القرية وقضية الاستيطان المبكر فيها - العَفُّولَة - قضاء الناصرة

كانت أراضي قرية العفولة كما بعض أراضي منطقة سهل مرج ابن عامر، تعود ملكيتها للدولة، (الحكومة العثمانية) بما أنها كانت محتلة البلاد، ولكن كان يقيم بها أهلها العرب، المتأصلين فيها منذ زمن بعيد كما أسلفنا في تاريخ القرية، ولكن الدولة العثمانية مع بداية انهيار وأزماتها الاقتصادية اواسط القرن التاسع عشر، عمدت إلى بيع أراضٍ هي بالأساس ملك للفلسطينيين، في عام 1869 قام ببيع أراضي قرية العفولة والبالغة مساحتها 988 دونم وبعض أراضي القرى الأخرى في مرج ابن عامر وبلاد الروحة (قضاء حيفا) وقرىً أخرى في قضاءي جنين والناصرة إلى اللبناني إلياس سرسق، وبعض التجار اللبنانيين الأثرياء الآخرين مثل بسترس، والتويني وفرح وغيرهم.

كانت أراضي العفولة من جملة الأراضي التي اشتراها سرسق، وماهي إلا سنوات حتى بدأت الحركة الصهيونية نشاطها الفعلي بالاستيطان غلى أراضي فلسطين.

قام سرسق خلال فترة الحرب العالمية الأولى ببيع أراضي قرية العفولة العربية إلى مجموعة الصهاينة، وبحلول 31-3- 1925 بدأ الصهاينة بتشييد مستعمرتهم "عفولاه" فوق أراضي العفولة، شيئاً فشيئاً بدأ عدد سكانها العرب بالتناقص وعدد اليهود الصهاينة بارتفاع، كان هناك نوع من الطرد التدريجي إلا أن طردوهم منها بشكل نهائي بحلول عام 1945 ودمروا حميع المنازل العربية في القرية. وهو آخر تاريخ سجل فيه الوجود العربي الفلسطيني في قرية العفولة المحتلة.