النعاني - قضاء الرملة - (قرية مزالة)

أحتلت بتاريخ 1948-05-14 - ( 28188 يوم )

معلومات عامة عن النعاني - قضاء الرملة

النعاني  | موسوعة القرى الفلسطينية

تقع قرية النعاني في فلسطين على بعد ثمانية كيلو متر جنوب غرب الرملة، وتقع على ارتفاع 50 م من مستوى سطح البحر، وتتألف القرية من بيوت كثيرة، وجامعان ومدرسة ابتدائية، وبئر قديمة، وعندما دخل اليهود طردوا العرب من القرية عام 1948، ودمروا القرية، وانشأوا مستعمرتين أطلقوا عليهم : راموت مائير ومازكريت باتيا


كان سكانها يتألفون من 1450 مسلماً، و20 مسيحياً. وكان فيها مسجدان، أحدهما أقدم كثيراً من الآخر. 

في عام 1945 كان عدد سكان القرية 2،060 (مع 590 من السكان اليهود كيبوتس نعاني). وكان في القرية مدرسة ابتدائية للبنين والتي تأسست في عام 1923.

 

 نشأت النعاني في بقعة منبسطة من أراضي السهل الساحلي

 على ارتفاع يقارب 50 م عن سطح البحرولها أهمية تاريخية لوجود تل الملاط الذي كانت تقوم عليه بلدة جبثون” الكنعانية على بعد كيلومتر إلى الجنوب منهاويحتوي التل المذكور على أنقاض أثرية وشقف .

فخار وبقايا بركة، الأمر الذي يدل على أن منطقة النعاني كانت معمورة منذ عهد الكنعانيين.


 

 

 

 

 

من مخاتير القرية 

أبو شاويش 

أبو عليان

كانت القرية تقع في رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي الأوسط، وتصلها شبكة من الطرق الفرعية بالرملة وبالقرى المحيطة بها. وكان في جوارها محطة لخط سكة الحديد الواصل بين القدس ويافا. في أواخر القرن التاسع عشر، كانت النعاني قرية صغيرة مبنية بالطوب في منخفض من الأرض. وكانت منازلها متقاربة جداً بعضها من بعض، وأراضيها محاطة بأراضي قرى عاقر والقبيبة وزرنوقة. وكان سكان النعاني يتزودون المياه من بئر قديمة تقع في الحي الجنوبي الغربي من القرية. كانت الزراعة مورد الرزق الأساسي لسكان النعاني، الذين كانوا يزرعون الحبوب والبطيخ والحمضيات بالاضافة أشجار الكينا وشوك المسيح ومجموعة متنوعة من النباتات البرية. المعلَم الوحيد الباقي هو محطة سكة الحديد، المهجورة حالياً. تعتمد نساء القرية على تطريز واختيار النقشات والعروق من البيئة المحيطة للقرية مثل :

عرق الصبر يُحاك على قبة الثوب

عرق قمر الريش يحاك على قبة ثوب

بلاط وبزر يحاك على قبة الثوب و بنيقة الثوب

كانت الزراعة مورد الرزق الأساسي لسكان النعاني، الذين كانوا يزرعون الحبوب والبطيخ والحمضيات. في 1944/1945، كان ما مجموعه 9277 دونماً من الأرض مخصصاً للحبوب، و335 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.

النعاني قرية مكتظة تألفت من بيوت معظمها من اللبنوكان فيها سوق صغيرة وجامعان أحدهما قديم قديم والثاني حديثواشتملت على مدرسة ابتدائية ضمت عام 47/1948 نحو 208 تلاميذوكانت القرية تشرب من بئر قديمة تقع في جنوبها الغربي.

مدرسة البنين تأسست سنة 1923

من مخاتير القرية 

أبو شاويش 

أبو عليان

المراجع

1- دليل فن التطريز الفلسطيني

2-المرجع: القدس العربي 


 كانت القرية مبنية فوق موقع أثري يُعرف بالخربة؛ وقد وُجدت فيه شظايا قديمة من الفخار والفسيفساء. وكان تل مالات، الذي عدّه العلماء من بقايا الموقع الكنعاني المعروف باسم جِبّثُون (الملوك الاول 15: 27)، يقع على بعد نحو كيلومتر ونصف كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من القرية.


بلغت مساحة أراضي النعاني نحو 16,120 دونماً منها 529 دونماً للطرق والأودية و5,832 دونما امتلكها اليهودوتتميز أراضيها بخصب تربتها وانتاجها العاليوقد اشتهرت بزراعة الحبوب والبطيخ والحمضيات التي تم غرس2,375 دونماً من أراضيها بأشجارها على يد اليهود أثناء الانتدابوانشأ اليهود قرب القرية عدداً من المستعمرات مثل النعاني التي انشئت عام 1930 وكفار بيلو” التي أنشئت عام 1932

 

مريم سلامة.. أم أطفال الحجارة والمطاردين


قبل عدة سنوات، شدتني صورة لعجوز فلسطينية تتعارك مع أحد جنود الاحتلال، في داخل كتاب "الانتفاضة" الصادر عن لوتس.. مجلة اتحاد كتاب آسيا وافريقيا، ولاحقا على غلاف العدد الثامن عشر من مجلة عبير، الصادر في آذار 1988.
وبعد سنوات من محاولة معرفة صاحبة المشهد، تبين أنها الحاجة "مريم سلامة"، اللاجئة من قرية "النعاني" 8 كيلومترات جنوب غرب الرملة، هناك، في قرية البساتين والحبوب والبطيخ والحمضيات، ولدت مريم عام 1944، وهنا في مخيم الأمعري، على ذات التراب وحلم العودة، رحلت عام 2019.
لاحقا، عجت النشرات الاخبارية وأغلفة المجلات وصفحات الجرائد والكتب بصور الانتفاضة، وبقيت صور سلامة واحدة من أقوى صور التعبير عن الثورة الفلسطينية في وجه المحتل الاسرائيلي.
الزمان بدايات العام 1988، المكان مدخل مخيم الأمعري قرب العمارة الحمراء، رأت سلامة جنود الاحتلال يقومون بضرب واعتقال أحد فتية الحجارة، فقامت بالهجوم على الجنود والتعارك مع الجندي الذي يمسك الفتى وتخليصه من بين يديه، قبل أن يبدأ الجنود بضربها بالهروات، حيث أصيبت وقتها بكسور ورضوض في كتفها وخاصرتها.
رولا ابنة مريم قالت لـ"وفا": خرجت أمي من النكبة وهي غاضبة على كل ما يتعلق بالاحتلال، ربت بداخلها القوة وعدم خشية الجنود، وعلمتنا ذلك، حتى أنها كانت تطلب منا، نحن بناتها وشبابها، أن نقوم برشق جيبات الاحتلال بالحجارة في بدايات الانتفاضة.
عرفت سلامة في مخيم الأمعري ومحيطه، بحاضنة المطاردين.. فكانت تقدم العشاء والملابس للمطادرين، حتى أولئك الذين لا تعرفهم، رغم تعرض بيتها أكثر من مرة للمداهمة وإلقاء قنابل الصوت والغاز بداخله وتحطيم محتوياته.
وعن دور سلامة أضافت رولا: كانت والدتي تخبئ في بيتنا وحديقته، لباس الجيش الشعبي، وأسلحته البيضاء كالسيوف والعصي والخناجر والبيانات. وفي مرحلة التحول للاكتفاء الذاتي ومقاطعة منتجات الاحتلال، حولت الأرض المحيطة ببيتنا إلى مساحة خضراء، مزروعة بالكثير خاصة الفاصولياء.
وتابعت: كانت أمي جريئة للغاية، تخرج في ظل منع التجوال، دون أن تهاب نداءات الجيبات بعدم التنقل، وتقوم بجولات في بيوت المخيم المحتاجة، وتأتي لبيتنا بمن لا بيت لهم، تقدم لهم ما أمكن.
تهجرت أمي مع أهلها من النعاني، إلى رام الله، حيث أقاموا مدة من الوقت في خيام قرب مدرسة الفرندز، ثم انتقلوا إلى أريحا، ثم إلى الأردن، ليستقروا في مخيم الوحدات، بعدها تزوجت والدتي عام 1958، وعادت للعيش في مخيم الأمعري.
وحول حياة سلامة قبل النكبة، تقول رولا: كان والدها يعمل في البيارات، وينتمي لعائلة تمتلك أراضي شاسعة، استشهد جدها عبد الهادي سلامة في معتقل المسكوبية زمن الانتداب البريطاني لفلسطين.
دخل المخيم معركة الانتفاضة متأخرا قليلا عن العديد من المناطق التي اشتعلت مبكرا، كقلنديا وبلاطة ونابلس ورام الله والبيرة وغيرها.. وزادت حدة اشتعال المخيم حين كان يقوم الشبان برشق سيارات المستوطنين المارة على الشارع الرئيسي باتجاه مستوطنة "بساغوت" المقامة على أراضي مدينة البيرة، وفي السادس والعشرين من أيلول 1988 استشهدت الشابة نهيل الطوخي برصاص أحد المستوطنين، وقتها تحول المخيم لبركان في وجه الاحتلال، مظاهرات واشتباكات عنيفة امتدت لأسابيع ما دفع الاحتلال لإغلاق مدخله بالبراميل الاسمنتية.
في إحدى المرات لاحق جنود الاحتلال أحد المطلوبين بداخل المخيم، والذي دخله لزيارة أهله، لكن عملاء وشوا عن تحركاته، فقامت والدتي بتهريبه إلى بيتنا، وتبديل جاكيته بجاكيت شقيقي، ثم طلبت منه القفز من فوق السور المحيط بالبيت، حيث تمكن من الفرار منهم، لكن الجنود تابعوا خطوات المطارد وصولا لبيت سلامة، وحين داهموه أشاروا لوالدتي بأنه كان يلبس جاكيتا مشابها تماما لجاكيت شقيقي، فردت عليهم بأن شقيقي كان نائم وهو يلبس هذا الجاكيت منذ أمس، لكن الجنود أكدوا أنه دخل بيتنا وأن والدتي قامت بتهريبه وتبديل جاكيته، وأن والدتي احتالت عليهم، لكنها لم تملك إلا أن تقول لهم هذا ابني وهذا جاكيته ولا أعرف عمن تتحدثون، لم يدخل أحد إلى هنا، وحين فهموا أنهم فشلوا قاموا بتكسير البيت والصراخ والشتائم والضرب.
كان مدخل ومحيط المخيم محاطا من كل الجوانب بالنقاط العسكرية، التي تراقب كل شاردة وواردة فيه، أذكر منها قرب أو داخل: العمارة الحمراء، مدرسة البيرة الجديدة، إضافة إلى بضعة منازل في محيط المخيم تحولت لثكنات عسكرية.


في 14 أيار/مايو 1948، أي قبيل نهاية الانتداب البريطاني، وصل لواء غفعاتي التابع للهاغاناه إلى هذه القرية، في أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من عملية براك. ويذكر المؤرخ الإسرائيلي بِني موريس أن النعاني طُوقت وأُنذرت إنذاراً نهائياً لتسليم أسحلتها، وأُخذ بعض الرهائن من القرية لضمان الامتثال. وفي نهاية المطاف، سُلم بعض الأسلحة واحتُلت القرية. ولا يقدم موريس وصفاً مفصلاً لكيفية معاملة القرية وسكانها، لكنه يكتب قائلاً: ((مكث نفر غير قليل من القرويين في القرية حتى 10 حزيران/يونيو، فيما يبدو، أي إلى حين أُمروا بالمغادرة في الأرجح، أو أُرهبوا حتى غادروا)).


عائلات البلدة - النعاني :

 عائلة أبو معمر ، عبد العال ، الفيومي ، أبو شاهين ، أبو حبلة ، أبو شرار، النعاني ، أبو منصور ، أبو موسى ، أبو احمد ، أبو حليلو ، أبو سليمان ، أبو شاويش ، أبو شلباية ، أبو علي ، أبو عليان ، أبو غويلة ، أبو نفيسة ، أبو يحيي ، ابو حسان ، الخربي ، الدسوقي ، السقيري ، الشيخ علي ، الطوخي ، القطري ، النويهي ، بدر ، حسنين ، رزق ، سلامة ، شلبية ، طريح ، ظاهر ، عبد الله ، عبده ، عطيوي ، عودة ، الغرباوي، كفاية، الناطور  



تغلب على الموقع أشجار الكينا وشوك المسيح ومجموعة متنوعة من النباتات البرية. المعلَم الوحيد الباقي هو محطة سكة الحديد، المهجورة حالياً. أما خط السكة نفسه فتستخدمه إسرائيل الآن، ويمتد جنوباً حتى بئر السبع. ومازال منزلان مهجوران (أحدهما لأحمد جبيل) قائمين، ومثلهما أقسام من منازل أُخرى تُستعمل اليوم مخازن للمعدات الزراعية. والأرض المحيطة بالموقع مزروعة.


 أنشأ الصهياينة مستعمرة نعان سنة 1930؛ وتقع أبنيتها الآن على أراضي القرية. كما أُنشئت مستعمرة رموت مئير في سنة 1949 على أراضي القرية، إلى الغرب من موقعها.

من مخيم الأمعري جنوب مدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة، كانت البدايةهناك، حيث يقيم الحاج محمد سليمان خضر لاجئا منذ نكبة عام 1948، لم يتخلَّ يوما عن حلم العودة إلى قريته المهجّرة «النعاني»، الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة الرملةيقول الحاج محمد، وقد تجاوز الخامسة والثمانين من عمره: «غادرنا البلاد وكان والدي لا يزال على قيد الحياة، ثم استُشهد لاحقا، في عام 1951. وُلدتُ في عام 1940، وكان عمري حينها ثماني سنواتكنت مع شقيقتي ووالدتي، وتركنا كل شيء خلفناخرجنا كما ولدتنا أمهاتنا، ألقَوا بنا في وادي الكباب، ومن هناك تابعنا سيرا على الأقدام إلى يالو، حفاةً على الطرقات، إلى أن التقينا بالجيش الأردني، فحملونا وأوصلونا إلى رام الله

إلى الشتات

قرية النعاني، الواقعة على بُعد كيلومترات جنوب غرب مدينة الرملة، لم تكن مجرد نقطة على الخريطة، بل كانت مجتمعا فلسطينيا متماسكا يفيض بالحياةبلغ عدد سكانها، قبل النكبة، قرابة 1500 نسمةاحتوت على جامعَين ومدرسة ابتدائية التحق بها أكثر من مئتي تلميذ عام 1947. اعتمد السكان على الزراعة، ولا سيما زراعة الحبوب والحمضيات، وكانت أرضها خصبة، تشتهر ببئرها القديم الواقع إلى الجنوب من القرية.
غير أن هذا الواقع تغيّر في صيف عام 1948، حين اجتاحت القوات الصهيونية القرية، وشرّدت سكانها، ودمّرت منازلها، ولم يتبقَّ فيها سوى أطلال مدرسة مهدّمة، وبئر، ومحطة قطار مهجورة.
بعد نكسة عام 1967، سنحت للحاج محمد فرصة العودة إلى قريته سرّاويتحدث عن تلك اللحظة بنبرة يغلب عليها التأثر:
«كنت أول من عاد إلى النعاني بعد سنوات طويلة من الاحتلالدخلتها بمفردي، دون أن أخبر أحدا من أهليقضيت فيها ثلاث ليالٍ في المحطة القديمةكنت أشعر بأن لديّ مهمة، وأن لروحي هدفادخلت القرية من جهة مدينة اللد، وقد غطيت رأسي بالكوفيةوصلت إلى البئر، وشربت من مائها، وسرت بين أطلال المنازل المهدّمةكانت القرية مهدّمة بالكامل، ولم يبقَ منها سوى الجامع والمدرسة والبئر
حين استوقفته دورية إسرائيلية وسألته عن أصله، أجاب بثقة: «أنا من هنا، وُلدت هنا.» لم يصدقوه، وقالوا له: «كان ذلك في الماضي، أما اليوم فقد تغيّر كل شيء». لكنه أصرّ على موقفه وقال: «لقد شربت من هذا الماء، وزرعت البطيخ في هذه الأرض، وقطفت منها الشمّام والبرتقال والليمون
يمسك الحاج محمد بكتاب قديم، للباحث الفلسطيني المرموق الدكتور سلمان أبو ستة، صاحب «أطلس فلسطين»، يوثّق فيه تاريخ قريتهيقول إنه يحتفظ به كوثيقة لا تُقدّر بثمن، ويعلّق: «بعض الناس عرضوا علينا أن نبيع الأرض، لكننا رفضناالأرض شرف، لا تُباع
«أقول لأبنائي وأحفاديأنا من النعانيهذه قريتنا، وهذه حكايتنامن يتخلى عن أرضه، يتخلى عن شرفهالأرض ليست ورقة، بل بصمةوإن لم أعد إليها بجسدي، فسأعود بروحي


أثر لا يُمحى

تعود أصول قرية النعاني إلى عصور كنعانية سحيقةعلى بُعد كيلومتر إلى الجنوب منها، يقع تل الملاط، حيث كانت تقوم بلدة «جبثون» الكنعانيةويزخر المكان باللقى الأثرية، من شقف الفخار إلى بقايا البرك، ما يدل على أن هذه الأرض مأهولة منذ آلاف السنينوبعد احتلال القرية، أُقيمت على أراضيها مستعمرتان إسرائيليتان، هما «راموت مئير» و»مازكيرت باتيا». أما اسم «النعاني» فقد بقي يُطلق على مستعمرة أُقيمت شمال القرية الأصلية في عام 1930، ضمن مشروع مبكر لتهويد المنطقةبهذه الكلمات، يختتم الحاج محمد حديثه، وهو يحدّق في البعيد، كأنما يرى قريته تنهض من تحت الركام:
«يا دار، صبرك على الزمان انجار، لا بد من عودة، مهما طال المشوار

المرجع: القدس العربي 

مقاطع فيديو

إضافة محتوى