معلومات عامة عن القبو - قضاء القدس
معلومات عامة عن قرية القبو
(القبو) قرية عربية فلسطينية قديمة تقع في الجنوب الغربي من قضاء القدس ، وكانت القبو تنتصب على قمة واسعة لأحد جبال القدس الغربية وهي على مسافة (12) كيلومتراً هوائياً وحوالي (17) كيلومتراً عن مدينة القدس عبر الطريق الواصل بين بيت جبرين مرورا ًبالقبو إلى حوسان ثم بيت لحم فالقدس .
الموقع والمساحة
المساحة والحدود
لقرية القبو أراضٍ مساحتها (3806) دونمات ، جميعها ملك لأهلها ولا يملك اليهود فيها شبراً ، ويحدّها من الشّمال قرية الولجة ، ومن الغرب قرية رأس أبو عمار ، ومن الجنوب قرية وادي فوكين وقرية حوسان ، ومن الشرق قرية بتير ، ومتوسط ارتفاعها عن سطح البحر (775) متراً .
الحدود
:تحدّها القرى والبلدات التالية
الشمال : صطاف
الشمال الغربي: راس ابو عمار
الغرب: علار
الجنوب الغربي: وادي فوكين
الجنوب: نحالين
الجنوب الشرقي: حوسان
الشرق: بتير
الشمال الشرقي: الولجة
مصادر المياه
عيون الماء في القبو
أجمعت الرواية الشفويّة على أن عيون الماء فيها قليلة وكانت البساتين والمقاثي حول العيون منتشرة ومن هذه العيون :
1ـ عين البلد بالقرب من الجامع .
2ـ عين البيضا شمال القرية .
3ـ العين الشرقيّة .
4ـ عين طزا .
هذا وكان في القرية كثير من ينابيع الشتاء وتنتهي مع بداية أشهر الربيع، وكان يستفاد منها في زراعة المقاثي .
سبب التسمية
التسمية
(القَبُو) بفتح القاف وضم الباء ثم الواو هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد ، والوثائق الّتي بين أيدينا منذ بداية القرن السّادس عشر الميلادي أي قبل (500) عام. كان يطلق عليها أحياناً اسم القبو وأحياناً القبو التحتاني والفوقاني (قبو تحتاني وقبو فوقاني) أو (قبو) وهي تابعة للقدس الشريف، وفي الفترة الرومانية كان يطلق عليها اسم (قوباني) ، والبعض يقول أنّ اسم القرية القبو من كثرة الاماكن المستعملة تحت الأرض مثل المغاير والكهوف. وعن هذه الأماكن (الأقبية) قال المؤرخ مصطفى مراد الدبّاغ رحمه الله منها اخذ اسم القرية الحالي القبو، وقد استعملت هذه الأقبية لتخزين القمح والشعير والزيت والتبن وعدد من المواد الغذائيّة واستمر استعمالها حتّى عام النكبة 1948م .
المختار والمخترة
المختار
كانت وظيفة المختار موجودة في قرية القبو من أواخر العهد العثماني، أي منذ إنشاء وظيفة المختار. وكان في القبو مختاران ، مختار أول ومختار ثان ، ولقد تسلم المخترة عدّة شخصيات من عائلات مختلفة ، وكانت مهمة المختار في القرية لها اعتبارها وكان مركزه له احترامه وتقديره. ويمثل المختار سلطة الدولة في القرى، ويتم اختيار المخاتير بالانتخاب من قبل أهالي القرية ومن شروط تعيينه أن يكون المختار من أصحاب الأملاك في القرية ، وصاحب أخلاق حسنة ، ويعرف القراءة والكتابة ، وأن يكون عمره فوق (30) سنة وكانت مهام المختار كثيرة منها الرسميّة والشعبيّة كالإبلاغ عن المواليد والوفيات وتسليم القتلة والمشاغبين إلى الحكومة ، وكان بيت المختار مجمعاً وملتقى لرجالات القرية بل مضافة للغريب والقريب ، وكان بيته مركز إصلاح في حل المشاكل إن حصلت وغالباً ما تحل المشاكل قبل الوصول إلى المحاكم في القدس ، وكان المسؤول عن المختار مدير الناحية ، ومن مخاتير القرية في العهد العثماني عرفنا منهم :
1ـ المختار حسن مصطفى نصار ـ مختار أول للقرية.
ومن مخاتير القرية فترة الانتداب البريطاني :
1ـ المختار أحمد خليل الأزرق .
.2ـ المختار حسين أحمد خليل الأزرق
المضافة أو الساحة
كان في القبو حتّى نهاية العهد العثماني مضافة واحدة لجميع أهالي القرية، وزادت المضافات بعد قدوم الاحتلال البريطاني. كان يطلق على اسم المضافة في القبو اسم ساحة وكانت هذه الساحات بمثابة المكان الّذي يجتمع فيه رجالات القرية، وهي جاهزة دائماً لاستقبال الضيوف وابن السبيل والتجار وأحياناً تشترك أكثر من عائلة في المضافة مثل عائلات أبو عوض والأزرق واليابس لهم مضافة كبيرة وأبو غلوس وأبو نصار لهم مضافة وكان لعائلة عبيد الله مضافة وكان دائماً بيت المختار مضافة من كثرة الزوار والضيوف .
السكان
عدد السكان والبيوت المعمورة:
في عام (1562م) قدّر عدد أهالي القرية بـ(84) نسمة ولهم (12) بيتاً معموراً، أما عام (1596م) فوصل عددهم إلى (147) نسمة ولهم (21) بيتاً معموراً. أما عام (1871م) فكانوا (84) نسمة ولهم (18) بيتاً معموراً ،وعام (1904م) وصل عددهم إلى (132) نسمة منهم (68) ذكراً و(64) أنثى ولهم (23) بيتاً وفي نهاية العهد العثماني (1915م) كان عدد البيوت المعمورة (23) بيتاً كما هي. أما في بداية الانتداب البريطاني عام (1922م) فكان عددهم (129) نسمة أما عام (1931م) فوصلوا إلى (192) نسمة منهم (93) ذكراً و (99) أنثى، ولهم (31) بيتاً معموراً .وعام (1945م) قدروا بـ(260) نسمة، أما عام النكبة (1948م) فكانوا (302) نسمة واللاجئون المسجلون في وكالة الغوث عام (2008م) لأهالي القبو كانوا (2864) نسمة .
عائلات القرية وعشائرها
أسماء العائلات في القبو
من خلال البحث والرواية الشفوية تبين أن عائلات القبو الّتي هاجرت منها أثر التطهير العرقي عام (1948م) هي ، عبيد الله ، الأزرق ، أبو عوض ، أبو نصار ، أبو غلوس ، أبو عاليه ، أب ويابس ، المشني .
الحياة الاقتصادية
نظراً لخصوبة تربة الأرض على الرغم من أنّها جبليّة وتعتمد على مياه الأمطار لكن لكثرة العيون اشتهرت ببساتينها في المنطقة ، رغم اعتماد الأهالي على الزراعة وفق الأساليب البسيطة الموجودة ، وتقسم المزروعات في القرية إلى شتوية مثل القمح والشعير والقطاني، وأخرى صيفية كالذرة والسمسم ولسعة أراضيهم اهتموا بزراعة الأشجار المثمرة مثل الزيتون والتين والعنب واللوزيّات والخوخ والصبر واشتهرت القرية بمقاثي البطيخ والخس والباذنجان والفقوس والخيار والبندورة الّتي زرعت بكثرة في جوانب الوديان، وكانت منتوجات سوق أهالي القبو تباع في القدس .
وكانت أيام الربيع تزيد من جمال القبو فيرى الناظر الورود والزهور والصعتر والميرامية والبابونج وكثيراً من النباتات المنتشرة في المنطقة .
غير أن الأشجار المثمرة والحرجية تزيد من جمال أراضي القرية في الربيع والصيف ، وكانت الثروة الحيوانية لها وجودها خصوصاً الأبقار والأغنام، وكانت البغال والجمال والحمير تستعمل كوسائط نقل أو للحراثة ، وكان لتربية الطيور مثل الدّجاج والحمام نصيب عند أهالي القرية ولا يوجد بيت من بيوت الولجة يخلو من الطيور والأغنام والأبقار والحمير .
الخرب في القرية
على الرغم من صغر مساحة القرية، لكن تبين أن للقرية عدداً من الخرب الأثرية والتاريخيّة القديمة ، ومن خرب قرية القبو :
1ـ خربة العبهور .
2ـ خربة حمدان .
3ـ خربة طزا.
4ـ خربة ابو الحويط .
التاريخ النضالي والفدائيون
من تاريخ القبو القديم
في القرية عدد من الأطلال المهدّمة وخرب يوجد فيها بعض الشواهد على حضارات قديمة، وموقع أثري يحتوي على بقايا كنيسة معقودة. كذلك في خربة أبي عدس وجد فخار وبرك معقودة، وخربة طزا فإنها تحتوي على آثار أنقاض عقد على عين القبو ولكثرة الأقبية في القرية وعرفت في العهد الروماني باسم (قوباني) وكان من مدن وقرى القدس في العهد الروماني : بيت لحم ، الطور ، جمالا ، القسطل الخضر ، والقبو .
القبو في بداية العهد العثماني:
تبين لنا من خلال الوثائق العثمانية والمكتوبة بالخط العثماني القديم وخصوصاً الدفاتر المفصّلة للواء القدس، والّتي هي من القرن السادس عشر الميلادي ، على الرغم من قلّتها لكنها شاهدة على حقبة من الزمن ومن هذه الوثائق :
1ـ في عام 1562م كانت القرية صغيرة أو مزرعة وأهل القرية يدفعون الضريبة على المنتوجات الزراعية .
2ـ في عام 1562م زاد عدد أهالي القبو وكان لهم (12) بيتاً معموراً وعدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة (12) أسرة .
3ـ جاء في هذه الوثيقة المهمة والمؤرخة عام (1596م) أن قرية القبو كانت مزدهرة بأهلها وأراضيها خصبة وعدد أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة (21) أسرة، وكان اسمها قبو تحتاني وفوقاني وهي تتبع القدس الشريف وعدد بيوتها المعمورة (21) بيتاً. وها هي أسماء أرباب الأسر الدافعة لضريبة الزراعة : محمد ولد عايد ، عرمان ولد عايد ، جمال ولد محمد ، جابر ولد أحمد ، إبراهيم ولد مروان ، بر ولد أحمد ، ذيب ولد ذياب ، عثمان أو جنان ولد سمري ، مؤمن ، أبو بريك ، عوض ولد بكر ، واسم آخر بر ولد أحمد ، خلف ولد حامد ، خليل ولد نبهان ، خليل ولد نبهان ديار ، محمد محسن ، عطية ولد أحمد ، العلوي الداعي ، عطا مصطفى ، وه ولد الداعي ، إبراهيم ولد اسحق .
وجاء في الوثيقة أنّ أهالي القبو كانوا يدفعون ضريبة الزراعة على حاصل قسم من الثلث من المنتوجات وهي : الحنطة وقيمتها (500) أقجة والشعير وقيمتها (140) أقجة والزيت وقيمتها (110) أقجات ورسم ماعز (100) أقجة ، ورسم المقاثي والبساتين (100) أقجة ، والأقجة هي العملة الفضيّة الّتي كانت متداولة في بداية العهد العثماني وهي غالية وعالية الثمن .
القبو في نهاية العهد العثماني:
في عام (1871م) تبين لنا من كتاب (ملكية الأراضي في متصرفية القدس 1858م-1918م) لمؤلفة الدكتور أمين مسعود أبو بكر: أنّ البيوت المعمورة في قرية القبو كانت (18) بيتاً معموراً، أما في إحصاء النّفوس العثماني عام (1904م) فكانت البيوت المعمورة في القبو (23) بيتاً، وللأهمية إرتأيتُ أن أذكر أسماء أصحاب البيوت المعمورة وهم :
محمد عوض صالح ، عوض محمد أحمد عوض ، محمد زايد أزرق ، خليل علي أزرق ، إبراهيم عبد الله زياده ، محمد حسين يابس ،عبد الله حسين يابس ، محمد اعبيد الله ، مصطفى عبيد الله ، أحمد عبد الله ، حسن (جبر) محمد المشني ، أحزين عزمي صالح المشني ، أحمد محمود غلوس ، محمد محمود ، مصطفى محمود غلوس ، إبراهيم محمد نصار ، حسن مصطفى نصار وكان مختار أول للقرية ، محمد مصطفى نصار ، إسماعيل أحمد نصار ، عبد الرحمن أحمد نصار ، جبريل خليل ، إبراهيم مسلم إبراهيم ، محمد أحمد عاليه .
القبو ناحية بني حسن:
كانت التشكيلات الإدارية في ولاية القدس الشريف مقسّمة إلى سناجق أو أقضية. وفي عام (1864م) كانت مقسّمة إلى قضاء نابلس وجنين ، قضاء بني صعب ، قضاء الخليل ، قضاء اللّد ، قضاء يافا ، قضاء غزّة وقضاء القدس. كان له عشر نواحي هي : ناحية البيرة ، ناحية بني حارث القبلية ، ناحية بني حارث الشمالية ، ناحية بني مالك ، ناحية الوادية (بيت لحم) ، ناحية بني سالم ، ناحية بني مرة ، ناحية بني زيد ، ناحية جبل القدس ، وأخيراً ناحية بني حسن ، ومن القرى التابعة لها : القبو ، عين كارم ، المالحة ، صطاف ، الولجة ، الجورة ، بيت صفافا ، بتير ، بيت جالا ، خربة اللوز ، شرفات .
احتلال القرية
يشير الكتاب الصهيوني "تاريخ حرب الاستقلال" إلى أن الكتيبة السّادسة من لواء "هرئل" التابع لجيش الإحتلال دخلت القرية في 21 تشرين أول/ أكتوبر 1948، بعيد عملية "ههار"(الجبل). يقول المؤرخ الصهيوني بني موريس إن القرية احتلت في 23.10.1948، وكان هذا الهجوم الّذي شنّ في أواخر الهدنة الثّانية من الحرب يهدف إلى احتلال مجموعة من القرى الواقعة في القسم الجنوبي من الممر المؤدي إلى القدس. ويشير بني موريس إلى أن القوات المحتلة عزمت على ألا تترك أيّة مجموعات مدنية في المنطقة فكان مصير سكان القبو إما الهرب وإما الطرد نحو بيت لحم وتلال الخليل.
ويبدو أن القبو تنقلت بين أيدي الصهاينة والأردنيين حيث كانت من جملة أربع في منطقة القدس تم التنازل عنها للإحتلال بمقتضى اتفاقية الهدنة مع الأردن ليتيح بقاء سكة الحديد القدس – يافا كلها داخل حدود دولةالإحتلال.
وجاء في كتاب "تاريخ حرب الاستقلال" أن جيش الإحتلال دخل القرية "بدون قتال" في الأسابيع الّتي تلت 3 نبسان 1949، يوم توقيع الاتفاقية في رودس.
الباحث والمراجع
المرجع: الباحث والمؤرخ عباس نمر