معلومات عامة عن عمقا - قضاء عكا
معلومات عامة عن قرية عمقا
تعريف عام بالقرية
عمقا قرية فلسطينية عربية مهجرة تنهض علىى تل صخري حيث تلتقي سفوح الجليل الأسفل الغربي بسهل عكا. قضاء عكا, تبعد عنها 11 كلم شمالاً, وترتفع عن سطح البحر 100متر
الحدود
تحدها الغابسية من الشمال والشمال الغربي وخربة جدين من الشمال الشرقي, وأبو سنان تحدها من الجهتين الجنوب والشرق وقرية كويكات من الغرب.
سبب التسمية
الموقع و أصل التسمية
يعتقد البعض أن أصل التسمية "عمقا" هو تحريف كلمة (عمق) الفينيقية بمعنى الوادي، السهل أو المرج.
خلال الفترة الرومانية كانت القرية تحتل الموقع ذاته تسمى "كفار عمقا" ، أصبحت تعرف فيما بعد باسم عمقا.
تقع القرية إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا، على تل صخري متعرّج في ملتقى سفوح الجليل الغربي مع سهل عكا. تربطها طريق فرعية بالطريق العام الساحلي المؤدي إلى مدينة عكا التي تبعد عنها 11 كيلومترا. تحيط بالقرية كروم الزيتون والتين والأراضي الزراعية ، تبلغ مساحة أراضيها 6068 دونما وتحيط بها أراضي قرى أبو سنان وخربة جدين والغابسية وكويكات.
عمل معظم أهالي القرية قبل التهجير في زراعة الارض وفلاحتها وإنتاج الألبان والأجبان وبيعها في مدينة عكا والقرى المجاورة. امتلكت القرية ما مجموعه 3348 دونماً مخصصاً للحبوب و 1648 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين، بينما بلغت مساحة مسطح القرية 36 دونما. وما تبقى من أرض استخدم مراعي لأهالي القرية.
معالم القرية
من أهم المعالم في القرية
المدارس
كان في عمقا مدرسة بنيت زمن الدولة العثمانية عام 1887. وُسع بناؤها إبان الانتداب البريطاني لتصبح ثلاث غرف. كان التعليم حتى الصف الرابع ، ومن أراد أن يكمل تعليمه ، كان يذهب الى مدرسة قرية كفر ياسيف المجاورة.
الجامع
هو من معالم القرية الهامة, ربما يعود تاريخ بنائه الى العهود الأولى من الوجود العثماني في البلاد .بناؤه ما زال قائما رغم تداعي جزء من جدرانه, بني الجامع من حجارة المنطقة, تعلوه قبة وواجهته الشمالية محددة بثلاثة مداخل كبيرة تعلوها قناطر.
المعالم الأثرية
تحيط بقرية عمقا بعض الخُرب الهامة نذكر منها :: خربة الحنبليّة، خربة المونة وبير إكليل. وقد وُجدت في المواقع بقايا أبنية وخزانات للمياه ، قبور وأسس أبنية وحجارة مصقولة للبناء ومعاصر وصهريج للمياه.
الآبار, مصدرا للمياه
لا يوجد في قرية عمقا ينابيع دائمة, لذا اهتم السكان في حفر الآبار داخل البيوت لجمع المياه ولاستعمالها اليومي, أما في فصل الصيف فقد اعتمدوا على مياه ينابيع القرى المجاورة مثل مياه الكابري وكويكات وغيرها.
المختار والمخترة
كان في القرية مختاران: واحد من عائلة مجدوب واسمه نايف المجذوب وهو من عمر مسجدها ، وواحد من عائلة عبد الرازق.
عائلات القرية وعشائرها
من العائلات التي سكنت القرية:
عائلة المجذوب: والبعض يلفظها دون ال لتصبح مجذوب، وبعضهم لفظها بالزاي، مجزوب
عائلة عبد الرازق: ومنهم أبو فؤاد عبد الله محمد أحمد عبد الرازق.
عائلة الخطيب :ومنهم الشيخ محمود الخطيب وأولاده إبراهيم الخطيب والحاج سعيد محمود الخطيب والشيخ ذيب الخطيب أبو عاطف.
عائلة جمعة.
عائلة عثمان وغناّم: ومنهم عبد الرازق العثمان ونجيب العثمان ومحمد موسى .
عائلة داوود المصطفى : ومنهم مصطفى محمد داوود وسليمان داوود المصطفى.
عائلة حوامدة: من ( الجش) وعائلة محمد الحسن الدحل ومنهم اسماعيل الجشي.
عائلة أبو جاموس وطحيبش: ومنهم علي أبو جاموس والشيخ إبراهيم طحيبش.
عائلة الديراوي: ومنهم أبو ذيب نايف ذيب الديراوي.
عائلة جابر: ومنهم الشيخ محمود حسن الجابر وصالح الجابر وعلي الجابر.
عائلة عبد الهادي وشرقية: ومنهم الشيخ محمد حسين عبد الهادي ويوسف إبراهيم شرقية .
عائلة عبد السلام ونجار وعائلة ياسين ومصلح ومصالحة.: كل هؤلاء لهم عقيد هو محمد عبد المجيد الياسين ومحمد محمود عبد السلام ومحمد علي الحسين العلي.
عائلة عابد: ومنهم سلامة محمد العابد وعائلة شحادة عرفات أحمد شحادة.
عائله عطعوط: ومنهم الشيخ راغب قاسم ذيب وخليل عطعوط وابنه محمد.
عائلة سرحان: وعقيدهم أبو علي نايف محمد سرحان.
عائلة عويّد: ومنهم الحاج قاسم محمد عويّد وفايز محمد عويّد وفارس عويّد وعلي محمود عويّد.
الاستيطان في القرية
المستعمرات الصهيونيه على أراضي القرية
في 20 آب / أغسطس 1948 قدم الصندوق القومي الصهيوني خطة تكون بموجبها قرية عمقا (ومعها 31 قرية أخرى) مواقع استعماريه صهيونيه جديدة وقد أنشأ الصندوق مستعمرة عمقا في سنة 1949 على أراض تابعة للقرية , إلى الشمال من موقعها مباشرة. وقد سكنها مجموعة من اليهود القادمين من اليمن.
احتلال القرية
احتلالها وتهجير سكانها
على الرغم من أن عصابات (الهاغاناه) بدأت الهجوم على القرى الفلسطينية الساحلية منذ كانون الأول/ ديسمبر1947, فإن القتال لم يصل إلى عمقا فوراً وبدأ سكان القرى المجاورة لعمقا اللجوء إليها في أيار / مايو 1948 لكن القرية ذاتها لم تهاجم إلا في 10-11-تموز / يوليو خلال المرحلة الأولى من عملية (ديكل) وفي سياق هذه العملية تم احتلال معظم الجليل الأسفل بما في ذلك الناصرة ، وقد بدأت عملية (ديكل) ليل 9 تموز / يوليو, وذلك مباشرة بعد أن دخل أول وقف لإطلاق النار في الحرب حيز التنفيذ ، وكانت الخطوة الأولى من هذه العملية تهدف إلى الاستيلاء على سلسلة من القرى التي تقع وتمتد عل محور شمالي – جنوبي في تلال الجليل الغربي، وتمتد من الكابري في الشمال والبروة في الوسط إلى شفا عمرو في الجنوب. وقد استمدت الوحدات المهاجمة من اللواء شيفع (السابع) ومن الكتيبة الأولى في لواء كرملي. وأدت هذه المرحلة المبكرة من عملية (ديكل) إلى توسيع رقعة الأراضي الساحلية من عملية (ديكل) ، حيث سيطرت القوات الصهيونية عليها في منطقة عكا.
جاءت الخطوة الثانية التي شُنّتْ في الأيام العشرة ما بين هدنتي الحرب لتعزز السيطرة الصهيونية على الجليل الغربي ، إذ تم الاستيلاء على مناطق واسعة من الجليل الأسفل ، توجهت بعض وحدات اللواء شيفع (السابع) غرباً للسيطرة على عدد من قرى الجليل الغربي . وكان بينها الدّامون ( وهي أيضاً في منطقة عكا) التي سقطت في 15- 16 تموز / يوليو 1948 .
عند انتهاء عملية (ديكل) قامت القوات الإسرائيلية باستغلال نجاحها العسكري في الجليل الأسفل قبل أن يدخل الوقف الثاني لإطلاق النار حيز التنفيذ. وقد نجحت في الوصول إلى عدد من القرى الواقعة شمالي منطقة العمليات وشرقيها. تم الاستيلاء على عمقا في المرحلة الأولى من عملية (ديكل) إذا تقدمت الوحدات الإسرائيلية شرقاً بعد انتهاء الوقف الأول لإطلاق النار, وقصفت القرية بالمدفعية. وكانت هذه الوحدات مستمدة من اللواء شيفع(السابع) ومن الكتيبة الأولى في لواء كرملي. وكانت عمقا من أوائل القرى التي تم احتلالها في المنطقة.
روايات أهل القرية
قصة عائلات عمقاويه هُجرت قسراً من ارض فلسطين
قصة تهجير اهلة وبعض اهالي قرية عمقا يرويها الحاج الاستاذ صبحي حسين عبد الرازق توقف القتال على جميع الجبهات المحاذية للمناطق التي أصبحت تحت سيطرتهم.وبدات القوات الصهيونية مداهمة القرى والبلدات والمدن ينتقمون منها ومن اهلها بطرق مهينة ومذلة تارة بالتدمير والتهجير وتارة أُخرى باعتقال الاهالي واقتيادهم الى السجون واحياناً بالقتل دون شفقة ولا رحمة. من القرى التي تم مداهمتها وكان يتواجد فيها الكثير من أهالي عمقا قرية جت الجبلية ومن ضمن اللذين كانوا فيها هم ابي وامي واخواني واخواتي، كنا نعيش في دار صغيرة يملكها الضابط سليم كانت تقع هذة الدار جنوبي البلدة. حينما داهمت العصابات الصهيونية تلك القرية ودخلتها خلسة طوقوا البيوت واقتادوا الاهالي صغاراً وكباراً نساءً ورجالاَ الى ساحة القرية، صفوا الرجال والشباب صفوفاً وتجمعت النساء جماعات وكان الخوف بادياً على وجوه الجميع والرعب مسيطراً على احاسيسهم ومشاعرهم والجنود مسلِطين بنادقهم على الأهالي من أمامهم ومن سطوح المنازل، وقد إشتدت مخاوف كل الذين كانوا في الساحة عندما جَلب أحد افراد الصهاينة أحد أبناء قرية عمقا المدعو فارس ابو جاموس مُقيداً بالحبال الى الساحة مُكبلين رأسة بين رجلية وبدأوا يتقاذفونة بأرجلهم كالكرة ولم يتركوة حتى غاب عن الوعي يعاني من الامة وجراحة ولا أحد يستطيع الاقتراب منه . في تلك اللحظة اقدم احد الضباط ووقف امام صفوف الرجال وعلى مسمع من الحضور يقرأ ورقة بين يديه قائلاً بلهجة بدوية : عدل الصف زين ، لعن الله ابوتشم عدلوا الصف زين والا قتلت الجميع عدلوا الصف لعن الله ابوتشم عدلون الصف، وبدأ يقرأ بعض الاسماء ليخرجوا من الصف وليقفوا في ناحيةٍ هو حددها وبعدما كان ينادي الاسماء وحدها قام بتحديد التالي حسين علي عبد الرازق ابن مختار عمقا، عبد الحميد احمد من ابناء قرية عمقا، محمد الاسعد من ابناء قرية جت. وبعد فرزهم بدأ يدخلهم واحداً واحداً الى حيث يقيم قائد الفرقة في بيت الشيخ نجيب الاسعد وبعد أن تم التحقيق معهم فرداً فرداً، لقد كانت اسئلتهم تدور حول مقاومة اهالى عمقا للعصابات الصهيونية ولقد عَذبوا والدي وكادوا ان يقتلوة بخرق جسدة في مقدح (درل) ولولا رحمة ربة إذ حضر وقت التعذيب الشيخ / جبر داهش وبعض زملائه وشفع له ،انما لم يخلوا سبيلة وتم ترحيله الى قرية يانوح التي كانت تقع على مرتفع قبالة قرية جت مشياً على الاقدام. وبنفس الطريقة السابقة التي استعملوها في قرية جت جمعوا الناس على البيادر واهانوا من اهانوا وعذبوا من عذبوا واخبروهم بأن السلطة أصبحت بأيديهم فلم يعد للانكليز اي سيطرة عليهم ولم يبقى للعرب اي نفوذ وانهم الان دولة ذات سيادة وعليهم جميعاً التقيد بكل الانظمة التي تصدر عنهم، وبعد أن انتهوا من قرية جت وقرية يانوح اطلقوا جميع المعتقلين ما عدا والدي حسين علي عبد الرازق وابن عمته عبد الحميد احمد الذين رحلوهما معهم الى مدينة ترشيحا حيث كانت تتمركز احدى قواتهم داخل المدينة وما ان وصلوا الى ترشيحا وانضمامهم الى القوات المتواجدة هناك اقتادوا السيد عبد الحميد الى غرفة منفردة في مكان ما من البلدة اما والدي حسين علي عبد الرازق وضعوة في قن دجاج مملوء برزمات الدخان مكبلا وجهه الى الارض ورزمات الدخان معلقة فوقة، وعند منتصف الليل والعتمة تخيم على المكان والمطر ينزل بغزارة جاءوا بجيب مكشوف وحملوا والدي وعبد الحميد في ذلك الجيب وربطوهما بسقفة واقفين مكبلين اليدين والرجلين مغمضي الاعين يعانون شدة البرد والمطر المنهمر على رؤوسهم واتجهوا بهم الى جهة غير معلومة حتى وصلوا الى احد السجون وعلموا فيما بعد انه سجن عسقلان جنوب قلسطين.وزيادة على ما تعرضوا له من عذاب جسدي بضرب مبرح جاعلينهم فرجة للناظرين من بنات ورجال لقد وضعوهم في غرفة مملوءة بالماء والحرامات والاغطية مبللة بالماء وهو نوع من انواع التعذيب كي لا يستطيعوا النوم، كما كان هناك نوع آخر من التعذيب مورس عليهم وهو بأن المرحاض كان بعيداً عن مباني السجن واذا اراد السجين الذهاب لقضاء حاجته كان لزاماً عليه ان يذهب عارياً من الملابس وكانوا يضعون امامه فتيات لكي لا يستطع التغوط خجلاً وتصيبه حالة من الامساك. بعد فترة زمنية جرى ترحيلهم الى الحدود اللبنانية ، والتحذير بعدم العودة او محاولة التسلل مرة اخرى واذا ما حدث ذلك التسلل يوماً فإن الجزاء سيكون صارماً ولا رحمة فية ولا شفاعة مقبولة. بالرغم من التحذير ففي اليوم التالي ليلا قرر والدي وزميله العودة تحت اي ظرف من الظروف وباشرا بالانتقال من لبنان الى فلسطين وكان ذلك براً ولم يمنعهم من ذلك لا حجر ولا بلان ولا حيوان مفترس ولا شوك متحملين المصاعب حباً بالعودة الى وطنهم ولقاء اهلهم واحبتهم. لقد وصلوا الى قرية جت السيد / عبد الحميد حمل اهلهة وغادر الى لبنان ولكن والدي رفض الذهاب معه وانضم الينا حيث كنا نقيم في احد بيوت القرية وقد حاول البقاء في قرية جت إنما إخوانة ووالدة الذين كانوا يقيمون في قرية كفر ياسيف أصروا علية ضرورة الإنتقال من قرية جت الجبلية الى بلدة كفر ياسيف الساحلية ورضوخاً لرغبتهم انتقلت اسرتنا الى قرية كفر ياسيف وبإنتقالة التم شمل أسرة المختار وتم لقاء بعض الأهل والأقارب. وبالرغم من معانتنا لما نواجهه من عناء تشردنا وإبعادنا عن قريتنا وتدمير بيوتنا الا ان الصاهينة قدموا الى بلدة كفر ياسيف وطلبوا من الأهلي الموجودين تسليم اسلحتهم خلال اسبوعين وحذروهم من عدم الالتزام بذلك وان عدم تسليمهم لاسلحتهم سيعرض الصغير قبل الكبير الى الابعاد خارج البلاد فوراً وهذا مصير عدم الانصياع للاوامر. عندما عاد الصهاينة بعد اسبوعين بدأ اليهود بمطالبهم بتسليم السلاح لم يذعن جدي مختار عمقا لمطالبهم ولم ُتخفه تهديداتهم ولكنه وقف معارضاً لهم متحدياً جبروتهم الى ان داهمت احدى فرقهم بيتنا وجمعت من فيه رجالا ونساء واطفال وقد كان غائباً عن البيت عمي عبد الذي كان في قرية يركا واخي رشدي الذي كان عند جدتة حاجه محمد الذيب وانا صبحي كنت في المدرسة واركبوا الجميع في شاحنات بما فيهم انا بعد ان احضروني من المدرسة كما ،اذكر بعض العائلات العمقاوية التي تم تحميلها وهم عائلة سليم المجذوب واولادة، عائلة صالح خباص واولادة، عائلة خليل شاكر واولادة، عائلةابو انيس محمد ابراهيم محمد يحيى واولادة وغيرهم لا اذكر اسمائهم كم كانت ساعة الرحيل صعبة على الجميع وكان ذلك امام جمع غفير من اهالي البلدة وقد كان وقعه مؤلماً محزناً وان الكثير منهم كان يزرف الدمع لمشاهدة هذا المنظر وهو لايستطع فعل اي شيئ وقد كان السيد / يني رئيس البلدية موجوداً والشيخ جبر داهش من يركا والشيخ حسين داهش من يركا وقيل ان الشيخ جبر كان يبكي ويلوم اخيه الذي لم يفعل شيئاً حين جمعوا الناس وتوجهت الشاحنات بالجميع الى جهة عير معلومة الى ان رمت بهم بالقرب من بلدة جنين وكان الخوف الذي يهز الابدان والمطر منهمراً على ارض تربتها حمراء رطبة، الرصاص متهافت كالمطر من الجانبين العربي واليهودي ولم يتوقف اطلاق النار إلا بعد ان وصل صراخ المبعدين نساء ورجال يا ناس نحن عرب... يا ناس نحن عرب، مع الصوت توقف تبادل اطلاق النار بين الطرفين ، وتمكن المبعدين من الوصول الى جنين منهكين من التعب والاعياء بادياً على وجوههم الزعل والغضب والبكاء على ما آلت الية احوالهم من دمار لمنازلهم وتهجيرهم من اراضيهم وضياع وفرقة عن احبائهم من الاهل والاقارب. لم تنتهي عملية الترحيل عند جنين ، انما استمرت وتوقفت بالقرب من نابلس في منطقة يقال لها عين بيت الماء او بلاطة وبقينا حوالي ثلاثة اشهرفي ذلك المكان وقد كانت الاوضاع مزرية تفتقر الى كل مقومات الحياة والعيش ، وانني اذكر مشكلة قد حصلت لعدم وجود فراش ان اثنان من الاجئين قد اختلفوا على زمبيل من التمر كل منهم يريد ان يأخذه لينام اولاده عليه ولولا رحمة الله وحكمة العقلاء لكان قتل احدهم الاخر واذكر منهم السيد سليم المجذوب. وبناءً على نصائح بعض معارف جدي وخاصة ان اخوانه واكثر اهلة كانوا قد هُجروا الى لبنان فقد قرر الذهاب الى لبنان. لقد شارَكَنا في الرحلة الى لبنان السيد سليم المجذوب وعائلتة وهكذا ركب الجميع في سيارة شحن وقوفاً وقعوداً من نابلس الى عمان ومن عمان الى لبنان وفي لبنان اخذونا الى مخيم البص ليلا ولم نبقى في البص سوى تلك الليلة ثم انتقلنا الى قرية جويا اللبنانية الجنوبية وقد انضم الينا من فلسطين اخي رشدي الذي كان في قرية كسرى مشياً على الاقدام. لم تطل مدة اقامتنا في قرية جويا واعتزمت العائلة الرحيل منها والذهاب الى بيروت حيث كانت تقيم بعض العائلات العمقاوية ومعظم أسر عائلتنا كانوا هناك في منطقة النهر.وبعد فترة انضم الينا عمي عبد عبد الرازق بعد ان رحلته القوات الصهيونية الى نابلس وبمساعدة من السيد عبد المعطي البرغوتي تمكن من مغادرة نابلس الى لبنان وبه قد التم شمل عائلة مختار عمقا الشيخ علي احمد عبد الرازق
القرية اليوم
القرية اليوم
لم يبق من معالم القرية اليوم شيءٌ قائمٌ باستثناء المدرسة والمسجد الذي سقطت بعض حجارته. ينتصب المسجد مهجوراً بين الأعشاب والحشائش البرية وحطام المنازل المدمرة، أما المدرسة فقد أضاف عليها المستوطنون اليهود أجنحة أخرى لاستخدامها كمستودع لأعلاف الدواب. وما تبقى من أراض مجاورة استعملت كمراع للمواشي.