تفاصيل أخرى - دير بان/ دير أبان / من قرى عرقوب - قضاء القدس

كشف آثاري جديد، يؤكد مكانة قرية دير أبان المهجرة، التي تبعد نحو 30 كلم، جنوب القدس، في الحقبة البيزنطية.

قبل نحو 1500 عامًا، كانت القرية، مقصدًا للحجاج المسيحيين، الذين يزورون كنيسة مهيبة، أطلق عليها اسم (الشهيد المجيد). قد لا نعلم بعد كل هذه القرون، شيئا عن الشهيد المقصود، ولكن بالنسبة لأسلافنا، شكّل لهم رمزًا، كما أظهرت الحفريات التي نفذتها سلطة آثار الاحتلال في الموقع، وكشفت عن أرضيات فسيفسائية جميلة جدًا، وسرداب حفظت فيه آثار "الشهيد المجيد" المجهول.

وحسب بيان لسلطة الآثار الاحتلالية، فانه عثر على مئات من السرج، ولقى أثرية أخرى، خلال أعمال التنقيب التي استمرت ثلاث سنوات.

وكشفت النقوش في الكنيسة، أنها سميت باسم كنيسة الشهيد المجيد، على اسم الشخصية التي كرست لها الكنيسة والتي ما زالت هويتها غامضة.

وظهر في أحد النقوش اليونانية، اسم الإمبراطور الروماني الشرقي تيبيريوس الثاني قسطنطين لتمويله توسعة في الكنيسة، الذي حكم الإمبراطورية البيزنطية بين عامي 578 و 582 م، أي بعد نحو قرنين من الانقسام بين بيزنطة وروما، وبعد قرن من انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، وأفولها إلى الأبد.

وحسب سلطة الآثار الاحتلالية، فان المبنى الرئيس للكنيسة يعود إلى بضعة عقود سبقت حكم الإمبراطور جستنيان، الذي أعاد بناء الكنائس الشهيرة في فلسطين، ككنيسة المهد، بعد هدمها في ثورة السامريين.

يظهر في هيكل الكنيسة قاعة رئيسية مركزية محاطة بعمودين من المرمر، إضافة إلى الأرضيات الفسيفساية الرائعة، المستوحاة  من الطبيعة مثل أوراق الشجر والزهور والطيور النابضة بالحياة، بما في ذلك نسر مجنح رمزا للإمبراطورية البيزنطية.

ويبدو أن الفنان الذي أنجز لوحة النسر، لم يلتزم بالصورة التقليدية للنسر رمز الإمبراطورية البيزنطية، فجاء نسره، رسما لطير وديع بجناحي نسر.

وذكرت مدينة طبريا في أحد النقوش، وحسب مدير الحفريات في الموقع بنيامين ستورشان، فإن هذا النقش له أهمية تاريخية محددة.

وحسب بيان سلطة الآثار الاحتلالية فان العديد من المصادر المكتوبة تشير، إلى أن الإمبراطورية مولت الكنائس في الأراضي المقدسة، لكن الحفريات الأثرية لم تكشف إلا القليل من النقوش المتعلقة بهذا الأمر كالنقش الذي عثر عليه في دير بان، التي يطلق عليها الإسرائيليون بيت شيمش.

تؤدي مجموعتان منفصلتان من السلالم في الكنيسة إلى سرداب، مما يسمح لمجموعات كبيرة من الحجاج بزيارتها في نفس الوقت، وكشفت الحفريات أيضًا عن حوض تعميد على شكل صليب.

وجاء الكشف عن بقايا الكنيسة خلال أعمال البناء لتوسيع ضاحية رمات بيت شيمش، التي بنيت على أراضي دير أبان، وحسب وزارة البناء الإسرائيلية، فإنها استثمرت نحو 70 مليون شيقل في الحفاظ على الحديقة الأثرية في الموقع، منها نحو 7 ملايين شيقل ذهبت إلى الحفريات نفسها.