تقع إلى الشمال الغربي من مدينة القدس على بعد 10كم، بارتفاع 710م تقريبًا عن سطح البحر.
تقع الجيب على طريقين من الطرق التاريخيّة التي ربطت ما بين يافا والقدس؛ الأول طريق بيت عور: (اللد - جمزو - بيت عور - الجيب - بيت حنينا)، والثاني طريق وادي سليمان جنوبي طريق بيت عور: (بيت حنينا - الجيب - وادي أبو زعرور - بدّو - الطيرة - بيت لقيا)، وعليه اشتعلت على أراضي الجيب جبهاتٌ قتاليّة ما بين المستعمرين القادمين وعيونهم على احتلال القدس وما بين المقاتلين أهالي البلاد الذين بذلوا أنفسَهم في الدفاع عنها، فسالت دماؤهم الطاهرةُ فوق أرضها.
وتبلغ مساحتها 8205 دونمًا. ويحيط بها قرى النبي صموئيل، بيت إجزا، بير نبالا، بدو، والجديرة.
تحدّها القرى والبلدات التالية:
الشمال : بيتونيا والجديرة
الغرب: بلده بدو وبيت اجزا
الجنوب الغربي
الجنوب:بيت اكسا النبي صموئيل
الشرق:بير نبالا
سميت الجيب نسبة للملكة الكنعانية جبعون وتعني "التل"
يوجد في القرية مواقع أثرية منها الغرف المحفورة في الصخر، وكنيسة، ومدافن. صادرت سلطات الاحتلال جزءا من أراضيها، وأقامت عليها عام 1977 مستوطنة (جفعات زائيف) حيث حيث تأتي ثاني أكبر مستوطنة للمستعمرين الصهاينة مقامة على أرض فلسطين المحتلة
(ويقال أنه بئر العزيز)، النواطيف والكهوف القديمة.
قرية الجيـب – مملكـة جبعـون الكنعانيـة: إرث الطبيعـة والهويـة
الباحث : خالــد أبــو علــي
على تلةٍ بين الوديان والتلال الحجرية تعانق سماء القدس من الشمال الغربي، قرية "الجيب"، والتي تعد من القرى الفلسطينية العريقة التي تحرس الأطراف الشمالية الغربية لعاصمة الروح، القدس.شاهدةً على آلاف السنين من الحضور الإنساني، والحكايات الكنعانية، والمقاومة الخضراء. هنا، حيث كانت جبعون الكنعانية إحدى أعظم مدن التحالف الكنعاني، لا تزال الأرض تنبض بحجارة المعابد القديمة، وآبار الماء العتيقة، وعرق الفلاحين الذين يزرعونها منذ قرون.
جبعون: مدينة المياه والنبوءات
تدلّ الحفريات الأثرية التي أُجريت في "تل الجيب" على وجود نظام مائي معقّد يعود إلى العصر البرونزي، ما يعكس وعيًا بيئيًا لدى الكنعانيين الأوائل ويُظهر مستوى متقدم من التخطيط الحضري والهندسة البيئية القديمة.
وقد ذُكرت جبعون في الكتابات الفرعونية اي في الكتابات المصرية القديمة، كمدينة ذات مكانة دينية وإدارية مرموق، وقد تميّزت بمكانتها السياسية والدينية في العهد الكنعاني، واليوم، تُعد الجيب الامتداد الحي لهذه الحضارة، رغم محاولات الطمس والتشويه التي تتعرض لها.
أهم المواقع الأثرية في قرية الجيب
تل الجيب (تل جبعون)
وهو الموقع الأهم على الإطلاق، ويُعتقد أنه كان مركز مدينة جبعون الكنعانية. وقد كشفت الحفريات الأثرية فيه في الخمسينيات من القرن الماضي عن نظام مائي معقد: بئر عملاق محفور في الصخر بعمق يزيد عن 25 مترًا، مرتبط بسلالم وممرات تؤدي إلى مصدر ماء داخلي، ما يعكس مستوى هندسيًا متقدّمًا لدى الكنعانيين، وأسوار دفاعية من العصر البرونزي ، اضافة الى أوانٍ فخارية، نقوش، وعظام بشرية تعود للعصور الكنعانية القديمة ، مما يدل على وجود آثار استيطان مستمر حتى الفترات الرومانية والبيزنطية.
النفق الكنعاني الداخلي
ويربط البئر مباشرةً بمصدر الماء الطبيعي، ويُعد واحدًا من أقدم أنظمة الأنفاق المائية الدفاعية في فلسطين، يقدر عرض النفق حوالي 1.2 متر، وارتفاعه 2 متر ويُعتقد أنه استُخدم لاحقًا خلال العصور الرومانية والبيزنطية بعد تعديلات عليه.
الآبار الكنعانية القديمة
كما عُثر في أطراف تل الجيب على عدة آبار آبار كنعانية قديمة محفورة بالصخر تعود للعصر البرونزي وقد استخدمت هذه الآبار في جمع مياه الأمطار، وتخزين المياه للاستخدام في الصيف، وري الزروع والماشية. وتُعرف هذه الآبارمحليًا بأسماء مختلفة، منها بئر العذراء الذي يرتبط بموروث شعبي محلي ، وبئر جبعون نسبة إلى الحاكم الكنعاني، وكانت تُستخدم لري الحقول وللشرب، وما زالت بعض معالمها باقية حتى اليوم رغم الإهمال.
بئر جبعون العظيم (Great Pool of Gibeon)
يقع في تل الجيب، وهو قلب المدينة الكنعانية القديمة، وهوعبارة عن حفرة دائرية ضخمة محفورة بالكامل في الصخر الكلسي، قطرها نحو 11.5 مترًا، وعمقها يقارب 25 مترًا وتتكون من سلالم حلزونية عددها نحو 79 درجة، تنزل بشكل لولبي إلى الأسفل. وفي أسفل البئر، يوجد نفق أفقي محفور يدويًا بطول 13 مترًا يصل إلى نبع ماء طبيعي داخل الصخر. وكان الهدف هو الوصول إلى المياه من داخل المدينة دون الخروج منها، خصوصًا وقت الحصار وحماية المورد المائي من التلوث والسرقة.
ذاكرة الصخر: مدافن جبعون الكنعانية
حول"تل الجيب" ، حيث ترقد بقايا مملكة جبعون الكنعانية، تنتشر عشرات المدافن المحفورة بعناية في الصخر، كأنها وشمٌ قديم على جسد الأرض. هذه المقابر التي تعود للعصر البرونزي والحديدي ، والتي تنتظم في محيط التل وأسفله، ليست مجرّد شواهد أثرية صامتة، بل دليلٌ علمي على نمط دفنٍ كان سائدًا قبل آلاف السنين، وتُظهر عادات الدفن الكنعانية وتحتوي على غرف متعددة، بعضها مع بوابات دائرية صخرية حين كانت الروح تُودّع الجسد بحكمة ووقار، وتُردّ إلى رحم الأرض في حضن الصخر، لا في حفرة عابرة.
تكشف هذه المدافن عن وعي بيئي وإنساني عميق لدى سكان جبعون الكنعانية؛ فقد لجأوا إلى باطن الصخور بدلًا من استنزاف التربة الزراعية أو المساحات السكنية، مما يعكس توازنًا بين متطلبات الحياة واحترام الموت. وفي هذا التكوين الجيولوجي-الجنائزي، نرى كيف أن الطبيعة كانت شريكًا في الطقوس، لا مجرد مسرحٍ لها. تل الجيب ليس مجرّد تل، بل متحف مفتوح للهوية، ووثيقة حية تُقاوم المحو والنسيان.
تحليل علمي وأثري
تؤكد الدراسات الحديثة أن النظام المائي في جبعون يسبق أنظمة مماثلة ظهرت لاحقًا في القدس ، حيث أن البئر والنفق صُمّما بزوايا انحدار مدروسة لتقليل فقد الماء بالتبخر، وهي تقنية فريدة في وقتها ، وهذا يعكس فهمًا جيولوجيًا متقدّمًا لطبيعة الصخور الجيرية ووعيًا بيئيًا نادرًا عند الحضارات القديمة.
المعاصر الحجرية ... شواهد على ازدهار الجيب الكنعانية
في قلب فلسطين، حيث تنبض الأرض بتاريخها الزراعي العريق، تكشف المعاصر الحجرية للنبيذ عن فصلٍ مهم من ذاكرة المكان تمتد لعصور قديمة. لم تكن صناعة النبيذ مجرد نشاط زراعي، بل شكّلت محورًا اقتصاديًا وثقافيًا في المجتمعات القديمة، خاصة في القرى الجبلية ذات التربة الخصبة والمناخ المعتدل. ففي مواقع متعددة كالقدس وبيت لحم والخليل وجنين، عُثر على معاصر محفورة في الصخر، مزودة بأحواض لجمع العصير وتخزينه، مما يدل على تنظيم إنتاجي واسع النطاق. وقد ربطت هذه الصناعة بالطقوس اليومية والدينية، خصوصًا في ظل تطور الزراعة بفعل النظم الرومانية والبيزنطية. ويبدو أن قرية الجيب، التي تقوم على أطلال جبعون الكنعانية، لم تكن بمنأى عن هذا النشاط، بل كانت على الأرجح جزءًا من شبكة معقدة لإنتاج النبيذ وتوزيعه، وهذا ما تشير له تشير الجغرافيا والامتدادات الأثرية التي شاهدناها عن كثب. وهكذا، تتحول هذه الحجارة الصامتة إلى رواةٍ حقيقيين لتاريخٍ ما زال يتنفس بين شقوق الجبال.
بيئة متنوعة مهددة بالضياع
تحيط بالجيب بيئة متوسطية فريدة، تتنوع فيها الأشجار البرية مثل البلوط والسنديان، إلى جانب أشجار الزيتون المعمرة والزعتر البري والميرمية، وهي نباتات تشكل الهوية الغذائية والدوائية للفلسطينيين منذ آلاف السنين. كما تمر من أراضيها مسارات الطيور المهاجرة، وتشكل جزءًا من الحزام البيئي الطبيعي الذي يربط سفوح القدس بالسهل الساحلي الفلسطيني. لكن هذه البيئة تتعرض اليوم لأكبر عملية تدمير ممنهجة بفعل الجدار الفاصل الذي مزق أراضي القرية، والمستوطنات الجاثمة كـ"جفعات زئيف" و"هار شموئيل"، ومكبّات النفايات التي لوثت الوديان والهواء.
أهمية الحفاظ على الجيب بيئيًا وتاريخيًا
تشكل الجيب اليوم نموذجًا واضحًا لما يمكن تسميته بـ التهويد البيئي والتاريخي، حيث يتم مسح معالمها الطبيعية والأثرية لصالح سرديات استعمارية زائفة ، وهناك محاولة لمسح ذاكرة شعبٍ من خرائط الأرض والتاريخ
لذلك، فإن الحفاظ على الجيب هو ليس فقط مسؤولية وطنية بل واجب بيئي عالمي، لأنها تمثل تراثًا مشتركًا للإنسانية، ومرآة لما كانت عليه فلسطين الخضراء قبل أن تداهمها الجرافات والمستوطنات . من هنا، فإننا ندعو المؤسسات الأكاديمية، والجهات البيئية الدولية، والمؤرخين الأحرار، إلى توثيق ودعم قرية الجيب كمنطقة تراث عالمي بيئي وإنساني
قدّر عدد سكانها عام 1922 حوالي (465) نسمة
وفي عام 1945 (830) نسمة
وفي عام 1967 بحوالي (1173) نسمة
وفي عام 1987 (2111) نسمة
وفي عام 1996 زاد العدد ليصل (2550) نسمة
وفي عام 2007 بلغ عدد السكان (3805) نسمة.
مدارس القرية :
1- مدرسة الجيب الثانوية للبنين / أدبي
-2 مدرسة فاطمة الزهراء الثانوية / علمي و أدبي للبنات
3- مدرسة ابن خلدون الأساسية للبنين
4- مدرسة الجيب الأساسية المختلطة ( حالياً للبنات )