روايات أهل القرية - عرب النعيم / قرية بدوية - قضاء عكا

أبو فاعور: "ذقنا الأمرين وصمودنا أثمر"

 
واستعرض الناشط والمواكب محمد أبو فاعور  مسلسل المعاناة، وأكد أنه "لا حق يضيع ووراءه مطالب"، وقال: "خضنا معركة قاسية ومؤلمة وفي ظروف حياة قلائل هم اليوم من يقبلوا بها. إن البلدة تفتقر لأبسط شروط الحياة الإنسانية حيث لا يوجد شوارع ولا كهرباء ولا ماء ولا مدارس ولا شبكة مجاري، وظروف سكن وحياة بدائية، إلا أننا أصررنا على البقاء والتمسك حتى النهاية بحقنا على أرضنا وبلدتنا القائمة قبل قيام الدولة، وقد سبق وقررنا خوض هذا المعترك منذ أواخر الثمانينات ضمن لجنة الأربعين لتعزيز البقاء والصمود والاعتراف بقرانا غير المعترف بها، وكان هذا المعترك هو الأصعب مع مجلس "مسغاف" الإقليمي الذي تشكل في أوائل الثمانينات وسيطر على مساحات شاسعة من أراضي ".

 
وأضاف أبو فاعور: "بعد نضال دام سنوات طويلة تم الاعتراف بالبلدة في أواخر التسعينيات وبعدها خضنا معارك التخطيط مع "دائرة أراضي إسرائيل" و"حماية الطبيعة" وغيرها إلى حين تم المصادقة على الخرائط مؤخرا حيث تشهد البلدة اليوم كما تشاهد نهضة عمرانية في البناء المرخص والبنى التحتية من شوارع وشبكات مياه وكهرباء وغيرها، وهذا بفضل نضالات أهل البلدة وتصميمهم على البقاء والتمسك بأرضهم وحقهم الطبيعي والتاريخي".

 
وأشار أبو فاعور إلى أن هذه الخطوات مهمة جدا وسيتبعها عمل لحل مشاكل التعليم والمدارس والخدمات الحيوية الأخرى كما هو في سائر البلدات.

أبو ربيع: "فتحنا آفاقا جديدة لمستقبل أبنائنا"

وتحدث محمد أبو ربيع وهو أيضا من المواكبين والناشطين في تعزيز صمود أهالي عرب النعيم عن المعاناة والصمود، قائلا: "نحن اليوم انتقلنا من حياة الجحيم إلى حياة فتحت أمامنا أبواب الأمل لمستقبل أفضل لأبنائنا الذين ذاقوا الويلات". وتوقف عند اضطرار الطلاب من أبناء القرية للسير مشيا على الأقدام مسافات طويلة جدا في الصيف والشتاء للوصول إلى مدارس سخنين بهدف الدراسة والبحث عن مستقبل زاهر بالعلم، بينما طلاب وسكان المستوطنات المحاذية التي أقيمت حديثا نسبيا ينعمون بكل الخدمات وشروط الحياة العصرية.

 
وأكد أبو ربيع "إن عام 2014 كان بالنسلة لأهالي النعيم بمثابة الخروج من الجحيم وهو انتصار لإرادة الصمود والبقاء لأن هذا هو الحق الطبيعي لمن تمسك بالمكان وورثه أبا عن جد". وقال أيضا: "إن رفضنا الانضمام لأي بلدة مجاورة ورفض كل المقترحات الظالمة ومتابعة هذه القضية على كافة المستويات مع التصميم والتمسك بالحق أتت بثمارها، واليوم انعكس هذا إيجابا على الأهالي ونحن نرى الحركة العمرانية الواسعة وسعادة الأهالي بهذا الانجاز. لا تستطيع أن ترضي كل الناس وأعتقد أن هناك قرابة الـ 10% من الأهالي يتحفظون ويقولون أنه كان بالإمكان المحافظة على أراضينا الخاصة كأراض زراعية واستخدام قسائم أرض للبناء والسكن من أراضي الدولة".

سواعد: "من الجحيم إلى الحياة"

واستذكر المواطن محمد سواعد مسيرة أكثر من ستين عاما على رحلة الشقاء والمعاناة، من جيل الآباء إلى الأبناء ثم الأحفاد، وقال: "إن اقتلاعك من المكان الذي ولدت وترعرعت به قد يكون هو الأصعب والأمشد مرارة، لذلك لم أكن أتخيل أو أقبل فكرة العيش خارج هذا المكان، ناهيك عن شعورك بعدم الإنصاف وانعدام العدالة وإكراه إنسان بالسكن حيث لا يريد، وإحساسنا بالقهر والظلم عندما طرحوا علينا مخطط الانتقال لبلدات مجاورة. لماذا يحق لكل مواطن يهودي السكن في بلدات أقيمت حديثا على أراضينا تتوفر فيها كل مستلزمات الحياة ولا يحق لأبنائي مجرد أن يتعلموا ويسكنوا في بلدة تتوفر فيها أبسط مقومات واحتياجات الحياة الإنسانية؟!".

 
واستعرض سواعد معاناة الأبناء والأهالي والقلق والخوف عندما كانوا يضطرون للسير مشيا على الأقدام رغم هطول المطر الشديد ومعاناتهم جراء البرد القارس في الشتاء وهم متجهون إلى مدارس سخنين قبل أن يتم الضغط على الجهات المسؤولة لترتيب سفريات منظمة.

 
كما وتطرق سواعد إلى "اضطرار الأهالي للسكن في سقيفات من الصفيح بسبب منعهم من بناء البنايات، ناهيك عن الملاحقات وفرض الغرامات الباهظة والتوتر وعدم الاستقرار والإحباط والشعور بأن هذه حياة غير إنسانية وليست للبشر خاصة في دولة تعتبر نفسها دولة عصرية".

 
وخلص سواعد إلى القول: "نحن اليوم ولدنا من جديد ولدينا أمل بأن نبني لنا مدارس ومؤسسات ونتمتع بكل الخدمات التي نستحق وأن نعيش كغيرنا من الناس".