معلومات عامة عن تل الصافي - قضاء الخليل
معلومات عامة عن قرية تل الصافي
تبعد القرية عن الخليل 31 كيلومتراً، بين مدينة الرملة وبيت جبرين.
أنشئت القرية في الألفية الثالثة قبل الميلاد.
كانت القرية تنتصب على قمة تل يرتفع عن سهل نحو 100 متر على الطرف الجنوبي لوادي عجور في السفوح الغربية لجبال الخليل وكانت منازل القرية مبنية بالطوب ولها بئر في الوادي الواقع إلى الشمال منها.
عرفت تل الصافي باسم جت زمن الكنعانيين، أما الصليبيون فأسموها صافيتا، بعد أن شيدوا بها حصن منيع أمام صلاح الدين الأيوبي، لكنه إستطاع التغلب عليه.
كان سكان تل الصافي من المسلمين ولهم فيها سوق ومسجد ومقام لولي.
عمل سكانها في زراعة القمح والشعير والفاكهة والسمسم، وتربية الماعز وخلايا النحل.
يوجد في القرية بقايا حصن صليبي ومدافن وكهف وحجارة منحوتة.
في 7 يوليو/تموز 1948 أصدر قائد لواء جفعاتي شمعون أفيدان أوامره إلى الكتيبة الأولى بأن تستولي على منطقة تل الصافي وتطرد اللاجئين المخيمين فيها لمنع تسلل العدو من الشرق إلى هذا الموقع المهم. وتم احتلال الموقع في 9 و 10 يوليو/تموز ويشير تقرير للجيش الإسرائيلي إلى أنه عبر الاستيلاء على هذه القرية تم القضاء كليا على معنويات سكان القرى المجاورة.
لم تقم مستعمرات على أراضي القرية التي تغطيها اليوم النباتات البرية وبعض أشجار النخيل والزيتون.
الموقع والمساحة
تقع قرية تل الصافي في الشمال الغربي من أراضي قضاء الخليل وعلى بعد 30 كيلو متراً عن مدينة الخليل وهي ايضاً واقعة بين مدينة الرملة وبيت جبريل وتبعد حوالي 12 كيلو متراً الى الشمال من بيت جبريل ، وتل الصافي يقع على حدود قضاءي غزة والرملة ، وترتفع أعلى نقطة في تل الصافي عن سطح البحر 212 متر تقريباً . وقرية تل الصافي فوق أحد التلال التي تمثل الأقدام الغربية لمرتفعات الخليل .
الموقع والمساحة
أما مساحة أراضي قرية تل الصافي فتبلغ (28925) دونماً ومساحة تل القرية تبلغ 68 دونماً . ويربط تل الصافي بطرق غير معبدة بجميع القرى المجاورة بالإضافة الى الشارع الرئيسي العام المعبد القريب من تل الصافي والمار في قرية القسطينة والواصل بين غزة والقدس وغزة يافا عن طريق المجدل .
الحدود
ويحد قرية تل الصافي من الشمال قرى مغلس واذنبه والتينة والمسمية ومن الغرب قرية تل الترمس ومن الجنوب الغربي قرية بعلين ومن الجنوب يحد قرية تل الصافي قريتا زكرين وبرقوسيا ومن الجنوب الشرقي قرية دير الدبان ومن الشرق قرية عجور .
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات تل الصافي:
ابو عفيفة ، اللحسة ، القواسمة ، العمصي ، البراهمية ، العزة ، حجازي ، العرايفي ، مكاوي ،ابو غنيم ، العايدي ، نوفل ، الهندي ،ابو زهيري ، الحيلة ، الصعايدة ، البهنسي ، اسمران ، علان ، الجعفري ، المغربي ، ابو الريش ، الدسوقي ، السيد ، معدي ، قنديل ، ابو الحاج ، ابو الشعر ، الحسينية(الجبارين) ، صلاح ، علي شحادة ،الهبل ، الهدباد ، السبع ، الشرقاوي ، الغزاوي ، النجمي ، ابو عيد ، ابو بهادر ،ابو عامر ، ابو دية ، العمايرة ، الشخريتي، مغنم، النجار، الدوخ، المصري، حرز الله، العانود، السدودي، ابو مريم ،النحوي، داوود،ابو زور، البرمكي ،عايش ،البسيوني ، الحسينية
تاريخ القرية
وقد وصفها الجغرافي العربي ياقوت الحموي (توفي سنة 1229) بأنها حصن قرب بيت جبرين، من نواحي الرملة. وذكر المؤرخ المقدسي مجير الدين الحنبلي (توفي سنة 1522) أن تل الصافي كانت من قرى غزة. في سنة 1596، كانت تل الصافي قرية في ناحية غزة، وعدد سكانها 484 نسمة.
روايات أهل القرية
كنا نرى اليهود يعملون عصابات وتكتلات ويخرجون في الخلاء يتدربون وصارت مضايقات في المدن يافا، وسلمة، واللد، وقطرة، والمغار وهذه المضايقات للذاهبين والعائدين.
وبدأ الناس يشترون الأسلحة الإنجليزية، وكان الإنجليز يعطون لكل بلد أربعة بواريد، أما الناس الذين لديهم نقود أو أراض فصاروا يبيعون أراضيهم أو دوابهم لشراء الأسلحة والتي كانت مجرد بواريد.
المهم في الأمر أن يتسلحوا، ثم وضعت الحراسات على البلد وكانت تتألف من خمسة كتل وأنا كنت من ضمن الذين يسهرون، ومما حدث في تلك الفترة أتى أناس وضربوا على بيت المختار قنبلة وهو فوق سطح بيته ونسفوا حارته وصار هناك تجمع في البلد حيث انفرطت الحراسة بعد هذه الحادثة.
دخل اليهود البلد ليلا من جميع جهاتها حيث كان احتلال المغار وعاقر وكنا نسمع في يافا ويازور سقوط هذه البلدات، وسمعنا أولا سقوط بلدة الشيخ مونس، وبعد أربعة أشهر احتلت بلدنا كنا خائفين من الحرب لأن بلدنا عالية، وكل الناس قد هاجرت إليها، ثاني ليلة من رمضان سنة 1948 وبطريقتهم الخاصة دخلوا من غرب البلد والتفوا علينا من الجهة الجنوبية.
المناطق العالية
وهنا قسم بقي في شمال البلد من الذين تسلحوا بالبرنات وقسم آخر لف باطن الهوا وعلى المدرسة وعند مقام سيدنا الخضر أطلقوا الرصاصات الحمراء والخضراء حيث احتلوا المناطق العالية.
المدافعون عن البلد كانوا تقريبا عشرة وأذكر منهم محمد الشيخ ،وعلي سالم محمد، وعبد القادر الأملط، وأذكر من الذين سقطوا شهداء من البراهمية محمد حسن أبو عياش وابنه عياش وقد كانا من المدافعين وقتلا في بيتهما، استشهدت أيضا زوجة إبراهيم عبد أسمران وابنتها.
سقط تقريبا أقل من ثمانية، أما من الغرباء فاستشهد منهم أكثر من عشرين، هؤلاء هم في الحارة الفوقى طبعا وكانت أسلحتهم إنجليزي وعصملي بعد ذلك هرب الناس خوفا على العرض، فقد كان في بلدنا أناس كثيرون قد هاجروا إلينا ، وقد انتشروا إلى مغلس وذكرين والدير، حينما سقطت تل الصافي اهتزت فلسطين إلى الشريعة إلى هنا في أربد.
مواجهة قائد "إسرائيلي"
أذكر حين وقف القائد الإسرائيلي على "التربة" في الحارة الفوقى والتي بها مقام سيدنا الخضر وتشرف على البحر وعلى الرملة وترقوميا، قمت أنادي على الناس الذين فزعوا من كل المناطق أقول "وين راحوا اللي بحبوا الموت في سبيل الله".
فقال القائد اليهودي بلغة عربية مكسرة "بين راسك يا أخو….."، وضربني ثلاثة شراشير رصاص حيث سقط ورق اللوز علي وأنا محتم في قصعة صخر، وكان معي رجل آخر من قرية ياسور اسمه عبد الله درويش وقد كان لاجئا في بلدنا قال لي لا تفارقني يا سليم، فإذا أصبت ساعدني، وإذا متت خذ البارودة.
هربت من الفوار إلى عين السلطان كنت أقطع الحطب وأبيع. من منطقة العوجا، وأبيعه في عمان، كان رطل الحطب بـ8 مليمات غيري اشتروا دوابا وصاروا يحرثون. كنت أحس أنني سأموت بسبب إطلاق الرصاص حينما كنت أتسلل، آه لو كانوا يرونك تتسلل يحرقون الأرض وراءك الأخضر واليابس.
أتذكر شبابا مثل الورد حينما تسللت إحدى المرات كانوا عظاما عرفت منهم عيسى أبو زهيري عرفته من ذراعه.
المهم أتيت إلى عمان مشيا. أتيت من الخليل إلى القسطل فزيزيا فسحاب على ظهر حمار، وكان والدي رحمه الله قد أخذ أرضا هنا ليضع بذاره، فقد باع بارودته وزرع الأرض، قلت لوالدي أعطني البارودة كان ثمنها 150 ليرة فلسطيني لكنه باعها بثلاثين ليرة.
أبي الذي كان باع نعاجه التي نشرب منها ليشتري بارودتين باع بارودته بثلاثين ليرة ليشتري بذارا وخبزا وطحينا.
إيه يا بني تاريخنا أسود، ذهب الوالد إلى ذهيبة الدهام ورمى "شكارة" وعاد بعد ذلك إلى الخليل حيث توفاه الله مقهورا.
الجزيرة نت: شهادة سليم أبو الحاج
الباحث والمراجع
المراجع
1- الجزيرة نت: شهادة سليم أبو الحاج