الآثار - ملبس - قضاء يافا

 قرية مُلبّس تعتبر موقعاً أثريّاً مهماً، حيث تقع على تلٍ منخفض الارتفاع 37 مترا فوق سطح البحر، وهي على الحافة الجنوبية من نهر اليركون (العوجا)، على بعد 1.25 كم عنه، ما جعلها من أكثر المناطق خصوبة وأهمية استراتيجية في الساحل الفلسطيني.

  قرية ملبّس كانت مأهولةً على امتداد التاريخ المعروف لكونها تقع في منطقةٍ شديدة الخصوبة، حيث يرويها نهر العوجا، وهي أيضاً قريبة من خطوط الاتصالات الرئيسية في فلسطين، إلا أنها لم تسكن بشكل متواصل عبر الأزمان بسبب التغييرات السياسية والاقتصادية، كانتشار مرض الملاريا.

 في السنوات الأخيرة، نفذت هيئة الآثار "الإسرائيلية" عدّة حفريات في تل مُلبّس، تحضيراً لبناء مستعمرة "ليف هاسافيونيم Lev ha-Savyonim" على أراضي القرية التي تم تهجير سكانها الأصليين.

الأسماء التوراتية والعبرية التي أطلقها هؤلاء الباحثون على مختلف الأماكن، وعلى طريقة تحقيب ووصف الفترات الزمنية خلال القرون السابقة والتي يظهر فيها الوجود العربي كفترة مؤقتة وقصيرة وسط فترات فارسية ورومانية وبيزنطية وإسلامية وصليبية ومملوكية وعثمانية مهمّشين الاستمرارية التاريخية لوجود أهل البلاد قبل أن يشوّش الاستعمار الغربي الحديث هذه الاستمرارية. 

 كانت القرية منطقة مهمة جداً في مسار  (Via  Maris)الذي يعبر سهول رأس العين (تل أفيك قديماً)، إضافة إلى أنها لم تبعد كثيراً عن الطرق الرئيسية التي تربط يافا بالقدس، ممّا أكسبها أهميةً كبيرةً في فترة الحكم الروماني.

وكان هناك تبادل ثقافي مستمر وروابط اقتصادية بين قرية ملبّس، والجبال الوسطى، والجزء الجنوبي من فلسطين، وأنها كانت كذلك جزءاً من مساحة أوسع للتبادل وتحرّكات السكان مع روابط مع بلاد الشام وخارجها.