مؤلفات عن القرية - صفورية - قضاء الناصرة

 عرض كتاب: صفورية والمجاهد والفتى 

جانبا من وقائع القضية الفلسطينية المجهولة، وألقى الضوء على جوانب من حياة قرية صفورية التي تعتبر من أكبر القرى في فلسطين، وبين أثر النكبة في حياة إحدى الأسر التي لجأت إلى سورية. تحدث الكاتب غازي التوبة في الفصل الأول الذي سماه (صفورية في ذاكرة الفتى) عن قرية صفورية التي تقع في لواء الجليل على بعد 12 كم إلى الشمال الغربي من الناصرة، وبين أنها تمتلك قلعة أثرية قديمة في وسطها، وأنها كانت مسقط رأس (مريم بنت عمران عليها السلام), وأن اسم القرية جاء من اسم زوجة موسى عليه السلام، وبين الكاتب التوبة أن عائلته كانت تملك بستانا ذا شجر مثمر، وزيتونا، وأرضا زراعية. وجاء الفصل الثاني تحت عنوان (واقعة نهلال)، ونهلال مستعمرة يهودية في مرج ابن عامر في فلسطين، وهي من أقدم المستعمرات المنشأة في فلسطين، وقد استهدفتها جماعة عز الدين القسام عام 1931، وروى الكاتب على لسان والده أحداث تلك الواقعة، فذكر الكاتب أن والده أحمد التوبة ذهب مع اثنين من أهل بلدته صفورية، وهما: مصطفى علي الأحمد، والحاج صالح أحمد طه إلى مستعمرة (نهلال)، وكان ذلك في يوم 27/12/1931م، وقد استغرق المشي إليها طوال الليل تقريبا، وحملوا معهم بندقية وقنبلة، وألقوا القنبلة على أحد البيوت وكان فندقا، فقتل شخصان، ثم عاد المجاهدون الثلاثة إلى قريتهم صفورية، ولم يتوصل التحقيق الذي فتحه الإنجليز إلى الفاعلين الذين ألقوا القنبلة. ثم ذكر المجاهد أحمد التوبة أن الإنجليز وجدوا قنبلة وبندقية في بيت مصطفى علي الأحمد، وذلك عندما فتشوا قرية صفورية باحثين عن مهربي دخان، وعند مقارنة القنبلة التي وجدوها مع القنبلة التي ألقيت في مستعمرة (نهلال) وجدوا هناك تطابقاً بينهما، ووجهوا اتهاما لمصطفى علي الأحمد بانه هو الذي ألقى القنبلة، وخضع للضغط والخداع والترغيب والترهيب والتعذيب، فانهار واعترف بالقائه القنبلة على اليهود في نهلال واعترف على شريكين آخرين له هما: أحمد التوبة و ابراهيم الحاج طه وهو شقيق صالح الحاج طه الذي كان معهما عند إلقاء القنبلة، وعلل أحمد التوبة هذا التغيير في حقيقة المشترك الثالث بأن مصطفى علي الأحمد قدر أن إبراهيم الذي هو شقيق صالح أكثر صبرا في التحقيقات لذلك ذكر اسمه عوضا عن شقيقه. ذكر الكاتب أن المجاهد أحمد التوبة اعتقل في 10/5/1932م وروى تفصيلات عن السجن والتحقيقات التي تمت مع المجاهدين الثلاثة، وحاول المحققون بالترغيب والترهيب دفع المجاهد أحمد التوبة إلى الاعتراف باشتراكه في عملية نهلال، لكنه أصر على الإنكار وأنه لم يكن من منفذي تفجير مستعمرة نهلال، ثم تحدث المجاهد أحمد التوبة عن المحاكمة التي جرت للمجاهدين الثلاثة وقد أضيف لهم شخصان ألحقا بنفس القضية هما: خليل عيسى الذي أصبح يعرف فيما بعد في الثورة باسم (أبوابراهيم الكبير)، وهو الذي خلف عز الدين القسام في قيادة تنظيم (الجهادية) بعد استشهاده في عام 1935م، والآخر هو احمد الغلاييني، وهو الذي صنع القنبلة التي ألقاها المجاهدون على الفندق في نهلال وكان يعمل سنكريا في حيفا. وقد بين الكاتب التوبة أن المحاكمة جرت في أيلول سبتمبر من عام 1932م في (حي التَخْنُكة) وهو حي يهودي في حيفا، وتشكلت المحكمة من أربعة قضاة، وقد تمت المحاكمة وسط حشد من الجماهيرالعربية واليهودية، ووسط حشد من الصحفيين، وقد استدعت المحاكمة أربعين شاهدا واستمرت المحاكمة ثماينة عشر يوما، حكمت المحكمة في نهايتها بالإعدام بحق اثنين من المتهمين وهم مصطفى علي الأحمد وأحمد الغلاييني، والبراءة للثلاثة الآخرين: أحمد التوبة، وإبراهيم الحاج طه، وخليل عيسى (أبو ابراهيم الكبير)، وبالفعل تم تنفيذ حكم الإعدام بالمجاهد مصطفى علي الأحمد في شباط (فبراير) عام 1933م، أما أحمد الغلاييني فقد توسط له الأمير عبد لله (أمير شرق الأردن) آنذاك عند السلطات الإنجليزية فخففت حكم الإعدام إلى المؤبد. ثم تحدث الكاتب التوبة في الفصل الثالث الذي عنونه (الثورة في عام 1935 و 1936) بأن عز الدين القسام تدارس مع المحيطين به إعلان الثورة والخروج إلى الجبال فكان هناك رأيان: أحدهما يؤيد الخروج وإعلان الثورة، والآخر يرى أن الخروج مبكر، وأن الشعب الفلسطيني غير مهيأ لإنجاح مثل هذا الأمر، وكان عز الدين القسام مع الرأي الأول في حين أن خليل عيسى (أبو إبراهيم الكبير) مع الرأي الثاني، ولكن عز الدين القسام أنفذ أمره وخرج إلى أحراش جنين ومعه خمسة عشر إلى عشرين مجاهدا في خريف عام 1935م ، ثم حاصره الإنجليز ودارت معركة حامية بينه وبينهم واستشهد في 20 نشرين الثاني (نوفبمر) 1935م، واستشهد معه رجال أخرون، وفر الباقون، ثم بدأ الفلسطنيون إضرابا عام 1936م، ثم جاء مجاهدون عرب لمعاونة ونجدة المجاهدين في فلسطين من سورية والعراق ولبنان. وذكر الكاتب أن الثورة كانت مشتعلة في وسط فلسطين وجنوبها، أما شمالها فلم تقم به أعمال جهادية، وأراد المجاهد أحمد التوبة ....تفعيل الشمال وإشعال الثورة فيه، فطلب من إخوانه في (جمعية الجهادية) إرسال عدد من البنادق إلى قرية (الكابري) في محيط عكا، وأشعل معركة في محيط قرية ترشيحا على الطريق إلى عكا، وقُتل عدد من عملاء الإنجليز، وساعدت طائرة إنجليزية العملاء في استكشاف وضعية المجاهدين. ثم تحدث الكاتب غازي التوبة في (الفصل الرابع) عن مجيء حاكم إنجليزي إلى لواء الجليل برتبة جنرال يسمى (لويس أندروز) عام 1937م, وبين أنه جاء إلى صفورية وطوقها وطلب ستين شخصا من مختار القرية، واستطاع مختار القرية أن يجمع (59) شخصا من القائمة المطلوبة و تسليمهم إلى الحاكم الإنجليزي شخصيا إلا واحدا هو أحمد التوبة الذي خشي على نفسه من الإنجليز، وهناك ضغط المختار على آل التوبة من أجل تسليم ابنهم، وكانوا يخشون أن توجه له تهمة القتل من جديد، وذلك أن كثيرين ممن شهدوا أو ساهموا في قضية نهلال قتلوا بعد ذلك، لكن المختار تعهد بحمايته وإرجاعه سالما، وعندئذ سلم آل التوبة ابنهم أحمد التوبة لمختار القرية، وهو سلمه بدوره إلى الإنجليز، وقد مكث في السجن ثلاثة أشهر ثم أخرجه الإنجليز. ثم جعل الكاتب التوبة الفصل الخامس تحت عنوان (اغتيال الجنرال أندروز)، وذكر المراحل التي سار فيها المجاهد أحمد التوبة من أجل اغتيال الجنرال أندروز، فبين أنه اختار أربعة من رفاقه القساميين الذين يعرفهم ويثق في جدارتهم من أجل القيام بعملية الاغتيال بعد أن أخذ موافقة القيادة على ذلك، واجتمع بهم، ووضح لهم الخطة، وجاء الجنرال أندروز إلى الكنيسة مع مرافق و حارسين في السادسة من مساء يوم 26/9/1927م وقد اغتاله المجاهد أحمد التوبة برصاص مسدسه، في حين أن المجاهدين الآخرون تناولوا بقية المرافقين، فقتلوا أحد الحراس، وهرب المرافق إلى داخل الكنيسة وبدأ إطلاق النار على المجاهدين، أما السيارة فقد قفلت عائدة إلى معسكرها، وبعد أن نجح المجاهدون في مهمتهم عادوا إلى بيوتهم، وذكر الكاتب أن هذا الاغتيال كان منعطفا في تاريخ الثورة الفلسطينية، فقد أشعل الثورة من جديد، وقد اعتقلت القوات الإنجليزية 15 ألف شخصاً في جميع أنحاء فلسطين حسب قوائم معدة مسبقا. ثم جاء الفصل السادس تحت عنوان (جهاد والد الفتى في شمال فلسطين)، تحدث الكاتب عن اجتماع (300) مجاهد بقيادة خليل عيسى (أبو ابراهيم الكبير) لمقاتلة الإنجليز في شمال فلسطين، وعمل المجاهد أحمد التوبة مساعدا له، وكان ينوب عنه في قيادة الفصيل عند غيابه، وذكر الكاتب أن معركة وقعت مع قوات الحدود التابعة للحكومة الإنجليزية عند قريتي سخنين وعرابة في منطقة عكا، وكان هناك خيالة مع القوات الحكومية، وساعدت ثلاث طيارات قوات الحدود، وكانت حصيلة المعركة استشهاد شخص من المجاهدين وجرح ثلاثة آخرين، وغنم المجهادون ثلاثة أحصنة وبعض السيوف من القوات الإنجليزية. ثم انسحب المجاهدون إلى منطقة (القديرية) في سفح جبل كنعان في محيط صفد، واكتشف المجاهدون أن هناك هجوما في صبيحة يوم 27/12/1937م، فاضطر القائد أبو ابراهيم الكبير من أجل إيقاف الهجوم إلى إرسال ستة مجاهدين للتصدي للقوات الإنجليزية حتى يتم ترتيب ساحة المعركة، وقد استمرت المعركة إلى غروب الشمس، وذكرت الإذاعة البريطانية آنذاك أن عدد القوات الإنجليزية كان بحدود 10000 مقاتل، وانتهت المعركة باستشهاد المجاهدين الستة الذين تصدوا للهجوم الإنجليزي بالإضافة إلى ثلاثة آخرين، وقد تبين بعد انسحاب القوات الإنجليزية وجود بقع دم على الأرض مما يدل على وجود جرحى وقتلى من القوات الانجليزية ولكنهم لا يعرفون عددهم بالضبط. قررت القيادة بعد هذه المعركة الإنسحاب إلى الشام، ثم عاد المجاهد أحمد التوبة في شهر شباط (فبراير) من 1938م إلى ساحة الجهاد، فدعا المجاهدين إلى الاجتماع في محيط عكا، واجتمع ما يقرب من (300) مجاهدا، فانقسموا إلى قسمين: قسم يجاهد في شمال قضاء عكا والآخر في جنوبه، وقاد أحمد التوبة القسم الثاني في منطقة (سخنين وعرابة) ، وذكر الكاتب أن الإنجليز اتبعوا خطة جديدة للتضييق على المجاهدين تقوم على مرابطة قوات إنجليزية بصورة دائمة فيما يقرب من أربعين قرية من قرى منطقة (سخنين وعرابة) مما جعل المجاهدين لا يجدون مأوى أو مكانا لبياتهم، أو طعاما يقتاتون به، لأن مرابطة الإنجليز في هذه القرى حال بين أهل القرى و مساعدة المجاهدين، وهو الدور الذين كانوا يقومون فيه سابقا، مما اضطر القيادة إلى إيقاف هذا التجمع الجهادي بسبب البرد القارس وكون المنطقة جبلية وعرة. ثم تحدث الكاتب التوبة في الفصل السابع عن (واقعة قرية تمرة)، وتتلخص الواقعة أن ستة مجاهدين بينهم أحمد التوبة جاءوا إلى سكان قرية تمرة من أجل تنفيذ الخطة التي وضعتها قيادة الثورة، والتي تقوم على جمع مبلغ محدد من النقود من كل قرية في فلسطين، وتشتري القيادة به عدداً من البنادق لصالح هذه القرية، كما تطلب الخطة من أهل القرية تحديد عدد من الشباب الذين يجب ان يستجيبوا لنداء المعركة في أي وقت عند حدوث معركة ما في محيطهم وهذا العدد حسب كبر القرية وصغرها، وقد علم الإنجليز عن طريق جواسيسهم بوجود المجاهدين، فطوقوا القرية، وجمعوا أهلها في أحد بيادرها، وطلبوا من المختار التعريف برجال القرية فردا فردا، وحمل المجاهد أحمد التوبة اسم أحد الرجال الغائبين عن القرية، ونجا من اعتقال الإنجليز له، لكن أصحابه الباقين الخمسة اعتقلوا وأعدموا. ثم حمل الفصل الثامن عنوان (ملاحقات وتنقلات) وبين فيه الكاتب اعتقال الفرنسيين لأحمد التوبة في دمشق ومصادرة كثير من مستلزمات الثوار، وتحدث عن انتقال المجاهد أحمد التوبة إلى العراق في بداية الحرب العالمية الثانية مع الحاج أمين الحسيني، ثم مغادرته العراق إلى سورية بعد فشل انقلاب رشيد على الكيلاني على النظام الملكي عام 1941م، وتحدث عن اختبائه في حمص ثم اعتقال الفرنسيين له وتسليمه إلى السلطات الإنجليزية في فلسطين، ثم بين الكاتب أن السلطات الإنجليزية حبست المجاهد أحمد التوبة في سجن عكا الكبير مع عدد من ثوار فلسطين بانتظار انتهاء الحرب العالمية الثانية من أجل محاكمتهم، ثم قرر المجاهد الفرار مع عدد من أصحابه من السجن، وبالفعل وضعوا خطة لذلك واستطاعوا الهروب، واختبأ فترة من الزمن في قريته صفورية متنقلا بين بيوت أصحابه، ثم غادرها إلى المملكة العربية السعودية، ونزل لاجئا سياسيا في مكة عند الملك عبد العزيز آل سعود، ثم عندما انتهت الحرب العالمية الثانية عاد المجاهد إلى قريته واحتفلت القرية بعودته. ثم تحدث الكاتب الدكتور غازي التوبة في الفصل التاسع الذي جاء بعنوان (حرب 48 واللجوء إلى سورية) عن اشتعال الحرب بين العرب واليهود في نهاية عام 47 وبين أن المجاهد أحمد التوبة اشترك في مقاتلة اليهود في حيفا، ودافع عن منطقة (الحليصة)، ثم استلم قيادة (بلدة شفا عمرو)، ثم قاد المقاتلين في صفورية، ثم تحدث عن مهاجمة العصابات اليهودية صفورية في شهر تموز من عام 1948م ، واضطرار أهل القرية مغادرة بيوتهم، ثم استمروا في السير إلى بيت جبيل. وبعد أن احتل اليهود صفورية جاء المجاهد إلى بيت جبيل ونقل الأسرة إلى حمص بسبب معرفة الكثير من أهلها، واستقبله أهلها أحسن استقبال وعاش فيها حياة اللجوء. تميز الكتاب الذي عرضناه في السطور السابقة بعدة أمور: 1-عرض الكتاب تفصيلات مجهولة في بعض وقائع القضية الفلسطينية ومنها قصة اغتيال الجنرال (لويس أندروز)، فهذه القصة على أهميتها وعلى كونها أثرت في مسار القضية الفلسطينية إلا أنها كانت مجهولة من عدة جوانب، فقد كشف الكتاب لأول مرة تفصيلات عن الاعداد لعملية الاغتيال ومراحله، وحدد أسماء الفاعلين، وبين أن (الجمعية الجهادية) كانت وراءها، كما فصل الكتاب وقائع (قنبلة نهلال) والأرجح أنه لا يوجد مصدر فلسطيني فصل هذه الوقائع بهذه الصورة. 2- وضّح الكتاب دور الأسرة الفلسطينية في الجهاد ضد الاحتلال الإنجليزي والاستيطان اليهودي، ووضح حجم معاناتها، والأثمان المادية والمعنوية التي قدمتها، وبين الكتاب هذا الدور من خلال احتضان آل التوبة لابنهم المجاهد أحمد التوبة ودعمهم له، ولولا هذا الدعم من الأسرة وهذا الوقوف إلى جانبه لما استطاع أن ينجح في أداء مهمته، وقد اتضح هذا في تفصيلات الدفاع عن المجاهد أحمد التوبة عند اعتقاله في قضية نهلال، وتكليف محام تلو الآخر، وبذل الجهد من أجل كشف سوء سيرة بعض رجال الأمن والمحققين وبعض الشهود أمام المحكمة، وذلك بجمع الوثائق والوقائع من مصادر مختلفة، وتكلف دفع الأموال والعناء من أجل الوصول إلى هذا الهدف. وقد اتضح جهد الأسرة -أيضاً- في التواصل معه عندما كان يتنقل بين الجهاد في جبال شمال فلسطين والإقامة في دمشق، وقد اتضح جهد الأسرة مرة أخرى عندما فر من سجن عكا وعاد ليختبئ في صفورية، وكانت الأسرة ترعاه وتدبر له أمور هذا الاختباء حتى هيأت الأدلة الذين نقلوه إلى المملكة العربية السعودية. 3- بيّن الكتاب دور الشعب الفلسطيني في نصرة الجهاد الذي فجرته ( الجمعية الجهادية) بقيادة عز الدين القسام، وبين تفاعل جماهير الناس وآحادهم مع هذا الجهاد، وقدم نماذج من ذلك، ومنها: تبرع شرطي بأن يشهد بتلفيق إحدى الشهادات من قبل رؤسائه ضد المجاهد أحمد التوبة في قضية نهلال أمام المحكمة ولو كلفه ذلك الطرد من وظيفته. وكذلك تبرع أحد المحامين بجلب الوثائق التي تجرح عداله أحد المحققين وهو (أحمد نايف)، ومنها: تبرع أهل القرى في شمال فلسطين بإيواء المجاهدين وإطعامهم أثناء ثورتهم وتجولهم في الجبال لمواجهة الإنجليز، وقطعاً كان ذلك يكلفهم الإضرار والمحاسبة والسجن والإعتقال إلخ ... ومنها أيضاً: تبرُّع كل قرية بمبلغ من المال من أجل أن تشتري لها الثورة عدداً من البنادق تستعملها في قتال المحتلين، وتبرعها بعدد من المقاتلين الذين يجب أن يكونوا مستعدين لإجابة نداء المعركة في أية لحظة، وهذا ما استهدفه المجاهدون عندما جاءوا إلى (قرية تمرة). إن الوقائع التي ألقى الكتاب الضوء عليها في تفاعل جماهير الناس وآحادهم تؤكد أن جهاد القسام وجهاد (الجمعية الجهادية) لم يكونا جهاداً معزولاً بل كان جهاد شعب بأكمله. 4- مما امتاز الكتاب بأنه جاء في قالب قصصي، وجاء أسلوبه سلساً، وقد احتوى عدداً من الصور للمجاهد أحمد التوبة في مختلف مراحل جهاده. 5- امتاز الكتاب بأنه وضَّح جانبا من أثر النكبة على حياة أسرة من الأسر الفلسطينية التي لجأت إلى سورية، وبين أثرها في حياة فتاها الذي يمكن أن يكون مثالاً لفتيان جيله.

 المؤلف : د.غازي التوبة عدد الصفحات: 153 الناشر : المكتب الإسلامي الطبعة : الأولى 2011

المرجع: المدى https://elmeda.net/article/858: د. محمد سالم الصوفي