شركس فلسطين.. عانوا التهجير وحافظوا على تراثهم من الاندثار

شركس فلسطين.. عانوا التهجير وحافظوا على تراثهم من الاندثار

شركس فلسطين.. عانوا التهجير وحافظوا على تراثهم من الاندثار  | موسوعة القرى الفلسطينية

حافظ الشركس على عادتهم وتقاليدهم لسنوات طويلة

الشركس في فلسطين أقلية ظلمتهم الحروب في البلقان، وفرقتهم الجغرافية، وقد أتوا بفعل الحروب إلى فلسطين والوطن العربي، وعاشوا بتناغم كبير في المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948.

تعود بدايات الوجود الشركسي في فلسطين والوطن العربي إلى عام 1878، وفي روايات أخرى إلى عام 1870 إبان عهد الإمبراطورية العثمانية.

ويوجد أكبر تجمع للشركس في الوطن العربي في الأردن.

وفدت طلائع الشركس إلى فلسطين من منطقة "مارويل" الواقعة على الحدود اليونانية البلغارية، حيث سكنوا هناك منذ عام 1865، بغرض استفادة الحكومة العثمانية من قدراتهم الحربية في المعارك التي كانوا يخوضونها في أوروبا الشرقية والبلقان، وهربا بدينهم من بطش الإمبراطورية الروسية.

لكن الهزائم المتوالية التي لحقت بالعثمانيين أمام الروس وحلفائهم الأوروبيين أجبرت الحكومة العثمانية على ترحيل الشركس، ونقلهم من أوروبا الشرقية إلى شبه جزيرة الأناضول وبلدان المشرق العربي ومنها فلسطين.

وتمركز الشركس في فلسطين في قريتين، الأولى "كفر كما" الواقعة إلى الشرق من بحيرة طبريا، وسكانها من قبيلة "شابسوغ"، والثانية بلدة "الريحانية" وسكانها من قبلية "إبزاخ". وتقعان في الجليل الأعلى، شمال فلسطين.

كما أنهم سكنوا قرية "خربة الشركس" في الخليل، وقد غادرها سكانها بسبب انتشار الأمراض في المنطقة، وهي لم تعد موجودة اليوم.

وينتمي الشركس في فلسطين إلى أربع قبائل، تتفرع منها 46 عائلة.

عاش الشركس جميع الأحداث التي وقعت في فلسطين منذ استقرارهم فيها، وفي عام 1948، وعلى أثر نكبة فلسطين لجأ عدد من شركس فلسطين إلى سوريا.

كانت الروابط الدينية والإسلامية، تشدهم إلى أهل البلاد فهم من الطائفة السنية، إضافة إلى تشابه نمط المعيشة الزراعية الرعوية الذي كان يمارسه الشركس والعرب.

بلغ عدد الشركس في فلسطين عام 1931 حوالي 866 نسمة، وفي عام 1945 وصل عددهم إلى 950، ثم انخفض إلى 806 أفراد إثر نكبة فلسطين عام 1948 بسبب لجوء عدد من العائلات الشركسية إلى سوريا وتركيا. وفي عام 1969 وصل عددهم إلى 1745 نسمة. والآن يبلغ عددهم حوالي 5000 نسمة منهم 3200 يسكنون "كفر كما" و1800 نسمة في "الريحانية".

وعلى الرغم من إقامة الشراكسة في القرى العربية في الداخل المحتل، إلا أن مناطق إقامتهم لا تشبه تلك القرى، فمنازلهم تمتاز بتلاصقها، فيما أحاطوا مجتمعاتهم لفترة طويلة بعزلة عن المحيطين بهم، قبل الانخراط في المجتمع الفلسطيني، وذلك للمحافظة على عاداتهم وتقاليدهم التي اختصوا بها عن غيرهم من الأقليات والمجتمعات الموجودة.

ومع مرور الزمن بدأت عائلات من الشراكسة تختلط بالفلسطينيين وتمتد إلى داخل قراهم، ونسجت علاقات اجتماعية معهم، فهناك من يسكن في قرى الداخل المحتل، مثل مدينة الناصرة شمال فلسطين، وكذلك في مدن الضفة الغربية مثل نابلس وطولكرم.

ومن أجل ضمان وجودهم خدمت فئة قليلة منهم في الجيش الإسرائيلي ضمن التجنيد الإجباري، كونهم يحملون الهوية الزرقاء الإسرائيلية، التي فرضت عليهم مقابل وجودهم، لكن الغالبية من قبائل الشركس يرفضون ذلك، وعلى الرغم من ذلك فإنهم عانوا من الاحتلال، وتعرضوا للطرد والتهجير.

فهم مثل العرب الفلسطينيين تعرضوا لعلميات الطرد ومصادرة الأراضي. ففي عام 1953 طردت السلطات الإسرائيلية سبع عائلات شركسية من قرية "الريحانية"، وفي عام 1957 غادرت أسر عدة إلى تركيا هربا من تعسف الاحتلال، فيما تقلصت مساحة قرية "كفر كما" من نحو 8500 دونم إلى نحو 6500 دونم، وأراضي قرية "الريحانية" تقلصت من 6000 دونم إلى 1600 دونم بفعل المصادرة. 

الشركس من شعوب القفقاس القدماء الذين سكنوا شمال غرب القفقاس منذ أقدم العصور، وبالأخص في دولتهم التي سميت "أديغايا" على شاطئ البحر الأسود في جنوب روسيا.

وأطلق عليهم اسم "الشركس" من قبل الشعوب المجاورة: الروس، الترك والتتار. ويطلق اسم الشركس على كل الشعوب التي سكنت شمال القفقاس، وهم: الشيشان، الإينغوشبون، البلقازيين، الأوسيتيين، الأبازة، الأبخازة والأديغيين.

ويقال إن الشركس ينتمون إلى الحيطيين القدماء، الذين أسسوا دولة كبرى في آسيا الصغرى في الألفية الثانية قبل الميلاد، وقد توسعوا واحتلوا أراضي كثيرة حتى وصلوا إلى الحدود المصرية. وكانوا من أكثر الشعوب قوة وإقداما وشجاعة.

والواقع أن الشركس لم ينسوا معاناتهم الأولى وبقي يوم خروجهم من وطنهم عالقا في الذاكرة؛ فهم يحتفلون كل عام بما يسمى "يوم الحزن الشركسي"، أو كما يسمى أيضا "يوم الحداد"، الذي يصادف 21 أيار/ مايو من كل عام..

ففي هذا اليوم انتهت حربهم الطويلة التي استمرت ما يزيد على الـ100 عام مع روسيا القيصرية، التي حاربوا فيها بكل شجاعة قبل أن يخسروا أرضهم، ويتم تهجير من تبقى منهم على قيد الحياة قسريا باتجاه الدولة العثمانية.

رابط المقال: 

https://www.google.com/amp/s/arabi21.com/storyamp/1350813/%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25B3-%25D9%2581%25D9%2584%25D8%25B3%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%2586-%25D8%25B9%25D8%25A7%25D9%2586%25D9%2588%25D8%25A7-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D9%2587%25D8%25AC%25D9%258A%25D8%25B1-%25D9%2588%25D8%25AD%25D8%25A7%25D9%2581%25D8%25B8%25D9%2588%25D8%25A7-%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589-%25D8%25AA%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AB%25D9%2587%25D9%2585-%25D9%2585%25D9%2586-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25AF%25D8%25AB%25D8%25A7%25D8%25B1