التاريخ النضالي والفدائيون - اللطرون / بين رام الله والرملة - قضاء الرملة

لقد كانت اللطرون مسرحًا للقتال أثناء معركة اللطرون عام 1948 بين الأردن والاحتلال الصهيوني بعد أن حاول الجيش الاحتلال الصهيوني احتلالها ستّة مرّات دون جدوى. ولقد أفضت تلك المعركة إلى اتفاق الهدنة بين الجانبين الذي نص على أن تصبح اللطرون القديمة جزءاً من الضفّة الغربيّة واستُخدمت معسكرًا للجيش الأردني، بينما باتت اللطرون الجديدة جزءاً من المنطقة المُجرَّدة من السلاح، كما سمح الاتفاق للاحتلال الصهيوني استخدام طريق اللطرون.

مَعْرَكَة اللطرون أو معارك اللطرون هي سلسلة من الاشتباكات العسكرية التي حدثت على مَشَارِف مَنْطِقة اللطرون بين الجَيْش العَرَبي الأردني وجيش الدفاع الالاحتلال الصهيونيي في الفترة المُمْتَدَّة من 25 مايو وحتى 18 يوليو من عام 1948م، وذلك ضِمْن حَرب النَّكْبة سنة 1948موتستمدّ منطقة اللطرون اسمها من اسم الدَّيْر القَرِيب من تقاطع الشارعين الرئيسيين التاليين: الشارع الواصِل بين القُدْس ويافا، والشارع الواصل بين غزة ورام الله. وخلال الانتداب البريطاني على فلسطين، أصبح ذلك الدَّيْر قاعدة لقوات الشرطة البريطانية في فلسطين، حيث تحوَّل المبنى إلى ما يُسَمَّى قَلعَة تيغارتوقد وَضَع قَرَار الأمم المتحدة رقم 181 منطقة اللطرون ضمن الدولة العربية المُفْتَرَضةوفي شهر مايو 1948م، كانت المنطقة تحت سيطرة الجيش العربي، ونتيجةً لذلك، كان الجيش العربي مُسَيْطرًا على الطريق الوحيد الواصِل بين المنطقة المحتلة من القدس وبين دولة الاحتلال الصهيوني، وذلك ما أعطى اللطرون أهمية إستراتيجية في معركة القدس.

وعلى الرغم من هجوم الجيش الاحتلال الصهيونيي على اللطرون في خمس مناسبات مختلفة، إلا أنه لم يَسْتَطِع نهائيًا الاستيلاء عليها، وبَقِيَت تحت الحُكْم الأردني حتى وقوع حرب النكسة سنة 1967م، أو ما يُسَمَّى حرب الستة أيام. أفْضَت المعارك إلى انتصار حاسم للجانب الأردني، حتى أن الالاحتلال الصهيونييين قَرَّرُوا أن يَبْنُوا طريقًا جَانِبِيًّا حَوْل اللطرون لِتَسْيير حَرَكة النَّقْل بين القدس وتل أبيب، ذلك لتجنّب استخدام الطريق الرئيسي الذي يسيطر عليه الجيش الأردني وعلى أية حال، استطاع سكان القدس اليهود خلال فترة معركة القدس أن يَتَلَقَّوا الإمدادات من خلال طريق جديد سُمِّي «طريق بورما» الذي كان يمر بجانب اللطرون دون المرور بها، وكان مناسبًا للقوافِل الأمنيّةوتَرَكَت معركة اللطرون بَصْمَتَهَا في الذاكرة الشَّعْبِيَّة الالاحتلال الصهيونيية، كما أنها أصبحت جزءًا من حكايات قِيام الدولة اليهودية.  وأَدَّت الهَجَمات إلى مَقْتَل 168 جنديًّا الاحتلال الصهيونييًّا، وهناك بعض المصادر التي تَضَخِّم هذا الرقم إذ يَصِل إلى 2000. ويَحْمِل القتال في اللطرون أهمِّيَّةً رَمْزِيَّة أيضًا بسبب مشاركة بعض النَّاجِين من الهولوكوست ضمن صفوف الجيش الالاحتلال الصهيونيي.

اللطرون: معسكر اعتقال

معسكر اعتقال أقامته سلطات الانتداب البريطاني في منطقة اللطرون على طريق القدس بالقرب من دير وقرية اللطرون.

وقُسم المعسكر إلى أربعة أجنحة، وهي:

 أ) معتقلون أعداء.

 ب) متهمون لهم علاقة مع الأعداء. 

ج) عرب من مؤيدي المفتي الحاج أمين الحسيني. 

د) معتقلون يهود، معظمهم من أعضاء عصابة (ليحي) و(شتيرن). 

وتمكن أعضاء من عصابة (ليحي) من حفر نفق لتهريب عدد منهم إلى خارج المعسكر. كان من الصعب الخروج من هذا المعسكر بسبب الحراسة المشددة واستخدام الأسلاك الكهربائية الشائكة، وقامت السلطات البريطانية باعتقال عدد من قادة الصهيونية في العام 1946 ومن بينهم: موشي شاريت (شرتوك)، ودافيد ريميز، وغيرهم، وبعد مداولات وتحركات سياسية ودبلوماسية صهيونية أُطلق سراحهم.

أمّا في موقع اللطرون نفسه فجرت معركة شديدة بين العصابات الصهيونية والجيش الأردني العام 1948 وتكبدت العصابات الصهيونية خسائر كبيرة وفادحة، وتم التوصل إلى اتفاق ضمن اتفاقيات الهدنة بخصوص عمل ونشاط المزارعين من الطرفين. إلا أن إسرائيل احتلت الموقع في العام 1967 خلال حرب حزيران وقامت بتحويله إلى موقع لإحياء ذكرى جنودها القتلى.

 أما في الوقت الحاضِر، فتحتوي أرض المعركة على مَتْحَف عَسْكَري الاحتلال الصهيونيي تابع لسلاح المدرعات الالاحتلال الصهيونيي، وكذلك تحتوي على نُصْب تذكاري لحرب فلسطين الممتدة بين عامَيْ 1947 و1949م

لقد احتلّت قوّات الاحتلال الصهيونية اللطرون بعد سقوط الضفّة الغربيّة عام 1967، كما أُقيمت مستوطنة نفي شلوم على أراضيها سنة 1983. يقع معظم قطاع اللطرون اليوم ضمن أراضي محافظة رام الله والبيرة بعد قدوم السلطة الفلسطينيّة، إلا أن جدار الفصل يعزل المنطقة عن باقي الأراضي المجاورة بالضفّة الغربيّة.