تاريخ القرية - اللطرون / بين رام الله والرملة - قضاء الرملة

يعود تاريخ منطقة اللطرون إلى الفترة الرومانيّة والبيزنطيّة، حيث تنتشر آثار عديدة من تلك الحقبة في قرى هذه المنطقة، فيما يعود تاريخ قرية اللطرون نفسها إلى القرن الثاني عشر، وتحديدًا في فترة الحملات الصليبيّة، إذ بنى الصليبيّون قلعةً في الموقع سنة 1170، ثم استولى صلاح الدين الأيوبي عليها بعد معركة حطين في سنة 1187. وقد انتقل إلى قرية اللطرون مهاجرون من القرى المجاورة في القرن التاسع عشر، إذ كانت قرية صغيرة مبنيّة بالطوب داخل أسوار قلعة الصليبييّن. وقد أنشأ الرهبان اللاترابيّون الفرنسيّون دير اللطرون ومدرسة زراعيّة على منحدر في عمواس باللطرون في سنة 1890، واشتهر هذا الدير لاحقًا بما ضم من كروم العنب. وقد صُنِّفت اللطرون كمزرعة في معجم فلسطين الجغرافي المُفهرَس الذي وُضع أيام الانتداب البريطاني على فلسطين، وكانت ضمن قضاء الرملة

مَعْرَكَة اللطرون أو معارك اللطرون هي سلسلة من الاشتباكات العسكرية التي حدثت على مَشَارِف مَنْطِقة اللطرون بين الجَيْش العَرَبي الأردني وجيش الدفاع الالاحتلال الصهيونيي في الفترة المُمْتَدَّة من 25 مايو وحتى 18 يوليو من عام 1948م، وذلك ضِمْن حَرب النَّكْبة سنة 1948موتستمدّ منطقة اللطرون اسمها من اسم الدَّيْر القَرِيب من تقاطع الشارعين الرئيسيين التاليين: الشارع الواصِل بين القُدْس ويافا، والشارع الواصل بين غزة ورام الله. وخلال الانتداب البريطاني على فلسطين، أصبح ذلك الدَّيْر قاعدة لقوات الشرطة البريطانية في فلسطين، حيث تحوَّل المبنى إلى ما يُسَمَّى قَلعَة تيغارتوقد وَضَع قَرَار الأمم المتحدة رقم 181 منطقة اللطرون ضمن الدولة العربية المُفْتَرَضة.[1] وفي شهر مايو 1948م، كانت المنطقة تحت سيطرة الجيش العربي، ونتيجةً لذلك، كان الجيش العربي مُسَيْطرًا على الطريق الوحيد الواصِل بين المنطقة المحتلة من القدس وبين دولة الاحتلال الصهيوني، وذلك ما أعطى اللطرون أهمية إستراتيجية في معركة القدس.

وعلى الرغم من هجوم الجيش الالاحتلال الصهيونيي على اللطرون في خمس مناسبات مختلفة، إلا أنه لم يَسْتَطِع نهائيًا الاستيلاء عليها، وبَقِيَت تحت الحُكْم الأردني حتى وقوع حرب النكسة سنة 1967م، أو ما يُسَمَّى حرب الستة أيام. أفْضَت المعارك إلى انتصار حاسم للجانب الأردني، حتى أن الالاحتلال الصهيونييين قَرَّرُوا أن يَبْنُوا طريقًا جَانِبِيًّا حَوْل اللطرون لِتَسْيير حَرَكة النَّقْل بين القدس وتل أبيب، ذلك لتجنّب استخدام الطريق الرئيسي الذي يسيطر عليه الجيش الأردني وعلى أية حال، استطاع سكان القدس اليهود خلال فترة معركة القدس أن يَتَلَقَّوا الإمدادات من خلال طريق جديد سُمِّي «طريق بورما» الذي كان يمر بجانب اللطرون دون المرور بها، وكان مناسبًا للقوافِل الأمنيّةوتَرَكَت معركة اللطرون بَصْمَتَهَا في الذاكرة الشَّعْبِيَّة الالاحتلال الصهيونيية، كما أنها أصبحت جزءًا من حكايات قِيام الدولة اليهودية.  وأَدَّت الهَجَمات إلى مَقْتَل 168 جنديًّا الاحتلال الصهيونييًّا، وهناك بعض المصادر التي تَضَخِّم هذا الرقم إذ يَصِل إلى 2000. ويَحْمِل القتال في اللطرون أهمِّيَّةً رَمْزِيَّة أيضًا بسبب مشاركة بعض النَّاجِين من الهولوكوست ضمن صفوف الجيش الالاحتلال الصهيونيي.

أما في الوقت الحاضِر، فتحتوي أرض المعركة على مَتْحَف عَسْكَري الاحتلال الصهيونيي تابع لسلاح المدرعات الالاحتلال الصهيونيي، وكذلك تحتوي على نُصْب تذكاري لحرب فلسطين الممتدة بين عامَيْ 1947 و1949م