موسوعة القرى الفلسطينية ، مدينة قلقيلية
المكان والمكانة
مدينة عربيّة إسلاميّة تُوجَد في فلسطين المُحتلَّة، وهي مدينة ذات تاريخ عريق، ومُوغلٍ في القِدَم، حيث حَظِيت بمكانة عظيمة على مرِّ تاريخها الطويل، إلّا أنَّ أهمّيتها، ومكانتها قد قلَّت بعد تأثُّرها بالاحتلال الإسرائيليّ خلال العُقود الأخيرة، وتحتلُّ قلقيلية اليوم مساحة جغرافيّة تُقدَّر بنحو 166كم2.
الموقع الجغرافيّ تقع مدينة قلقيلية في المنطقة التي تتقاطع فيها السُّفوح الغربيّة لسلسلة جبال نابلس مع الجزء الشرقيّ لساحل البحر الأبيض المُتوسِّط، بحيث تتوسَّط التجمُّعات السكّانية، والحضاريّة التي تمتدُّ على طول الساحل الفلسطينيّ، وهي تَبعُد نحو 14كم عن شاطئ البحر الأبيض المُتوسِّط، ومن الناحية الفلكيّة، فإنَّ مدينة قلقيلية تقع على خطِّ عرض °32.2 نحو الشمال، وعلى خطِّ طول 35.1°، ومن الجدير بالذكر أنّ قلقيلية حَظِيت -بحُكم موقعها- بأهمّية خاصَّة؛ فهي تُمثِّل نقطة لتقاطع الطُّرُق بين مُختلف المُدُن الفلسطينيّة،
المساحة
يَقطُن هذه المساحة ما يُقارب 100,000 نسمة، أمّا تسمية المدينة فهي تعود إلى العهد الكنعانيّ، إذ إنّ كلمة قلقيلية مُشتقَّة من الكلمة الكنعانيّة (الجلجلة)، وتعني: عمليّة إزالة الحَصَى الصغير المُدوَّر من الحُبوب بعد دَرسها، وحصادها، كما عُرِفت في العصر الرُّومانيّ باسم (كاليكيليا).
الأهمية
كما أنّها مثَّلت قديماً مَحطَّة رئيسيّة، وبارزة للقوافل التجاريّة؛ بسبب وفرة ينابيعها، وجمال أجوائها، بالإضافة إلى أنَّها كانت مركزاً؛ لانطلاق الغزوات الحربيّة، والقُوَّات العسكريّة، وقد ضمَّت المدينة مَحطَّة للسكَّة الحديديّة تَبعُد نحو 82كم عن مَحطَّة حيفا، وهي تُعتبَر إحدى مَحطَّات خطِّ سِكَّة الحديد بين مصر، والشام. المناخ يُعَدُّ المناخ السائد في مدينة قلقيلية هو مناخ البحر الأبيض المُتوسِّط، مع وجود تأثيرات محلِّية؛ بسبب اختلاف الموقع، والتضاريس؛ حيث تسود الأجواء الحارَّة خلال فصل الصيف، والدافئة الماطرة خلال فصل الشتاء، علماً بأنّ مُعدَّل الرُّطوبة في شهرَي تموز/يوليو، وآب/أغسطس قد يصل إلى نحو 70%، كما تسود الرياح الجنوبيّة، والجنوبيّة الغربيّة، وتكون قويّة، وباردة خلال فصل الشتاء، ولطيفة خلال الصيف، وفي نهاية الشتاء تهبُّ الرياح الخماسينيّة الحارَّة، والجافّة.
الجانب الاقتصاديّ
يُعتبَر قِطاع الزراعة المُقوِّمَ الأساسيّ لاقتصاد قلقيلية؛ ويعود ذلك إلى خُصوبة التربة، ووفرة المياه العذبة في أرضها، إلّا أنَّ هذا القِطاع قد تأثَّر بشكلٍ كبير بعد بناء الجدار العازل من قِبَل الاحتلال الإسرائيليّ؛ حيث فقدت قلقيلية مُعظم الأراضي الزراعيّة، والخَصبة، وبعد ذلك أصبح قِطاع التجارة هو المُقوِّم الأساسيّ لاقتصاد المدينة؛ حيث اعتمدت في تجارتها على سُكّان القُرى المُجاورة، والمُتسوِّقين العرب داخل الخطِّ الأخضر، إلّا أنَّ بناء جدار الفصل أثَّر في النشاط التجاريّ العامّ للمدينة، كما أنَّ اندلاع انتفاضة الأقصى قد أثَّر بشكلٍ كبير في اقتصاد قلقيلية؛ فقد منع الاحتلال مُعظم العاملين من سُكّان المدينة (حوالي 6 آلاف عامل) من الانتقال إلى عملهم في الداخل الإسرائيليّ، وداخل الخطِّ الأخضر، ووضع عليهم قُيوداً صارمة، ممّا جعل مُعظمهم دون عمل، وارتفعت نِسبة البطالة إلى نحو 65%، وقد أنشأت الجهات المُختصَّة في المدينة منطقة صناعيّة كبيرة؛ لتخفيف نسبة البطالة، وتشغيل السكّان المحليِّين.