خارطة المدن الفلسطينية

اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية دِيرَان/ خربة دُورَان
القرية وقضية الاستيطان المبكر فيها - دِيرَان/ خربة دُورَان - قضاء الرملة
تعود حكاية القرية لنهاية القرن التاسع عشر، وتحديداً سنة 1890 في ذلك العام هاجر صهاينة بولنديين ضمن موجة الهجرة الأولى إلى فلسطين على السهل الساحلي بالقرب من موقع يسمى ديران (وفي بعض المراجع خربة دوران)، أنشأ اولئك الصهاينة على أجزاء من أراضي القرية اسولوا عليها بطرق غير شرعية، وبرروا ذلك بأنهم اشتروها من من رجل عربي رفضوا توثيق اسمه، وقد نظمت عملية السرقة هذه جمعية "مينوها فينهالا" الصهيونية وهي منظمة في وارسو التي جمعت الأموال للاستيطان اليهودي في فلسطين.
في مارس 1892 ، نشب نزاع حول حقوق المراعي بين سكان رحوفوت وقرية زرنوقة المجاورة، واستغرق حله عامين. نشب خلاف آخر مع سكان خربة دوران، التي كانت تزرع بعض الأراضي كمزارعين. وفقًا لموشيه سميلانسكي، أحد المستوطنين الأوائل في رحوفوت ، فقد تلقى البدو تعويضًا عن الأرض، لكنهم رفضوا إخلاءها.
عام 1907 ألتحق بهم مجموعة من المهاجرين اليمنيين وتحديداً من مدينتي هيدان وصعدة، أقاموا في خيام، حتى تبرع لهم أحد الصهاينة ببناء مجموعة منازل استقروا بها وكان ذلك عام 1909.
عام 1908 نظم اتحاد العمال (هابويل هزير) مجموعة من 300 مهاجر يمني كانوا يعيشون آنذاك في منطقة القدس ويافا، وجلبهم للعمل كمزارعين في مستعمرات ريشون ليتسيون ورحوفوت. انضمت بضع عشرات من العائلات اليمنية إلى رحوفوت بحلول عام 1908. بنوا منازل لأنفسهم في قطعة أرض مُنحت لهم في الطرف الجنوبي من السمتوطنة، والتي أصبحت تعرف باسم شعرايم. في عام 1910 ، تم إرسال شموئيل ورشوسكي، بدعم سري من الصندوق القومي اليهودي، إلى اليمن لتجنيد المزيد من العمال الزراعيين. وصل المئات ابتداء من عام 1911 وتم إيواؤهم في البداية في مجمع على بعد كيلومتر واحد جنوب رحوفوت ثم في امتداد كبير لحي شعرايم.
أما عن التواجد الفلسطيني في قرية ديران، فقد بدأ يقل تدريجياً مع زيادة عدد المهاجرين الصهاينة ومضايقتهم المستمرة من ناحية أخرى، ومن خلال تتبعنا لإحصائيات عدد سكان قرية ديران نلحظ التالي:
عام 1922 لم يذكر اسمي ديران أو رحوفوت في إحصائيات السكان، ولم يذكر أي بيانات تتعلق بها أو بسكانها.
- في عام 1931 ذكرت القرية ولكن باسم "رحوبوت" وذكرت الوثيقة البريطانية آنذاك أن عدد سكان رحوبوت كان حتى العام المذكور قد بلغ 3193 نسمة موزعين كالتالي: 103 نسمة من العرب المسلمين، 15 نسمة من العرب المسيحيين، و 3075 نسمة من اليهود المهاجرين من اليمن وبولندا.
- أما في إحصايات عام 1945 ذكرت القرية أيضاً باسم "رحوبوت" وذكرت الإحصائيات الصادرة في العام المذكور أنه حتى تاريخ إصدار الوثيقة بلغ عدد سكان "رحوبوت" 10020 نسمة، بينهم 20 مسيحياً (ربما كانوا من العرب)، أما الباقي أي 10 آلاف نسمة كانوا جميعهم من اليهود الصهاينة ذو الأصول اليمنية والبولندية بعد أن ألتحق بهم عدد كبير من الصهاينة من أصول أوروبية خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
وبناءً على هذه الإحصائيات، نستنتج أن قرية ديران العربية الفلسطينية تم تطهيرها عرقياً، ونعتقد استناداً لهذه الوثائق أنه مع نهاية الثلاثينات أخليت القرية تماماً من أصحابها العرب وباتت واحدة من أكبر المستعمرات في أراضي فلسطين التاريخية.