تفاصيل أخرى - الزعيم / تجمع - قضاء القدس

بعد رحلة قصيرة عبر الطريق الملتوية التي تشق التجمعات السكنية المكتظة في حي الطور، تفاجئك قرية وادعة فوق تلة صغيرة مطلة على غور الأردن من الجهة الشرقية وجبل الزيتون من الجهة الغربية تعرف بالزعيم. لكن الصورة تتبدد بمجرد الاقتراب من مدخل القرية حين تستقبلك الأسلاك الشائكة التي تلفها كالسوار حول المعصم تاركة ثغرة صغيرة للدخول والخروج من والى القرية.

 
لم يتوقع احد أن تصبح القرية الصغيرة المفعمة بالحياة دائما لقربها من المدينة المقدسة خالية حتى من سكانها الذين أجبرهم الجدار على هجر منازلهم وأملاكهم. فقبل أن يغلف القرية الجدار كان يسكنها المئات من العائلات المقدسية حيث شكلوا ما نسيته 96% من إجمالي السكان البالغ عددهم 4500 نسمة. الغالبية العظمى من هذه العائلات اضطرت إلى المغادرة إلى القدس تحت تهديد إسرائيلي لهم بسحب بطاقاتهم ووقف تامينهم الصحي، بحسب إحدى سكان القرية.

 
بدأ السكان المقدسيون بالتوافد إلى القرية قبل حوالي 40 سنة للبناء فيها نتيجة الضغط السكاني في مدينة القدس ورفض السلطات الإسرائيلية إصدار تصاريح بناء لهم لاعتبارات ديمغرافية وسياسية وانخفاض أسعار الأراضي في القرية كما قال رئيس المجلس المحلي محمود صبيح مضيفا "كان سعر دونم الارض في ذلك الوقت منخفض وفي متناول اليد لان جميع اراضي القرية كان يملكها شخص يدعى ابو ضرغام وخوفا من أن يستولي عليها الاسرائليون حيث تعمّد البيع بارخص الإثمان لاستقطاب الزبائن إليها".

 
بعد قيام إسرائيل بعزل القرية بسياج فاصل وفتح شوارع وأنفاق لربط مستوطنة معاليه ادوميم بالقدس أصبحت الزعيم من دون مخرج أو مدخل يربطها بالقدس او بالضفة الغربية، كما تم الاستيلاء على جميع أراضيها من جهة الشرق لقربها من مستوطنة معاليه ادوميم لاقامة حي استيطاني جديد تم الإعلان عنه مؤخرا. فالمريض لا يستطيع المغادرة إلى المستشفى سواء إلى القدس أو باتجاه قرية ابوديس القريبة لأن الزعيم لا يوجد فهيا عيادة طيبة.

"هذه الإجراءات التي تهدف إسرائيل من ورائها لتهجير سكان القرية والاستيلاء عليها، " كما قال رئيس المجلس المحلي، "و التي أدت إلى تدهور الوضع الاقتصادي و خصوصا بعد رحيل أغلبية السكان و كذلك إغلاق بعض المحلات التجارية وورش تصليح السيارات".

 
شكلت الزعيم ومنذ ولادتها مشكلة لشبكة الاستيطان التي ادعى قادتها إنهم كانوا يعتقدوا ان القرية القريبة من القدس والتي كانت خالية من السكان سوى عائلة واحدة وهي عائلة "الرفافية"، هي أحدى قرى رام الله، "لكنهم, و كما قال علي زبيدات , الاسرائيليون تفاجؤا ان هذه القرية اسمها الزعيم وليس رفات القريبة من رام الله ( ورفات هي اسم قرية الزعيم التي كانت اسرائيل تعتقد انها تابعة لرام الله)".

 
روى لنا احد السكان و يدعى ابو محمد " انه عندما كان أصحاب القرية يذهبون للحصول على تراخيص للبناء كان الضابط الإسرائيلي في ذلك الوقت يعطيهم التراخيص من دون ان يامر بمعاينة المكان, وبعد نمو وازدهار القرية أدرك الاحتلال الأمر وتم محاسبة الضابط واقالته من عمله لكن القرية أصبحت أمر واقع".

 
زبيدات قال ان اسرائيل أدركت ألان الموقع الاستراتيجي للقرية وبدأت برسم مخططات للقضاء عليها وذلك بفتح الشوارع والانفاق لعزلها وفصلها نهائيا عن مدينة القدس.

 
القرية مقسمة من الناحية الامنية إلى مناطق" ب", و"ج" أي أنها تحت ادارة السلطة الفلسطينية من الناحية الإدارية ومن الناحية الامنية تحت السيطرة الإسرائيلية. في عام 1994 بدات السلطة الفلسطينية بإنشاء مجلس قروي قام بايصال المياه والكهرباء وخطوط الهاتف وتعبيد الطرق
.