معلومات عامة عن قرية أبو كشك/ عرب أبو كشك - قضاء يافا
معلومات عامة عن قرية قرية أبو كشك/ عرب أبو كشك
قرية فلسطينية مُهَجَّرة، كانت مبنية فوق رقعة مستوية في السهل الساحلي الأوسط، وعلى بعد نحو 2 كم إلى الشمال الغربي من نهر العوجا. وكانت طريق فرعية تصلها بطريق يافا- حيفا العام، شمال شرقي مدينة يافا المحتلة، وعلى بُعد 12 كم عنها، بارتفاع لا يتجاوز الـ 50 م عن مستوى سطح البحر.
كانت مساحة أراضيها تبلغ 18470 دونم.
كانت قرية أبو كشك تتوسط عدة قرى وبلدات، هي:
قرية تبصر (خربة عزون) شمالاً، بيار عدس من الشمال الشرقي، المحمودية (المر) من الجنوب الشرقي، السوالمة من الجنوب الغربي، إجليل القبلية غرباً وعرب الشابكي من الشمال الغربي.
بلغ عدد سكانها عام 1948 حوالي 2204 نسمة، وقُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بنحو 13,535 نسمة.
احتلت القرية على الأرجح يوم 30 نيسان/ أبريل 1948، ويذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف أن القوات الصهيونية كانت في تلك الآونة تسيطر على كامل المنطقة الساحلية الواقعة بين حيفا وتل أبيب. ومن الجائز أن تكون أبو كشك تأثرت بالحوادث التي جرت في قرية الشيخ مونس المجاورة، واحتلت القريتان في ذات الوقت.
الموقع والمساحة
قرية فلسطينية مُهَجَّرة، كانت مبنية فوق رقعة مستوية في السهل الساحلي الأوسط، وعلى بعد نحو 2 كم إلى الشمال الغربي من نهر العوجا. وكانت طريق فرعية تصلها بطريق يافا- حيفا العام، شمال شرقي مدينة يافا المحتلة، وعلى بُعد 12 كم عنها، بارتفاع لا يتجاوز الـ 50 م عن مستوى سطح البحر.
كانت مساحة أراضيها تبلغ 18470 دونم.
الحدود
كانت هذه القرى تحد قرية أبو كشك، إذ كانت قرية تبصر (خربة عزون) تحدها شمالاً، وقرية بيار عدس تحدها من الشمال الشرقي، المحمودية (المر) من الجنوب الشرقي، السوالمة من الجنوب الغربي، إجليل القبلية غرباً وعرب الشابكي من الشمال الغربي.
مصادر المياه
نهر العوجا
ينبع نهر العوجا من راس العين علي مسيرة عشرين كيلو متراً للشمال الشرقي من يافا وهو ثاني أنهار فلسطين إذ يبلغ طوله (26) كيلومتراً ويبلغ مقدار تفريغه (805) متراً مكعباً في الثانية ويصب في شمالي مدينة يافا وعلى بعد ستة كيلومترات منها، وعند مصب نهر العوجا تقع محطة (ريدنغ) لتوليد الكهرباء وتزود مدينة يافا وتل أبيب بالقوة الكهربائية .
كان الكنعانيون يسمون نهر العوجا باسم (مياه اليرقون) بمعنى المياه الصفرة وعنهم أخذ اليهود هذا الاسم ودعاه الرومان باسم (Me Piga) والعرب أطلقوا عليه اسم ابي فُطرس بضم الفاء وهو تحريف لكلمة انتيبا تريس المدينة التي بناها هيرودوس عند منابعه وتعرف اليوم باسم قلعة راس العين .
وكان نهر العوجا حياة للقرى التي يمر منها النهر مثل عرب أبو كشك وعرب السوالمة وعرب المويلح وجريشة ، ومعظم بيارات الحمضيات في قرية عرب أبو كشك كانت تسقى من نهر العوجا ويوجد على النهر مطحنة للقمح في عرب أبو كشك والمعروفة بطواحين أبو رباح لكامل العبد ، وهذا النهر كان مصيف يافا البري خصوصاً في قرية جريشة .
سبب التسمية
تقول الرواية الشفوية أن اسم قرية عرب أبو كشك بكسر الكاف هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد ، لكن قبل ذلك في العهد العثماني كانت المنطقة لها أكثر من اسم منها بيدوس والرويس لكن عند العشاير كلٌ يسمى المنطقة باسمه والمنطقة كلها باسم أراضي سيدنا علي من شمال النهر حتى قرية الحرم (سيدنا علي) وبعد قدوم الشيخ أسعد أبو كشك توحدت العشاير وسميت المنطقة قرية عرب أبو كشك .
أراضي القرية
من أسماء قطع أراضي الوقف في قرية عرب أبو كشك
أراضي الوقف في قرية عرب أبو كشك كانت مساحتها حوالي (14700) دونم تقريباً وكلها تتبع وقف سيدنا علي وهذه الأراضي كانت مؤجرة من قبل المجلس الإسلامي في القدس الشريف ومن هذه الأراضي : السلاليق ، الجدوعية ، الجروف ، المالكية ، ظهرة خير الله ، السنديانة ، كرم مرجان ، أم ساريس ، خور أبو ندى ، الرماضنية ، عيون عجلان ، خور الفخيت ، خور البلوطة ، بركة الكلوتية ، الغابة ، النصرانية ، البدرية ، السكرانة ، خور أبو عبد الله ، خور أبو عودة ، خور الخصاص ، ومن الأسماء التي استأجرت الأرض كثير لكن ارتأينا أن نذكر خمسة فقط وهم :
1ـ محمود طاهر أبو كشك .
2ـ عبد المالك نمر أبو كشك .
3ـ موسى حسين أبو لبدة .
4ـ عبد الفتاح داود الجيوسي .
5ـ شاكر وتوفيق وشريف وسيف الدين أولاد محمد فارس أبو كشك .
السكان
كان تعداد أهالي قرية عرب أبو كشك عام 1931م (1007) نسمات مسلمون منهم (516) ذكر و(491) أنثى وفي عام 1945 وصلوا إلى (1900) نسمة وعام النكبة 1948م كانوا (2204) نسمات وحسب تقدير اللاجئين في وكالة الغوث عام 1998م بلغوا (13535) نسمة واللاجئون المسجلون في وكالة الغوث عام 2008م أصبحوا (17796) نسمة ومجموع لاجئي قرية عرب أبو كشك في نفس السنة 2008م حسب التقديرات ووفقاً لمعلومات وكالة الغوث هم (18300) نسمة .
عائلات القرية وعشائرها
أسماء العشاير
إرتأينا أن نذكر أسماء العشاير والحمايل لقرية عرب أبو كشك التي استطعنا جمعها ونأمل أننا جئنا على غالبيتها ونعتذر سلفاً لمن لم نذكر عربه أو عشيرته أو عائلته لأن البحث في أسماء القرية صعب وقررنا أن نذكر اسم العشيرة فقط بدون الأفخاد أو العائلات التابعة لها واستثنينا من ذلك عشيرة القرعان وهي أكبر عشاير عرب أبو كشك لأن ابن العشيرة المؤرخ القدير الأستاذ محمد محمود عويصي أبو رياض أجتهد وعمل كتاباً قيماً سماه ( عشيرة القرعان بين الماضي والحاضر) من (120) صفحة من القطع الكبير وفيه يبين أفخاد أو حمايل عشيرة القرعان منذ القدم وحتى اليوم لذلك أحببنا أن نذكر أسماء أفخاد عشيرة القرعان ، وأما ما استطعنا جمعه من العشاير القرية فهم :
1ـ عرب أبو كشك .
2ـ عرب القرعان : ومن أفخادها : العويصات (عويصي) ، الحوامدة ، العصبان ، الدلالات ، السلمان ، السحيمات (الزحيمات) ، السوالمه (حسان) ، العوامرة ، العجماويين ، العويضات ، سويلم ، أبو عامر ، المسلميين .
3ـ عائلة أبو لبدة .
4ـ عرب الملالحة (أبو ملوح.
5ـ عرب العجارمة .
6ـ عرب الخطاطرة .
7ـ عرب أبو حطب .
8ـ عرب أبو هويدي .
9ـ عرب أبو خميس .
10ـ عرب صمويل .
11ـ عرب العدوان .
12ـ عرب أبو عابد .
13ـ عرب المصاطفة .
14ـ عرب أبو سمعان .
15ـ عرب الشوابكة .
16ـ عرب العساسعة .
17ـ عرب السوالمة .
18ـ عرب الجماسين .
19ـ عرب الحشاشين .
20ـ عرب آل ندى .
21ـ عائلة العرايشة .
22ـ عائلة أبو جراد .
23ـ عرب المعامرة .
24ـ عرب الهزيل .
25ـ عرب الجوابرة .
26ـ عرب المهر .
27ـ عائلة أبو سنينة .
28ـ عرب الهويدات .
29ـ عرب العوايدة (عايد).
30ـ عائلة العبابشة .
31ـ عرب البلاونة .
32ـ عرب العطاطوة .
33ـ عرب الرميلات .
34ـ عائلات المصاروة .
35ـ عائلة الفاخوري .
36ـ عربان البصة .
37ـ عائلة عماوي .
38ـ عرب الظهور .
39ـ عرب الزواتين .
شيوخ العشاير والمخاتير
وظيفة المختار موجودة في عرب أبو كشك منذ عام 1900م حتى نهاية الدولة العثمانية وكان يقوم مقام المخاتير في قرية عرب أبو كشك شيوخ العشيرة بالإضافة إلى المخاتير لأن مدير الناحية المسؤول عن قرى يافا كان يصدر تعليماته إلى المخاتير وشيوخ العشاير ومهامتهم كثيرة منها الأخبار عن ما يقع من حالات الأمراض المعدية أو طلاق أو وفاة ومساعدة الحكومة في القبض على المذنبين والفارين من الحكومة .
وتقول الرواية الشفوية أن شيوخ العشاير هم من يقوموا مقام المختار لكن البعض يؤكد أنه في فترة الانتداب البريطاني كان شيوخ العشاير كل منهم مسؤول عن عشيرته أو عربه مع وجود المخاتير في القرية وكانت وظيفة مختار تتم انتخابات وفي القرية أيضاً مجلس الاختيارية هم أنفسهم شيوخ العشاير .
هذا وقد عرفنا أنه تسلم المخترة في العهد العثماني كل من :
1ـ الشيخ فارس أبو كشك .
2ـ الحاج سليم العويصي القرعان .
3ـ الشيخ محمد أبو كشك .
وفي فترة الانتداب البريطاني تسلم المخترة عدد من شيوخ العشاير عرفنا منهم كل من :
1ـ الشيخ توفيق محمد أبو كشك .
2ـ الشيخ إبراهيم سالم العويصي .
أعضاء لجنة قرية عرب أبو كشك
في كل قرية من فلسطين صغرت أم كبرت لجنة للقرية أو أعضاء للقرية تعين مباشرة من قبل مدير الناحية ومهمتها الاشراف على القرية ومساعدة المخاتير في كل مهماتهم وفي عرب أبو كشك كانت هذه اللجنة مكونة من شيوخ العشاير ومنهم :
1ـ الشيخ حسين أبو ملوح ويقال أنه أيضاً مختار عشيرة أبو ملوح وليس مختاراً للقرية .
2ـ الشيخ جبر أبو حطب ويقال أنه أيضاً مختار عشيرة أبو حطب وليس مختار القرية .
3ـ الشيخ محمد أبو عودة الخطاطرة وهو أيضاً مختار الخطاطرة وليس مختارا لقرية .
4ـ السيد موسى أبو لبدة .
5ـ عدد من شيوخ العشاير وكان يشاركهم في اجتماعاتهم المخاتير وشيخ القرية الشيخ شاكر أبو كشك .
المضافة أو الديوان
المضافة أو الديوان في قرية عرب أبو كشك اشتهرت باسم الشق (مقعد الرجال) وهذا الشق هو الخيمة الكبيرة الواسعة المصنوعة من الصوف وكان يستعمله أهالي عرب أبو كشك في ضيافة القريب والغريب والملهوف والطنيب والطريد وهذه المقاعد تعتبر رمز العرب ودليلاً على المروءة والسخاء واحترام الضيف وابن السبيل وكل القادمين إليه ، ويؤمن المقعد للقادمين إليه الضيافة وكل ما يحتاجون إليه من طعام واحترام ومنام وأمان .
وكان في القرية من العهد العثماني عدد من المضافات وزادت في فترة الانتداب لكثرة العشاير الموجودة وكان لكل عشيرة مضافة كبرت أو صغرت فهي تقوم بالواجب
وكانت أكبر مضافة في قرية عرب أبو كشك في فترة الانتداب البريطاني مضافة الشيخ شاكر أبو كشك وكأنها هي مضافة البلد بدون منازع لأنها استعملت للمناسبات والأفراح ولحل المشاكل وكانت في رمضان هي المسجد في القرية يصلي فيها جميع الأوقات والإفطارات اليومية وصلاة التراويح وكان الشيخ شاكر يأتي بالأئمة من مدينة يافا وبعد خطبة العيد والصلاة يذهب الامام القادم إلى دياره وأكثر الأئمة هم من خريجي الأزهر الشريف
التعليم
التعليم
أهتم شيوخ العشاير في قرية عرب أبو كشك بالتعليم منذ العهد العثماني حيث تبين أن عشيرة أبو كشك وعشيرة القرعان في القرية كبار السن عندهم كانوا يلموا بالقراءة والكتابة وعدد من أفراد عشيرة ابو كشك تعلم في اسطنبول منهم أبو رشاد أحمد أفندي ابو كشك وبعد خروج الشيخ شاكر أبو كشك من السجن عام 1924م أول عمل قام به بناء مدرسة حتى الصف الرابع وجمع أبناء العشاير في القرية والقرى المجاورة ، وكان ابناء العشاير قبل بناء المدرسة يعلموا أبنائهم في دواوينهم فمثلاً عشيرة القرعان كان عندهم من يعلم القراءة والكتابة وكانوا يأتون بشيوخ الكتاب من المدن أو القرى المجاورة من أجل تعليم الابناء واهتم هؤلاء المشايخ بتعليم القرآن الكريم قراءة وحفظاً وكيفية الوضوء والصلاة وكان شيخ الكتاب عليه مهمة تعليم الكتابة والقراءة والصلاة في العشيرة ومن شيوخ الكتاب في عشيرة القرعان حسب ما جاء في كتاب المؤرخ الاستاذ محمد محمود محمد عويصي القرعان أبو رياض :
1ـ الشيخ راتب السالمي.
2ـ الشيح أحمد السفاريني .
3ـ الشيخ عمر الطيراوي .
4ـ الاستاذ حسين أبو لبده .
5ـ الشيخ أبو ضمرة .
6ـ الشيخ صالح اليافاوي .
وعند بناء المدرسة في عرب أبو كشك ذهب جميع أبناء العشاير إلى المدرسة والشيء الجميل أن من بين الطلاب كان يدرس في المدرسة طالبات من عشيرة أبو كشك واتسعت المدرسة عام 1936م لتصبح مدرسة حتى الصف السابع وتدفع القرية نصف التكاليف والبقية على حساب دائرة المعارف في يافا ومن مدرسي المدرسة في القرية :
1ـ الاستاذ فلاح قاسم .
2ـ الاستاذ حسين أبو لبدة .
3ـ الاستاذ صالح الرابي .
4ـ الاستاذ محمد عارف .
5ـ الاستاذ احسان بيدس .
6ـ الشيخ شوكت شاهين .
7ـ الشيخ رفيق شاهين .
8ـ الاستاذ ياسين .
9ـ الشيخ محمد عودة .
10ـ الشيخ القطناني .
11ـ الشيخ مصطفى الحوراني .
وفي عام 1945م وصل عدد الطلاب في مدرسة عرب أبو كشك (108) طلاب و(9) طالبات ، وكان في المدرسة مكتبة ، وقبل الهجرة كان يلم بالقراءة والكتابة في القرية (390) رجلاً .
ومن أحب أهله أن يستمر في التعليم يذهبون به إلى يافا وذهب منهم الكثير ، حيث أستمروا في التعليم خصوصاً أبناء أبو كشك والقرعان وأبو لبدة ووصلوا إلى مناصب رفيعة بسبب شهاداتهم العالية ، وللعلم فقط كانت الطالبة نايفة شاكر أبو كشك تدرس في مدرسة الفرندز في رام الله في القسم الداخلي وذلك عام 1932م ، والطالب نايف ابو كشك درس في مدرسة الفرندز عام 1933م .
احتلال القرية
احتلت القرية على الأرجح يوم 30 نيسان/ أبريل 1948، ويذكر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف أن القوات الصهيونية كانت في تلك الآونة تسيطر على كامل المنطقة الساحلية الواقعة بين حيفا وتل أبيب. ومن الجائز أن تكون أبو كشك تأثرت بالحوادث التي جرت في قرية الشيخ مونس المجاورة، إذ كانت القريتان تقعان مباشرة خلف حدود تل أبيب، وكانتا هدفاً للهجوم في أوائل الحرب. ويشير المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إلى أن(عملية إخلاء المنطقة الواقعة مباشرة الى الشمال من تل أبيب إخلاء نهائياً قد تمت على يد عصابة الإرغون). ولم ينفع اتفاق هدنة، كان عُقِدَ سابقاً بين سكان الشيخ مونس والهاغاناه في ردع الإرغون عن الاعتداء على زعماء القرية. ذلك بأن مجموعة من هذه العصابة تسللت إلى داخل القرية، في أواخر آذار\ مارس 1948، وخطفت خمسة من هؤلاء الزعماء. وحمل هذا الهجوم الناس على الفرار بكثرة من المنطقة الساحلية المحيطة بالقرية (وقد يكون سكان أبو كشك ضمنهم).
روايات أهل القرية
في محادثة أجرتها هيا ابو كشك (21 عام) المقيمة اليوم في مدينة اللد مع الاستاذ عزت ابو كشك – ابن عم امها – البالغ من العمر 70 عام ويسكن اليوم في مدينة اربد في الاردن. حدثها عن حكاية تهجيره من القرية قائلا:
خرج أهل القرية على امل الرجوع بعد ايام قليلة ولم يصطحبوا معهم الا النزر القليل وتركوا الغلة (القمح) في البيوت وعلى البيادر، واذكر انه كانت لنا بيارة برتقال ولنا (بابور) لشفط الماء من النهر مباشرة، تركناه ولم نفكك اي جزء منه؛ واتجهنا بغالبيتنا الى قرية جلجوليا (عند دار ابو حجلة) ثم اخذنا نتنقل من واد لواد ومن خربة لأخرى ثم قلقيلية وطولكرم. القصة طويلة واذكر اننا احتفظنا بفرس عمي لانه كان يهوى ركوب الخيل. سبقت هجرة 48 هجرة اخرى ايام الحكم العثماني لفترة قصيرة وعاد الناس الى بيوتهم وقد تعلق في اذهانهم ان الهجرة الثانية ستكون قصيرة ايضا، فاستضافهم المعارف من البلدات المجاورة وكلما امتد الوقت اصبحوا يبحثون عن اماكن مستأجرة وبعضهم نصب بيوت الشعر التي كانوا يحتفظون بها لمواسم الحصاد والبعض سكن في بيوت الخيش بالقرب من القرى في (الطبال) وبيوت في راس عطية وتدرج الامر للوصول الى قلقيلية وطولكرم ؛ وبقوا على ذلك لا يقدمون على فعل من شأنه ان يشعرهم بصعوبة العودة؛ تركوا كل شئ بل واخذوا يعودون لانقاذ بعض الاثاث او المحاصيل وخاصة القمح وقد تعرض الكثيرون للموت وللاصابة اثناء محاولة العودة (التسلل) للقرية، وهناك قصص لبعض الاقارب ومنها لاخي واختي عندما ثار بهم لغم ارضي قرب جلجولية فوقعوا ارضا وعادت الفرس الينا تصهل وكأنها تبكي فأمتطاها عمي رحمه الله وكنا في قرية تسمى خريش، ودلت الفرس عمي على مكان اخي الذي كانت اصابته خفيفة اما اختي فاصابتها بالغة وبقيت في مستشفى بتل ابيب. اغلقت الحدود وبقيت اختي في المستسفى وبقينا بحزن وامي الى ان عادة اختي إلينا في قلقيلة. الوضع الاقتصادي كان صعبا، كان مصدر الدخل الوحيد هو مساعدات نأخذها من الامم المتحدة، فاصبحنا ننتقل من دار الى دار ارخص وبعدها اصبحنا بغالبيتنا نلجأ الى المخيمات في بلاطة وعسكر والفارعة؛ بل وصل البعض الى الاغوار والبعض ممن اسعفتهم اوضاعهم المادية وهم قلة بقوا في قلقيلية وطولكرم ثم انتقلوا كحال المكثيرين الى الدول العربية كالاردن وسوريا ولبنان والعراق والى دول النفط ومن ثم غطوا ساحات العالم ؛ لدرجة ان احدهم استغرب انتشار الفلسطينيين بهذا الشكل؟ فقلت له: اذا سمعت ان القمر قد حطّ عليه سكان آدميين فأعلم انهن فلسطينيون.
(اجريت المحادثة في تاريخ 12/5/2014)
أعلام من القرية
الشيخ شاكر أبو كشك زعيم ثورة عام 1921م
هذه الكلمة الموجزة تسلط الضوء على الشيخ شاكر أبو كشك زعيم ثورة عام 1921م في فلسطين المولود عام 1900م وتعلم بالمدرسة الرشيدية في مدينة يافا وقاد الثورة وهو في ريعان شبابه حيث قام بالهجوم على قرية ملبس (مستوطنة بتح تكفا) وقتل وأصيب أكثر من (100) شخص من الطرفين وغنم الشيخ شاكر أبو كشك أكثر من مئة قطعة سلاح وأغنام وخيل وزعت على العشائر ، فقامت قوات الاحتلال البريطاني بصب غضبها على قرية أبو كشك وشيخها والهجوم عليها وبعد ثلاثة أيام من الاشتباكات خرج أهالي قرية عرب أبو كشك ومن تبقى في القرية غير الشيخ شاكر ، واعتقل الشيخ واحرق بيته مع بيوت العشيرة التي تزيد عن (40) بيتاً مع مضافاتهم ، وقرر قائد الهجوم على عرب أبو كشك إحراق الشيخ لكن مساعده ضابط هندي قال : لا يجوز إحراق المعتقلين وفي شهر آب عام 1921م أذاعت المحكمة العسكرية حكمها على الشيخ شاكر وإدانته بتهمة الهجوم على قرية ملبس وحكمت عليه بالأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاماً لكن لحداثة سنه خفضت إلى عشر سنوات وبعدها أقفلت مدينة يافا احتجاجاً على سجن الشيخ شاكر وعاشت المدن الفلسطينية في توتر وقلق وهذه العملية هي أول ما قام به الشعب الفلسطيني ضد قوات الاحتلال العسكري البريطاني ومن معه من المستوطنين وسميت ثورة أبو كشك وأيضاً أطلق عليه فيما بعد رجل المرحلة الأولى .
ثم سعى زعماء يافا المحليون بالتهدئة خصوصاً رئيس البلدية عاصم السعيد ووجهاء يافا والتجار منهم عمر البيطار وعبد الله الدجاني من أجل التهدئة إلى أن فتحت المحلات بعد اتخاذ التدابير السلمية المشروعة لنوال الحقوق ورضي السكان بالعودة إلى أعمالهم .
واستمرت الاحتجاجات في بئر السبع هذا ما أقلق المندوب السامي وأفرج عنه بعد ثلاث سنوات وخرج متعلماً القراءة والكتابة للغة الانكليزية وبعد خروجه من السجن أول عمل قام به إنشاء مدرسة في قريته عرب أبو كشك وأفتتحت عام 1925م ويدرس فيها حتى الصف الرابع وكانت للقرية والقرى المجاورة وأصبح عربان نهر العوجا بعد توجيهات الشيخ شاكر شعلة من النشاط في زراعة الأرض وأصبحت منتوجاتهم تغرق الأسواق في المدن الفلسطينية .
وبدأ يتوافد عليه رؤوساء الأحزاب والمؤتمرات ليكون عضواً معهم فرفض ذلك وقال علي الاهتمام بمنطقتي وأطلق عليه في المنطقة شيخ عربان نهر العوجا ، وفي 26/10/1935م ظهر حزب الكتلة الوطنية الذي يسعى إلى توحيد كافة الأحزاب السياسية والوطنية ويسعى إلى استقلال فلسطين ويعتمد على الطرق العملية المؤدية إلى إنعاش الصناعة والزراعة والتجارة والاهتمام بالصحة جاء الى الشيخ شاكر وفوداً من جميع المناطق في فلسطين ليكون أحد أعضاء حزب الكتلة الوطنية فوافق على ذلك ، وكان رئيس الحزب المحامي عبد اللطيف صلاح وكان من الأعضاء الشيخ شاكر أبو كشك وتوفيق الفاهوم وعبد الفتاح طوقان والحاج سعيد كمال وحمدي النابلسي ووهبة تماري … إلخ .
وكان رحمه الله عضواً في المؤتمر العربي القومي في بلودان عام 1937م وأطلق عليه في تلك الفترة اسم أمير عرب أبو كشك ومن أعضاء المؤتمر السيد أكرم زعيتر وأحمد الشكعة وعبد الحميد شومان والشيخ سعيد الخطيب إمام وخطيب المسجد الأقصى المبارك وأحمد الشقيري ويعقوب الغصين … إلخ وفي بداية الأربعينيات عين رئيس الجمعية القروية في يافا .
وفي عام 1947م عين عضواً في اللجنة القومية في يافا ومن أعضاء اللجنة الشيخ شاكر أبو كشك وظافر راغب الدجاني وميشيل عازر والدكتور عوني حنون والدكتور ميشيل تادرس ومن العباسية موسى أبو حاشية ومن كفر عانة ذياب الموسى ومن العباسية زكي عبد الرحيم … إلخ .
وانتقل إلى رحمة الله تعالى في طولكرم بعد النكبة عام 1964م .
كلمة لا بد منها
إن الحنين إلى قرية عرب أبو كشك ونهر العوجا والحقول المثمرة والأرض العامرة المزروعة ببيارات الحمضيات والموز والعنب والتين والسهول الغنية بسنابلها المليئة بالحب من قمح وشعير وذرة وسمسم إنها أراضي كانت تموج في اخضرارها المزينة بالأزهار والورود والأشجار المثمرة والغير مثمرة تحيي أهلها بروائحها الذكية وتقول الرواية الشفوية من الاستاذ محمد موسى أبو لبدة (أبو المجد) إن والدي رحمه الله كان له في جوار البيت (360) شجرة عنب وهذه مخصصة لزوارنا وثمار العنب هذه ليست للبيع مطلقاً وهذه القرية في نهاية العهد العثماني كان أحد أفراد أبو لبدة وهم عائلة صغيرة في قرية عرب أبو كشك له (800) رأس من الأبقار والجواميس وأهل القرية كان اهتمامهم بالخيل والجمال وتربيتها وبقي الحال حتى عام النكبة 1948م ولا ننسى مقاثي البطيخ والشمام والبندورة والفقوس والخيار والكوسا … إلخ .
ونحن ما فيه اليوم ما هو إلا جزء من الحاضر الصعب والواقع الأليم الذي يعيشه ابن قرية عرب أبو كشك المبعد عن وطنه على طريقة التطهير العرقي والذي لفحته رمضاء الغربة بعيداً عن أرضه منذ (69) عاماً وحتى اليوم تاركين أعز ما يملكون الأرض مسقط رأس الآباء والأجداد إنه الوطن الذي لا يشغله شاغل وابن فلسطين لا ينام إلا وهو يحلم بالعودة (وما بضيع حق ووراءه مطالب) .
وما زالت الأمم المتحدة تعترف بحقوق أهل فلسطين لأن الفلسطينيين متمسكون بهذا الحق المقدس لكن أين التطبيق ؟!! ولا شيئ أخطر على الإنسان الفلسطيني من أن يكون جاهلاً بالتاريخ وماضيه ونحن أبناء هذا الوطن
القرية اليوم
يحتل مجمع مسيج لصناعة الخردوات العسكرية الموقع ورقعة كبيرة محيطة به. وينبت الصبار وشجر اللوز قرب معبر بني فوق الطريق العام الذي يصل الى المجمع. وثمة خارج السياج، في الركن الجنوبي الشرقي من القرية، بقايا منزلين كان أحدهما مدرسة خاصة لأولاد قرية السوالمة المجاورة.
الباحث والمراجع
موقع ذاكرت
كي لا ننسى
الباحث عباس نمر