خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية بيار عدس
احتلال القرية - بيار عدس - قضاء يافا
حرب 1948 وتهجير القرية:
بعد صدور قرار التقسيم في عام 1947 شاعت بين الناس مظاهر الخوف بفعل الأعمال التي تقوم بها المنظمات الصهيونية العسكرية، وقد حاول اليهود إشاعة الطمأنينة في نفوس العرب، واشترطوا أنهم لن يهاجموا العرب ما لم يشاركوا بالأعمال العسكرية .
وفي هذا السياق اجتمعت الزعامات الصهيونية في منطقة المثلث مع الزعماء العرب. كتب المؤرخ الاسرائيلي بيني موريس: كما اجتمع وجهاء هذه القرى وكذلك مخاتير عرب أبو كشك وجليل، مع مندوبي الهجناه في كانون ثاني 1948 في بيت أبرهام شبيرا في بيتح تكفا وأعلنوا عن رغبتهم في السلام ..(21)
لم تصمد هذه الاتفاقيات وكان مصيرها الفشل، حيث جرت اعتداءات من المنظمات الصهيونية على القرى والمدن العربية وكانت القرية تتاثر بما يجري حولها من اشتباكات بين قوات جيش الانقاذ والجهاد المقدس والاشتباكات التي جرت في يافا وحيفا وحالة الرعب التي زرعتها المنظمات الصهيونية مما دفع الفلسطينيين نحو الهجرة والرحيل عن البلاد.
يقول المؤرخ الاسرائيلي بيني موريس:
"كانت الهجرة العربية من القرى في تلك الفترة أكبر ما يكون في منطقة الشارون بين تل أبيب والخضيرة ، لكن تلك المنطقة كانت تسكنها أغلبية يهودية... كانت أول قرية هجرها أهلها هي قرية خربة عزون على الحدود الشمالية لرعنانا. لقد هجرت تلك القرية في 21 كانون أول 1947، خوفا من تعرضها لهجوم يهودي..." (22).
لم تكن خربة عزون بعيدة عن بيار عدس سوى بضعة كيلومترات، ولهذا تأثرت بيار عدس بهذا الواقع، واخذ الخوف يسيطر على أفئدة السكان من المجهول الذي ينتظرهم.
حدثنا الراوي:
"أجبرنا على الرحيل الزعامة العربية لم تكن دوغري، وكنت عارف بكذبهم، وسخرت من قول الأمير عبدالله يوم أن جاء إلى قلقيلية واجتمع بوجهائها وحضرنا اجتماعه ومعنا المختار حامد النيص،وقال الأمير عبدالله سأجعل المدافع تتكلم وتوعودوا لدياركم، وقد رحبت به مدينة قلقيلية ، وكتبوا على يافطة ،عشير زيد المعانية ترحب بالأمير عبدالله، كان الانجليز يدعم اليهود، ويشنقوا العرب وحطوا اليهود اضافية معهم ودربوهم وسلحوهم،وجرب يهود مجدييل الاتصال معنا، وطلبوا خمسة أشخاص يقابلوهم، وتعهدوا بعدم اطلاق النار علينا على أن لا نتدخل، ولكن اليهود قتلوا بعدها ابراهيم التلاوي من قرية تل كان يعمل حراثا في البلد، وجاء جيش الانقاذ وقعدوا اسبوع في بيار عدس، وحضر توفيق ابو كشك شيخ عرب في منطقتنا، وقال خليهم ينسحبوا، بقينا لحالنا، ادعى الانقاذ أنهم عملوا معركة، وجاء اليهود من جهة جلجولية واشتبكوا مع بعضهم البعض وسقط منهم عدد من القتلى، جاءت الفزيعة من البلاد القريبة جلجولية وكفرثلث وخريش والزاقور وحبلة وقلقيلية واستشهد عبد اللطيف بن الحاج حسن لباط وكان شاب ابن 25سنة" (23).
ويذكر راو آخر وممن شاركوا في حرب 1948 :
"بدات الأحداث في منطقتنا بعد أحداث يافا بأن قتل أهل قرية فجة يهودي، وفجة قرية عربية سكن فيها بدو،قاموا اليهود قتلوا أربعة من عرب الشوابكة ،كانت لهم دور وتخشيبات عند قرية سيدنا علي، وعلى أثرها هاجروا وتركوا المنطقة خوفا على أرواحهم، وعمل الشيخ توفيق أبوكشك من عرب أبوكشك اتفاقية سلام وهدنة مع اليهود، ولكنها لم تصمد، واضطر ت القبائل البدوية للرحيل من هذه المنطقة المسماة سهل سارونة، وهم :العمامرة، والسوالمة، الخولية (أصلهم من دار الخولي بمصر)، والشوابكة، وعرب العويصات الذين عملوا عند الشيخ شاكر أبوكشك،وعرب أبومطلق أو (المجنون)، والجرامنة ودار أبو حطب... وأول المعارك حدثت في بيار عدس بين جيش الانقاذ واليهود وفزعوا من البلاد وقعدوا في دار السوقي وهجموا على اليهود حتى طلعت الشمس وقعدوا ليليتين، بعدها احتلها اليهود"(24) .
ويتحدث بعض الرواة عن مجيئ قوة دولية من هيئة الأمم المتحدة لمراقبة وقف القتال وعدم الاعتداء وأقاموا في بيت المختار حامد النيص وأخذ الناس ينفقون عليهم، وأخيرا تركوا المنطقة وهاجر الناس وتركوا بيار عدس، وخرجوا في بداية نيسان من عام 1948.
قبل حضور قوات عراقية ومرابطتها في المنطقة الممتدة من جنين إلى راس العين وقتالها في جلجولية إلى الشرق من بيار عدس.
حدثتنا الراوية:ـ
" خرجنا من الخوف والذعر ولقينا قوة جاءت ثلاث دبابات صرن يطخين غربا، وأبي ختيار وأخذت البقر والغنم مع الراعي لجلجولية، قالوا اطبخي للجيش وانقتل ناس والطوابين دايرات وعجنت الخبز وأخذته عالخنادق وفيهن عرب من جلجولية وقلقيلية وكفرثلث وخريش، واستشهد عبد اللطيف الحاج حسن وثلاث سوريين وعراقيين ومجموعهم حوالي خمسة على ستة ومن بيار عدس لم يستشهد أحد... انتشر الخوف والذعر بيننا مع أن العرب عبروا للكنيست اليهودي في مستعمرة مجدييل، وكان زوج أختي طول الليل يطخ في الستن واسمه يعقوب صباح أصله من بيتونيا قضاء رامالله ومات سنة 1965 في مخيم الجلزون وأذكر أن يومها كانت زحاليق، أول ظهور سبل القمح واليهود حرقت الزرع من كفرسابا لملبس والعرب تحصد السبل، وبعدها هاجرنا على خريش والزاقور وبيت أمين وكفرثلث وكانت لنا خيمة اشتريناها بالمصاري... وقعدنا تسع سنوات في كفرثلث وانتقلنا لقلقيلية" (25) .
ويؤكد راو آخر ما جاء في أن شيخ أبو كشك حرص على عدم حدوث اشتباكات مع اليهود" بدأ الختيارية بارسال الأولاد والأطفال إلى جلجولية ، وتوفيق أبو كشك قال أحرثوا وازرعوا وأنا على عاتقي ما يصيبكم اليهود، واحصدوا القمح بدون ما تحملوا سلاح، وصادر أبو كشك البارودة من واحد منا على هذا الأساس "(26).
لكن هذه الجهود باءت بالفشل وجرت عملية ترحيل جماعية في منطقة السهل الأوسط سهل سارونة ما بين قيسارية ويافا ،ويذهب المؤرخ الاسرائيلي بيني موريس إلى أن العمليات التي قامت بها ايتسل ومشاعر العزلة لدى القرى العربية وأوامر الطرد الواضحة بطرد العرب، واختطاف وجهاء الشيخ مونس واخلاء مضارب البدو، واخلاء خربة عزون، وترحيل مسكة،وتبع ذلك ترحيل سكان قرية بيار عدس في أعقاب عمليات الهجناة في المنطقة في 12 نيسان 1948، وتم اجبارعرب فجة على الرحيل من قريتهم الواقعة في مدخل ملبس، كما أدى الهجوم واحتلال كفرسابا الى خلق الذعر والهجرة الجماعية في المنطقة.( 27)
هاجر غالبية أبناء قرية بيار عدس إلى مواقع قريبة مثل جلجولية وقلقيلية وأبعد منها إلى كفرثلث ومخيم طولكرم وطوباس وعمان واربد، ولكن غالبيتهم تقيم في جلجولية وقلقيلية.
دمرت القرية وأقيمت على أراضيها مستعمرة إيلي شامع.
وأخذ الناس يبكون واقعهم الجديد، وقد حملوا بعض أمتعتهم وذكرياتهم، فقد احتفظ أبو القاسم بسلم حديد استخدمه لبئره، وسيف للحشيش .
حدثتنا الراوية :الذين طردوا منها حامد حسن النيص مختار عيلته وأولاده أحمد حسن النيص وعيلته، ومحمد حسن النيص وعيلته.وصالح قاسم المسعود وأخوه محمود،ومصطفى مشرفة واخوته حسن وعلي وابراهيم ومحمد السوقي وأولاده، ومحمد الخضراوي وعلي الخضراوي، ومحمد أبوصالح، ودار بحيريي منهم في جلجولية ومخيم بلاطة، ودار لويسي ومنهم أبو ماجد لويسي ويوسف لويسي، ودار علي البغل (اسم العيلة)، ودار الدويري محمد وأخوه حسن، أحدهم توجه لعمان والثاني بقي هنا، وأبو عمر القدومي خرج منها وكان يعمل عندنا.. قعدنا شهر زمان في جلجولية وبعدها رحنا على خريش والزاقور وخوف المدفعية توصلنا شردنا لبيت أمين(28).
أقيمت على أراضيها مستعمرة أيلي شيمع، وقد حاولت سلطة أراضي إسرائيل الحصول على تنازل من بعض الأشخاص الذين يمتلكون سجلت بأراضيها ولكنهم رفضوا تبديل الأرض أوبيعها، ومنهم عبد الرحيم النيص في جلجولية (29).