معلومات عامة عن ميسر/ خربة الشيخ ميسر/ بئر الحمام/ كانت تتبع طولكرم - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية ميسر/ خربة الشيخ ميسر/ بئر الحمام/ كانت تتبع طولكرم
تقع قرية ميسر في المثلث الشمالي داخل أراضي عام 1948، ويعود تاريخها إلى ما قبل ألـ 170 سنة، حيث سكنها عام 1922 49 نسمة، واليوم يسكنها حوالي2000 نسمة، وفيها ما يقرب الـ 300 منزل، ينتمون لـ8 عائلات وهي: أبو رقية، وعمارنة، وأبو عبيد، وابوهدبة، ومصري، وعارضة، وابوعمر، وشحادة وكانت تسمى سابقا بخربة الشيخ ميسر، كما كان يطلق على القرية في السابق اسما آخر وهو "بئر الحمام" نسبة إلى بئر الماء الموجود بالقرية، وهناك رواية تقول ان الاسم الأصلي للقرية هو "ميسر" تيمنا بالصحابي الجليل ميسرة بن مسروق العبسي رضي الله عنه، والذي يعتقد انه مدفون فيها، وهو من شجعان الصحابة شهد اليرموك وفتوح الشام، وما زال " مقام ميسرة" قائما ومحاذيا للمسجد والمقبرة القديمة وهذا اسم يطلقه جميع سكان المنطقة على المقام الموجود بها.
يذكر ان ميسر هي إحدى البلدات العربية التي صمدت أيام نكبة فلسطين ، وتقع ضمن لواء حيفا في هذه الايام ، بينما كانت تتبع لقضاء طولكرم في ظل الانتداب البريطاني على فلسطين، وبالذات كانت تتبع لقرية قفين وضمت هذه القرية إلى لواء حيفا بعد توقيع اتفاقية رودوس بين الاحتلال والأردن، والتي بموجبها تم تسليم قرى المثلث إلى الاحتلال.
سبب التسمية
يؤكد سكان ميسر والغالبية العظمى من سكان المنطقة المسلمين أن هذا المقام هو مقام غلام السيدة خديجة بنت خويلد زوجة الرسول الكريم محمد (ص)، هذا الغلام الذي رافق النبي محمد في تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها إلى الشام، وقبل أن يتزوجها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقبل أن ينزل عليه الوحي، ويحدثنا ابن هشام في تهذيب السيرة عن ميسره وفي صفحة 37 من كتابه تهذيب السيرة: “فكان ميسره إذا كانت الهاجرة واشتّد الحر يرى ملكين يظلانه – أي النبي محمد (ص)- من الشمس وهو يسير على بعيره” أما في كتاب أنساب الأشراف، الجزء الأول صفحة 97 للبلاذري فقد ورد: “ووجهتّه (أي خديجة وجهّت محمدا) إلى الشام ومعه غلام لها وقيّم يقال له ميسره ، فلما فرغ مما توجّه إليه وقدم مكة، أخبرها ميسره بأمانته وطهارته ويمن طائره (أي محمد- ص-) وقال: كنت آكل معه حتى نشبع- أو يشبع- ويبقى الطعام كما هو” .
وكانت لمقام ميسره وما زالت مكانة خاصة وقدسية مميزة لدى سكان ميسر والمنطقة الجغرافية المحيطة بها بأسرها، معتبرين صاحب هذا المقام من أولياء الله الصالحين، وتتمثّل هذه المكانة بالزيارة لتأدية الصلوات والتبرّك وإيفاء النذور وعلى مدار السنة، أما الزيارات ذات الطابع الخاص المميّز، فكانت في عيدي الفطر والأضحى وفي المناسبات الدينية الأخرى، كالمولد النبوي الشريف وليلة القدر والإسراء والمعراج، وأنا اذكر وكان هذا قبل عقود عدّة تصل إلى ستة، انه في الأيام الأولى من عيدي الفطر والأضحى كانت وفود الأطفال ومن البنات تتوجه إلى مقام ميسره مرتديات أجمل وأبهى الحلل احتفاءاﹰ وابتهاجاﹰ بالعيدين، ويرددن وهن في طريقهن إلى المقام الأناشيد والأهازيج اذكر منها:
سيدي ميسر يبو (يا أبو) نخلة طويلة…
وكذلك: سيدي ميسر وأنا اللّي جاي أزورك… أضوي شمعتك وأشعل بخورك
وأيضا: يا زوار ميسر زوروا رويد رويد. وإحنا زرنا ميسر كرمال الشيخ زيد (الشيخ زيد مقام لولي في مدينة يعبد- وهناك حمولة كبيرة في الوطن تحمل اسمه) يا زوار ميسر زوروه بالعدّة. إحنا زرنا ميسر وعقبال الحجة (والعدّة وما أدراك ما العدّة: رايات وأعلام وطبول وصاجات سنأتي على ذكرها لاحقاﹰ)، وفي هذا السياق فقد ذكر لي أحدهم وهو اليوم في العقد الثامن من عمره أنه رافق، وبمعرفة والدته وموافقتها، البنات في مسيرتهن إلى ميسره متنكرّا بزي فتاة…
ولمكانة وأهمية مقام ميسره المييّزة والخاصة، فقد روى لي والدي رحمه الله أنه ومع حلول عيد الأضحى المبارك كان يقام في ميسر موسم خاص كسائر المواسم في فلسطين آنذاك لثلاثة أيام العيد التي تسبق يوم النحر، تشارك فيه المئات المؤلفة من الرجال والنساء، الشيوخ والأطفال ومن مدن وقرى ألوية: طولكرم ، نابلس وجنين. وكانت تفد وفود المشتركين إلى ميسر وهي تحمل راياتها وأعلامها الخاصة بها ومتعدّدة الإحجام والألوان وتسير الهوينا على دقات العدّة والمكونة من الطبول الصاجات، ويقال أن عدد هذه الرايات والإعلام تخطّى أل 400 علم وراية.
وفي الأيام الثلاثة التي تسبق يوم النحر، أي عيد الأضحى المبارك ، كانت تقام حلقات الغناء الشعبي، الدبكة، السحجة، الحداء، المساجلات الشعرية في الزجل والشعر التقليدي العامودي، أما عن سباق الخيول العربية الأصيلة فحدث ولا حرج، فقد كانت هذه المسابقات بمثابة اللؤلؤة التي تزيّن عقد الجواهر، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن هذه الأيام الثلاثة كانت تستغّل لعرض المنتوجات الزراعية المختلفة والبضائع المتنوعة لتخضع لعمليات البيع والشراء، ناهيك عن الولائم التي كانت تقام طيلة أيام العيد الأربعة والتي تصل قمتها يوم النحر حيث تنحر عشرات الأضاحي والذبائح إكراماﹰ لعيد التضحية، الأضحى المبارك.
خلاصة القول: لقد كان موسم ميسر كزميله موسم النبي صالح في الرملة بمثابة مهرجان شعبي شاركت فيه جميع قطاعات الشعب تجلّت فيه الأخوّة واللحمة الصادقة بأسمى معانيها ما أحوجنا إلى مثله في زماننا الأغبر هذا، والذي طغت عليه المادة والأنانية، نحن بأمس الحاجة إلى مثل هذه “اللمّة” الجميلة التي تشّع إنسانية وطيبة وبراءة.
عائلات القرية وعشائرها
يعود تاريخ القرية إلى ما قبل 170 عاماً، حيث سكنها آنذاك القلائل من السكان، ففي عام 1922 كان يسكنها (49 نسمة)، واليوم يسكنها حوالي (1,800-2,000) نسمة، وعدد بيوتها حوالي (300 بيت). وعدد العائلات التي تقطنها (9 عائلات) وهي:
- أبو رقيه
- عمارنه
- أبو عبيد
- أبو هدبه
- هرشة
- مصري
- عارضه
- أبو عمر
- شحاده
المساجد والمقامات
يوجد بالقرية مسجد واحد يقصده أهل القرية أجمعين، وامامهم فيه الشيخ عبد الهادي ابو رقية، وهنالك مدرسة إقليمية يتم التعليم فيها من صفوف الأول ابتدائي حتى الثامن إعدادي، لطلاب ميسر وام القطف
إدارة القرية
إداريا هنالك لجنة محليه بالقرية، يترأسها السيد بديع ابو رقية والتي يتم انتخابها، وهي التي تعمد إلى الاهتمام بالشؤون المحلية، ولا تتمتع هذه اللجنة بالصلاحيات المطلقة، فهي تمتد صلاحيتها من المجلس الإقليمي "منشه" والذي تتبع له القرية.
تاريخ القرية
تقع قرية ميسر ضمن أراضي قفين والتي تنتمي لمحافظه طولكرم، وعلى امتداد القسم الشمالي الغربي لأراضي قفين، وغرب عقابا(طوباس) من الجهة الغربية لحدود 1967أو ما يعرف بالخط ألأخضر ومعاهده رودوس (والتي خسرت بموجبها أغلب أراضيها) حيث يفصل القرية اليوم عن الامتداد الجغرافي لها مع قفين تجمع يهودي يسمى ب"كيبوتس ميتسر" والذي انشأ سنة 1953، وهنالك تجمع يهودي يعرف باسم "شاعر منشيه" التي أقيمت سنة 1948، والتي تقع في الجهة الغربية للقرية وعلى امتداد أراضيها المصادرة من الجهة الغربية ، ويفصلها ال"كيبوتس" أيضا عن امتدادها الجنوبي مع باقه الغربية وهنالك مستوطنة "حريش"، والتي شرع بإقامتها بأواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، وهي إحدى المدن التي أطلق عليها "ارييل شارون" " السبعة نجوم"، أو السبعة مدن" والتي نادى بإقامتها في المثلث بين القرى العربية لقطع التواصل الجغرافي وهذا ما حصل فعلا مع ميسر فقد قطع الامتداد الجغرافي الشمالي للقرية مع قرية أم القطف، وفي السنوات الاخيرة ظهر مشروع "عابر "إسرائيل" أو ما يسمى بشارع 6" فقد حدت القرية تماما من غربها وذلك بعد أن تم الاستيلاء على الغالبية العظمى من أراضيها، والتي تعود ملكيتها بالأصل لسكان القرية وسكان بلدة قفين.
وسكنها الرومان من قبل وحفروا فيها بئر للماء وما يزال هذا البئر مصدر المياه الرئيسي للقرية، ويعود تاريخ المكتشفات الأثرية إلى عدة حقبات زمنية ابتدأ من الفترة الرومانية وحتى الفترات ألإسلامية وتم العثور على أكثر من 40 بئر خلال الأستكشافات الأثرية، ذلك بالإضافة إلى الطرق الرئيسية الهامة التي مرت بالقرب من قرية ميسر في العصور القديمة: مثل الطريق المارة من مدينة قيسارية إلى مجدو ومنها شرقا، وطريق البحر المارة من يما الأثرية (المعروفة باسم "ياحم") منها إلى جت، وعرونه، ومجدو وحتى سوريا. يعتاش أهلها على العمل خارجها وذلك بعد أن تركوا الزراعة والفلاحة، التي كانت مصدر عيشهم الرئيسي مع تربية المواشي.
المشكلات التي تعاني منها القرية
في السنوات الأخيرة تعاني القرية من ضائقة التوسع الديموغرافي، حيث لا يوجد أراضي للبناء والإعمار بمسطح البناء الخاص بها ، حيث تعمد السلطات على تضييق الخناق وعدم السماح بتراخيص بناء جديد وعدم توسيع هيكلها، بل إلى إلغاء ما قد تم السماح به.
الباحث والمراجع
المرجع
مزقع عرب 48 http://plsnew.nadsoft.co/?mod=articles&ID=1152321
الأستاذ حسني بيادسه - اقة الغربية