معلومات عامة عن مَارُوسْ - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية مَارُوسْ
قرية فلسطينية مزالة، شمال شرقي مدينة صفد وعلى بُعد 9 كم عنها، أنشئت ماروس في جبال الجليل الأعلى قرب قمة جبلية ترتفع 450م عن سطح البحر.
بلغت مساحتها المبنية حوالي 8 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة 3183 دونم.
احتلت على يد جنود اللواء السابع للهاغاناه/ شيفع وذلك في سياق عملية "حيرام" يوم 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1948.
الحدود
كانت ماروس تتوسط القرى والبلدات التالية:
سبب التسمية
اسمها مشتق من تحريف كلمة "ماروسا" السريانية، والتي تعني عاصر العنب والزيتون.
الآثار
تعد القرية ذات موقع أثري يحتوي على بقايا أساسات ومعاصر ومغائر لها باب حجري ومدافن مقطوعة في الصخر.
تقع خربة قسيون أو قاسيون في ظاهر ماروس الشمالي وتحتوي على بقايا معبد، أنقاض بركة، صهاريج، معصرة زيتون، مدافن منقورة في الصخر، أعمدة، قواعد أعمدة، وقطع معمارية منقوشة. كانت تقوم في هذه الخربة قرية قيسون-Qisyon في العهد الروماني.
السكان
ماروس قرية صغيرة نسبياً لناحية عدد سكانها، فقد كانت ملكية أراضيها تعود لعائلة واحدة هي عائلة ال عمر، وقد سُجِل عدد سكانها عام 1922 فقط 45 نسمة، ارتفع عددهم مع إحصائيات عام 1931 إلى 59 نسمة وكان لهم آنذاك 12 منزلاً، ثم سجل عددهم 80 نسمة في عام 1945، ليرتفع عشية النكبة إلى 93 نسمة و18 منزلاً فقط.
عائلات القرية وعشائرها
آل عمر
الحياة الاقتصادية
كانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وقد صنفت ماروس مزرعة في معجم فلسطين الجغرافي المفهرس. وضع أيام الانتداب وكان سكانها كلهم من المسلمين. وكانت زراعة الحبوب وتربية المواشي أهم موارد سكانها الذين كانوا يزرعون أيضاً التين وغيره من الفاكهة في شرقي الموقع و شماليه و شماليه الشرقي. في 1944 /1945، كان ما مجموعه 903 من الدونمات مخصصا للحبوب و108 من الدونمات مروياً أو مستخدماً للبساتين.
احتلال القرية
تذكر تقارير الاستخبارات العسكرية لسلطات الاحتلال أن سكان ماروس هُجِّروا في 28 أيار /مايو 1948 ويتوافق هذا مع نزوح الكثيرين من سكان قرى الجليل الشرقي، استحثت هذا النزوح بشنها غارات متفرقة، وقصفها القرى بمدافع الهاون، كما أن قائد البلماخ "يغال ألون" كان أطلق أيضاً حملة من الحرب النفسية في الفترة نفسها من أجل حمل سكان المنطقة كلها على الرحيل لكن القرية لم تُحِّتلْ إلا في الأيام الأخيرة من الحرب خلال عملية "حيرام" عندما استولت العصابات الصهيونية على منطقة الجليل الأعلى كلها و لئن كان بعض السكان مكث في ماروس، فالأرجح أن لواء شفيع (السابع ) طردهم يوم 30 تشرين الأول /أكتوبر في أواخر العملية.
بتاريخ 7 أيلول 1948 حدث الاشتباك الأول بين قوة من الثوار تساندها قوة من جيش الإنقاذ من جهة والقوات الصهيونية التي هاجمت قرية ماروس في محاولة للوصول إلى جبل نطاح شرق قرية دلاثا في محاولة من العصابات الصهيونية للسيطرة على طريق الإمدادات من لبنان.
وبتاريخ 18 أيلول جرت معركة ماروس حيث استطاع الثوار بمساندة من جيش الإنقاذ بقيادة غسان جديد استرجاع التلال المجاورة لقرية ماروس وانحسر اليهود في جبل المخبّي (ظهر الخابية ) غربي ماروس.
القرية والأصول الجزائرية لسكانها
القرى الجزائرية ويسميها البعض قرى المغاربة، وهي خمسة قرى في قضاء مدينة صفد استقرت فيها مجموعة عائلات وأسر عربية جزائرية أواسط القرن الثامن عشر، وفي حكاية نزولهم في بلاد الشام نذكر لكم الرواية المعروفة الموثقة في جميع الكتب والمراجع التاريخية، وكذلك مما سمعته من بعض أبناء هذه القرى شخصياً، وكما دون الحكاية الباحث والمؤرخ مصطفى العباسي، حيث ذكروا أن أجدادهم كانوا من أنصار وأتباع الأمير عبد القادر الجزائري.
قاد الأمير عبد القادر الجزائري حركة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي للبلاد منذ عام 1830، تمكنت القوات الفرنسية لاحقاً من إلقاء القبض على الأمير ونقله لباريس عام 1847 حيث سُجن هناك حتى عام 1852، وعندما تم الإفراج عنه، تم نفيه من الجزائر، فاختار اسطنبول ومن ثم دمشق مكاناً للاستقرار.
في تلك الأثناء كانت الديار الشامية لاتزال تحت حكم العثمانيين الذين بدورهم رحبوا بالأمير عبد القادر الجزائري وأنصاره الذين باتوا يتوافدون للاستقرار في بلاد الشام مع عائلاتهم.
وبالفعل استقر حتى اليوم عدد كبير من الأخوة الجزائريين والمغاربة في مناطق مختلفة في بلاد الشام بمختلف مدنها وقراها.
أما عن الجزائريين في صفد وقراها فيذكر الباحثان: مصطفى العباسي و هنادي قواسمي المعلومات التالية:
"تأسست في قضاء صفد خمس قرى جزائرية، وهي: ديشوم، عموقه، ماروس، الحسينية، وتليل. وكان المهاجرون الذين استقروا في هذه القرى يرتبطون بجماعة الشيخ أحمد بن سلم، وكانوا من أبناء قبائل مختلفة. سكن في قريتي عموقه وماروس أبناء قبيلة أولاد بو الوارث الذين تعود أصولهم إلى منطقة مدينة دلس في الجزائر. بينما سكن في قريتي الحسينية وتليل أبناء قبيلة أولاد بو الكبير الذين تعود أصولهم إلى منطقة بليدة، بينما سكن في قرية ديشوم أبناء قبيلة آيت يحيى الذي أتوا من منطقة تقزيرت.
وقد ذكر عدد من الرحالة الأوروبيين إلى فلسطين في كتبهم ومذكراتهم الوجود الجزائري في هذه القرى وقرى أخرى مثل قرية ميس الجبل، ومنطقة تل حاصور (تل القدح)، وقرية علما، ورأس الأحمر. يمكن الاستنتاج من المعلومات التي بين أيدينا بأن جزءاً من المهاجرين الجزائريين سكنوا في بداية هجرتهم في قرى “مختلطة”، أي سكنوا مع الفلسطينيين، ومن ثم أسسوا القرى الخمس المذكورة أعلاه، والتي كانت قرى جزائرية بكامل سكانها.
بالإضافة إلى ذلك، فقد سكن عدد من المهاجرين الجزائريين في صفد المدينة، والذين أتوا إليها بالأساس خلال موجة الهجرة الأولى، ونسمع عنهم من خلال القراءة عن مرور الأمير عبد القادر بصفد في طريقه إلى القدس.
لا نملك معلومات إحصائية دقيقة عن عدد الجزائريين في مدينة صفد، إلا أن بعض المراجع الأجنبية تذكر أن الكثير من سكان صفد هم من أصول جزائرية، بينما يذكر الباحث شور أن هناك ادعاء رائج بأن نصف سكان صفد المسلمين في القرن التاسع عشر كانوا من الجزائريين.
ويضيف شور بأن الاستقرار الجزائري في صفد أدى إلى “تطرف” في مواقف المجتمع المسلم في المدينة. حسب كلامه، فقد اتصف الجزائريون بعدم تسامحهم مع غير المسلمين، ومما يدلّ على ذلك هو الاعتداء على “كيتشنر وكوندر”. في العاشر من تموز 1875، تمّ “الاعتداء” على وفد برئاسة كيتشنر وكوندر، من قبل جمع غاضب بقيادة علي آغا من قادة الجزائريين في صفد، والذي حاول منع أعمال البحث والقياس ورسم الخرائط في المنطقة. انتهى “الاعتداء” بجرح عدد من أعضاء الوفد البريطاني، من بينهم “كيتشنر”.
من الصعب أن نحدد إذا كان هذا “الاعتداء” دالاً على عدم التسامح لدى الجزائريين اتجاه غير المسلمين، فقد كان يعيش في صفد يهود ومسيحيون، ولم يذكروا أبداً أي اعتداء ضدّهم بسبب دينهم.
وبحسب رأي العباسي، فإنه لم يسكن في صفد أكثر من 200 جزائري في تلك الفترة، نعرف ذلك عن طريق معرفة عدد الجزائريين في صفد في فترة الانتداب البريطاني، إذ تذكر السجلات أنه كانت فيها عائلتان متوسطتان- ديلسي وعربي – وبعض العائلات الصغيرة الأخرى التي سكنت في حارة الاكراد الشرقية. وقد كان قادة هذه الجالية في صفد أبناء عائلة ديلسي، وهما مصطفى ومحمد رشيد، وهما تاجران معروفان أتوا من المدينة الجزائرية دلس."
القرية اليوم
بنيت في الموقع بضع أشجار التين و الزيتون، وتتبعثر أنقاض المنازل الحجرية المدمرة في أرجائه. أما الأراضي المحيطة فتستخدم مرعىً للمواشي، لا مستعمرات على أراضي القرية.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
"بلادنا فلسطين الجزء السادس- القسم الثاني"، مصطفى الدباغ، دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص209.
- "ماروس (قرية)"، الموسوعة الفلسطينية.
- "نبذة تاريخية عن قرية ماروس (قضاء صفد) من كتاب كي لا ننسى"، موقع فلسطين في الذاكرة.
- "قرية ماروس قضاء صفد"، موقع فلسطين في الذاكرة، الرابط: https://www.palestineremembered.com/Safad/Marus/ar/index.html