بيت نُوبَا/ ألحقت بمحافظة رام الله عام 1949

أحتلت بتاريخ 1967-06-05 - ( 21339 يوم )

معلومات عامة عن بيت نُوبَا/ ألحقت بمحافظة رام الله عام 1949 - قضاء الرملة

قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة في منقطة مرتفعة قليلاً على الطريق الذي كان يربط بين مدينتي رام الله والرملة، جنوب شرقي مدينة الرملة وعلى مسافة   كم عنها، بارتفاع يصل إلى 250 م عن مستوى سطح البحر.

قدرت مساحة أراضي بيت نوبا حتى عام 1948 بـ 11401 دونم، وكانت منازل القرية تشغل منها حوالي 74 دونم.

تعرضت بيت نوبا لعدة هجمات من العصابات الصهيونية خلال حرب 1948، ولكن لم تنجح تلك العصابات باحتلالها، وبقي أبناءها فيها إلا أن تم توقيع اتفاق الهدنة بين الأردن والاحتلال بتاريخ 3 نيسان/ أبريل 1949، وبموجب  ذلك الحقت بيت نوبا بمحافظة رام الله، وتم ترسيم خط الهدنة (الخط الأخضر) على أراض القرية فقضم منها حوالي 2225 دونم، وبقيت القرية قائمة حتى 5 حزيران/ يونيو 1967، إذ تم تهجير أبناء القرية واحتلال أراضيهم.

كانت بيت نوبا تتوسط القرى والبلدات التالية:

اسم بيت نُوْبَا بضم النون وسكون الواو هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد والأسماء القديمة لبلدة بيت نوبا هي قريبة من اسمها الحالي وكانت بيت نوبا في العهد الروماني قرية من أعمال اللد واسمها بيت عنابة (Annaba  Beth ). في الفترة البيزنطية من القرن الخامس الميلادي ذكرها جيروم أحد الحجاج المسيحيين وقال أن اسمها نوبا وأطلقت عليها المصادر التاريخية والصليبيون اسم بيت نوبي Betnobie  و(بيت نوبلي) وبعد تحريرها على يد القائد صلاح الدين الأيوبي أصبح اسمها الحالي بيت نوبه منذ ذلك الوقت وحتى اليوم .

  • قدر عدد سكان بيت نوبا في إحصائيات عام 1922 بـ 839 نسمة.
  • وفي عام 1931 ارتفع عددهم إلى 944 نسمة.
  • وفي عام 1945 بلغ عددهم 1240 نسمة.
  • وفي إحصائيات عام 1967 كان عددهم 1500 نسمة.

نذكر أسماء الحمائل والعائلات والأسر التي استطعنا جمعها ونأمل أننا جئنا على غالبيتها ونعتذر لمن لم نذكره أما ما أستطعنا جمعه فهم: 

  • حمولة آل القاضي وتفرع منها العائلات التالية: أبو رحال، عبد المهدي، العميري، أمريشح، أبو الخرسة، الجوري، عيسى عبيد. 
  • حمولة آل زايد وتفرع منها العائلات التالية: محمد عيسى، عبد الله عيسى، عثمان عيسى، عبد الرحمن عيسى، علي عيسى، الأقرع، برغل، أبو حسنية.
  • حمولة آل ريان وتفرع منها العائلات التالية: حماد، حمد، فتيان، هديب، ،شحاده، العوراني، المشني.
  • حمولة هيكل وتفرع منها العائلات التالية: الحديدي، بكر، حلوة، هنية (أبو هنية)، أبو حميدة، الخطيب. 
  • كان في بيت نوبا عائلات قدمت إليها بعد عام النكبة 1948 وهذه العائلات أخذت لقب القرية مثل: بيت محسير، بير إماعين، القباب، نطاف.

يوجد في بيت نوبا أماكن وخرب أثرية عدة منها:

  • خربة الصوالح.
  • خربة المسرجة.
  • خربة الصوان.
  • خربة وعرة الرجوم.
  • خربة بردا.

أسست سلطات الاحتلال عام 1969 مستعمرة "مافو حورون" على أراضي قرية بيت نوبا بالإضافة لأراضي قرى: عمواس، ويالو (أي ما تسمى فلسطينياً بـ قرى اللطرون)

لقد اعتنى أهالي بيت نوبا بالحياة الثقافية فكان لديهم شيوخ الكتاب في العهد العثماني وخصوصاً آل الخطيب الذين كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إحياء الثقافة في قرى دير أيوب وبير اماعين وبيت نوبا  وعجنجول والبرج وبيت ثول وبيت سيرا وكان التعليم عندهم قبل عام 1885 وأول من بدأ بتعليم الأولاد في بيت نوبا الشيخ محمد الخطيب رحمه الله وذلك عام 1885م ، وكان يدرس الأولاد الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم والحديث والمحفوظات والحساب وبقي الحال حتى نهاية الدولة العثمانية .

لذلك كانت مدرسة بيت نوبا موجودة حتى افتتحت عام 1922 وهي من أوائل المدارس في المنطقة وكان عدد طلابها في 1/1/1948 حوالي (49) طالباً وكان يوجد في المدرسة مكتبة قيمة ضمت (254) كتاباً وكان معظم كبار السن في بيت نوبا يلمون بالقراءة والكتابة وفي عام 1967 التحق بالمدرسة (172) طالباً ويدرس فيها حتى الصف السادس الابتدائي وبها هيئة تدريسية من خمس معلمين وكان مدير المدرسة الأستاذ علي برغش من عمواس وكان في بلدة بيت نوبا مدرسة للإناث عام 1967 وكان فيها (111) طالبة يعلمهن ثلاث معلمات

كان في بيت نوبا مسجد عمري قديم ويعتبر أقدم بنيان في القرية ، تقام فيه صلاة الجمعة والجماعة والعيدين وكان إمام المسجد قبل عام 1967م الشيخ موسى مصطفى حمد ، وقبله الشيخ حسن عمار برغل ، وفي العهد العثماني في سنة 1315هـ الموافق 1898م كان إمام المسجد الشيخ محمود الخطيب .

حتى عام 1967 كان في قرية بيت نوبا عيادة صحية يداوم فيها ممرض ويأتي طبيب من قبل وزارة الصحة يوماً في الأسبوع وكذلك كان يأتي إلى القرية الدكتور منصور طبيب العيون إلى عيادته كل يوم ثلاثاء.

ذكرنا أن القرية ألحقت بمحافظة رام الله حسب اتفاقية الهدنة (1949)، كما خسر أهل القرية نتيجة ذلك الاتفاق 2225 دونم من أراضيهم من الجهة الغربية للقرية إذ مر خط الهدنة عليها، وقامت سلطات الاحتلال بذريعة هذا الخط بسرقة المساحة المذكورة.

بقي أبناء القرية يمارسون الأعمال المتعادة كالزارعة وتربية الماشية، وكان الخدمات قد تطورت إلى حدٍ ما خلال تلك السنوات.

كان للقرية مجلس قروي يدير شؤونها ويتبع إدارياً لمركز مدينة رام الله والبيرة والتي كانت بدورها تقع تحت الإدارة الأردنية.

كان في بيت نوبا منذ عام 1922 مدرسة ابتدائية واحدة للذكور، وفي العام الدراسي 1966-1967 أفتتحت مدرسة بيت نوبا الابتدائية للبنات.

الجدير بالذكر أن بيت نوبا كانت قد استقبلت بعض اللاجئين المهجرين من قراهم عام 1948، وبقيوا مقيمن في القرية حتى وقعت حرب الخامس من حزيران/ يونيو 1967، وتم تهجيرهم جميعاً من أراضي القرية.

كان هذا الواقع الاجتماعي والإداري والاقتصادي في قرية بيت نوبا خلال الفترة بين 1949 إلى العام 1967، وسنوضح في مادة أخرى كيف عاد بعض أهل القرية إليها بعد عام 1967، ومايتعرضون له من مضايقات من قبل الاحتلال.

تاريخ بيت نوبا القديم

جاء في موسوعة بلادنا فلسطين للمرحوم الدباغ أن بيت نوبا كانت في العهد الروماني قرية من أعمال اللد ثم تحولت إلى مقاطعة عمواس، واستولى عليها الأفرنج في حملتهم الأولى على بلادنا وفي سنة 1133 شيدوا فيها حصناً في عهد ملك بيت المقدس الفرنجي فولك انجوي لتأمين الطريق بين يافا والقدس.

ولما انتصر صلاح الدين في حطين عادت بيت نوبا وغيرها لأصحابها وكثيراً ما كان رحمه الله ينزل في بيت نوبا اثناء تنقلاته إلى القدس للوقوف على مدى الأعمال الدفاعية التي يقوم بها رجاله في حالة وقوع هجوم عليها من الأعداء.

وفي عام 1192 شرع ديكاردوس في الزحف على بيت المقدس بعد انتصاره على صلاح الدين في ارسوف فوصل في 11 حزيران من العام المذكور إلى بيت نوبا حيث قضى فيها بضعة أسابيع للاستعداد لاقتحام بيت المقدس، وبينما كان ديكاردوس  ينتظر قافلة قادمة من يافا تحمل إليه ولجنده المؤن والإمدادات، إذ بفرقة من جند المسلمين تحت قيادة الأمير بدر الدين تغير عليها فقتلوا حماتها وأسروا سائقيها وغنموا ما فيها وأخيراً أضطر ديكاردوس  وهو في بيت نوبا أن يلتزم معسكره ولم يجسر على التقدم نحو القدس التي كانت تبعد عنه (12) ميلاً وفي أوائل تموز 1192 أمر جيوشه بالتراجع من بيت نوبا نحو الساحل. 

بيت نوبا في العهد العثماني

تكمن أهمية الوثائق العثمانية التي بين أيدينا عن قرية بيت نوبا باعتبارها شاهدة على حقبة زمنية بل تاريخاً عظيماً من تاريخ هذا الوطن وهذه الوثائق موجودة في مؤسسات التراث وخصوصاً في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية وعلى الرغم من قلة هذه الوثائق وندرتها لكنها نفيسة وللأسف ليس هناك من يبحث إلا من رحم.

وجاء في كتاب (الجغرافية التاريخية لفلسطين وجنوب سوريا وشرق الأردن) لمؤلفه العلامة الأستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الأستاذ الدكتور هتروت وجاء فيه أن قرية بيت نوبا كانت تابعة ناحية الرملة لواء غزة وعدد بيوتها العامرة عشرة وتدفع 25% ضريبة على المنتوج الزراعي مثل القمح والشعير والأشجار والكروم والفواكه والزيتون وكانت القرية مزدهرة عامرة بأهلها.

بيت نوبا إحدى قرى ناحية نعلين

تفيد الوثيقة الصادرة في عام 1913 أن قرية بيت نوبا كانت تتبع ناحية نعلين وكانت نعلين تابعة إلى مدينة الرملة ويتبعها عدد من القرى هي: نعلين، بيت نوبا، شبتين، خربثا، دير قديس، البرج، قبية، بدرس، المديه، برفيليه، بير إماعين. 

تعرضت القرية لهجوم من قبل جيش الاحتلال بتاريخ 5 حزيران/ يونيو 1967 وقاموا بطرد أهلها منها، وأعلنوا أن منطقة قرى اللطرون يالو وعمواس وبيت نوبا وقسم من أراضي قرية دير أيوب وقرية اللطرون منطقة عسكرية مغلقة ويحظر الدخول إليها وبعد أسبوع من إعطاء الأمر دمرت القرى الثلاثة بالإضافة إلى قرية دير أيوب وقد بلغ عدد الشهداء من بيت نوبا 12 شهيد.

قرى اللطرون: مصطلح جغرافي يشير منطقة فلسطينيّة تشكّل نتوء جغرافي على الطريق الواصل بين القدس ويافا، حيث تبعد 25 كم غربي مدينة القدس و14 كم جنوب شرق الرملة، بارتفاع يصل إلى 250م عن مستوى سطح البحر، هذه القرى تاريخياً كانت من قرى قضاء الرملة حتى عام 1948.

وعندما تم توقيع اتفاقية الهدنة بين المملكة الأردنية وسلطات الاحتلال بتاريخ 3 نيسان/أبريل 1949 ألحقت هذه القرى بمحافظة رام الله، فيما مر خط الهدنة على أجزاء من أراضيها، لكنها سقطت بيد الاحتلال بعد حرب حزيران/ يونيو 1967، وهي اليوم جزء من محافظة رام الله والبيرة.

بحسب اتقاف أوسلو الموقع بين سلطات الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 تقع أراضي قرى اللطرون ضمن المنطقة (C).

وقرى اللطرون هي:

بحسب اتفاق الهدنة الموقع بين حكومة الاحتلال والأردن بترايخ 3 نيسان/أبريل 1949، ألحققت مجموعة قرى من قضاء الرملة بمحافظة رام الله، وهي بعض قرى الرملة التي لم يتم احتلالها خلال حرب 1948، ولكن ذلك لم يمنع من إلحق الضرر بهذه القرى، فقد تم ترسيم خط الهدنة والمعروف بالخط الأخضر على أراضي مجموعة من هذه القرى، وبالتالي قضم  الخط المذكور آلاف الدونمات التي لم يستطع الاحتلال الحصول عليها خلال الحرب، بالنسبة لقرية بيت نوبا فقد مر الخط الاخضر على أراضيها الغربة، وقضم منها ما قدرت مساحته بـ 2225 دونم من مجمل أراضي القرية.

بعد تهجير أبناء القرية واحتلالها عام 1967 توجه أبناء بيت نوبا إلى القرى التالية: بيت سيرا، خربثا المصباح وبيت لقيا، ومنهم من انتقل لاحقاً إلى الأردن.

الجدير بالذكر أن أبناء القرية أسسوا لهم تجمع على أراضي قرية بيت لقيا عام 1973، ونسبةً لقريتهم سمي التجمع (تجمع أهالي بيت نوبا، وفي بعض المصادر خربة بيت نوبا)، تم تحويل اسم التجمع إلى حي الكرامة عام 2013.

إعداد: عبد القادر الحمرة، استناداً للمراجع التالية:

صور

إضافة محتوى