خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية قَنِيِّر/ قرى الروحة
احتلال القرية - قَنِيِّر/ قرى الروحة - قضاء حيفا
احتلال القرية وتطهيرها عرقيا
كانت قرية قنير قبل النكبة 1948م بلدة هادئة وادعة مطمئنة عامرة بأهلها أراضيها خصبة بمزروعاتها بحقولها وأشجارها ، وأهلها منتمون لقريتهم لأرضهم وبعد أن أصبح وعد بلفور يتحقق من أجل قيام إسرائيل وجاء السلاح لليهود من الخارج غير السلاح الذي سلمته بريطانيا إليهم ، والشعب الفلسطيني لا حول له ولا قوة ومن أجل ذلك شارك أهالي قرية قنير أهالي فلسطين بالدفاع عن الأرض فقام أهالي قنير بشراء السلاح والذخيرة بكل الأثمان لذا لم يبخلوا بالتضحية وبالدفاع عنها بكل امكانياتهم التي بين أيديهم واستمر أهالي القرية صامدين، وحصنوا قريتهم بإستحكامات وخنادق هذا ومنذ بداية عام 1948م حسب تقارير لجيش الاحتلال، بدأت مناوشات من فصائل من مشاة الهاغناة وأحياناً من رجال البالماخ وذكر المؤرخ الصهيوني بني موريس أن سكان قنير نزحوا في 25/4/1948م خوفاً من هجوم قد يشن على القرية، لكن الرواية الشفوية وسجلات جيش الإنقاذ تفيد أن في نهاية الأسبوع الأول من شهر أيار جهزت قوات الهاغناة نفسها لإحتلال القرية. وفي صباح يوم 8/5/1948م تحركت مدرعات الهاغناة وتقدمت حتى وصلت حدود القرية لكن الهجوم فشل ، وفي يوم 9/5/1948م احتل جنود لواء الكسندروني المناطق المشرفة على قرية قنير. بدأت مناوشات بين جنود اللواء وأهالي القرية، ثم قصفت قوات اللواء الكسندروني بالراجمات والرشاشات القرية حتى انتهت الذخيرة مع المدافعين، ثم انسحبوا بعد تقديم الشهداء والجرحى وتقدم اللواء حتى وصل القرية ونسف معظم البيوت .
وقال المؤرخ "الصهيوني" الدكتور إيلان بابه : لقد كانت سرعة تقدم لواء الكسندروني في تطهير المستطيل الساحلي في جنوب حيفا مرعبة خلال النصف الثاني من شهر أيار حيث طهر القرى تطهيراً عرقياً منها خربة المنارة وقنير وقمبازة والشونة، وقد قاوم عدد قليل من القرى بشجاعة. فلم يتمكن لواء الكسندروني من احتلالها ، إلا انه في النهاية احتلت في تموز وجرى تطهيرها .
هكذا تم طرد جميع اهالي القرية بعدما قدّموا الشهداء على أرض قريتهم والقرى المجاورة وعرفنا منهم : الشيخ ذيب محمد صالح الظاهر ، وشريف محمد ياسين ومصطفى عبد الخالق ظاهر، محمود الحيثاوي وأحمد عبد الحميد حمد وخرج اهالي قنير مشردين مشتتين بعد أن عمت البلوى ، تاركين الأرض أعز ما يملكون أرض الآباء والأجداد ولا يعلمون عن غدهم شيئاً مكلومين هائمين على وجوههم غارقين في الحيرة لما أصابهم بعد عزهم لاجئين في البقيّة الباقية من الوطن الغالي في مخيمات جنين وطولكرم وقراهم، كذلك في قرى نابلس ورام الله والبيرة وفي مخيمات وقرى ومدن الأردن وسوريا ولبنان ، وهم اليوم تقريباً في كل بلاد العالم يعيشون على أمل العودة إلى بلدتهم الحبيبة قنير إن شاء لله وحلم العودة لا ينتهي .