احتلال القرية - عَينْ كَارِمْ - قضاء القدس

عين كارم عام 1948:
 
طوقت عين كارم على يد وحدة عسكرية تم تشكيلها من قوى متعددّة، منها منظمة الإيتسل والجدناع (وهي كتائب شبيبة الهجاناه)، وذلك في الأيام العشرة التي فصلت بين هدنتي الحرب (9-18 يوليو1948)، ويذكر كتاب "تاريخ حرب الاستقلال" الصهيوني حتّى القرية قصفت أول الأمر من هضبتين مجاورتين مشرفتين عليها، سميت أحدهما- لاحقا- جبل هرتسل. بينما يزعم المؤرخ الصهيوني بني موريس حتى سكان القرية (هجروها) يوم 11 يوليو، تشير رواية الهجناه إلى أنّ ذلك وقع بعد أسبوع تقريبا. وكان ناطق صهيوني أعرب في 13 يوليوأنّ القوات الإحتلال احتلت عين كارم، بينما أشار تقرير لاحق نشرته صحيفة (نيورك تايمز) إلى أنّ القرية احتلت خلال الأسبوع التّالي في صبيحة 18 يوليو. وقد نقل عن لسان قائد منطقة القدس الصهيوني، في 22 يوليو، قوله (إن قلعة عين كارم الصليبية) احتلت بين الهدنتين. ووصف مسؤولون رسميون عرب الهجوم بأنه خرق لهدنة القدس، بينما قيل إنّ جيش الإحتلال توصل إلى اتفاق مع لجنة الهدنة تستثنى بموجبه عين كارم من القرى التي يضمها وقف إطلاق النار الخاص بالمدينة المقدسة.

بدأ الهجوم على عين كارم في الساعة الثانية من فجر 18 يوليو، إذ اقتحم الاحتلال أعالي جبل رب، المشرف على القرية. وفي الساعة التاسعة صباحا سقطت القرية (من دون مقاومة)، بحسب ما ذكر مراسل صحيفة (نيورك تايمز) الذي يمضي في تقريره قائلاً إنّ الجيش العربي والجيش المصري المتمركزين في المنطقة "لم يبديا مقاومة تذكر". لكن من المستبعد جدًا حتّى تكون وحدات أي من الجيشين - فكم بالحري كليهما - موجودة في القرية آنذاك. ومع ذلك فقد أشار المراسل إلى أنّ سكان القرية، المعتبرة تقليدياً مسقط رأس يوحنا المعمدان، كانوا هجروها ولم يطلق سوى بعض الطلقات النارية على جندي عربي وحيد وهويفر. ويقول موريس إنّ بعض سكان القرية كان قد هرب في أبريل 1948، عقب مجزرة دير ياسين الّتي تبعد عن عين كارم 2.5 وقع فقط في اتجاه الشمال الشرقي. في نهاية ديسمبر 1948، بدأت حركة هجرة اليهود الجماعيّة باتجاه القدس، فاستقر نحو150 عائلة في قرية عين كارم الّتي باتت تابعة لبلدية غربي القدس.