الشتاء في صفورية
سلسلة: عشت في صفورية- مكان لا يموت: الشتاء في صفورية
نقلاً عن صفحة الأستاذ والباحث: محمد التوبة على فيسبوك، ومشاركة خاصة منه لموسوعة القرى الفلسطينية
من أواخر آب تبدأ الغيوم البيضاء تتشكل في السماء وترسم عليها أشكالاً جميلة يذهب الخيال الطفولي في تفسيرها مذاهب شتى، فكم من غيوم قلنا عنها إنها مئات الأغنام البيضاء، أو أكوام الصوف أو أشكال الجِمال أو المارد المخيف، كنا أطفالا نجلس على حجارة على البيادر خلف بيتنا ونسرح النظر في كل شيء. ومن أعاجيب الجَمال المغرق في الجمال عندما يبدأ ورق الأشجار يتساقط قليلاً قليلاً وتتعرى الشجرة تدريجياً وترسم بذلك لوحات رائعة. والورق المتساقط يحوم مع النسمات الغربية ويصدر هسهسة وخشخشة تكاد تكون موسيقى طبيعية. وما رأيت أجمل من شجرة التين وهي تتعرى وما رأيت أجمل من اللوز والمشمش والقراصية حين يبدأ في ما بعد بارتداء ملابسه من الزهر الفتان. في صفورية تتطلع العيون والقلوب كل يوم في أواخر آب وأوائل أيلول للسماء تنتظر أول شتوة وهي ما يعرف بالوسم. وفي أوائل أيلول يبدأ الزُّراع بقلب الأرض أي حراثتها لأول مرة والغرض من هذه الحراثة الأولى انتظار الوسم فإذا نزل المطر الأول استبشر الناس وهنأوا بعضهم وكل من كان قلب أرضه أي حرثها أول حرثة ينتظر قليلاً فيرى الأرض هبت بالأعشاب البرية فإذا طالت سيقانها قليلاً قلب الأرض قلبة ثانية ليقتلع هذه النباتات البرية الضارة للزراعة. وما تنتهي تشارين إلا والأرض قد بذرت أو زرعت بما يريده الزارع، ثم تأتي الأمطار ويكون الاستبشار بها. وإذا تأخر المطر كان أهل صفورية مثل بقية المسلمين يصلون صلاة الاستسقاء ولكنهم كما علمت من الكبار كانوا يضيفون إلى ذلك أنهم يجمعون الحصى من الوديان ويقرؤون عليه أيات من القرآن الكريم هي سورة الإخلاص والمعوذتين وغير ذلك ثم يعيدونها إلى الوديان وبفضل الله تنزل الأمطار غزيرة حتى أنهم يخافون من استمرار المطر المخيف فيعودون ويجمعون أكوام الحصى التي وضعوها ليتوقف المطر. ولم أستطع أن أعرف ما أصل هذا العمل، ولكني سمعته من عدة مصادر.
وفي كوانين تطول الليالي ويتعذر العمل أحيانا بالأرض لغزارة الأمطار. وأكاد أجزم أن من عاش في صفورية ما كان يرى الشمس من كوانين إلى آذار إلا قليلاً ومن وراء سحب كثيفة تسرق الشمس أحيانا إطلالة سريعة وتختفي، كأنها عروس يغلبها الحياء فتخبئ وجهها الجميل خلف اللثام. في كل يوم بعد العصر تتصاعد من الغرب سحب سوداء كثيفة ومنخفضة تجعل النهار ليلاً بكل معنى الكلمة، وحين يصل ذلك السحاب المثقل بالماء تنطلق البروق ا لعجيبة التي كان تضئ الدنيا كلها وتقصف بعدها الرعود القاصفة العجيبة التي كانت تحمل في أحيان كثيرة صواعق تصيب الأشجار فتحرقها وربما تصيب أي شخص يحتمي من الصاعقة تحت الشجر وكان هذا أمراً يتواصى به الأهل: لا تحتمي من البرق والرعد تحت الشجر. وقد فقدت صفورية بعض الناس في الصواعق. وأهل صفورية وخصوصاً من كانت بيوتهم عالية كانوا يضعون مانعة للصواعق. كانت زخات المطر الأولى عنيفة كثيفة شديدة غزيرة يصعب أن ترى الطريق منها وكانت تملأ الشوارع والوديان بسرعة شديدة تجعل من الشوارع سيلاً جارفاً لأن صفورية على جانبي البيادر هضبتان وتتجه السيول النازلة منهما إلى البيادر وتجعل من بيادر صفورية بجانب العين بحراً وسيلاً لا يقوى أحد على السير فيه وتصير وديان صفورية أنهاراً غزيرة تصب في منطقة البركة وتصب في البطوف أو في وادي الخلديات وفيها بساتين هي من الجنان العجيبة وفيها رمان ما رأيت مثل في العالم وكان مشهورا في الناصرة وحييفا والملوخية فيه كانت أيضاً مشهورة أو الجلخ وغيرها. والوادي في الحارة الغربية الذي يتشكل من المياه النازلة من غرب القلعة من جهة بيوت الأشراف وبيت الشيخ هاشم ودار عبد الهادي والغنايمة كان يمر من حارتنا وينحدر كالشلال الهادر. وكثيراً ما حملت الوديان بعض الأغنام والدواب، ولكن الناس تكون حذرة . وبعد أن تصحو الدنيا قليلاً ،كان الناس يحبون أن يعرفوا أثر المطر على سهل البطوف وهو يمتد من أراضي شفا عمرو حتى صفورية والقرى المحيطة بها ولكن الملكيات الرئيسية فيه لصفورية. والاطمئنان على أن البطوف ارتوى ورحرح الماء فيه كان يجمع كل وجوه صفورية في البيادر الواقعة خلف بيتنا لأن المكان هناك كان يطل على أوسع مساحة من البطوف وفي هذا الموقف رأيت معظم وجوه صفورية، وكثيراً ما شربوا القهوة في مضافة عمي القريبة وإذا كانوا مستعجلين كنت أحضر الدلة ويصبها من هو أكبر مني سناً، ولكني أسمع وأمثالي من الأطفال كلمة: عفي الشاطر، وبارك الله فيك، وأسمع من هؤلاء الأجلاء أحاديثهم عن المواسم والخير المتوقع وكانت الزيارة لهذا الموقع خلف بيوتنا تتكرر حتى أكاد أقول لا يبقى رجل ولا امرأة إلا وكانت تريد أن ترى منظر سهل البطوف بعد الشتاء وليطمئن الجميع أنه صار يلمع مثل البحر وهذا يعني أن الآبار سوف تتغذى وأن الموسم الصيفي سيكون ممتازاً وأن المراعي ستكون متوافرة وأن الحلال سيشبع وهذة مؤشرات اقتصاد صفورية الأساسية. سهول شاسعة من القمح والشعير والذرة والسمسم والعدس والحمص والفول وغيره، وأشجار الزيتون والفواكه، والخضروات ، والأغنام والأبقار والماعز والخيل ودواب التحميل، ثم الموسم الصيفي بكل البطيخ والشمام وغير ذلك.وسوف أشرح في مقالة لاحقة ماذا تعني كل مفردة من هذه المفردات إن شاء الله. وكل ذلك متصل بفضل الله تعالى ثم بالأمطار المباركة التي كانت تنزل وتفرح بها النفوس.
وأحياناً تمر أيام وأسابيع لا نرى فيها الشمس ، والمطر لا ينقطع إما غزير ، أو رشاش، أو رذاذ، او نفناف، أوضباب يلامس الأرض بليلاً ويمنع الرؤية وبللك الثياب. وينزل أحيانا البـَرد وصفورية دافئة لأنها ليست بعيدة عن تأثيرات البحر، وكان الذي يقف على بيتنا يرى بحر عكا يلمع وهذا من كل بيوت الحارة الغربية من القلعة ونازلاً. ولم أر الثلج فيها ولكن البـَرد كان أحيانا مثل حجم قبضة اليد وكان من الممكن أن يؤذي من لا يتذرى بسرعة ويترافق مع صواعق من برق ورعد وظلام كامل في النهار كأنه ليل. ومع ليالي الشتاء الطويلة تطول الخراريف والأسمار وتحلو من الجدات كان ياما كان ولكن لهذه الأجواء أحاديث أخرى.
ياصفورية، يا أُنس الأرواح الهائمة بهواك، ويا متعة النفوس التواقة المشتاقة التي أضناها الغياب، ويا وشوشات العشاق تحت التين والزيتون والرمان، وبين الزروع وبين الهشير، ويا ضحكات الأولاد تحت المطر الهاطل بالخيرات،
يا صفورية،
يا ليالي الشتاء المتمادية المتطاولة على أحاديث الأحباب ويا كانون الجمر المتوهج ومعاميل القهوة الذهبية. يا رائحة البرتقال ونحن ندفئها على النار، ويارمان الخلديات ونحن نقشرك من الرمان الميبس ، ويا مربى السفرجل ، ويا أيها النُّقل الذي أكلنا منك اللوز والبندق والفستق والكعكبان وقصقصنا البزر ، ويا أيها القطين والزبيب والراحة والزعرور والخروب الناشف ما أطيبك في البرد وما أجمل جلسات الأحباب في ليالي صفورية، ويا بلوط غابتنا وأنت تفرقع على النار، ويا أيتها البروق والرعود التي سبَّحنا الله على صوتك ، ويا أيها النعاس اللذيذ الذي كنا نقاومه وحديث الأحباب ينسكب في آذاننا، ونقاوم لا نريد الزمان أن ينقضي ولا نريد الحكايات أن تتوقف ولا نريد أن ننام حتى يأخذ علينا الغرام ويغلبنا النوم العميق.
أكان كل ذلك أضغاث أحلام ياصفورية
لا، هذا مستحيل. قلوبنا ما تزال تخفق شوقاً إليك، وأرواحنا أبداً تحن إليك، ولن ننسى ولن نسامح. ولعائن الله والملائكة والناس أجمعين على كل من ساهم في ضياعك، وعلى كل من لا يستعد لاسترجاعك. اللهم اكتب لنا العودة إليها أو الشهادة في سبيل الله والقتال على أرضها، اللهم ارزقنا النصر أو الشهادة على بطاح صفورية، واشف صدورنا من القوم الظالمين.
ولكن الكلام عن الشتاء للكبار لا ينطبق على الأطفال والمراهقين في وقت الأمطار لأنها وقت للمرح والمغامرة والغوص في اللاصة.
يلبس الطفل الصفوري ملابس داخلية من قميص نصف كم وشروال حتى الكعب، وفوق ذلك الديماية، ثم الطاقية على الرأس، وفي الشتاء يضاف لها الصدرية وهي عادة من قماش الديماية، وفوقها إذا لزم كنزة صوفية كان تسمى بردوسيه، ويبدو لي اسماً أعجمياً مستعاراً، وإذا لزم ففوق الكنزة جاكيت، وإذا لزم حطة فوق الطاقية يلف بها الطفل وجهه. وهذه أقصى حمولة ملابس وبعدها يَـزِرُّ الكندرة وينطلق. ويكاد يكون هذا اللباس صورة طبق الأصل عما يلبس الأب الكبير ولكن يزيد الأب العباءة فوق الملابس ، أو إذا كان في البر فيه الفروة فوق كل ا لملابس. وكان الكبار يلبسون البسطار في الشتاء بدل الكندرة. والطفلة ليست بعيدة عن لباس أمها في اللباس الداخلي تلبس الشلحة والشنتيان، ثم الفستان الطويل. وفي الشتاء يكون من الجوج أو المخمل الواسع. مع وضع حطة ملونة بنية على رأسها تتبشنق بها.وهناك الكندرة المناسبة.وبالنسبة للمرأة يمكن أن تلبس فوق الفستان الديماية النسائية وهي مشطورة لها بنايق. أو عباية جوخ ثقيلة في الشتاء تضعها على رأسها. وتلبس مثل البنت في الملابس الداخلية شلحة وشنتيان وهذا الشنتيان إما أن يكون عند الساقين قليل العرض يشبه بنطلون الجينز العادي وله في نهايته كشكش يرتمي على كعب المرأة ويستره. أو يكون الشنتيان عريض واسمه رباطي ويشبه بنطلون الشالوستون أو رجل الفيل الذي درج في الستينيات من القرن الماضي ولكن أخره مربوط بدكة ويشد على رجل المرأة وينزل حتى كعب المرأة.
وصفت الملابس باختصار لأبين ماذا سيجري مع المطر. فما إن تبدأ الدنيا بالمطر حتى يصاب الأطفال بنوبة من النشاط الخارق وكل ولد وكل بنت لم تبلغ مبلغ النساء يضع قبوعه ويخرج ليكون تحت المطر. والقبوع هو كيس من الخيش يدخل ببعضه ويوضع على الرأس. وفي المدة الأخيرة كان يوجد مشمعات مثل القبوع ولكنها قليلة والقبوع الأساسي هو كيس الخيش وللكبار الشمسية. وأول عمل يقوم به الطفل هو كسر كل الوصايا الصحية. ويخلع الحطة والطاقية والجاكيت والكنزة ويرميها في قرنة البت ويخلع الكندرة والجرابات ويخرج حافياً فارعاً دارعاً بالقبوع يبحث عن رفاقه ليبدأ الغوص في أي ماء جار، ويبدأ الركض في كل الاتجاهات للنظر إلى الوديان المختلفة والسيول في شوارع الحارة.وبعد استكشاف المناطق يتم البحث عن منطقة في البيادر الغربية أو الشرقية تكون قد صارت ا للاصة فيها رخوة والسيل ليس خطراً للتزلق فيها كأننا نترلج على الثلج، والشاطر من يتزحلق أطول مسافة ممكنة ومن دون أن يقع وكنا بارعين بذلك والتطريش على وجهونا وملابسنا لا يشكل مشكلة ولكن عند السقوط في اللاصة يصير حالنا ريعة.قد يغيب الطفل ساعة أو ساعتين ثم يرجع ليواجه الزمجرة من أمه ويدور الحوار:
الطفل: السلام عليكم ياما، السلام عليكم يا ستي، بدي أغير ثيابي
الأم: شو هاظ، يجيك ويِدَّلى عليك، ويصيبك وينيبك. ريتني أقبرك يا بعيد وَلَكْ إنت ولد والا عفريت، وين كاين ياغضيب
الطفل : كنت ألعب مع اصحابي
الأم : تلعب بأربعتك وراسك الخامس يا بعيد، ثيابك ريعة وصايري قمقومة شو بدي أعمل فيك
الطفل: غيري ثيابي
الأم: قبل ما أغير ثيابك بدي أغير جلدك واسلخوا ودَبْغو بهالقضيب
الجدة: ( وهي موجودة من حسن الحظ): مالك هايصة عالولد مثل الذيبة، كان يلعب وطرش عليه شوية مي،
الأم : هاي لاصة ياما وثيابو كلها مبلبلة، إسا إذا صابتوا رشقة هوا أو أخذ هيه شو بدي أعمل تعال عس إيديه كازز من البرد. الله ريتني ما جبتك، ريتني جيبت كوم طحين تعفروا فيه الحاضرين. وهاي كف على وجهك وهاي زغدي بظهرك
الطفل: لا تضربيني ياما عندك اياها يا ستي
الجدة: ليش بتدعي على الصبي سلامة عمرو راح مثل كل الأطفال والا بدك اياه بنوتي يقعد في البيت
الطفل: حتى اختي إسا بتيجي وبتشوفيها كلها مبلبلة مي
الأم : المي مقدور عليها لكن شو هاظ اللي من ورا، كنك متزحلق على طبطابك. الله يشحرك يابعيد
الجدة: ما بعبر لسانك لثمك استحي على حالك عاد وفوتي غسلي الولد قبل ما ييجي أبوه.
الأم: ماني مغستله ولا مغيرتلو لحد ما يجي أبوه
الجد: أنا بغسله وبغير له. ما شفناك يا صهيون لتقلعت لعيون ، ما عنا إلا نتفة هالولد على أربع بنات ، بدك الطَّلْعيه خُنْجَعة . هذا سبع لأبو وخواله
الأم: تعال، والله لقول لأبوك حتى يهري نعمتك ( وتسوقه الأم إلى التغسيل وهي تضربه على ظهره)
الجدة: لا تضربي الولد على ظهرة لا تؤذي رياتك وتسقطي كلاويه. وإذا اسمعت ولا دريب إنك قايلة لأبوه ما بفوت بيتك.
بعد أن ستحم الطفل، خرج يضحك وسلم على جدته وباس إيدها
الجدة : الله يرضى عليك ياستي وين كاين تهلب في هالجو
الطفل: رحت مع اصحابي على البيادر ومن هناك مشينا للبركة نشوف الوادي ووصلنا لأبو صحن وحودنا لبيتنا من بين الصبر ورجعنا هون.
الجدة: ياستي هاي الطريق خطرة فيها أحيانا سيل قوي
الطفل : بس إحنا يا ستي ما منمشي في الواد منمشي على الصخور العالية. لا تخافي علي .( ودخلت الأم وسته تبوسه وتضمه إلى صدرها)
الأم : يما إنت تَرّخت هاظ الولد، بدل ما تضربيه، شوفي ثيابو والله ما بتنظفها فلقة صابون ولا صدر حنون.
الجدة: عضي على لسانك، الله يعطينا عشرة منو. وريته يعقد عقدة كفني بإيديه. قوم يا ستي كلك لقمة من الصبح وأنت داير برة.( ومن أعاجيب القدر أن الأب دخل والأم تضع الطعام وبعد الجلوس حول الطبق، باس الطفل يد أبيه، وجلس معه للطعام ولاحظ الأب نظافة الإبن وقال:
الأب : ما شاء الله شو هالنظافة في هالمطر، مش عادتك. ( وجحرت الجدة الأم ونظر الطفل إلى أمه، وصمت الجميع
الجدة: الله يعطيك العافية يا أبو محمد إن شا الله اليوم اشتغلتوا
الأب: مع هالمطر، يا حجة، صعب رجعنا مبكرين مثل ما انت شايفة. شايف اليوم مشرفتينا. أهلا وسهلا، وبدأ الطعام،
الجدة: جيت أطل على أم محمد وانمسكت في المطر، إن شا الله صحيت الدنيا شوي،
الأب: يعني بتبخبخ لكنها معمرة وحاملة،
الجدة: لكان لقوم انفد قبل ماتزخ.
الأب: نامي عنا اليوم
الجدة: ماانتي عارف وراي البيت وابوسليم والبنات
الأب: لكان أنا إسَّا بقلطك.
الطفل: ( وهنا صاح الطفل) يابا بدي أروح معك
الأب: إلبس قبوعك وبوتك وثقل على حالك وتعال.
وتستمر الحياة دواليك، ويرجع الطفل قمقومة وابلشي يا ام محمد.
رحمة الله على أهل صفورية وجزاهم كل خير وجعل أمواتهم في جنات النعيم وجمع الأحياء على طاعة الله وبر الأهل والمحارم والأرحام والأنساب . مع التحية