الاستيطان في القرية - ام الحيران / عتير - قضاء بئر السبع

مخطط الذي يستهدف قرية أم الحيران هو نموذج مصغر عن المخطط الصهيوني في فلسطين، حيث تم اقتلاع وتشريد أهلها الاصلييين من بيوتهم، وإحلال مستوطنين يهود على أنقاضها، على أراضيهم وفي مدنهم، وأحيانا في بيوتهم التي ظلت عامرة في يافا وحيفا وصفد وبيسان وغيرها من المدن الفلسطينية، التي أفرغت من أهلها في نكبة 48.

عملية الإجلاء والإحلال تتكرر في أم الحيران من خلال مخطط نافذ لإقامة مستوطنة حيران على أنقاض بيوت أم الحيران بعد إخلاء سكانها الأصليين وهدم قريتهم، تماما، مثلما بنوا 'تسيبوري' على أنقاض صفورية، و'بيت شان' على ركام بيوت بيسان، و'أشكلون' على أطلال عسقلان، ها هم وبعد 67 عاما على النكبة، يفترض أن الفلسطينيين الذين ظلوا في وطنهم تحولوا خلالها إلى مواطنين متساوي الحقوق، يسعون وفي 'وضح النهار' لاقتلاع السكان الأصليين لأم الحيران وإحلال مستوطنين يهود محلهم بعد مصادرة أرضهم واسم قريتهم.

معاناة أهالي أم الحيران بدأت عام 2003 بعد مصادقة المجلس القطري للتخطيط والبناء على المخطط الذي  يقضي بإقامة مستوطنة حيران التي سيصل عدد سكانها إلى 12 ألف مستوطن على أراضيهم، حيث استلم أهالي القرية أوامر إخلاء وإبعاد، وفي عام 2004 بدأ سكان القرية بتلقي أوامر هدم على بيوتهم. وبعد مسار قضائي طويل، ردت المحكمة العليا في شهر أيار/مايو 2015 الالتماس الذي قدمه السكان ضد هدم قريتهم، وأجازت إخلاءهم من بيوتهم، وهدمها وإقامة مستوطنة لليهود مكانها.

وأم الحيران هي واحدة من 36 قرية في النقب لا تعترف بها إسرائيل رغم أن جميعها تستوفي معاییر دائرة الإحصاء المركزیة لتعریف بلدة، من حيث كونها مكانا مأھولا بصورة ثابتة، یقطنه أكثر من 40 بالغا، توجد بھا إدارة مستقلة، وھي غیر موجودة ضمن مسطح النفوذ البلدي التابع لبلدة أخرى، في حين أن المعیار الوحید الناقص ھو إعلان وزیر الداخلیة أن المكان هو بلدة. ويبلغ عدد سكان أصغر هذه القرى 400 نسمة فيما يصل عدد سكان أكبرها إلى 5800 نسمة، بينما ييلغ مجموع سكانها 85 ألف إنسان، وتبغي إسرائيل من وراء اقتلاعها إلى استكمال السيطرة على مليون دونم إضافية من أراضي النقب.