أحداث المجزرة - مجزرة طيرة حيفا الثانية/ محرقة الطيرة - قضاء حيفا

يوم 16 تموز/يوليو 1948 احتل الصهاينة القرية بعد سقوط 13 شهيداً من أهلها، فانسحب المقاتلون الشباب الى خارج القرية وبقي كبار السن الذين استسلموا للصهاينة، أخذ الصهاينة خلال الأيام العشرة التي تلت احتلال القرية ينقلون السكان الذين ظلوا في القرية على دفعات في باصات إلى منطقة اللجّون(قرب خطوط القوات العراقية) التي كانت ترابط هناك ومن ثم ينزلونهم من الباصات ويبدأون بإطلاق النار من رشاشاتهم لدفعهم إلى الشرق.

وفي 25 تموز من نفس العام - 19 رمضان- عاد الصهاينة إلى القرية وجمعوا من تبقى من كبار السن والعجزة وعددهم كان يتراوح ما بين 60 الى 80 شخصاً، ووضعوهم في باصات وتحركت الباصات إلى الشرق بمرافقة حراسة من أفراد العصابات الصهيونية قوامها 10-15 صهيونياً، ووصلوا إلى منطقة "اللجون" في الثامنة مساء، فتوقفت الباصات على طريق العفولة فأمر الصهاينة الأهالي بالنزول من الباصات وأن يحمل كل واحد منهم "الصرة" التي جاء بها من القرية، وأجلسوهم على شكل دائرة على بعد مئتي متر عن طريق العفولة، وسط حقل قمح.

سلم الصهاينة الأهالي الذين رافقوهم في رحلة هجرتهم إلى حراس صهاينة من مستعمرة قريبة، وبعد دقائق من جلوس الأهالي وسط حقل القمح المحصود طلب عدد منهم من أفراد الحرس ماء، فهم صائمون والوقت تجاوز أذان المغرب، بعد دقائق قليلة عاد عدد من الصهاينة يحملون عبوات معدنية، فاستبشر الأهالي خيراً، ولكن احتفاءهم انتهى فجأة بعد أن فتح الحراس العبوات وأخذوا يسكبون ما بداخلها على الأهالي الذين أدركوا في تلك اللحظة أن تلك العبوات لم تكن مليئة بالماء بل بالبنزين.

أشعل الصهاينة النار وألقوها على المسنين، كان عددهم يتراوح بين 60 و 80 رجل وامرأة، كان أصغرهم في الأربعين من عمره، وبدؤوا يحترقون وهم أحياء وسط بقايا القمح المحصود.

تروي سيدة من الناجين، أنها كانت أصغر سناً من باقي العجائز وعندما بدأ الصهاينة يرشون البينزين على العجائز شتمت الرائحة وسارعت للاختباء خلف صخرة كبيرة، كانت تسمع أصوات العجائز وهم يتألمون ويصرخون عندما أضرم الجنود النار، بقيوا يتألمون ويصرخون حتى باتت أجسادهم متفحمة، في صباح اليوم التالي شاهدت الجثث المتفحمة على الأرض فسارعت بالهرب حتى وصلت قرية عربية مجاورة وتلتحق بأقاربها اللاجئين من قريتهم.