معلومات عامة عن صَلْحَة/ من القرى السبع - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية صَلْحَة/ من القرى السبع
قرية فلسطينية مهجرة، كانت مبنية على رقعة مستوية من الأرض عند طرف وادٍ شديد الانحدار يدعى وادي صلحة، شمالي مدينة صفد وعلى مسافة 12 كم عنها، بارتفاع يصل إلى 675م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرت مساحة أراضيا بـ 11735 دونم شغلت ابنية ومنازل القرية ما مساحته 58 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت صلحا مع مجموعة القرى التي احتلت في وقت متأخر من حرب عام 48، فاحتلت على يد جنود اللواء السابع للهاغاناه/ شيفع يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1948 في سياق عملية "حيرام".
الحدود
كانت قرية صلحة تتوسط عدة قرىً وبلدات لبنانية وفلسطينية هي:
أهمية موقع القرية
تمتاز قرية صلحا بموقع جغرافي استراتيجي هام،فمن ناحية قربها من مدينة صفد الفلسطينية،ومن ناحية اخرى قربها من القرى والبلدات اللبنانية، وبالتالي فهي من القرى الحدودية بين لبنان وفلسطين، وهذا ما منح موقعها هذا الأهمية الاستراتيجي حتى يومنا هذا.
مصادر المياه
يوجد في صلحا بركة كبيرة جداً للمياه، تبلغ مساحتها تقريباً حوالي الثمانية دنمات من الأرض، كانت تملاء من مياه الأمطار في فصل الشتاء، وهي بالأصل يوجد فيها نبعة من الماء، وكانت تتحول في الشتاء لبحيرة صغيرة، ويخرج منها نهير يخور نحو وادي عوبا حيث ينضم إليه نبع بئرعوبا ونهر فارة ويتابع جريانه ليصب أخيراً في بحيرة سهل الحولة.
تسميات أخرى للقرية
تعرف قرية صلحة بأسماء أخرى تختلف لفظاً عن صَلْحَة:
- صَلْحَا
- الصَالِحَة
أراضي القرية
كان أهالي القرية يطلقون تسميات مختلفة على أراضيهم التي يملكونها، ومن تلك التسميات:
برج البيدر، القراّمه، عوبا، الشرابيك، القسيّس، سوداح، خلة السوق، مرج العين، المغراقة، شقفيف الحمام، الروس، وهذا ما ذكر وقد يكون أسماء أخرى.
البنية المعمارية
كانت منازل القرية جميعها مبنية من حجارة البازلت والطين،وقد بلغ عدد منازل القرية عام 1948 حوالي 237 منزلاً، وكانت القرية مقسمة لعدة حارات، هي:
- الحي الشرقي: وهذا الحي كان يسكنه آل عمر، ويسمى بحي العمرية.
- الحي الشمالي: وكان يسكنه آل قاسم ( عون حاليا).
- الحي الثالث: كان يسكنه آل معنقي وأقاربهم وسمى حي المعانقة أي باسمهم .
بالإضافة لمنازل القرية التي قدر عددها عام 1948 بـ 237 منزلاً كان في القرية مدرسة واحدة، مسجد واحد، عدة محال تجارية، وثلاث مقابر
السكان
سجل عدد سكان القرية في إحصائيات عام 1931 حوالي 742 نسمة جميعهم من العرب ولهم 142 منزلاً، وقد تضمن هذا العدد وفقاً للمؤرخ مصدقى الدباغ سكان قريتي يارون ورأس مارون اللبنانيتين.
في إحصائيات عام 1945 ارتفع عدد سكان القرية والقريتين آنفتي الذكر إلى 1070 نسمة، وقد سجل عددهم عام 1948 حوالي 1241 نسمة وكان لهم حتى تاريخه 237 منزلاً.
وفي عام 1998 قُدِر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 7655 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
أسماء عائلات القرية وفقاً لما ورد ذكره في صفحة بة صلحا جنوب لبنان على منصة فيسبوك:
- العمريون، ومن فروع هذه العائلة : عائلة عمر، عائلة شبلي، عائلة رضا، عائلة قصير، عائلة سلامة، عائلة الحاج محمد، عائلة مرعي، عائلة حسين، عائلة محمود، عائلة مصطفى، عائلة فياض، وعائلة كسيرة.
- عائلة قاسم، وهم حالياً معرفون باسم عائلة عون.
- عائلة المعنقي.
- عائلة قرنبش أو قرمبش.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد على عائدات النشاط الزراعي، تربية المواشي والافادة من منتوجاتها، عائدات عمليات التبادل التجاري بين أهل القرية والقرى والبلدات المجاورة.
الخرب في القرية
موقع قرية صلحة أثري تجاوره مجموعة خرب أثرية:
- وادي صلحة أو صالحة: يحتوي على حفر فيها أدوات من الصوان المصقول يرجع عهدها إلى عصور ماقبل التاريخ.
- خربة عوبة: في جوار وادي عوبة تحتوي على أساسات، مغر، مدافن، خزان، نحت في الصخور، سلم منقورة في الصخر، وتقع مغر عوبة في ظاهر القرية الشمالي الشرقي.
- خربة عوبة: في جوار وادي عوبة تحتوي على أساسات، مغر، مدافن، خزان.
الاستيطان في القرية
أسس الكيبوتز الموحد كيبوتز "يرؤون" عام 1949 على أراضي قرية صلحة المهجرة، وفي موقعها تماما.
وفي عام 1958 أسسوا موشاف "أفيفيم" شمال شرقي موقع قرية صلحة المهجرة، وهو يتبع لحركة المستوطنات.
الثروة الزراعية
كانت الزراعة أبرز نشاط اقتصادي مارسه أهل القرية، من ناحية لتأمين حاجاتهم الاستهلاكية وتأمين الأعلاف لمواشيهم، ومن ناحية أخرى لتصدير الفائض منها والاستفادة من عائدات بيع الفائض.
قُدِرت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بـ 7823 دونم من أصل 11735 دونم (مساحة جميع أراضي القرية)، هذه المساحة توزعت كالتالي:
- 7401 دونم: كانت مخصصة لزراعة الحبوب.
- 422 دونم خصصت للبساتين المروية باختالاف محاصيلها.
- 20 دونم زرعت فيها أشجار الزيتون.
ومن المحاصيل التي زرعها أهل القرية:
- الحبوب: قمح، شعير، وغيرها.
- الأشجار المثمرة: التين، الزيتون، كروم العنب وغيرها.
- التبغ.
- الخضراوات: البندورة، الخيار، الباذنجان، الكوسا، وغيرها من خضراوات.
كانت وسائل الحراثة وجني المحاصيل تعتمد على الوسائل التقليدية المعروفة في ذلك الزمن.
كانت أهل القرية يطلقون أسماء متنوعة على أراضي القرية، سنذكرها في فقرة منفصلة.
أما عن بيادر القرية فقد كان هناك بيدران، أحدهما شرقي القرية والأخر في غربها، ويعرفان عند أهل القرية باسم البيدر الشرقي والبيدر الغربي.
التعليم
كان في البلدة مدرسة ابتدائية واحدة، مؤلفة من عدة غرف صفوفها حتى السادس الابتدائي، ويؤمها الطلاب من البلدة والقرى المجاورة مثل: يارون وعلما وفارة، وكان فيها أساتذة من خارج البلدة يعلمون فيها.
الطرق والمواصلات
كانت القرية ترتبط بما يجاورها من قرى وبلدات بطريقين ترابيين أحدهما يفضي إلى الطريق العام الساحلي، والآخر يؤدي إلى صفد.
المجازر في القرية
على الرغم من احتلالها في وقتٍ متأخر من حرب عام 48إلا أنها نالت ما نالته من الإرهاب والتدمير الصهيوني، فقد تعرض أهل القرية لمجزرة دموية راح ضحيتها أكثر من مئة رجل وامرأة وطفل ومسن، وفيما يلي تفاصيل هذه المجزرة.
تاريخ المجزرة: 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1948
الجهة المنفذة: اللواء السابع للهاغاناه/ شيفع
قائد العملية: يسرائيل غاليلي
أحداث المجزرة:
قصفت العصابات الصهيونية منازل القرية بشكل عشوائي ما أدى لاستشهاد 84 شخصاً من أبناء القرية حيث هدمت منازلهم فوق رؤوسهم، بالإضافة لـ 21 رجلاً تم جمعهم وسط البلدة وإعدامهم أمام أهل القرية.
عقب هذه المجزرة تم طرد سكان القرية، وفي تقديرنا هذه المجزرة الوحشية كانت سبباً قوياً دفع سكان صلحة ومعظم القرى المجاورة للرحيل والهروب من هذا الإرهاب الصهيوني، الذي لم يقتصر على هذه المجزرة، بل نسف ودمر معظم منازل القرية.
أسماء شهداء المجزرة:
- حسين قرنبش 85 سنة.
- يونس قرنبش65 سنة.
- صالح قرنبش 60 سنة.
- حسين خليفة قرنبش50 سنة.
- ذيب قرنبش25 سنة.
- مصطفى قرنبش 5 سنوات.
- يونس قرنبش 17 سنة.
- إسماعيل قرنبش 8 سنوات.
- موسى قرنبش 15 سنة.
- محمد سعيد قرنبش 45 سنة.
- محمد حسين قرنبش 45 سنة.
- ناصيف ظاهر عبدالله عون 45 سنة.
- علي كاظم عون 45 سنة.
- محمود عبدالله عون 50 سنة.
- محسن عبدالله عون65 سنة.
- حسين ظاهر عبدالله عون 55 سنة.
- نجيب ظاهر عبدالله عون 45 سنة.
- إسماعيل حيدر60 سنة.
- علي حيدر أحمد 50 سنة.
- شبيب طالب 65 سنة.
- فاطمة طالب 12 سنة.
- مسلم حمود 70 سنة.
- علي موسى حسن45 سنة.
- الشيخ محمد إبراهيم 60 سنة.
- جمعة معنقي60 سنة.
- سعيد خليل 80 سنة.
- محمد الحاج معنقي 70 سنة.
- نعيم مصطفى معنقي 75 سنة.
- عبد فياض حمود 40 سنة.
- مسن علي منا80 سنة.
- أحمد أسعد40 سنة.
- موسى طرفة45 سنة.
- أحمد الحاج مصطفى42 سنة.
- خليل حسن عون 50 سنة.
- مصطفى عون45 سنة.
- محمود عون 50 سنة.
- إسماعيل عون 12 سنة.
- عباس عون 7 سنوات.
- يوسف عون 48 سنة.
- إبراهيم كسيرة 50 سنة.
- موسى كسيرة40 سنة.
- نعيم إسماعيل 50 سنة.
- كامل عبد ظاهر 18 سنة.
- كاملة عبد ظاهر14 سنة.
- الحاج معروف 65 سنة.
- الحاج مصطفى70 سنة.
- موسى علي عون 70 سنة.
- علي يعقوب 80 سنة.
- حسنة الحاج معروف 50 سنة.
- حسين نعيم إسماعيل 35سنة.
- مريم سعيد ظاهر 16 سنة.
- علي حميد ظاهر 45 سنة.
- ظاهر علي قاسم 75 سنة.
- سنة زين عون 40 سنة.
- محمود عبد الرحيم16 سنة.
- موسى حسن حمود 45 سنة.
- حسين موسى حمود 12 سنة.
- نمر طالب قاسم 50 سنة.
- محمود السكافي 40 سنة.
- قرنفلة السكافي 45 سنة.
- رشيد طالب 75 سنة.
- محمود العمري 45 سنة.
- أحمد حيدي 50 سنة.
- سعيد خليل 60 سنة.
- علي شفيق 15 سنة.
- موسى علي يعقوب 60 سنة.
- محمد علي حسين 53 سنة.
- حسين تميم 45 سنة.
- فاطمة عون25 سنة.
- حسين علي أحمد عون 60 سنة.
- علي أحمد عون 65 سنة.
- حسين علي أحمد 40 سنة.
- أحمد حسن علي أحمد 35 سنة.
- جواد حسين 75 سنة.
- رمزية قرنبش6 سنوات.
- اسماعيل سلامة رضا 70 سنة.
- محمود محمد علي كسيرة 45 سنة.
- محمد حسين كسيرة 65 سنة.
- حمد محمود رضا 50 سنة.
- محمود علي شبلي 40 سنة.
- مصطفى محمد قاسم 55 سنة.
- علي عبد الحاج إسماعيل عون 50 سنة.
- إبراهيم عبد عون 8 سنوات.
- خليل عبد عون 12 سنة.
- عبد الله حسين علي 55 سنة.
- محمد ظاهر عبدالله عون.
- أحمد معنقي 45 سنة.
- قاسم شبلي 35 سنة.
- إسماعيل داوود 60 سنة.
- عليا القاسم 50 سنة.
- حسن رضا 40 سنة.
- أمينة شهاب 40 سنة.
- سعدية سعيد شهاب 50 سنة.
- محسن الحاج ذيب 70 سنة.
- نجمة نجار 55 سنة.
- علي مصطفى معنقي 45 سنة.
- حسين مصطفى معنقي 50سنة.
- خديجة رضا 50سنة.
- أمين محسن الحاج ذيب 60 سنة.
- زمزم معروف 50 سنة.
- حسن سعيد ظاهر 50 سنة.
- حسين اليوسف 50 سنة.
- محمود معنقي18 سنة.
- أحمد نايف عمر.
- علي نايف عمر.
شهداء من القرية
أسماء شهداء المجزرة:
- حسين قرنبش 85 سنة.
- يونس قرنبش65 سنة.
- صالح قرنبش 60 سنة.
- حسين خليفة قرنبش50 سنة.
- ذيب قرنبش25 سنة.
- مصطفى قرنبش 5 سنوات.
- يونس قرنبش 17 سنة.
- إسماعيل قرنبش 8 سنوات.
- موسى قرنبش 15 سنة.
- محمد سعيد قرنبش 45 سنة.
- محمد حسين قرنبش 45 سنة.
- ناصيف ظاهر عبدالله عون 45 سنة.
- علي كاظم عون 45 سنة.
- محمود عبدالله عون 50 سنة.
- محسن عبدالله عون65 سنة.
- حسين ظاهر عبدالله عون 55 سنة.
- نجيب ظاهر عبدالله عون 45 سنة.
- إسماعيل حيدر60 سنة.
- علي حيدر أحمد 50 سنة.
- شبيب طالب 65 سنة.
- فاطمة طالب 12 سنة.
- مسلم حمود 70 سنة.
- علي موسى حسن45 سنة.
- الشيخ محمد إبراهيم 60 سنة.
- جمعة معنقي60 سنة.
- سعيد خليل 80 سنة.
- محمد الحاج معنقي 70 سنة.
- نعيم مصطفى معنقي 75 سنة.
- عبد فياض حمود 40 سنة.
- مسن علي منا80 سنة.
- أحمد أسعد40 سنة.
- موسى طرفة45 سنة.
- أحمد الحاج مصطفى42 سنة.
- خليل حسن عون 50 سنة.
- مصطفى عون45 سنة.
- محمود عون 50 سنة.
- إسماعيل عون 12 سنة.
- عباس عون 7 سنوات.
- يوسف عون 48 سنة.
- إبراهيم كسيرة 50 سنة.
- موسى كسيرة40 سنة.
- نعيم إسماعيل 50 سنة.
- كامل عبد ظاهر 18 سنة.
- كاملة عبد ظاهر14 سنة.
- الحاج معروف 65 سنة.
- الحاج مصطفى70 سنة.
- موسى علي عون 70 سنة.
- علي يعقوب 80 سنة.
- حسنة الحاج معروف 50 سنة.
- حسين نعيم إسماعيل 35سنة.
- مريم سعيد ظاهر 16 سنة.
- علي حميد ظاهر 45 سنة.
- ظاهر علي قاسم 75 سنة.
- سنة زين عون 40 سنة.
- محمود عبد الرحيم16 سنة.
- موسى حسن حمود 45 سنة.
- حسين موسى حمود 12 سنة.
- نمر طالب قاسم 50 سنة.
- محمود السكافي 40 سنة.
- قرنفلة السكافي 45 سنة.
- رشيد طالب 75 سنة.
- محمود العمري 45 سنة.
- أحمد حيدي 50 سنة.
- سعيد خليل 60 سنة.
- علي شفيق 15 سنة.
- موسى علي يعقوب 60 سنة.
- محمد علي حسين 53 سنة.
- حسين تميم 45 سنة.
- فاطمة عون25 سنة.
- حسين علي أحمد عون 60 سنة.
- علي أحمد عون 65 سنة.
- حسين علي أحمد 40 سنة.
- أحمد حسن علي أحمد 35 سنة.
- جواد حسين 75 سنة.
- رمزية قرنبش6 سنوات.
- اسماعيل سلامة رضا 70 سنة.
- محمود محمد علي كسيرة 45 سنة.
- محمد حسين كسيرة 65 سنة.
- حمد محمود رضا 50 سنة.
- محمود علي شبلي 40 سنة.
- مصطفى محمد قاسم 55 سنة.
- علي عبد الحاج إسماعيل عون 50 سنة.
- إبراهيم عبد عون 8 سنوات.
- خليل عبد عون 12 سنة.
- عبد الله حسين علي 55 سنة.
- محمد ظاهر عبدالله عون.
- أحمد معنقي 45 سنة.
- قاسم شبلي 35 سنة.
- إسماعيل داوود 60 سنة.
- عليا القاسم 50 سنة.
- حسن رضا 40 سنة.
- أمينة شهاب 40 سنة.
- سعدية سعيد شهاب 50 سنة.
- محسن الحاج ذيب 70 سنة.
- نجمة نجار 55 سنة.
- علي مصطفى معنقي 45 سنة.
- حسين مصطفى معنقي 50سنة.
- خديجة رضا 50سنة.
- أمين محسن الحاج ذيب 60 سنة.
- زمزم معروف 50 سنة.
- حسن سعيد ظاهر 50 سنة.
- حسين اليوسف 50 سنة.
- محمود معنقي18 سنة.
- أحمد نايف عمر.
- علي نايف عمر.
احتلال القرية
نقلت وكالة يونايتد برس عن مصادر عسكرية عربية في عمّان أن صلحة (ومعها كفر برعم) سقطتا في يد العصابات الصهيونية يوم 18 أيار/مايو 1948. ومن الجائز أن يكون ذلك الاحتلال مؤقتاً، لأن المصادر العبرية التي يستشهد المؤرخ "الإسرائيلي" بيني موريس بها تقول أن مجزرةً قد ارتُكبت في صلحة في 30 تشرين الأول/أكتوبر 1948، عند نهاية عملية "حيرام".
كذلك ورد خبر مجزرة تشرين الأول/أكتوبر على لسان رئيس أركان الهاغاناه سابقاً، "يسرائيل غاليلي"، في اجتماع حضره مسؤولو حزب مبام. فقد اطلع غاليلي المجتمعين على عدة فظائع ارتُكبت في أثناء عملية حيرام، ولا سيما تلك التي اقترفها اللواء شيفع (السابع).
وبالتالي احتلت القرية عقب هذه المجزرة الدموية الاي رتح ضحيتها أكثر من مئة رجل وامرأة وطفل، وذلك على يوم 30تشرين الأول/ أكتوبر 1948.
القرية وقضية القرى السبع
القرى السبع: هي سبعة قرى عربية تشكل سلسلة من الأراضي الهضبية والجبلية الممتدة شمالي فلسطين وجنوب لبنان على شكل قوس يبدأ من قرية آبل القمح وينتهي بقرية تربيخ/ طربيخا، وتقدر مساحة جميع هذه الأراضي بـــ 74221 دونم، موزعة كالتالي:
- مساحة أراضي قرية آبل القمح: 4615 دونم.
- مساحة أراضي قرية هونين: 14224 دونم.
- مساحة أراضي قرية قَدَسْ: 14139 دونم.
- مساحة أراضي قرية المالكية: 7328 دونم.
- مساحة أراضي قرية صلحا/ صالحة: 11735 دونم.
- مساحة أراضي قرية النبي يوشع: 3617 دونم.
- مساحة أراضي قرية تربيخا/ طربيخا: 18563 دونم.
تعود قضية هذه القرى لعام 1920 عندما عقد الفرنسيون والبريطانيون معاهدة سان ريمو لترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين وسورية: جرى وضع خطوط موقتة في أواخر تشرين الأول العام 1920 ريثما يتم الاتفاق النهائي.
عندها حصلت فضيحة كبرى تمثلت باستيلاء مكتب الوكالة اليهودية الذي كانت من خلاله تجرى عمليات الاستيلاء والصفقات العقارية على منطقة مستنقعات "الحولة"، وكانت حينها إحدى الشركات الفرنسية قد التزمت تجفيف هذه المستنقعات، فاشترط هذا المكتب على الفرنسيين التنازل عن 23 قرية لبنانية واقعة ضمن منطقة النفوذ الفرنسي وضمها إلى فلسطين مقابل تجديد عقد امتياز الشركة الفرنسية في تجفيف المستنقعات، وهذا ما حصل حيث جرى ضم 23 قرية لبنانية إلى المنطقة الواقعة ضمن نفوذ الانتداب البريطاني.
- يوم 23 كانون الأول 1920 اتفق الفرنسيون والبريطانيون بموجب معاهدة باريس على مسألة تنظيم شؤون الحدود والمياه وسكك الحديد وغيرها.
- وفي أوائل حزيران عام 1921 بدأت أعمال ترسيم الحدود على الأرض من خلال اللجنة التي جرى الاتفاق على تشكيلها، ومثّل الجانب البريطاني الكولونيل "نيوكومب" ومَثَّل الجانب الفرنسي الكولونيل "بوليه".
- يوم الثالث من شباط عام 1922 وقّع الكولونيل بوليه والكولونيل نيوكومب وثيقة عرفت بالتقرير الختامي لتثبيت الحدود بين لبنان الكبير وسوريا من جهة وفلسطين من جهة أخرى. عدلت بموجبها "لجنة نيوكومب - بوليه" الحدود بإزاحة الخط المتفق عليه في اتفاقية 1920 حوالى 2 كم إلى الشمال، لتبدأ من رأس الناقورة وتسير إلى الجنوب قليلاً من قرية علما الشعب ثم تنحرف شمالاً على حساب لبنان عند حدود رميش ويارون، ويستمر الانحراف حتى شمال غرب المطلة. ثم تنحرف مجدداً على حساب لبنان فتمر بجسر البراغيث وجسر الحاصباني بدلاً من مرورها بتل القاضي وتل دان بهدف تأمين المياه لمنطقة الانتداب البريطاني.
القرى السبع بين عامي 1923- 1948
ألحقت هذه القرى بالأراضي الفلسطينية كما أشرنا، إدارياً ألحقت قرية تربيخا/ طربيخا بقضاء مدينة عكا، والقرى الست الأخرى ألحقت بقضاء مدينة صفد (آبل القمح، هونين، قدس، النبي يوشع، المالكية، وصلحا).
عايش أبناء القرى السبع جميع محطات الثورات الفلسطينية والنضال ضد الانتداب البريطاني، ولاحقاً الصراع مع العصابات الصهيونية.
ومع زيادة عمليات النشاط الاستيطاني الصهيوني، تم استيطان أجزاء من أراضي القرى وبناء مستعمرات عليها، مثل:
- مستعمرة "مسجاف" على أراضي قرية هونين عام 1945.
- مستعمرة "راموت نفتالي" على أراضي قرية النبي يوشع عام 1945 أيضاً.
وفي حالات القرى الأخرى كانت بعض المستعمرات مقامة على تخوم أراضيها مثل مستعمرة "كفار جلعادي" المتاخمة لأراضي قرية آبل القمح.
وعند بداية حرب عام 1948 قاوم أبناء هذه القرى كما أبناء الشعب الفلسطيني ضد العصابات الصهيونية، وذاقوا ما ذاقوه من قتل وتدمير وترهيب، وكان آخرها مجزرة قرية صلحا المرتكبة يوم 30 تشرين الأول 1948 التي أزهقت أرواح 105 رجل وامرأة وطفل من أبناء صلحا وأبناء القرى المجاورة الذين كانوا لاجئين فيها بعد احتلال قراهم.
القرى السبع بين عامي 1948 و 2023
على الرغم من أن السلطات اللبنانية وحتى "الإسرائيلية" تصر على أن خط الهدنة المحدد في اتفاقية الهدنة عام 1949 على أنها خط هدنة مؤثتة وليست اعترافاً من قبل أي طرف بأنها حدود دائمة، إلا أنه يتم التعامل الفعلي على هذا الأساس، فراحت سلطات الاحتلال تبين المستعمرات وتوطن المهاجرين اليهود فيها.
هذه القرى بالإضافة لمزارع شبعا لا تزال واحدة من قضايا الصراع والخلاف بين الحكومة اللبنانية والحكومة "الإسرائيلية" وعلى الرغم من مرور مئة عام على قضية هذه القرى، لم يتم حتى الآن حسم الجدل فيها، ولاتزال أصوات أبناء هذه القرى كأصوات أبناء القرى المجاور لقراهم المطالبين بالتزام سلطات الاحتلال بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإعادتهم إلى قراهم التي هُجِروا منها، فهي في نهاية المطاف أرض عربية تم احتلالها بقوة السلاح والإرهاب والتدمير، والجدال حول فلسطينيّة أو لبنانيّة هذه القرى لا يغير من حقيقة أنها أرض عربية محتلة يتوجب على كل عربي الدفاع عنها واستعادتها.
أبناء القرى السبع والجنسية اللبنانية
عقب احتلال قراهم توجه أنباء القرى السبع نحو الأراضي اللبنانية، وتحديداً مناطق الجنوب اللبناني، في ذلك الوقت تم التعامل معهم على أنهم لاجئين فلسطينين من الناحية القانونية.
وفي عام 1960 استطاع حوالي ثلث من أبناء القرى السبع الحصول على الجنسية اللبنانية بموجب قرارات صادرة عن المحاكم اللبنانية.
ويشير مقال للكاتب "سامر الحاج علي" بعنوان: "القرى السبع والهوية اللبنانية الضائعة" أن بعض أبناء القرى السبع شمله مرسوم التجنيس رقم 5247 الصادر في حزيران عام 1994.
ويشير الكاتب في موضع آخر أن قانون التجنيس الصادر عام 2015 يشمل أبناء هذه القرى، خصوصاً أن أجداد وآباء هؤلاء مدونة أسماءهم في سجلات الإحصاء التي قامت بها سلطة الانتداب الفرنسي عامي 1921 و 1924، وبعضهم يمتلك وثائق رسمية تثبت ذلك.
عملياً: يتم التعامل مع أبناء هذه القرى باعتبارهم غير لبنانيين، وبالتالي لا يحق لهم التقدم للوظائف العامة في لبنان أو الإستفادة مثلاً من تقديمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. كما أن هؤلاء محرومون من العمل في عدد من الوظائف والمجالات كالطب والهندسة والصيدلة والمحاماة ناهيك عن الإنخراط في الأسلاك العسكرية والأمنية وعدم التملّك وغيرها.
من وجهة نظرنا يتم التعامل مع موضوع القرى السبع وأبناءها بشكل متناقض، فـ سياسياً لا يتم توفير أي فرصة للمطالبة بأحقية لبنان في ملكية هذه الأراضي وأنه يجب على حكومة الاحتلال إعادتها إلى لبنان، ومن ناحية أخرى يتم التعامل مع أبناء هذه القرى على أنهم ليسوا لبنانيين، ويتم التعامل معهم كما التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين قانونياً.
القرية اليوم
عقب احتلال القرية قامت العصابات الصهيونية بتدمير جميع منازل القرية ومعالمها، باستنثاء المدرسة، أما موقع القرية بات أرضاً مستوية، محروثة في معظمها، وقد غرس المحتلين شجر التفاح في معظم الأراضي المجاورة، بالإضافة لتأسيسهم مستعمرتي "يرؤون" و "أفيفيم" على أراضي القرية.
أهالي القرية اليوم
عقب احتلال قريتهم توجه أبناء القرية إلى الأراضي اللبنانية، ويقيمون فيها حتى اليوم، الجدير بالذكر أن بعض أهالي القرية تمكنوا من الحصول على الجنسية اللبنانية، حالهم كحال بعض أبناء القرى الحدودية التي كان هناك خلاف حول فلسطينية أو لبنانية هذه الأراضي وسكانها منذ أن تم ترسيم الحدود بين البلدين من قبل الفرنسيين والبريطانيين عام 1923.
الباحث والمراجع
إعداد: عبد القادر الحمرة& رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 160.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 30- 31- 36- 71- 217- 218- 219- 220- 221- 254- 256.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 325- 326.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 460.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 25.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 40- 41.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 144- 251.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحتلة 1948- 1967". منظمة التحرير الفلسطينية: بيروت. 1968. ص: 32- 345.
- بابه، إيلان. "التطهير العرقي في فلسطين". ترجمة: أحمد خليفة. مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. ط. أولى. 2007. ص: 220.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 110.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 11.
- "صلحا قرية محتلة في فلسطين". موقع بلدة صلحا- جنوب لبنان على فيسبوك. نشر بتاريخ: 2-4-2020. تمت المشاهدة بتاريخ: 12-8- 2023 من خلال الرابط التالي: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid028T8V4Fi7nzJbd8DQX2FRcowxaC58yXbpG3uw4bSCJjWnUMsT9uWJFfW9AacH2CQcl&id=357935971015012&mibextid=Nif5oz
- "قرية صلحا- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 12- 8- 2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/Saliha/ar/index.html
- "كان اسمها صلحا...". محمد نزال. موقع الأخبار. تم النشر بتاريخ: 18-7-2018. تمت المشاهدة بتاريخ: 12-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://al-akhbar.com/Politics/254384
- "المجزرة المنسية.. حينما استفاق الجيران على اختفاء 105 فلسطينيين في "صلحة" ". موقع الراية. تم النشر بتاريخ: 2/11/2022، تمت المشاهدة بتاريخ: 12/8/2023 من خلال الرابط التالي: https://www.alraya.news/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B2%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86/
- "القرى السبع والهوية اللبنانية الضائعة". سامر الحاج علي. موقع العهد الإخباري. تم النشر بتاريخ: 10/10/2019. تمت المشاهدة بتاريخ: 23-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.alahednews.com.lb/article.php?id=11822&cid=125
- "القرى اللبنانية السبع المحتلة: القصة الكاملة من العام 1920 إلى اليوم". صبحي منذر ياغي 3\3\2007. موقع الخيام. تمت المشاهدة بتاريخ: 2-8-2023 من خلال الرابط التالي: https://khiyam.com/news/article.php?articleID=8