معلومات عامة عن الجانية - قضاء رام الله
معلومات عامة عن قرية الجانية
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، وتبعد عنها حوالي 8 كم، يصلها طريق فرعي يربطها بالطريق الرئيسي وترتفع 550 مترًا عن سطح البحر، وتعود كلمة الجانية إلى لفظ (جينيا) بمعنى ملاجئ، وذكرها الفرنج باسم (ماجينا)، تبلغ مساحة أراضيها 7565 دونمًا، وتحيط بها أراضي قرى: المزرعة القبلية، عين قينيا، دير ابزيغ، كفر نعمه. قدر عدد سكانها عام 1922 حوالي (180) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (300) نسمة، وفي عام 1967 حوالي (289) نسمة، أما في عام 1996 زاد العدد إلى (930) نسمة.
تعتبر الجانية من أقدم قرى محافظة رام الله ، وتدل على ذلك الآثار القديمة المنتشرة في نواح مختلفة من القرية . والتي تعود إلى عصور مختلفة . فمنها الرومانية والتي تدل عليها القبور المنحوتة في الصخر والكهوف المتفرقة في أرجاء القرية . ومنها الإسلامية التي تدل عليها المحاريب وآثار المساجد ، كالتي تظهر بقاياها في الشيخ سالم والشيخ موسى والنبي باسيل . وهناك آثار تعود للعهد الممولوكي
الموقع والمساحة
تقع قرية الجانية على بعد 12 كم غرب مدينة رام الله، وترتفع حوالي 560 م عن سطح البحر، وتبلغ مساحة أراضيها الكلية 7565 دونماً، ومساحـة المنطقـة المبنية فيها 158 دونماً، وتحيط بأراضي القرية أراضي قرى رأس كركر، والمزرعة القبلية، وعين قينيا، ودير إبزيع، وكفر نعمة.
سبب التسمية
هناك أكثر من رأي في سبب تسمية القرية بهذا الاسم:
الرأي الأول: ما جاء في كتاب بلادنا فلسطين لمؤلفه مصطفى مراد الدباغ والذي يقول فيه : إن الجانية من المحتمل أن تكون من كلمة " جينيا " السريانية التي تعني ملاجئ وحمى، وإن الإفرنج قد ذكروها في كتاباتهم باسم " Magina ". وذكر الدباغ في كتابه أن الرحالة البكري الصديقي قد مر بها عام 1122هـ وذكر ذلك بقوله " ودعانا إلى (جانية) الشيخ صالح النوباني."
الرأي الثاني: أن الجانية محرفة عن كلمة " دجانيا " المأخوذة من " دجان " السريانية والتي تعني " الحنطة " ومنها أخذ اسم " داجون " معبود الفلسطينيين وكان على صورة رأس ويدي إنسان وجسم سمكة، وقد أقام الفلسطينيون القدماء هيكلا لعبادته في مدينة أسدود.
الرأي الثالث: يعتقد البعض أن القرية كانت مركزا للقرى المحيطة بها زمن الرومان، وأنها كانت تسمى " نرجيشيا " ومن أشهر حكامها " جيني " الذي غلب اسمه عليها فأصبحت " جينية " ثم أصبحت بعد التحريف (جانية) وقد سقطت الجانية في أيدي المسلمين في عهد حاكمها " لويس " الذي جاء بعد جيني.
الرأي الرابع: ويرى البعض أن اسم القرية كان " دجانية " نسبة إلى رجل صالح كان أول من سكنها، واسمه " أحمد الدجاني " وهو من منطقة يافا ولهذا الشيخ مقام معروف في القرية، وأن الاسم قد طرأ عليه شيء من التحريف حتى أصبح " الجانية ".
والصحيح أننا نميل لترجيح الرأي الثالث، لوجود الآثار الرومانية في القرية، ولوجود الأعمدة والتيجان، وآثار بنايات مبلطة بالفسيفساء وسجون تحت الأرض مما يرجح هذه الرواية.
أما الرأي الرابع ففيه ضعف واضح لأن آثار القرية قديمة تعود لآلاف السنين وأن أحمد الدجاني عاش في القرن العاشر الهجري. وترجح الروايات التي تناقلها كبار السن من أهل القرية الرواية الثالثة.
العمران
أظهرت نتائج المسح الميداني للأبنية القديمة الذي نفذه رواق العام 2001 أنه يوجد 40 مبنى في القرية، من بينها 37 مبنى تتألف من طابق واحد، أي ما يعادل 93 % من مجموع المباني العام، إلى جانب وجود مبنيين يتألف كل منهما من طابقين (5. (%
الحالة الإنشـائية لـ 14 مبنى كانت جيدة، أي ما نسبته 35 % من إجمالي عدد المباني، و 9 مبانٍ بحالة سيئة، ومثلها غير صالحة للاستعمال (22 %)، إلى جانب وجود 5 مبانٍ بحالة متوسطة (12 (%
وفيما يتعلق بمدى الاستخدام، لوحظ أن 26 مبنى كانت مهجورة، وهو ما نسـبته 65 % من إجمالي عدد المباني، إضافة إلى وجود 10 مبانٍ مستخدمة بشكل كلي ( 25 %)، و 4 مبانٍ بشكل جزئي ( 10 %).
أما الحالـة الفيزيائيـة لتلك المبانـي، فتظهر وجود 25 مبنـى بحالـة سـيئة، وهو ما يعادل 63 % من عدد المباني العام، و 10 مبانٍ بحالـة جيدة ( 25 %)، ومبنيين بحالة متوسطة (5%).
وفيما يتعلق بأشكال الأسطح، فقد غلب عليها شكل القبة الذي اسـتخدم في أسـطح 37 مبنى (51 %)، إضافة إلى اسـتخدام الشـكل المفلطح في أسـطح 32 مبنى (44 %)، فيما اسـتخدم الشكل المستوي في أسـطح مبنيين، (3 %)، والجملونـي القرميدي فـي ســطح مبنى واحد فقط.
غلب على معظم أسقف المباني شكل العقد المتقاطع، حيث استخدم فـي أسـقف 31 مبنـى ( 77 %)، إلـى جانب اســتخدام العقد نصف البرميلي فـي أسـقف 7 مبـانٍ ( 17 %)، فيما اسـتخدم شـكل القبة، والشكل المستوي بدوامر الحديد في سقف مبنى واحد لكل منهما.
وبالنسبة لأنواع الأرضيات، فغلبت عليها المدة التي اسـتخدمت في أرضيات 39 مبنى ( 97 %) من إجمالي عدد المباني، فيما اسـتخدم البلاط الحجري في أرضية مبنى واحد فقط.
الآثار
تعتبر الجانية من أقدم قرى محافظة رام الله، وتدل على ذلك الآثار القديمة المنتشرة في نواح مختلفة من القرية. والتي تعود إلى عصور مختلفة. فمنها الرومانية والتي تدل عليها القبور المنحوتة في الصخر والكهوف المتفرقة في أرجاء القرية. ومنها الإسلامية التي تدل عليها المحاريب وآثار المساجد، كالتي تظهر بقاياها في الشيخ سالم والشيخ موسى والنبي باسيل. وهناك آثار تعود للعهد المملوكي، غير أن قلة المراجع والدراسات تجعل المرء يقف عاجزا عن تحديد تاريخ دقيق للقرية. إلا أن الآثار الموجودة من أعمدة ضخمة وقبور منحوتة في الصخر، وكهوف ومساطب مبلطة تدل على تاريخ عريق ومجد كبير.
والقرية موقع أثري يحتوي على بقايا أعمدة وتيجان، وأراضي مرصوفة بالفسيفساء وفي الجهة الشمالية من القرية تقع خربة البلد .
السكان
يبلغ عدد سكان القرية 1142 نسمة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام 2004 .
الاستيطان في القرية
صادرت سلطات الاحتلال جزء من أراضيها وأقامت عليها مستوطنة (دوليف) وهي قرية تعاونية أنشأت عام 1983م.
التعليم
يوجد في القرية مدرسة ابتدائية مشتركة مع طلاب قرية رأس كركر، ومدرسة أخرى ابتدائية للبنات، ويكمل الطلبة دراستهم في قرى كفر نعمة والمزرعة القبلية .
تاريخ القرية
كانت القوافل التجارية القادمة من شرقي الأردن تمر عبر الجانية متجهة إلى المناطق الساحلية في فلسطين وإلى مصر، وقد كانت هذه القوافل تتعرض أحيانا للسلب والنهب فظهرت في العهد العثماني الحاجة لحمايتها، فأوكلت الدولة العثمانية مهمة حماية هذه الطرق ومهمة جمع الضرائب إلى إحدى عائلات القرية وهي عائلة "سمحان " مما أدى إلى ازدياد نفوذها واتساع أملاكها وجعلها تكون فيما بعد مشيخة تبنت العصبية القيسية، في الوقت الذي أوكلت فيه نفس المهمة في منطقة "عمواس" إلى عائلة "أبو غوش " التي تبنت العصبية اليمنية، مما سبب تنافسا قويا بين العائلتين ؛ تحول إلى صراع سقطت فيه الضحايا من الطرفين، وقد تعرضت الجانية في هذا الصراع لهجمات من أنصار اليمنية الذين امتد نفوذهم إلى القرى المجاورة ك "خربثا بني حارث "و"كفر نعمة"و"دير بزيع "، وبما أن موقع الجانية القديم كان على سفح جبل ؛ فقد ساعد ذلك خصومهم على مفاجأتهم وإيقاع خسائر كبيرة بينهم، وهذا ما دفع مشيختها إلى نقل مقرهم إلى تلة مجاورة، يمكن الدفاع عنها بسهولة، وتشرف على المناطق المجاورة، يستطيع أهلها أن يراقبوا أي تحرك يقوم به الخصوم. وقد كان ذلك سنة 1214هجرية وسميت " رأس كركر" فأصبحت مقرا جديدا للمشيخة القيسية. وبنيت على قمتها قلعة ما زالت قائمة حتى اليوم.
وتعود جذورالصراع بين العصبيتين ؛ القيسية واليمنية إلى العصر الجاهلي، حيث العرب القحطانيون الذين كانوا يسكنون اليمن، وقد كان سكان اليمن أهل حضارة بنوا السدود وشقوا القنوات وتطورت حضارتهم إلى درجة عالية.أما "القيسية " فهم عرب الشمال العدنانيون، وهم رعاة إبل وماشية ينتقلون من مكان إلى آخر طلبا للماء والكلأ. وقد اشتعل الصراع بينهما منذ عهود قديمة، وكانت كفة الصراع تميل في البداية إلى عرب الجنوب لأنهم أهل حضارة، ولديهم الخبرة الواسعة في صناعة الأسلحة ورسم الخطط الحربية. وفي إحدى المعارك استطاع عرب الشمال لأول مرة تحت قيادة "كليب وائل "أن ينتصروا على عرب الجنوب، وكان من قبيلة "بكر" فنصبوه ملكا عليهم. ثم استطاعت عجوز من عرب الجنوب أن تسبب فتنة بين عرب الشمال، وأشعلت حربا تسمى "حرب البسوس " التي كان من أبطالها "المهلهل" وقد استمرت هذه الحرب أربعين سنة حتى انتهت بالصلح بين الفريقين، وقد ظلت نظرة العداء بين القيسية واليمنية قائمة استغلها الأمويون لضرب وحدة الأمة وصرفها عن التفكير في السياسة والحكم، وامتد هذا الصراع إلى العهد العثماني وربما كان للدولة العثمانية مصلحة في إذكاء الفتنة لتعزيز سلطتها وإشغال الناس عن مقاومة حكم الدولة العثمانية الغاشم.
كان القيسية يتخذون الراية الحمراء شعارا لهم، بينما اتخذ اليمنيون الراية البيضاء، واعتاد أنصار القيسية أن يلبسوا العروس شالا أحمر بينما كان اليمن يلبسونها شالاأبيض. وإذا مرت العروس من قرية تختلف عصبيتها عن عصبيتها ؛ فإنها تكون مضطرة لوضع الشال الذي يتناسب مع أهل القرية التي تمر منها. ومما يروى أن أهل الجانية أحضروا عروسا ومروا أثناء عودتهم بقرية " عين قينيا "ذات العصبية اليمنية، فاستهان أهل الجانية بأهل عين قينية لقلة عددهم ولم يضعوا على العروس غطاء أبيض مما دفع أهالي قرية عين قينيا إلى الاستنفار والاستعداد للمواجهة، وكاد الفريقان يشتبكان في معركة دامية لولا توسط العقلاء من الفريقين، حيث ألبست العروس شالا أبيض ومرت الأمور بسلام. ومما يجدر ذكره أن وادي "الدلب " كان الحد الفاصل بين العصبيتين، حيث كانت جميع القرى التي تقع جنوب وادي الدلب تابعة للعصبية اليمنية، بينما كانت القرى الواقعة شمالي هذا الوادي تابعة للعصبية القيسية.