضربات التي تلقوها. أخذ الجنود معهم أكثر من 40 رجلاً وأتلفوا كل الأغذية في القرية. غالبية العائلات تركت القرية وانتقلت إلى القرى المجاورة لأن معظم البيوت قد هدمت. أراد الجنود اغتصاب النساء ومزقوا ثيابهن واغتصبوا بعض الأولاد. هيا أعط أوامر إلى جميع المعنيين وإلى جميع المدن ليعلنوا الإضراب بسبب حادثة عتيل، على المحامين والزعماء تقديم احتجاج إلى المندوب السامي. المخلص لك : عبد الله أبو ليمون-عتيل.
يبدو أن الرسالة أعلاه كتبت على عجل يوم الخميس الموافق 8/12/1938، وقبل أن تتضح الصورة الكاملة. إذ أن عبد الهادي راجح قطيش (أبا مفيد) لم يستشهد وعاش طويلاً في عتيل حتى وفاته في 14/9/2011. (راجع موقع عتيل كوم)
بتاريخ 12/12/ 1938 لخص أكرم زعيتر ما حدث في عتيل بما يلي9: ' كنا قد طلبنا إلى القائد عبد الرحيم الحاج محمد وغيره أن يزودونا بأسماء الذين قتلوا، أو عذبوا، أو اغتصبت أعراضهم في مأساة عتيل لترجمة المأساة وإرسالها إلى النواب البريطانيين وإلى وزير المستعمرات لأن ذكر الأسماء هو البينة القاطعة. وقد تلقينا رسالة جوابية عممناها على الصحف وترجمناها إلى الإنكليزية، وبعثنا بها إلى المراجع الرسمية والصحافية البرلمانية، وفيها نماذج مما اقترفه الجيش ثابتة في الأسماء. منها دخول الجند إلى مسجد القرية وسوقهم محمد الحسين الناصر إلى خارجه واغتياله، كما اخذوا عوض محمد التقي ورموه بالرصاص ثم مثّلوا برأسه وحطّموا جمجمته وداسوها بالأقدام. ودخلوا بيتًا فوجدوا فيه امرأة اسمها صفية زوجة محمد خليل الشكري وطلبوا منها الفاحشة فامتنعت فأطلقوا النار عليها فاستشهدت. كما دخلوا بيتًا فيه ثلاثة أشخاص هم: عبد الرحمن(؟) الفالح، وذيب عمر اسيا، ورشيد محمد رشيد، واستاقوهم إلى مخزن مملوء بالحطب والزبل وأشعلوا النار في المخزن وأغلقوا عليهم الباب فاكلتهم النار. رحمة الله عليهم. كما هدموا سبعة بيوت وأحرقوا 25 دكانًا. ولم يبق في كل القرية شيء من الفراش، أو الخزائن، أو الزجاج، أو الآنية لم يتحطم أو يُنهب'.
تفيد الروايات الشفوية إلى أن جنود الكتيبة رويال سكوتش حاصروا عتيل من جميع الجهات ودخلوها وسط إطلاق نار كثيف. ثم أمروا الرجال بالتوجه إلى المدرسة والنساء والأطفال إلى الجامع، وكان الجو قارسًا شديد البرودة، وأنهم أخرجوا الشاب محمد الحسين من الجامع حيث اختبأ بين النساء وقتلوه صبرًا بدم بارد. وخلال التفتيش أشعلوا النار في متبن ما أدى إلى موت ثلاثة حرقًا وهم: عبد الرحيم، وذيب عمر آسيه، وعوض. وقد تم تدمير 23 منزلاً تدميرًا تامًا.10
ما قامت بة القوات الإنكليزية في عتيل هو بكل المقاييس مجزرة رهيبة راح ضحيتها ستة شهداء وهم: محمد الحسين الناصر، عوض محمد التقي، صفية زوجة محمد خليل شكري، عبد الرحيم الفالح، ذيب عمر آسيه، رشيد( أو رشاد) محمد رشيد؛ ناهيك عن جرح العديد منهم مخلوف محمد، وشخص اسمه محمود من باقة الغربية، واعتقال العشرات من الأهالي والتنكيل بهم بفظاظة وقسوة متناهية. لقد أصبح يوم الأربعاء 7/12/1938 يومًا مشهودًا في تاريخ فلسطين، وقد شعرت قيادة الثورة، آنذاك، بحجم المأساة وتأثرت بها عميقًا وطويلاً ففي 21/12/1938 أصدرت تلك القيادة بيانًا موقعًا من القادة: يوسف سعيد أبو درة، عبد الرحيم الحاج محمد، عارف عبد الرازق، حسن سلامة، وعبد الرحمن الصالح حول مأساة عتيل، وفيه دعت الشعب إلى إعلان الإضراب العام في يوم الجمعة 23/12/1938 تعبيرًا عن الاستنكار الشديد للأعمال البربرية التي قام بها الإنجليز في تلك القرية.11
علق هذا الحصار الغاشم في ذاكرة الناس في عتيل فاسموه حصار أو طوق 'سكوتش' نسبة إلى الكتيبة الإسكتلندية الملكية (رويال سكوتش) التي قامت بأعمال بربرية منها اغتصاب نساء وقتل عزّل وحرق أحياء وتدنيس المسجد وتمزيق القرآن!
الباحث والمراجع
1- موقع ثرية عتيل https://www.attilcom.com/ar/?page_id=137