تاريخ القرية - بيار عدس - قضاء يافا

الأحوال السياسية :
 تأثرت القرية بمجريات الأحداث التي هبت على المنطقة، واستشهد أشخاص بفعل التواطؤ البريطاني مع المنظمات الصهيونية: 

كتب أكرم زعيتر "ان اليهود ارتكبوا جريمة فضيعة بعد أن طرق اليهود باب دار المختار حامد النيص في منتصف ليلة 29 أيار 1939 في بيار عدس، ولما فتحت لهم الباب زوجته ، اقتحموا البيت وأطلقوا النار من مسدسات أوتوماتيكية عليها، فقتلت واقتحموا منزلين آخرين وكرروا الجريمة فيها، وقال البلاغ الرسمي البريطاني انه قتل من جراء ذلك خمسة أشخاص (رجل واربع نساء) وجرح خمسة، وقتلت زوجة المختار ظريفة وأمينة محمد سويلم 70 عاما و سويلم 50 عاما وفاطمة ابو عيشة (40 )عاما وعمر الخضراوي (25) سنة، وجرحت كريمتا المختار نفسه..."(15).

وعن هذه الجريمة حدثنا ابن عم المختار:
 كنا في بيت عقد بأقواس ولا يوجد كهرباء سوى لمضة كاز بفتيلة ومعلقة، وأبوي وأمي واخواتي واخواني، أذكر كنت صغير وصار طخ ودخلوا الدار وهم يرشوا البيت، قال لهم أبوي يا خواجا خوفت الأولاد وانطفت اللمضة في العتمة، وتخبينا في الخابية واذكر أن الشعير نخز أذني وأخي اوذي منهم في رجله وحملني أبوي عالبيارة وبتنا هذيك الليلة بين الشجر، وطخوا المختار حامد حسن النيص وسقط على الأرض وعمل حاله ميت ومرقوا عنه وانقتلت نسوان ثنتين وهن :زريفة خضراوي وحِسن شريم جيل بعض، وكان شخص من دار الخضراوي فوق الدار قتلوه، ويوم اطلعت من البيارة لفوا لرأسي وروحت عالدار وجين خالاتي من كفرسابا، حيث استشهدت والدتي أمينة أحمد سويلم وفي حضنها أخي الصغير الذي لم يتجاوز السنتين وهي من كفرسابا وقد حملوها أهلها في عرباية على حصانين وقبرت في كفرسابا (16).

وحول تفسير سبب اعتداء العصابات الصهيونية على القرية حدثنا الراوي :ـ

" ... قتل قبلها يهودي بين كفرسابا وملبس وقالوا قتله توفيق العال وهو شاب كان يعمل شاي للثوار لمن ييجوا على بيار عدس والانجليز معهم يهود وسألوا مختار بيار عدس ان يسلمه قال ما بقدر أسلمه، قال انتو روحوا جيبوه، قتلوا نسوانه الثنتين وامرأة ابن عمه، وحبسوا توفيق العال ... وإلى بلدنا حضر فارس العزوني وعبد العثمان زيد من قلقيلية وأبو شناعة وأبو نجيم، وعارف عبدالرازق " (17).

كانت هذه الأعمال ردة فعل انتقامية من القرى العربية التي كانت تستضيف وتساند الثوار، رغم أن الثورة كانت في أيامها الأخيرة، كما أن بعضهم كان في عداد الشهداء أو خرجوا خارج البلاد، حيث خرج عارف إلى سوريا ومعه مجموعة من الثوار في 12 نيسان 1939، أما أبو نجيم فقد تم تصفيته من قبل الثوار أنفسهم بالقرب من عزون، ربما كان فارس الوحيد الذي خرج لسوريا وعاد ليشعل الثورة من جديد بقرار ذاتي (18).

وعن علاقة القرية بالثورة يتحدث راو أخر:

"كان علي سبيت من قلقيلية ومعه خمسة إلى ستة وهو رئيسهم بيجو عالبيارة ويطلب منا لبن وجبت لهم لبن وخبز" (19) .

ويذكر راو آخر : " شفت مرة قلبوا القطار والأرض امتلأت كاز وطحين ورز والناس أخذته على بيوتها"(20) .