معلومات عامة عن العَابِسِيَّة/ العَبْسِيَّة/ الغَابِسِيَّة/ خِيَامْ عَبْس - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية العَابِسِيَّة/ العَبْسِيَّة/ الغَابِسِيَّة/ خِيَامْ عَبْس
قرية فلسطينية مزالة، كانت مبنية فوق رقعة مستوية من الأرض في القطاع الشمالي الشرقي من سهل الحولة، علل الضفة الجنوبية لنهر بانياس عند الحدود الفلسطينية- السورية،وهي إحدى قرى مدينة صفد وتقع في ناحيتها الشمالية الشرقية وتبعد عنها مسافة تقارب الـ 28 كم بارتفاع 75م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرت مساحة أراضيها بـ 15429 دونم، شغلت منازل القرية مساحة 17 دونم من مجمل تلك المساحة.
كانت العابسية من ضمن القرى الصفدية التي احتلت في سياق عملية "يفتاح" على يد جنود من الكتيبة الأولى للبلماخ/ القوة الضاربة وكان ذلك يوم 29 أيار/ مايو 1948.
الحدود
تتوسط العابسية عدة قرى فلسطينية وسورية أهمها:
أهمية موقع القرية
موقع القرية ذو أهمية استراتيجة فهي من أواخر القرى الفلسطينية القريبة من الحدود السورية، فتبعد مسافة لا تزيد عن 4 كم عن الحدود السورية، وهي أقرب إليها من صفد.
مصادر المياه
كانت العابسية غنية بمصادر المياه الطبيعية، بدءاً بنهر بانياس الذي يشكل حداً طبيعياً لجهة القرية الشرقية، وهو ينبع من مرتفعات الجولان السوري ويستمر في الجريان لصب في بحيرة الحولة، يتفرع عن نهر بانياس عين مياه كانت معروفة عند أهالي القرية باسم عين الساخنة كانوا يعتمدون عليها في الشرب وري مواشيهم أيضاً.
كان هناك عين مياه قرب القرية (أقرب من عين الساخنة) ليس لها اسم محدد وكانت النسوة يجبلن مياه الشرب منها أيضاً كونها أقرب من عين الساخنة.
كما كان يمر بمحيط القرة عدة أودية هي:
- وادي الفاجر: يبدأ جريانه من مرتفعات الجولان ويتجه من الشرق نحو الغرب ماراً في الجهة الجنوبية من العابسية، كان جريانه شتاءً فقط.
- وادي عين زاغا: يمر شرقي القرية، ويستمر في جريانه حتى يصب في بحيرة الحولة، كان غزير التدفق شتاءً وينخفض منسوبه قليلاً في فصل الصيف.
سبب التسمية
لم تذكر المصادر التاريخية ولا حتى الروايات الشفهية لأهالي القرية سبب تسمية القرية بهذا الاسم، ولكن اسمها يلفظ بعدة طرق كما ورد ذكرها في الكتب التي دونت معلومات عنها، فبعض المصادر ذكرتها الغابسية بالغين، والأخرى بالعين العابسية، وفي مصادر أخرى ذكرت باسم العباسية، أما في العهد العثماني فكانت وفقاً للمؤرخ مصطفى الدباغ تعرف باسم خيام عبس، وفي لفظ أهالي القرية لها يذكرونها العَبسِيّة.
معالم القرية
لم تكن قرية العبسية مزودة بأي مباني خدمية فلم يكن فيها مدرسة ولا مسجد، وجل ما كان فيها هي ساحة تتوسط القرية يجتمع فيها أهالي القرية في أوقات الفراغ، وفي هذه الساحة كانت تتموضع دكان أبو أمين متواني (رجل لبناني كان مستقر في القرية)، ومن الساحة باتجاه الغرب كانت الدكان الأخرى الموجودة في القرية وهي دكان السيد أحمد الجاسم.
الآثار
في ناحية العبسية الشمالي الغربي كان يقع تل الشريعة ويحتوي على أنقاض، وقطع فخارية على سطح الأرض، وشرقي القرية يوجد موقعي (الشيخ غنام) و ( تل الساخنة).
السكان
سجل عدد سكان القرية 609 نسمة في إحصائيات عام 1931 وكانوا جميعهم من العرب المسلمين ولهم 123 منزلاً.
ارتفع عددهم في إحصائيات عام 1945 إلى 830 نسمة.
ولاتوجد مصادر أخرى مدونة لعدد سكان قرية العابسية بعد عام 1945.
عائلات القرية وعشائرها
وفقاً لما ذكره الحاج "علي شلحاوي" فإن عائلات القرية كانوا كالتالي:
- عائلة أبو علي.
- عائلة الخلايفة.
- عائلة الجوايزة.
- عائلة الخضاروة (خضراوي).
- عائلة شلحاوي.
- أسرة واحدة مصرية هي أسرة السيد حسين نصر.
الاستيطان في القرية
أسس صهاينة مهاجريمن من هنغاريا والنمسا وألمانيا منذ عام 1942 كيبوتز يتبع للكيبوتز الموحد عل أراضي كانت تتبع إدرياً لقرية العبسية وملكاً لأهلها، أما مستعمرتي "أمير/ عمير" و "سدي نحميا" المبنيتين على أراضي قرية الدوّارة منذ عامي 1939 و 1940 على التوالي، فهما قريبتين جداً من موقع القرية.
التعليم
لم يكن في القرية أي مدرسة، وقد اقتصرت عملية التدريس في القرية على شيخ يقوم بتعليم أبناء القرية الذكور مبادئ القراءة والكتابة والحساب والقرآن الكريم، وقد كان في القرية عدة شيوخ يدرسون الأطفال، وهم:
- الشيخ مصطفى دياب خلايفة.
- الشيخ حمدان اسماعيل.
- محمد موسى الظاهر.
المساجد والمقامات
لم يكن في القرية أي مسجد، وكان أهالي القرية يصلون في منزل كبير عند إحدى أهالي القرية، وقد بدأ أهالي القرية ببناء مسجد ولكنه لم يكتمل لاندلاع حرب 48 وتهجير أهالي القرية.
وعن المقامات في القرية: فقد كان في القرية مقام يقدرونه أهالي القرية وهو مقام الشيخ حديبة وكان موقعه وسط القرية.
الطرق والمواصلات
كانت جميع الطرق الواصلة بين القرية والقرى والبلدات المجاورة ترابية غير معبدة، أما عن الطريق الذي كان أهالي القرية يسلكونه لذهابهم إلى مدينة صفد فكان عن طريق قرية الخالصة، ويروي الحاج "علي شلحاوي" من أبناء القرية أنهم كانوا يذهبون لقرية الخالصة سيراً على الأقدام أو على ظهور الحيوانات ومن الخالصة يستقلون الحافلة الواصل من الخالصة إلى مدينة صفد، وكان هناك طريق آخر عبر قرية الصالحية أيضاً سيراً على الأقدام أو بواسطة الحيوانات، ومن الصالحية كانوا يستقلون الحافلة التي تصل بين الصالحية والخالصة، ومن الخالصة يذهبون لصفد في الحافلة المتجهة من الخالصة إلى صفد.
وعن وسائل النقل التي كانوا يستخدمونها في تنقلهم بين القرية والقرى المجاورة، أو حتى داخل القرية فكانت الخيول والحمير وأحياناً الجمال التي أيضاً كانوا يستعينون بها في نقل محاصيلهم من البساتين إلى القرية وأسواق البيع.
احتلال القرية
نقل المؤرخ "وليد الخالدي" عن مصادر عبرية ما دوّنوه عن احتلال قرية العابسية، وتهجير أهلها، وورد في تقارير جهاز الاستخبارات التابع لسلطات الاحتلال أنه على الأغلب أن أهالي قرية العبسية غادروها متأثرين بالحرب النفسية التي أثرت عليهم نتيجة ما سمعوه عن المجازر الصهيونية في القرى التي احتلوها، الأمر الذي دفعهم لمغادرة القرية، ويذكر "بني موريس" أنه من الجائز أن تكون القرية احتلت على خلفية هجوم عسكري ولكن لا يذكر تفاصيل ذلك الهجوم، وجلّ ما ذكر أن العبسية احتلت في سياق عملية "يفتاح" على يد جنود من الكتيبة الأولى للبلماخ/ القوة الضابة وعلى الأرجح أن ذلك كان يوم 29 أيار/ مايو 1948.
عرب الغوارنة والقرية
يذكر الباحث والمؤرخ "عبد الكريم الحشاش" أن بعضهم من المغاربة ومن تبقى من جيش أحمد الجزار، وقدم قسم منهم من مصر والسودان، وكان الغور بمثابة ملاذ لهم، وهم ليسوا بدواً كما توهم الرحالة والمستشرقين وكثير من الكتاب الحضر، كما أنهم يرفضون تصنيفهم كبدو.
تمتد مساكنهم من سهل الحولة حتى غور الصافي وفيفة جنوب البحر الميت، وأنسؤوا في سهل الحولة 14قرية هي:
- بيسمون.
- البويزية والميس.
- الدوّارة.
- جاحولا.
- الزوق التحتاني.
- الزوق الفوقاني.
- السنبرية.
- الخصاص.
- الغابسية/العباسية.
- المفتخرة.
- خيام الوليد.
- الملاحة/ الهراوي.
- الصالحية.
- والخالصة التي تعتبر أكبرها وموطن أو مركز العشيرة.
وهم فلاحون رغم محافظتهم على نمط حياة البدو في المظهر الخارجي، باختلاف في العادات والتقاليد، وهم يقيمون في أكواخ وأخصاص وعرائش صيفاً وفي بيوت من اللبن شتاءً.
رحَّلّت الحكومة البريطانية 200 عائلة من الغوارنة من منطقة كبّارة القريبة من عتليت قضاء حيفا، ونزعت منهم 2500 دونم عام 1927، ومنحتهم مساحة قدرها 3500 دونم ومصاريف الانتقال، وسمحت لهم ببناء مساكن من حجر في مستنقعات الحولة، ومنحوا 15 ألف دونم لاستصلاحها وتعرضوا للملاريا من جراء لدغ البعوض، وهم شغوفون بالمستنقعات المائية، ومزارعون محترفون، فزرعوا الأرز في القسم الجنوبي من وادي الحولة، والءرة الصفراء، والبامياء، والجلبات والفستق.
كان زعيم غوارنة الشمال حتى زمن النكبة كامل حسين وهو من أم الفحم وليس منهم، ولكنه كان مستقراً في قرية الخالصة.
القرية اليوم
عقب احتلالهم للقرية دمر الجنود الصهاينة جميع منازل القرية، واليوم لم يبقَ في موقعها أي أثر يبين أن في هذا المكان كانت هناك قرية قائمة، وموقع القرية القديم تغطيه اليوم الأعشاب والنباتات البرية، أما باقي أراضي القرية باتت جزءاً من مستعمرة "كفار سولد" ويستغلها المحتلون في الزراعة.
أهالي القرية اليوم
لجأ أهالي القرية عقب احتلال قريتهم إلى مخيمات الشتات في لبنان وسورية ولا يزالون يقيمون فيها حتى اليوم.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 161.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص:30- 31- 32- 33- 38-42- 44- 147-149- 155- 156- 175- 236.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 330- 331.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 466.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 26.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 43- 44.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص:241- 251.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 105.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 9.
- "قرية العابسية- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 16-7-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/al-%27Abisiyya/ar/index.html#OralHistory
- " مقابلة التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية مع السيد محمد علي الشلحاوي من قرية العابسية- قضاء صفد الجزء الأول". المحاور: ركان محمود. تاريخ المقابلة: 30-1-2008. مكان المقابلة: مخيم جرمانا- ريف دمشق. تمت المشاهدة بتاريخ: 16-7-2023، من الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?list=PLE6F1BE5D10D1E41A&v=r0_fxCHftfY
- " مقابلة التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية مع السيد محمد علي الشلحاوي من قرية العابسية- قضاء صفد الجزء الثاني". المحاور: ركان محمود. تاريخ المقابلة: 30-1-2008. مكان المقابلة: مخيم جرمانا- ريف دمشق. تمت المشاهدة بتاريخ: 16-7-2023، من الرابط التالي: https://youtu.be/uq2K4ZUeQ2s
- " مقابلة التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية مع السيد محمد علي الشلحاوي من قرية العابسية- قضاء صفد الجزء الثالث". المحاور: ركان محمود. تاريخ المقابلة: 30-1-2008. مكان المقابلة: مخيم جرمانا- ريف دمشق. تمت المشاهدة بتاريخ: 16-7-2023، من الرابط التالي: https://youtu.be/q4LtascSKxE
- " مقابلة التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية مع السيد محمد علي الشلحاوي من قرية العابسية- قضاء صفد الجزء الرابع". المحاور: ركان محمود. تاريخ المقابلة: 30-1-2008. مكان المقابلة: مخيم جرمانا- ريف دمشق. تمت المشاهدة بتاريخ: 16-7-2023، من الرابط التالي: https://youtu.be/tKTMP00ccHw