معلومات عامة عن عَمُّوقة/ العموقة/العميقة/ أهلها من أصول جزائرية - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية عَمُّوقة/ العموقة/العميقة/ أهلها من أصول جزائرية
قرية فلسطينية مزالة، كانت تنهض على السفوح الجنوبية لجبل كنعان و على الضفة الشمالية لوادي دلاتة، إلى الغرب من حاصور الجليلية، شمال مدينة صفد وعلى بعد حوالي 5 كم عنها، وترتفع 450م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرَتْ مساحة أراضيها بـ 2574 دونم شغلت أبنية ومناول القرية مساحة 30 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت القرية على يد جنود من الكتببة الأولى للبماخ/القوة الضاربة وذلك في سياق عملية "يفتاح" يوم 24 أيار/ مايو 1948.
الحدود
كانت عموقة تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية ماروس شمالاً.
- قرية قباعة من الشرق والشمال الشرقي.
- قرية مغر الخيط من الجنوب الشرقي.
- قرية بيريا جنوباً.
- قرية طيطبا من الجنوب الغربي.
- وقرية دلاته غرباً ومن الشمال الغربي.
سبب التسمية
عَمُّوقة: بفتح أوله وضم ثانيه مع التشديد، ويرى المؤرخ مصطفى الدباغ أن هذا الاسم هو تحريف لكلمة عَمِّيقا السريانية والتي تعني المنخفض أو العميق، وقد عرفت القرية بذات الاسم في العصور الوسطى.
وفي لبنان قريتين تحملان اسم عميّق.
الآثار
تعد القرية ذات موقع أثري يحتوي على قبور مبنية بالحجارة ومغائر بالاضافة إلى، خربتان أثريتان هما: خربة النبرة، وخربة النبرتين.
السكان
قُدِر عدد سكان القرية عام 1922 بـ 114 نسمة، انخفض في إحصائيات عام 1931 إلى 108 نسمة، وكان لسكان القرية حتى تاريخه 17 منزلاً.
ارتفع عدد سكان القرية مجددا خلال الأربعيانيات ووصل في عام 1945 إلى 140 نسمة، وفي عام 1948 إلى 162 نسمة، وكان في القرية حتى ذلك التاريخ 25 منزلاً.
في سنة 1998 قُدِر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 997 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
لم تتوفر لدينا اي معلومة عن أسماء عائلات القرية، سوى ما ذكر في موقع هوية عن عائلات هذه القرية، وهي عائلة الصالح.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد القرية بشكل أساسي على عائدات النشاط الزراعي وبيع المنتوجات الحيوانية، بالإضافة لبعض الأعمال التجارية والمهنية التي مارسها رجال وشبان القربة داخل القرية وخارجها.
الاستيطان في القرية
بقيت أراضي القرية المدمرة خالية من الاستيطان إلا أن سلطات الاحتلال أسست عام 1980 مستعمرة حملت اسم قريتنا العربية المدمرة وهي مستعمرة "عموكا"، وقد أسسوها على بعد كلومتر واحد من موقع القرية الفلسطينية في الناحية الجنوبية الشرقية منه.
الخرب في القرية
موقع القرية قديم جداً وكان مأهول منذ عصور قديمة، ويؤيد هذا الكلام الخربتان اللتان كانتا موجودتان في موقع القرية، وهما:
- خربة النبرة: تحتوي على حجارة مبان مبعثرة وقطع أعمدة.
- خربة النبرتين: تحتوي على حجارة منقوشة وكنيسة وقطع معمارية. كانت تقوم في هذا الخربة قرية Kefar Niburya في العهد الوماني و (النبرتين) في العصور الوسطى.
النبرة وخربة النبرتين التي كانت تقوم عليهما قرية (كفا نبوريا) في العهد الروماني.
الثروة الزراعية
اعتمد اقتصاد القرية على عائدات النشاط الزراعي بالدرجة الأولى، من ناحية لتأمين الحاجات الاستهلاكية ومن ناحية أخرى لبيع الفائض منه والاستفادة من عائدات تلك المحاصيل، ووفقاً لإحصائيات سلطات الانتداب البريطاني عام 1945 فإن مجموع الأراضي التي كانت تعود ملكيتها لقرية وأهالي قرية عموقة بلغت 2574 دونم، توزعت كالتالي:
1359دونم: صالحة للزراعة.
1185 دونم: بور.
1164 دونم: زرعت بالحبوب.
66 دونم: زرعت بأشجار الزيتون
195 دونم: كانت مخصصة للبساتين المروية.
30 دونم: بنيت عليها منازل القرية.
وقد تنوعت محاصيل القرية بين حبوب: قمح، شعير...الخ، وخضراوات: بندورة، خيار، باذنجان، كوسا...الخ
وأشجار مثمرة: اهمها الزيتون.
احتلال القرية
وفقاً للمؤرخ وليد الخالدي نقلاً عن مصادر عبرية، فإن قرية عموقة سقطت يوم 24 أيار/ مايو 1948 بعد هجوم للبلماخ نفذ في سياق عملية "يفتاح" التي كانت تستهدف احتلال مدينة صفد وقراها، و قد غادر السكان عموقة من جراء القصف اليهودي، والخوف من الأذى إن هم أسروا و الخوف من الوقوع بين نيران الجيوش المتقاتلة.
القرية والأصول الجزائرية لسكانها
القرى الجزائرية ويسميها البعض قرى المغاربة، وهي خمسة قرى في قضاء مدينة صفد استقرت فيها مجموعة عائلات وأسر عربية جزائرية أواسط القرن الثامن عشر، وفي حكاية نزولهم في بلاد الشام نذكر لكم الرواية المعروفة الموثقة في جميع الكتب والمراجع التاريخية، وكذلك مما سمعته من بعض أبناء هذه القرى شخصياً، وكما دون الحكاية الباحث والمؤرخ مصطفى العباسي، حيث ذكروا أن أجدادهم كانوا من أنصار وأتباع الأمير عبد القادر الجزائري.
قاد الأمير عبد القادر الجزائري حركة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي للبلاد منذ عام 1830، تمكنت القوات الفرنسية لاحقاً من إلقاء القبض على الأمير ونقله لباريس عام 1847 حيث سُجن هناك حتى عام 1852، وعندما تم الإفراج عنه، تم نفيه من الجزائر، فاختار اسطنبول ومن ثم دمشق مكاناً للاستقرار.
في تلك الأثناء كانت الديار الشامية لاتزال تحت حكم العثمانيين الذين بدورهم رحبوا بالأمير عبد القادر الجزائري وأنصاره الذين باتوا يتوافدون للاستقرار في بلاد الشام مع عائلاتهم.
وبالفعل استقر حتى اليوم عدد كبير من الأخوة الجزائريين والمغاربة في مناطق مختلفة في بلاد الشام بمختلف مدنها وقراها.
أما عن الجزائريين في صفد وقراها فيذكر الباحثان: مصطفى العباسي و هنادي قواسمي المعلومات التالية:
"تأسست في قضاء صفد خمس قرى جزائرية، وهي: ديشوم، عموقه، ماروس، الحسينية، وتليل. وكان المهاجرون الذين استقروا في هذه القرى يرتبطون بجماعة الشيخ أحمد بن سلم، وكانوا من أبناء قبائل مختلفة. سكن في قريتي عموقه وماروس أبناء قبيلة أولاد بو الوارث الذين تعود أصولهم إلى منطقة مدينة دلس في الجزائر. بينما سكن في قريتي الحسينية وتليل أبناء قبيلة أولاد بو الكبير الذين تعود أصولهم إلى منطقة بليدة، بينما سكن في قرية ديشوم أبناء قبيلة آيت يحيى الذي أتوا من منطقة تقزيرت.
وقد ذكر عدد من الرحالة الأوروبيين إلى فلسطين في كتبهم ومذكراتهم الوجود الجزائري في هذه القرى وقرى أخرى مثل قرية ميس الجبل، ومنطقة تل حاصور (تل القدح)، وقرية علما، ورأس الأحمر. يمكن الاستنتاج من المعلومات التي بين أيدينا بأن جزءاً من المهاجرين الجزائريين سكنوا في بداية هجرتهم في قرى “مختلطة”، أي سكنوا مع الفلسطينيين، ومن ثم أسسوا القرى الخمس المذكورة أعلاه، والتي كانت قرى جزائرية بكامل سكانها.
بالإضافة إلى ذلك، فقد سكن عدد من المهاجرين الجزائريين في صفد المدينة، والذين أتوا إليها بالأساس خلال موجة الهجرة الأولى، ونسمع عنهم من خلال القراءة عن مرور الأمير عبد القادر بصفد في طريقه إلى القدس.
لا نملك معلومات إحصائية دقيقة عن عدد الجزائريين في مدينة صفد، إلا أن بعض المراجع الأجنبية تذكر أن الكثير من سكان صفد هم من أصول جزائرية، بينما يذكر الباحث شور أن هناك ادعاء رائج بأن نصف سكان صفد المسلمين في القرن التاسع عشر كانوا من الجزائريين.
ويضيف شور بأن الاستقرار الجزائري في صفد أدى إلى “تطرف” في مواقف المجتمع المسلم في المدينة. حسب كلامه، فقد اتصف الجزائريون بعدم تسامحهم مع غير المسلمين، ومما يدلّ على ذلك هو الاعتداء على “كيتشنر وكوندر”. في العاشر من تموز 1875، تمّ “الاعتداء” على وفد برئاسة كيتشنر وكوندر، من قبل جمع غاضب بقيادة علي آغا من قادة الجزائريين في صفد، والذي حاول منع أعمال البحث والقياس ورسم الخرائط في المنطقة. انتهى “الاعتداء” بجرح عدد من أعضاء الوفد البريطاني، من بينهم “كيتشنر”.
من الصعب أن نحدد إذا كان هذا “الاعتداء” دالاً على عدم التسامح لدى الجزائريين اتجاه غير المسلمين، فقد كان يعيش في صفد يهود ومسيحيون، ولم يذكروا أبداً أي اعتداء ضدّهم بسبب دينهم.
وبحسب رأي العباسي، فإنه لم يسكن في صفد أكثر من 200 جزائري في تلك الفترة، نعرف ذلك عن طريق معرفة عدد الجزائريين في صفد في فترة الانتداب البريطاني، إذ تذكر السجلات أنه كانت فيها عائلتان متوسطتان- ديلسي وعربي – وبعض العائلات الصغيرة الأخرى التي سكنت في حارة الاكراد الشرقية. وقد كان قادة هذه الجالية في صفد أبناء عائلة ديلسي، وهما مصطفى ومحمد رشيد، وهما تاجران معروفان أتوا من المدينة الجزائرية دلس."
القرية اليوم
عقب احتلال القوات الصهيونية للقرية دمروها بشكل كامل، واليوم لم يبقَ من القرية إلا أنقاض المنازل المدمرة، و قد غلب على الموقع أشجار الكينا والتين والزيتون وباتت الأراضي المحيطة بالموقع في معظمها غابات، ويزرع سكان مستعمرة "عموكا" بعضها.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 161.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 31- 36- 53- 194-195-196- 208- 209- 428.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 339- 340.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 475.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 27.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 51- 52.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 19- 79- 80- 144- 212- 220- 222- 240.
- Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B.Barron.O.B.E, M.C.P:44.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 105.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 9.
- "قرية عموقة- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 19-7-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/Ammuqa/ar/index.html
- "عائلات قرية عموقة- صفد". موقع هوية. تمت المشاهدة بتاريخ: 19-7-2023 من خلال الرابط: https://www.howiyya.com/VmRegionListView?Id=966