معلومات عامة عن القسطل - قضاء القدس
معلومات عامة عن قرية القسطل
قرية فلسطينية مُهَجَّرَة، كانت تتربع على قمة تل مرتفع يطل على مساحات شاسعة من الجهات الأربع، كانت القسطل من قرى قضاء مدينة القدس وتقع في الناحية الغربية منها وعلى بعد 8كم عنها، بارتفاع يصل إلى 790 م عن مستوى سطح البحر.
كانت مساحتها المبنية تُقَدَر بنحو 5 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة 1446 دونم.
احتلت القسطل بعد استشهاد القائد عبد القادر الحسيني وعقب معارك استمرت عدة أيام بين المدافعين عن القرية من أبناءها وأبناء القرى المجاورة، وبين جنود الكتيبة الرابعة للبلماخ الذين أعلنوا احتلال القسطل بشكل نهائي يوم 9 نيسان/ أبريل 1948.
الحدود
كانت القسطل تتوسط القرى والبلدات الماقدسية التالية:
- قرية بيت سوريك شمالاً.
- قرية بيت إكسا من الشّمال الشرقي.
- قرية قالونيا شرقاً.
- قرية عين كارم من الجنوب والجنوب الشرقي.
- قرية صوبا من الجنوب الغربي.
- قرية عين نقوبا غرباً.
- وبيت نقوبا من الشّمال الغربي.
سبب التسمية
القسطل كلمة افرنجية تعني الحصن، حيث كان يوجد فيها قلعة "كاستيليوم" في العهد الروماني، وفي عهد استيلاء الفرنجة على البلاد في العصر الوسيط اقيمت في موقعها قلعة صغيرة يرجح انها هدمت من قبل صلاح الدين الأيوبي.
السكان
بلغ عدد سكان القسطل عام 1922م نحو 43 نسمة، وإزداد عام 1931م إلى 59 نسمة كانوا يقيمون في 14 بيتاً، وقدر عددهم بنحو 90 نسمة في عام 1945م.
الاستيطان في القرية
في سنة 1951, أنشئت مستعمرة معوزتسيون( 164133) على أرضي القرية. وفي وقت لاحق ضمت إلى مستعمرة مفسيرت يروشلايم (165134), التي أسست في سنة 1956 على أراضي قالونيا (165134), لتشكلا معا ضاحية القدس المعروفة باسم مفسيرت تسيون( 164134)
الثروة الزراعية
كان سكان القرية يعتمدون على القدس لتلبية احتياجاتهم، كما اعتمدوا على زراعة الحبوب البعلية والخضروات والثمار وأشجار الزيتون.
التاريخ النضالي والفدائيون
معركة القسطل الشهيرة
تعرضت القسطل عام 1948 لعدوان صهيوني بغية الاستيلاء عليها للاستفادة من موقعها الاستراتيجي الذي يعد البوابة الغربية للقدس، فاستبسل المجاهدون العرب في الدفاع عنها بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني، ولكن اليهود تمكنوا في النهاية من احتلالها وتدمير بيوتها بعد أن طردوا سكانها العرب منها .
وفي عام 1949 أقاموا مستعمرة "كاستل" على بقعة هذه القرية العربية.
وفي تفاصيل المعركة التي خلدت ذكر الشهيد الحسيني، فقد هاجمت عصابات "البلماح" القرية في 3 نيسان/ أبريل عام 1948، وأفاد مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" وقتها أن المعارك استمرت في محيط القرية خلال الأيام القليلة اللاحقة، بينما تشير وثائق "البلماح" إلى أن الهجوم الأول لم يواجه بأية مقاومة، وأن المدافعين عن القرية وسكانها غادروها من قبل. أما المؤرخ الفلسطيني عارف العارف فيقول: "إن خمسين رجلا من مجاهدي القرية دافعوا عنها، ولم ينسحبوا إلا عند نفاذ ذخائرهم".
احتلال القرية
في ليلة 3 -4 نيسان/أبريل 1948، تمكنّت قوات "البلماح" الصهيونيّة من احتلال قرية القسطل، وذلك في إطار تنفيذ عمليّة "نحشون"، وهي العمليّة الأولى من خطة التطهير العرقي للفلسطينييّن الّتي وضعتها قيادة "الهاغاناه"، وعُرفت باسم "خطة دالت". وكان الهدف المحدد لعمليّة نَحْشون احتلال القرى الفلسطينيّة الواقعة على طرفي طريق يافا - القدس. و"تطهيرها" من سكانها الفلسطينييّن، بما يضمن إمكان وصول القوّات اليهوديّة من السّاحل إلى القدس، وفي الوقت نفسه شقّ الجزء الأوسط من الدولة المخصصة للفلسطينييّن بموجب خطّة التقسيم. وفي يوم احتلال القرية، كان قائد قوات الجهاد المقدّس، عبد القادر الحسيني، مجتمعاً في دمشق بأعضاء اللّجنة العسكرية لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية يطلب إمداد قواته بالسّلاح، لكنّه لم يحصل منهم سوى على القليل منه، وسارع بالعودة به لإنقاذ قرية القسطل، وقاد هجوماً مضاداً استشهد خلاله في 8 نيسان/أبريل على أرضها. بيد أن قوات "البلماح" أعادت احتلالها والسّيطرة عليها في اليوم التّالي، وذلك بالتزامن مع هجوم منظمتي "شتيرن" و"الإرغون" الإرهابيتين، بالاشتراك مع وحدات من "البلماح"، على قرية دير ياسين، وهو الهجوم الّذي أسفر عن احتلال القرية، وارتكاب مجزرة بشعة فيها، ذهب ضحيّتها مئة فلسطيني ونيف. ولم تكن دير ياسين القرية الفلسطينيّة الأولى الّتي تعتدي عليها القوات الصهيونيّة أو تحتلها أو تطرد سكانها منها، بل تبعها أيضاً خلال السّنة نفسها نحو 400 قرية دمّرت وسويت منازلها بالأرض، ووزعت أراضيها ومزارعها على سكان المستعمرات اليهوديّة الّتي أنشئت على أنقاضها. ولكن أكثر ما يميّز المجزرة الّتي حلّت بهذه دير ياسين هو تباهي قادة "شتيرن" و"الإرغون" أمام ممثلي الصحف والإذاعات الأميركيّة من خلال مؤتمر صحافي دعوا إليه مساء يوم المجزرة بنصرهم العسكري وبقيامهم باحتلال أوّل قرية فلسطينيّة.
في مطلع كانون الثّاني/ يناير 1948، عاد عبد القادر الحسيني إلى فلسطين بعد نفي دام عشرة أعوام، وبدأ تنظيم المقاومة الفلسطينيّة ضد التقسيم المفروض على فلسطين. هنا نراه واقفاً في الوسط، وإلى يمينه نائبه المناضل كامل عريقات، وحولهما عدد من المناضلين، منطقة القدس، شباط/ فبراير 1948. الجالس أمام الشّهيد عبد القادر، هو الشّهيد البطل إبراهيم أبو ديّة.
في ليلة 7 ـ 8 نيسان/ أبريل، وبقيادة عبد القادر الحسيني (أنظر الصورتين 253، 396)، قامت قوات الجهاد المقّدس الفلسطينيّة بهجوم مضاد لاسترداد القسطل. نرى في الصورة الفلسطينيين وهم يقومون بالهجوم المضاد.
القرية اليوم
يغطي المنحدرات الجنوبية والشمالية والشرقية للموقع ركام المنازل وأنقاض المصاطب الحجرية, التي كادت الأعشاب البرية تحجبها. وما زالت أنقاض القلعة القديمة قائمة على قمة الجبل. وقد أنشئ في الموقع ملجأ تحت الأرض جنوبي غربي القلعة. وتبدو الخنادق العسكرية شمالي القلعة وشرقيها. وتنبت أشجار الخروب والتين والزيتون على الطرفين الشمالي والغربي للموقع, بينما ينبت الصبار في طرفه الجنوبي. والموقع كله, بما في ذلك أجزاء من القلعة, أمسى مركز سياحة إسرائيليا.